عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سيب إيدى»!

فيديو «سيب إيدى» ليس كليبا إباحيا، ولا مجرد أغنية فاضحة فقط.. ولكنه حالة سياسية!!.. ونوع من الاعتياد على «الاسفاف» وممارسته بصورة علنية، في الكثير من الآراء والمناصب والأحزاب والاعلام والفن.. منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن.

ويمكن اعتباره من الاثار الجانبية للثورة.. مثل دواء لابد منه للتخلص من امراض الفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي.. ثم طفحت آثاره السلبية على سطح حياتنا.. في سياساتنا وعلى أخلاقنا وفى كلامنا وتصرفاتنا.. كذلك على مستوى الأعمال الفنية التي على شاكلة «سيب ايدي» وحتى في الدعارة.. فكل ذلك كان موجوداً ولكن بصورة متوارية ومحدودة وفي الخفاء.. بينما الآن يمارس بلا خوف من المحاسبة وبوجه مكشوف بلا خجل، وهي حالة يشترك فيها الناشط والإرهابي والقواد معا..!!
ولما سرقت جماعة الاخوان الإرهابية وحدة تصوير تليفزيونية كاملة لتنقل التحريض على تكفير وقتل كل من يحاول الاقتراب من المعتصمين في ميدان رابعة، وعرضت على الناس الهلاوس والخزعبلات وكأننا في حلقة زار أو حفلة مجاذيب.. ألم يكن ذلك اسفافا سياسيا؟!.. ولم يقوم الارهابيون بتصوير جرائمهم البشعة بقلب ميت مثل قتل جنودنا في سيناء أو ذبحهم في ليبيا.. فهذا نوع من الاسفاف والتدني حتى في ارتكاب الجريمة السياسية، والذي يضع قنبلة موقوتة على شريط سكة حديد أو أمام مدرسة أو في قلب شارع أو ميدان لا علاقة له بالاغتيال السياسي، ولا بالنضال ولكن له علاقة بالخيانة والعمالة، وكذلك التسريبات الصوتية للمسئولين والشخصيات العامة وحتى التافهة.. ليست سوى نوع من التدني الأخلاقي والإصفاف السياسي!!
ولأول مرة في التاريخ السياسي المصري كله، وأيضا في الفن، وكل قضايا الآداب السياسية لم يكن أحد يستخدم مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية كأداة للتعريف أو الترويج السياسي، أو فضح الخصوم والتنكيل بهم، حتى في أشهر قضية آداب سياسية ارتكبها صلاح نصر في الستينات، وكان وزير الاعلام الأسبق صفوت الشريف أحد ابطالها لم يتم تسريب التسجيلات المزعومة لبعض الفنانات، ولكن مع بداية مراحل الانحطاط والإسفاف السياسي أيام مبارك.. سجلوا وسربوا بدناءة وخسة وبطريقة واطية فيديوهات جنسية للراقصة دينا مع زوجها رجل الأعمال حسام أبو الفتوح.. حتى وصلنا الي مستوى فيديو « سيب إيدى» والذي أصبح الآن شيئا عاديا، في ظل الممارسات السياسية التي عشناها منذ يناير وحتى والان!!
وما ينطبق على السياسة ينطبق أيضا على الفن وكذلك على الأفراح الشعبية.. وعندما كان مطرباً بقيمة ووزن محمد عبد المطلب أو كارم محمود أو عبد العزيز محمود يشاركون في إحياء الافراح مع راقصات مثل زينات علوى أو سامية جمال أو سهير زكى، سواء في افراح الباشوات والبهوات أو في الفنادق الفاخرة وكذلك في الاحياء الشعبية في القاهرة والمحافظات لم يرتكبوا افعالا فاضحة بينما الافراح الشعبية

الان تحولت الي استعراض جنسي حي ومباشر من خمس راقصات عرايا وليس براقصة واحدة، ومعهن مطرب معروف أو نصف معروف أو نكرة تماما، ويرددن كلمات اباحية، ويقمن بحركات جنسية فاضحة وسط مجموعة من البلطجية وحاملي الأسلحة من كل نوع.. وهذه حالة جديدة على الافراح المصرية الشعبية تحتاج الي رصد وتحليل من حيث انتشارها والعلاقة التي تجمع بينها وبين السياسة والفن والاعلام والافراح.. وأن كليب «سيب ايدى» هو اعلى تجليات حالة الإسفاف المريعة التي نعيشها.. فلم يحدث ان تجرأ مطرب أو راقصة، في استخدام كليب لتسويق انتاجهما الفاضح.. ولا حزب مثل الحزب الوطني بكل فساده، ولا اعلام بكل تضليله ان يصلوا الى هذا المستوى الوضيع.. وكان الجميع يلتزم بميثاق شرف عام حتى الذين بلا شرف!!
من الشارع:
انكرت بطلة كليب «سيب ايدى» في تحقيقات النيابة أنها ارتكبت فعلا فاضحا، أو أن الفيديو يحتوي على حركات وإيحاءات تخدش الحياء العام، أو يحرض على الفسق والفجور، وقالت وفقا ما نشرته جريدة اليوم السابع، ان ما أذيع على الانترنت «تيست» بروفة كاميرا، تمهيدا لتصوير الكليب في ميدان التحرير.. بينما أكد بطل ومخرج الكليب، في اتصال ببرنامج «العاشرة مساءً» أنه قام بإنتاج هذا الكليب لمنع «الإسفاف» في مصر!!
وإذا استرجعنا أقوال كل الذين أفسدوا حياتنا السياسية والاقتصادية وفى الاخر قتلوا المتظاهرين بدم بارد، وكذلك المتهمون الإرهابيون الذين قبض عليهم اثناء القيام بعمليات إرهابية أو داخل أوكارهم في المحافظات أو سيناء، وكل المتهمين في قضايا الآداب.. جميعهم أنكروا التهم الموجهة إليهم ولو ضبطوا بسرقة الوطن كله، أو بقنابلهم وأسلحتهم ودماء الضحايا تسيل من أياديهم، أو متلبسين عرايا في غرفة النوم مع غرباء.. ورغم ذلك أعتقد ان كليب «سيب ايدى» ليس أسوأ ما لدينا من انحطاط في المواقف والآراء والمناصب!!

[email protected]