رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقهى «البنات».. قصة كفاح حدائق الورود

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت ـ رغدة خالد

يعبق المكان برائحة الزهور المتراصة داخل أصيصات صغيرة فى زاوية كل طاولة، هاة من الجمال الإلهى أضافتها أشجار اللبلاب وورود البنفسج التى تحتضن المكان فى حميمية تميزه عن غيره من مطاهم ومقاهى القاهرة، على جانب شارع مترو بإحدى ضواحى حى المعادى يقع 8 Gaden أو كافيه الـ8 بنات كما تعود قاطنو المكان أن طلقن عليه.

الطريق الممهد والهدوء الذى يعم المكان يقودك دون جهد بين الشوارع إلى حيث يقع مقهى البنات»، لافتة خشبية مضيئة تخطف أنظارك للوهلة الأولى، وما أن تعتاد عيناك على الأضواء المتلألئة الصادرة من المكان حتى يقع نظرك على نباتات الزينة والزهور ذات الألوان المميزة التى تستقبلك على عتبات المقهى.

جو الألفة يميز المقهى:

مساحة لا تزيد على 50 مترًا، تضم حديقة تراصت فيها طاولات خشبية بتصميم مميز يصاحبها مقاعد وثيرة، ومساحة مغلقة تطل على الحديقة عبر بوابات زجاجية، جو من الألفة يلف المكان ويضاهى دفء المنزل، سيمفونية من التناغم تعم المقاهى تعزفها أوركسترا من 8 فتيات يتبادلن التجول بين الطاولات وتقديم الطعام والمشروبات للزبائن، تعلو وجوههن ابتسامة رضا، فيما تطل بين أعينهن لمحة من التحدى والفخر بما أحرزن خلال وقت قياسى، استطعن خلاله اطلاق مشروعهن الخاص بمنأى عن جلباب العائلة.

مقهى «البنات» تحول خلال شهر واحد إلى مقص لمحبى التنزه وارتياد المقاهى وخوض غمار تجربة كل ما هو جديد وغريب بين أصناف الأطعمة والمشروبات، من قاطنى الحى الراقى وزواره، لا يلفت انتباهك ديكورات المكان فقط، فتقارب ملامح العاملين، وأغلبهم من الفتيات لا تخطئه العين، فالبشرة العاجية واحدة ونظرة الإصرار هى ذاتها، جانب الإخلاص الذى ترافقه الهمة فى الوقوف على ما يطالبه الزبائن، شقيقات وبنات خالة تعاهدن على الالتزام والسعى لإنجاح مشروعهن، عقيدتهن الصبر وحماسهن توقده متاعب الطريق.

امبراطورية البنات تقود المقهى:

«علياء» فتاة عشرينية من قاطنى الحى الراقى استطاعت أن «تجمع» شقيقاتها وعددا من أقرابها ممن هن فى مثل عمرها، استطاعت أن تقود شقيقاتها الأصغر وعددًا من فتيات العائلة ممن توفرت فيهن رغبة الوصول وقوة التحمل، لافتتاح مشروعهن الخاص تتويجًا لسنوات مضئية من العمل الحر لكل منهن على حدة التجميل والمكياج وتصميم الأزياء والحلى كانت بوابتهن لاجتياز عقبة جمع رأس المال وتجهيز وإعداد المقهى لاستقبال الزبائن دون الاتكال على الأسرة، فالاستقلالية والنجاح هو ما يطمحن فى إحرازه بمختلف دورب

حياتهن.

«مكة» و«عود»، و«حور»، أسماء مستعارة بعضهن استخدامها بينما فضلت الأخريات عدم الافصاح عن هويتهن عند التعامل مع الزبائن من غرباء الحى، قناع لحفظ خصوصيتهن ويرجحن به كفة الجهد والبذل فى مقابل مكانة وشهرة العائلة، تندرج أعمارهن من الـ25، وحتى 9 أعوام، شريكات بالتساوى فى مقهى «البنات».

ترتاد «وعود»، كلية التجارة، بينما تدرس «مكة» الحقوق، أما «حور» ففى عامها الأول فى كلية الأداب قسم اللغة الإنجليزية، بينما لا تزال الأخريات بمراحل التعليم الأساسى، تتضافر جهودهن لإضافة صبغة من الرحابة والانسجام على المقهى، لا يدخرن جهدًا، فى تلبية طلبات الرواد دون كلل أو أنفة متغلبات على عائق ضيق الوقت وقرب موعد الامتحانات النهائية فى تناغم فريد من نوعه بخطة تنظيم دقيقة تسمح للجميع بقسط كافٍ من الوقت الشاغر.

عقبات ومصاعب تحطمت على صخرة إصرار «البنات»:

بنبرة صوت يكسوها الاعتزاز، تسرد «علياء» قصتها و«البنات» مع بائعى المقاعد الخشبية والأوانى الفخارية والوسائد وحتى آلة صنع القهوة ذات السعر الخيالى، وثلاجة الحلويات، جولات بين شوارع وأزقة الأحياء العتيقة والنائية بالعتبة والمرج، قادتهن إليها أقدامهن للعثور على أرقى الخدمات وأفضل الماركات، لم يسلمن خلالها من مصائد النصابين وشرك المحتالين، من الذين اعتقدن فى أموالهن صيدًا سهلاً، رحلات متوالية خلال أكثر من شهرين أكسبتهن جلدًا وشحذت اصرارهن على النجاح.

ولم يخل مقهى «البنات» من المنغصات، بداية من انتقادات المقربين وتعليقات الجيران السلبية التى بددت صفو الأجواء، بجانب محاولات بعض الكارهين التشكيك فى جدوى المشروع والنيل من فرص نجاحه، والتى باءت جميعها بالفشل أمام صمود عزيمتهن وصلابة إرادتهن.