رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة فى مصر: مكتبة لاستعارة الكتب بضمان الثقة والضمير

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتبت ـ غادة ماهر:

 

تصوير: أحمد حمدى

لأول مرة فى مصر يمكنك استعارة أى كتاب مجانا دون  مقابل، حيث تم إنشاء مكتبة تكتظ بمئات الكتب المتنوعة من أدب وفن وثقافة ودين وسياسة لخدمة وتثقيف المواطنين وتنمية وزيادة الوعي لديهم «ببلاش»..  إذا أعجبك كتاب وتود قراءته خذه واقرأه فى منزلك خلال أسبوع علي الأكثر ثم أعده سليماً ليقرأه غيرك.. وتتم استعارة أى كتاب مجانا بضمان الثقة فى المستعير فقط.

توجد مكتبة سلسلة المركز الثقافي المفتوح رقم (1) بشارع حسن بالي- القطاع الثاني- بمنطقة حدائق حلوان، حيث تطالعنا لافتة تقول  «إذا كان لديك كتب لست فى حاجة إليها أحضرها إلى المكتبة ليقرأها غيرك».

ورغم أن المكتبة مخصصة لكل أهالي المنطقة ومكانها مفتوح للجميع  فى  كل وقت وحين، وليس لها باب ولا شباك  لغلقه، إلا أن هناك لافتة تضمنت قواعد ومواعيد الاستعارة أهمها أن يكون التعامل مع المكتبة نهاراً من الساعة 9 صباحاً حتى الخامسة مساء. 

وبفضل الله ومساهمة وتشجيع المخلصين، تم إنشاء المكتبة منذ أربع سنوات، وفي 10 ابريل الماضي بدأت المكتبة عامها الخامس.

سألنا أصحاب المحلات والمارة من صاحب المكتبة؟، فجاءت الإجابات مختلفة.. الكثير يجهلونه مثلي تماماً والبعض أكد انه يدعي عم عرابي وبعد رحلة بحث استمرت ساعة، اقتربت من رجل عجوز خرج من المنزل الكائن أمام رصيف المكتبة، أسرعت نحوه لعله يكون أكبر السكان عمراً وأكثرهم معرفة، ألقيت عليه السلام وسألته.. حضرتك تعرف صاحب المكتبة دي؟

بتسألي ليه؟ رد علي سؤالي بسؤال بعث في نفسي الأمل في حماس ولهفة عرفته بنفسي وشدة إعجابي بالفكرة.. ابتسم وقبل أن يحرك شفتيه قلت له أنت عم «عرابي» صح؟

رد بكل هدوء.. صح.

في البداية أبدي عدم رغبته في إكمال الحديث معي لارتباطه بموعد، واكتشفت خلال الحديث معه انه لا يرغب أن يعرف أحد بأنه صاحب الفكرة أو المكان، لأن المكتبة كما أخبرني ملك للجميع وليس لها مالك معين «ووصف مقابلتي معه بأنني محظوظة» وأمي دعيالي.

ومن أجل ذلك قال لي: سأحكي لكي حكايتي سريعاً، أنا مهندس علي المعاش

وعمري الآن 85 عاماً، لا أنتمي لأي فئة أو فكر ولا أميل للتعصب أو التميز، وبحب مصر وكرهت السياسة، عملت أمين صندوق تنمية المجتمع المحلي بمنطقة حدائق حلوان في أوائل الستينيات، ومع مرور الأيام كبرت المنطقة وأصبحت عامرة وبعد أن تحولت حلوان لمحافظة تقدمت بمذكرة رصدت فيها مشاكل أهالي المنطقة وعرضتها علي أول محافظ يتولي المسئولية ولم يستجيب المحافظ لطلبي. نفس المذكرة وزيادة عليها بعض المشاكل التي نعانيها بفعل الزمن عرضتها علي جميع المحافظين الذين تولوا المنصب دون جدوي، فقررت أن أبدأ بنفسي وأعمل شيئاً لأهالي منطقتي، في البداية قابلت المحبطين والمتشائمين ولكني رفعت شعار «دع الطيب وابدأ الحياة» بدأت بكتبي الخاصة بعدها انهالت علي كتب من كل حدب وصوت وبدأت الكتب تزداد يوماً بعد آخر حتي ضمت الكتب الخارجية لتلاميذ المدارس وقررت أن أطلق عليها اسم سلسلة المركز الثقافي المفتوح رقم (1) آملاً أن تتكرر الفكرة في كل حي ومنطقة وكل شبر في مصر.

سألته: ألم تعرض فكرتك علي مسئول حتي تعمم الفكرة ويستفيد المجتمع بأكمله؟

أجاب في حسرة: توجهت لمديرية التربية والتعليم بحي المعصرة وخذلوني.

سألت أيضاً: في حرامية يا عم «عرابي» والا الناس ملتزمة وعندها ضمير؟

أجاب: شوفي المكتبة دي ترمومتر لحال مصر فيها الحرامي وفيها الشريف.. والحمد لله «الكتاب اللي بيتاخد بييجي 20 غيره».