عمارة يعقوبيان.. إيجار الشقة 15 ألف جنيه شهرياً.. والسطح مغلق للأبد

 

كتبت- غادة ماهر:

عدسة: أحمد حمدي

بجوار سينما ميامي بشارع طلعت حرب تقع عمارة يعقوبيان، أشهر عمارة فى مصر.. سطر لها الكاتب علاء الأسواني رواية تحمل اسمها من 16 عاماً مضت، ثم تحولت الرواية لفيلم سينمائي.. عام 2006، هاغوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية صاحب بناء  العمارة عام 1934.

وصولي للعمارة لم يكن بنية الكتابة عن سكانها الحاليين أو السابقين، ولكنى حلمت أن أصعد إلي آخر نقطة فى العمارة «السطوح» فهو لم يكن سطح عادى كأي سطح عمارة، ولكنه تمركزت وعاشت فيه مئات السكان من الطبقة المهمشة الفقيرة قبل وبعد الثورة، عكس سكان الشقق فكانوا من الأثرياء، ولكن.. من يقطن السطح الآن، وما شكل هذا المكان الذى كان يقتظ يوما بسكان كثيرة، وهل يتحمل سكانه لهيب  الشمس وارتفاع درجات الحرارة التى اختلفت باختلاف الزمن ..عندما أصعد سأكتشف بنفسي..

طالعين لمين يا فندم؟.. سؤال سيد البواب بتر أسئلتي وقبض قلبي وأطاح بكل ما يدور فى ذهنى ..

بملامحه الحادة، وجلبابه المكوي بمزاج، وعمته التى أخفت كل شعره أجبت الرجل الستيني.. صحفيين ومهتمين بالمباني الأثرية.. وبعد شرح طويل عريض عن الغرض من الزيارة قال البيه البواب ذو الشارب الأبيض المتساوى.. أنا هنا من سنوات فقط، وسطح العمارة مغلق من زمان،

بعد أن غادره سكانه العجائز بلا رجعة.. فأمر مأمور العقار بغلق السطح دون أن يترك مفتاحه لأحد سواه.

ومن يقطن العمارة الآن.. سألته:

أغلب الشقق متأجرة، لشركة أو فندق، أو لعرب.

كم عدد غرف الشقة؟

خمس غرف و2 دورة مياه والعمارة 6 أدوار.

كم يبلغ الإيجار فى الشهر؟

15 ألف جنيه.

ممكن نصعد إلى السطح لأرى بابه وأصوره؟

هز رأسه يميناً ويساراً مع رفع سبابته متجاهل النظر إلينا تفى بعلامة الرفض المطلق الذى لا تفلح معه أى محاولة ثانية.

تعمد سيد البواب ان ينهى حديثه عنوة لضيق وقته(!!)

فطرحت عليه سؤالي الخير رغم أنفي.

أشارت له عن صندوق مربع كبير يحمل تليفوناً أسود قديم الأزل على الحائط الأيمن لمدخل العمارة، لم يتبق منه إلا مفاتيح  متهالكة لا تصلح لأي غرض..

فأوضح لي أنه كان معداً خصيصاً لاستقبال «الترنكات»، المكالمات من الخارج وتحويلها للسكان.