رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قرية الفخارين ما بين التراث والإهمال

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب ـ رشدى أحمد:

منذ أن تطأ قدماك قرية الفخارين بالفيوم حيث جمال الطبيعة الخلابة، وخصوصا بتلك القرية التاريخية التى بها أقدم «محرقة فخار» فى مصر،  ولاتزال بصمتها تحكى قصص وروايات تسرق قلوب زوارها، تجد أن الهواء يأتى محملا إليك رائحة الطمى وغبار التاريخ، تستسلم إلى الرائحة وأنت تقترب من بائعى المنتجات الفخارية بأنواعها، وكأن المدينة لا تصنع غيرها.

خليط من الأصوات تنبعث من البيوت القديمة، بعضها يشبه خرير المياه وهى تنساب من مصب النهر، وبعضها يعلو ويخفت، وكأنه تنويعات على صدى لحن قديم، فتنظر هنا وهناك لتجد إنها أصوات ورش تصنيع المنتجات الفخارية والمشغولات الطينية، التى عكف داخلها أطفال وشباب ورجال مسنون يحولون القطع الفخارية إلى أشكال فنية متنوعة تنم عن ذوقهم الرفيع.

تقع البيوت القديمة حول تلك الورش على الطريق الذى زينه الزرع الأخضر، فعند نزولك إلى القرية التى انخفضت عن الطريق بحوالى 20 مترا، تجد أوجه سمراء لأشخاص تلطخت أيديهم وملابسهم ببقايا الطين، ليحافظوا على صناعة يشهد عليها التاريخ، يقوم كل منهم بالدور المخصص له بمهارة فائقة، تجدهم منهمكين بعملهم وبتشكيل أوانيهم الفخارية، والذين توارثوا أسرارها عن أجدادهم.

الحاج محمد حسنى رجل خمسينى من الجيل السابع الذى عشق مهنته من صميم قلبه، الأمر الذى جعله لا يدرى بما يجرى حوله من أحداث وهو داخل ورشته التى اعتبرها مملكته الشخصية، فكان يحرك أصابعه بشكل مميز حول

قطعة الطمى المبللة لكى تخرج قدورا كبيرة وصغيرة، وأوان فخارية ومزهريات وأطباق، وأباريق وأكواب، تتراص وتتألق فوق الرفوف.

وعلى إيقاع صوت العجينة الطينية أبدع حسنى فى صناعة الدفايات، التى تعددت مراحلها من صنفرة ودهان وتغليفها كى تصدر إلى الخارج ويشهد العالم كله على عبقرية اليد المصرية.

أصر العاملون فى «قرية الفخارين» على تعليم ابنائهم ليخرج جيل جديد معنى بهذه الحرفة التى انحنى لها كل من وقف امامها  تقديرا للجهد المبذول ليخرج تلك اللوحات الفنية، وعلى الرغم من عراقة المكان والتى شهدت على جماله السينما المصرية، فتم تصوير فيلم دعاء الكروان والبوسطجى منذ 56 عاما إلا أن الطريق ظل غير ممهد حتى زمن قريب.

حتى سعى أصحاب الورش لعمل طريق للنزول إلى القرية بسهولة عن طريق سلم تم بناؤه بأيديهم،

المهنة دى بتاعت اباءنا واجداد اجدادنا وهنورثها لعيالنا وهنحافظ عليها بكل ما اوتينا من قوة هكذا اختتم كلامة الحاج محمد حسنى.