رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو سنة.. شاعر الطبيعة في رسالة دكتوراه بكلية دار العلوم

الشاعر محمد إبراهيم
الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة مع أعضاء لجنة المناقشة

كتب – إبراهيم عبدالمعطي:

"وتسألين عن عزيمتي ولست زاعما بأنني أطيق أن أجفف البحار أو أنقل الجبال من مكانها أو أشعل المساء كالنهار وإنما عشقت والغرام يا حبيبتي انتصار طريقي الربيع شارعي إلى القمر" (من ديوان قلبي وغازلة الثوب الأزرق لـ "أبو سنة").

إذا أردت أن ترى شاعرا يشبه شعره، فهو شاعر العربية الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، ترى في قصائده الطبيعة بأشجارها ومائها الرقراق صافية نقية كصفاء قلبه ونقاء سريرته. تشاهد أبياته متجسدة فيه، لم تُنقص المدينة بصخبها وتلوثها من سموه نفسه. يعيش بين الناس راقيا رقي شعره، بسيطا لكنه معتد بنفسه، متواضعا لكنه شامخ شموخ الجبال. تنساب لغته مثل الماء الصافي، قراءته تجعلك تحب الشعر وتستمتع بتذوقه، تعيده كرة بعد كرة، فلا تمل منه ولا تزهق روحك، بل ترتفع بك أبياته لتعيش في جو من الهدوء والطمأنينة، تنسى بهما صراع الحياة المعاصرة، بكل وحشيتها وفظاظتها؛ لأنه شاعر الطبيعة والأحاسيس والمشاعر.

في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة، جلس الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة في صفوف قاعة "الفرقان"، مستعيدا ذكريات أيام دراسته الجامعية، مستمعا إلى لجنة مناقشة الرسالة السابعة حول شعره، والتي قدمها الباحث صبري محمد أحمد يونس، تحت عنوان "شعر أبو سنة": دراسة صرفية نحوية دلالية، ونال بها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الدكاترة: محمد العمراوي "مشرفا" وحجاج أنور عبدالكريم وحسن محمد نور "مناقشين".

وأشار الباحث في دراسته إلى أنه لا يوجد إلا القليل من الدراسات حول الجانبين الصرفي والنحوي عند "أبو سنة". وعبر عن خوضه غمار دواوين الشاعر الكبير بقوله: "ولعلي لا أخفي سرا إذا قلت إنني قرأت بعض شعره قبل النية على العيش معه في البحث فهِبته وخفته، فمعانيه غامضة لا تتضح بسهولة، فضلا عن عمقها وتفردها. ولو كنت أبحث فيه شاعرا إذن لهان الأمر، ولكنني أبحث فيه نحويا، فأصبحت الرحلة رحلتين، والطريق طريقين".

بدأت الرسالة بمقدمة، تلاها تمهيد تعرض فيه الباحث لحياة الشاعر وشعره ولغته ومسيرته، وتحدث عن

ارتباط الظواهر الصرفية والنحوية بالسياق اللغوي. وجاء الباب الأول تحت عنوان "الظواهر الصرفية"، والباب الثاني بعنوان "الظواهر النحوية".

وتناول الباحث بعض الظواهر التي تدل على تصرف "أبو سنة" في اللغة من أجل الضرورة الفنية، ومن الظواهر الصرفية لديه: قصر الممدود، حذف ياء المنقوص، تخفيف المشدد، منع المصروف، تحريك الساكن، قطع همزة الوصل، ووصل همزة القطع. ومن الظواهر النحوية: حذف حرف العطف، حذف فاء الجواب، والوقوف على المنون المنصوب بالسكون.

وأشار الباحث إلى أن الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة أولع في بداية حياته بشعراء مدرسة "أبوللو"، وكانت تسيطر عليه النزعة التقليدية، إلى أن تعرف على مجموعة من أدباء رابطة الأدب الحديث وكانوا شديدي الحماسة للجديد في الأدب، حضر ندواتهم، وألقى شعره أمامهم، لكنه خجل من أسلوبه العتيق في الكتابة والاعتقاد. ثم ازداد تأثرا بالشكل الجديد عندما قرأ ديوان "قراءة الموجة" لنازك الملائكة التي كان لها الفضل في تحوله إلى الحداثة الشعرية. وتأثر "أبو سنة" –أيضا- بالشاعر نزار قباني.

وأوضح الباحث أن الشاعر "أبو سنة" أصدر 14 ديوانا، منها: قلبي وغازلة الثوب الأزرق، حديقة الشتاء، الصراخ في الآبار القديمة، ورد الفصول الأخيرة، موسيقا الأحلام، كأنما أتوا من الخيال. وفي مجال المسرح الشعري، له مسرحيتان، هما: حمزة العرب، وحصار القلعة. وله من الكتب: أصوات وأصداء، فلسفة المثل الشعبي، تجارب نقدية وقضايا أدبية.