رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعر أجمل الألعاب الروحية التى رافقت الإنسان منذ وجوده

الشاعر البحرينى على
الشاعر البحرينى على الشرقاوى - الشاعر أشرف البولاقي

كتب ـ صلاح صيام:

 

 

حظى الشعر بمكانة كبيرة قديمًا وحديثًا، واكتسب الشعراء شهرة واسعة من قرضهم لهذا الفن الرائع من فنون الأدب، وتبارى المبدعون فى نظم القصائد التى تعبر عن مشاعرهم واتجاهاتهم، فلربما مدح بعضهم حاكما للحصول على المال أو الحظوة أو القرب، بينما هجاه الآخر لأنه لم يستجب لمطلبه.

فأين ديوان العرب؟ بل أين الشعراء أنفسهم؟ وكيف نعيد أمجاد الفن الرائع؟

فى البداية يقول الشاعر البحرينى على الشرقاوى: عندما تقول انتهى الشعر، كأنك تقول انتهى الهواء والماء والحب والحلم، الشعر لا ينتهى بسبب بسيط جدًا، وهو أن طبيعته روحية، ربما تحاصره المادة فى زمن ما، ولظرف ما، ولكن يبقى ليستعيد عافيته، بعد أن مر بفترة جزر، الحياة مد وجزر وصعود وهبوط، وغياب وحضور.

فقد قيل لنا إن الشعر العربى مر بمرحلة انحطاط، فيما سمى بعصر الانحطاط، ولم يكونوا يعلمون أن هذا الشعر وغيابه لبعض الوقت، كان من أجل إفساح المجال لأشكال أخرى من الكتابة، فى عصر الانحطاط، بدأت أشكال جديدة تظهر على السطح ومن أهمها الملحمة التاريخية والسير الشعبية التى ساهمت فى تغذية روح الإنسان بأشكال أخرى ما كانت معروفة من قبل إلى مرحلة ما سمى بعصر الإحياء وهو عودة الشعر ليأخذ مكانته فى الحياة الاجتماعية.

ويضيف "الشرقاوى": الشعر العربى ما زال موجودا ويقوم به آلاف الأشخاص كواحد من اجمل الألعاب الروحية التى تعيد التوازن للإنسان.

ويؤكد "الشرقاوى" أن لدينا شعراء أقوى من كل شعراء العالم فى استخدام اللغة، فى طرق القول، فى هندسة المعنى، فى استخدام الارقام، فى الرؤية الكونية، علينا ان نبحث عنهم.

أما الشاعرة المغربية نجاة الراحل فتقول: الشعر رافق الإنسان منذ بداية وجوده على الأرض لازمة حتى يومنا الحاضر سيبقى ترجمانا للإحساس العربى والهم العربى والفكر العربى فقط تغيرت بنية القصيدة النثرية ويجب تقبل التغيير، فالشعر العربى القديم ليس كلاما مقدسا وهو تجربة إنسانية تحترم.

والقارئ العربى لم يودع الشعراء لكن طريقة التواصل اختلفت أصبح التحميل الرقمى المجانى من خلال الروابط الإلكترونية فى دقيقة يمكنك تحميل الكتب الشعرية تعرف أننا أمام جيل التكنولوجيا والسرعة وهذا سبب انخفاض نسبة المبيعات لهذا بعض دور النشر توجهت للنشر والتوزيع الإلكترونى وأخذ المجتمع المدنى المبادرة من خلال جمعيات بالاشتراك مع وزارات الثقافة وذلك بتنظيم مهرجانات دولية سنويا ولقاءات شعرية.

ويبقى الشعر ساحة حرب والقلم بندقية والقصيدة رصاصة تصوب فى وجه الحدث.

ويضيف الشاعر أشرف البولاقي: الشِّعرُ لم ينتهِ، ولا يمكن أن ينتهى إلا بانتهاء الحياةِ وانتهاءِ الإنسان نفسِه، يمكن أن يتراجع الشعر قليلا، يمكن أن يسكنَ ليلتقط أنفاسَه، يمكن أن يذهب حزينًا إلى

قمة جبلٍ من جبال الأولِمب يشكو الشعراءَ، لكنه لن يلبث إلا أن يعود مجددًا كطائرٍ خرافى أو أسطورى ليحلق بجناحيه.

ولعل ما يحدث الآن هو شيء قريب من هذا، فالشعر تراجع قليلا مُفسِحًا مسافاتٍ ومساحات لثقافة السرد وثقافة الصورة بسبب ضعف الشعراء أنفسهم؛ إذْ لم تتقدمْ ثقافةُ السردِ والحكايةِ والروايةِ إلا لإخلاصِ أصحابِها، وقدرتِهم على تثقيفِ أنفسِهم وبحثِهم الدائمِ والمستمرِ عن المعرفةِ والتجديد، ولعلَّ تَقدُّمَ ثقافةِ السردِ واحتلالَها صدارةَ المشهدِ الإبداعى المصرى والعربى الآن فيه ما فيه مِن تعويضٍ عن قرونِ القهرِ والقمعِ التى عاشها النثرُ العربى تحتَ جنحِ الظلامِ فى الوقتِ الذى حظى فيه الشعرُ بالنورِ والأضواءِ واهتمامِ السلطة والمؤسسة.

بينما نحن صدّقنا أننا أُمَّةٌ شاعرة، وفَتَحْنَا البابَ على مصراعيه ليدخلَ إلى حديقةِ الشعرِ اللصوصُ والزناةُ، والخونةُ والمرتزقةُ.. وأخيرا الجهلاءُ والحمقى الذين أصبحوا (شعراء) عندما استيقظوا ذاتَ مصيبةٍ سوداءَ فوجدوا تحتِ وسائدِهم رسالةً خطيةً لطيفةً من الإلهِ تخُصُّهم بالشاعريةِ أو بالكتابة، أصبحوا شعراءَ وأدباءَ دون أن يقرأوا كتابا قراءةً حقيقية، ودون أن يسعوا إلى تحصيلِ معرفةٍ صادقة.. هؤلاء العباقرةُ تصدروا المشهدَ بعد أن أفسدوه تماماَ، واختزلوا الشعرَ فى قصيدةٍ، واختزلوا القصيدةَ فى صرختين وآهةٍ... على هودجِ الحبيبةِ تارةً، أو على الأرضِ السليبةِ تارةً أخرى! ليتراجعَ الشعرُ مُفسِحًا المجالَ لثقافة السرد وثقافة الصورة.

وقال «البولاقى»: الشعراء الحقيقيون فى بلادنا قليلون جدا، ولهذا لا يمكن أن يكون لهم تأثير على سوق النشر، وفكرة (إحياء) الشعر فكرة غير مطروحة، لأن الشعر لم يمت كما قد يتصور البعض، الشعر فى حاجة لثقافة مجتمعية جديدة قادرة على احترام الحقيقيين وطرد المزيفين والأدعياء.. فالنماذج الشعرية الحقيقية - رغم قلتها- إلا أنها دالة على قدرته على الحياة والاستمرار.