رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مريم».. أنا بنت «البواب» ولي الشرف

مريم
مريم

استطاعت مريم فتح الباب أن تهز عرش مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد أن حققت حلمها وحلم والديها في الثانوية العامة برغم الظروف التي تعيش فيها.. لم تفكر في نفسها بقدر ما كانت تفكر في إدخال السعادة والفرحة علي أسرتها المكونة من 5 بنات.

في مسكنها داخل العمارة التي يعمل بها والدها حارس عقار، وداخل محل خال مجاور كانت تذاكر «مريم» التي رفضت الدروس الخصوصية في غالبية المواد لتعتمد على نفسها، ليس لرفض أو عدم قدرة والدها مادياً على الإنفاق عليها وإنما لإحساسها بالمسئولية الكبيرة على عاتق والدها الذي ينفق على مريم وأخواتها البنات.

في الصف الأولى الإعدادي، قالت «مريم» لوالدها انها ستكون أفضل من ألف ولد، حيث لم ينجب والدها سوى البنات فقط، بل قالت له انها ستجعل الناس يتحدثون عن والدها، وبالفعل، حصلت مريم على 99% بالثانوية العامة، لتحقق حلمها في الالتحاق بكلية الطب، وتصبح أشهر من أوائل الثانوية العامة حتي الذين حصلوا على 100% وتصدرت صورهم صفحات الجرائد، ثم تتهافت الفضائيات على استضافة والدها ليكون حديث المصريين.

ذكرت «مريم» أنها لم تكن تخجل من مهنة والدها «بواب» كما تسميه أو يسميه الكثيرون بحكم مهنته، بل كتبت ذلك من قبل حينما طلبت إحدى المدرسات أن يكتب كل طالب عن نفسه لتكتب بأن والدها يعمل بوابا وتعيش في ظروفها التي تعيش فيها.

«الدكتورة مريم».. هكذا كان يناديها سكان العمارة نظراً لتفوقها الدائم طوال مراحل التعليم، لتخرج مع الإعلامي معتز الدمرادش في برنامجه «90 دقيقة» بفضائية المحور لتكمل حدوتة مصرية يستوجب الأمر التوقف عندها، حينما رفضت كل وسائل المساعدة المادية من خلال متابعي البرنامج، لتؤكد بأنها لم تأت للبرنامج لجمع أموال أو تبرعات أو تعاطف معها، وإنما حضرت يقيناً منها بأنها قد تكون سبباً في تفوق آخرين يعيشون نفس ظروفها.

مريم.. صاحبة الوجه البشوش والمبتسم دائماً مثالاً للتفاؤل والرضا بما قسمه الله لكل إنسان، لم تكره حياتها الصعبة والأجواء المحيطة بها بل ترى بأن أسرة متفاهمة في غرفة واحدة أفضل من العيش في قصر تجوبه أجواء المشاحنات وعدم الاهتمام، لم تتحدث مريم عن نفسها بقدر والديها لنتقول بأن الفضل بنسبة 90% يرجع إلى الله سبحانه وتعالي ثم والديها.

قالت «مريم» انها تريد أن تقدم شيئاً لمصر، تقول

بأن مصر قدمت لها التعليم في مدارسها، وفي جامعاتها خلال الفترة القادمة، لا تكره الوطن بسبب ظروف أو معاناة أو ضيق من أي شيء.

وبعد أن أشعلت «مريم» مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، واستضافتها الإعلامية، أشاد الفنان محمد صبحي بتجربة مريم، خاصة أنها لا تملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أو «تويتر» أو حتى تليفون حديث به برنامج التواصل «واتس آب» ليؤكد الفنان الكبير بأن مريم ابتعدت عن كل ما يشغلها وعن أهم أسباب الفشل من وجهة نظر محمد صبحي.

وحرص الكابتن أحمد حسن، نجم منتخب مصر سابقاً وعميد لاعبي العالم على زيارة «مريم» في مسكنها، ليلتقط صوراً تذكارية معها ومع أسرتها ليكتب على حسابه الشخصي على الفيس بوك «يوم مع الدكتورة مريم».

وشن أحمد حسن هجوماً شرساً على الإعلام المصري مطالباً بإلقاء الضوء على مثل هذه النماذج المشرفة، وليس استضافة من يتعرى، بل الدفع أكثر لمن يتعر أكثر- بحسب تعبيره.

وطالب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال «مريم» في قصر الرئاسة وتكريمها على جهودها وعملها في ظل ظروفها، حيث قررت جريدة الجمهورية سفر الطالبة لرحلة أوروبا مع أوائل الثانوية العامة التي تنظم سنوياً، لترد على ذلك بأنها لن تستطيع أخذ قرار في هذا الشأن قبل إذن وموافقة والدها.

«مريم».. ربما تكون قصتها أقل من قصص كفاح أخرى لكنها في النهاية تؤكد بأن النجاح والإبداع والطموح ليس له وطن أو مكان محدد وإنما يتواجد حينما تتواجد فقط الإرادة والتحدى لتحقيق الهدف.