رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وكان للحب مواسمه فى مصر القديمة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

الأقصر ـ حجاج سلامة:

عرف قدماء المصريين بأنهم شعب مُحِبُ للرومانسية، مولعُ بالطبيعة، يجيد التعبير عن مشاعره الجياشة للمحبوب وللوطن فى آن .

ورصدت دراسة مصرية حديثة، صدرت فى مناسبة احتفالات المصريين بعيد الحب فى شهر فبراير من كل عام، أن قدماء المصريين، برعوا فى التعبير عن الحب لمن يحبون، تارة بالشعر وكلمات الحب ، وتارة بتقديم الهدايا والزهور.

وقالت الدراسة الصادرة عن مركز الأقصر لدراسات وحقوق المرأة، بحزب الشعب الجمهورى، إن مصر القديمة، جعلت للحب مواسم، يبوح فيها المحبون بمشاعرهم تجاه من يحبون، وتجاه أزواجهم وزوجاتهم، وأن المقابر التى تعرف بمقابر النبلاء فى غرب مدينة الأقصر، الغنية بآثار الفراعنة، فى صعيد مصر، تمتلئ جدرانها بعشرات اللوحات الفنية، التى رسمها فنانو مصر القديمة، لتؤرخ وتوثق لتفاصيل من أعظم قصص العشق فى التاريخ.

وتحكى كيف أجادت كل أطياف المجتمع الفرعونى، فى التعبير عن الحب، وكيف كانت تميل إلى الرومانسية، وإلى لقاء الأحبة وسط الطبيعة الساحرة، على ضفاف نهر النيل الخالد، قبيل آلاف السنين.

وحتى أولئك المواطنون البسطاء من شعب مصر القديمة، مثل العمال وصائدى الأسماك، وغيرها من الحرف، كانوا يخرجون فى أيام محددة فى العام، فيما يعرف بمواسم الحب، فيصطحبون زوجاتهم فى رحلات للصيد ورحلات للتنزه، يكونون فيها أكثر قربا من المحبوب ، وأكثر قدرة علي التعبير عن مشاعرهم.

وحتى أولئك الذين لم يكونوا قد تزوجوا بعد، كانت هناك مواسم سنوية، يستطيع فيها كل منهم التعبير عن حبه وعشقه للآخر، فيما كان يعرف بمواسم الخطبة والزواج.

وكان من مواسم الحب فى مصر القديمة، والتى كانت مناسبة للتعبير عن مشاعر الحب، وإتمام مراسم الخطبة والزواج، أعياد "بوباسطة" التى كانت يتجمع فيها مئات الآلاف من كل أطياف الشعب فى مصر القديمة، وأعياد  الأوبت التى كانت بمثابة موسم للحب والزواج، وأعياد مدن  أبيدوس، التى يحج إليها الآلاف، وأعياد مدينتى دندرة وأدفو، حيث موسم انتقال الربة حتحور من دندرة إلى مدينة أدفو للقاء زوجها حورس.

وكان لقاء الزوج الإله ، والزوجة الربة، مناسبة، فقامت أعياد واحتفالات ضخمة، يخرج فيها الناس للساحات والمعابد، وجانبى نهر النيل للاحتفال والتعارف والزواج.

وكان من أشهر تلك الاحتفالات، الاحتفال بانتقال الإله آمون، من معبده

فى الكرنك، للقاء زوجته "موت" فى معبد الأقصر، وانتقال الربة حتحور للقاء زوجها فى معبد أدفو.

وكأن الاثنين كانا ينتقلان لقضاء شهر عسل بصحبة المحبوب، ومن هنا صارت هاتان المناسبتان، من مواسم الحب والخطبة والزواج لدى قدماء المصريين.

ومن المعروف أن مصر القديمة، اشتهرت بالكثير من قصص الحب التاريخية، التى ربطت بين قلوب المحبين، دون النظر لمكانة كلٍ منهم، فلم يكن الحب يعرف حدودا للطبقات الاجتماعية، فارتبط الملك امنحتب الثالث، وهو من أعظم ملوك مصر القديمة، بقصة حب مع امرأة من عامة الشعب، هى الملكة "تى" فتزوج بها وشاركته فى مقاليد الحكم بالبلاد.

وهناك المهندس  "سننموت"، ابن مدينة أرمنت ، فى جنوب الأقصر، والذى ارتبط بقصة حب مع الملكة حتشبسوت، ومنحته حالة العشق التى ربطت قلبه بحتشبسوت، حالة إبداعية تجذب أنظار علماء الهندسة والعمارة حتى اليوم، إذ أقام "سننموت" أعظم معبد لمعشوقته حتشبسوت، هو معبد الدير البحرى، المنحوت فى صخور جبل القرنة، غرب مدينة الأقصر، ويعد من أجمل المعابد الفرعونية.

وهناك قصص الحب الشهيرة التى جمعت بين زوجين تجرى فى عروقهما الدماء الملكية، مثل الملكة نفرتارى، وزوجها الملك رمسيس الثانى، والتى شيد لها رمسيس الثانى، واحدة من أروع المقابر الفرعونية، فى منطقة وادى الملكات، غرب الأقصر، والتى يفد لزيارتها ملوك وملكات وأمراء ومشاهير العالم، من الساسة والفنانين، والتى تحوى نقوشا متفردة، بجانب المعبد الذى شيده لها بجوار معبده الشهير فى مدينة أبوسمبل، جنوبى أسوان.