رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا يباع في سوق الكلاب؟!

تناولت التقارير الصحفية مؤخرا موضوع صفقة التنظيم الدولي للإخوان، برعاية الممولين قطر وتركيا، وبرعاية أجهزة دولية أوروبية وامريكية، لإنقاذ المعزول محمد مرسي، وقيادات الجماعة من حبل المشنقة. وأشارت التقارير الي ان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ويوسف القرضاوي، القيادي في الإخوان، اجتمعا مع قيادات أمنية قطرية رفيعة المستوى، لدراسة صفقة يقوم بموجبها الطرفان القطري والحمساوي،

بوقف دعم الحركات الإرهابية في مصر، وعلى رأسهم جماعة أنصار بيت المقدس «ولاية سيناء»، وكذلك العناصر الإرهابية في الحركات الأخرى التابعة لتنظيم الإخوان، مقابل انقاذ رقبة مرسي!!
وبعيدا عن استجابة أو عدم استجابة القيادة المصرية لهذه الصفقة، التي تردد ان المجتمعين يسعون الي اقناع السعودية لتلعب دور الوسيط بين الاخوان، والممولين، من جهة والقيادة المصرية من جهة أخرى لما للقيادة السعودية من رصيد كبير لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي. فما يهمنا هو ان اعلان هذه الصفقة بمثابة ورقة التوت الأخيرة التي كشفت عورات الاخوان كلهم وبلا استثناء، والممولون الذين يقفون ملتصقين خلفهم التصاقا!!
فقد بح صوتنا.. بان هذه الجماعة لا وطن لها، ولا عهد، وان ربها ومولاها هو ممولها، وأنها اول من تتخلى عن الدولة مقابل التنظيم، وأول من تتخلى عن كل القوى السياسية الوطنية المعارضة مقابل المناصب، وأول من تتخلى عن أعضائها مقابل القيادات.. فهذه الجماعة هي الوحيدة من بين كل القوى السياسية الوطنية التي عرفتها مصر على مدى تاريخها الحديث والمعاصر. أول من يخون ويتآمر ويتلاعب ويتلون، وآخر من يشارك في عمل وطني، وعلى استعداد ان تبيع نفسها من اجل مصالحها الذاتية الضيقة!!
والسؤال: لماذا رفضت قيادات التنظيم في الداخل والخارج، كل نداءات القيادة السياسية، وكذلك كل القوى السياسية المصرية لإنهاء اعتصام رابعة العدوية والنهضة لحقن دماء الغلابة المخدوعين بشعاراتهم الإسلامية المخادعة، وتجنب البلاد كل هذا العنف، والارواح التي زهقت من المصريين على مدى نحو عامين..؟!.. وماذا كان ثمن استماعهم الي من يمولهم ويحرضهم ضد الدولة المصرية والشعب المصري.. سوى عشرات المئات من المصريين بخلاف التدمير والتخريب؟!.. ولكن عندما أرادت العصابة إنقاذ رقاب قياداتها من حبل المشنقة.. تخلت عن كل شيء عن الناس والاسلام والكرسي والشعارات الكاذبة والوطنية المزيفة.. بل يمكن ان يتخلوا عن دينهم ولا تتدلى اجسامهم البالية والمترهلة.. وما كانت ضحكاتهم الصفراء خلف القضبان قوة وصمودا وانما تعبيرا عن زيفهم وخداعهم وانهم في النهاية سيبيعون كل شيء في سوق الكلاب، لإنقاذ أنفسهم، كعادتهم.. وما الذي يباع في سوق الكلاب سوى الكلاب؟!
وعموما.. هذه ليست المرة الأولى التي تحبو فيها قيادات هذه الجماعة على بطونها للخلاص الفردي والتخلي عن جماهيرهم.. فعلتها مرات مع الانجليز والملك وكذلك عبد الناصر ومع السادات ومبارك.. وما اكثر صفقاتهم القذرة مع المخابرات الفرنسية والانجليزية والأمريكية والحرس الملكي ومع المباحث وامن الدولة.. حتى وصلوا

الى مستوى المخابرات التركية والقطرية وتدنون الى مستوى العصابة المنبثقة عنها في غزة!!
من الشارع:
في حوار مهم مع الإعلامية لميس الحديدي حذر محافظ البنك المركزي هشام رامز من خطر تحول معظم النشاط الاقتصادي الى أنشطة تجارية تبيع وتشترى ولا تنتج ..وهذا كلام ليس خطيرا فقط بل كارثة، فهذا يعنى ان رجال الاعمال اصبحوا اقرب الى السماسرة الذين يوفقون ما بين البائع والمشترى ويحصلون على عمولتهم بدون أي قلق او مخاطرة من إقامة مصنع وتشغيل عمال ثم تسويق وترويج المنتج سواء في الداخل او الخارج.. بينما يستطيعون ان يكسبوا من السمسرة ومن خلال شقة في وسط البلد ما يمكن ان يكسبوه من إقامة مصنع في الصحراء.. وهو ما يعنى مصيبتين وليست واحدة، ويستحقان اللطم على الخدود.. اولا ان عدم إقامة منشآت صناعية يعنى عدم اتاحة فرص عمل حقيقية للشباب العاطل، وثانيا نقص واردات الدولة من الدولار، وثالثا تصدير الدولارات لشراء السلع، بدلا من تصدير السلع وجلب الدولارات.. وهكذا يختل ميزان المدفوعات، حيث نستورد كل شيء ونصدر أقل شيء، ولما تحتاج الدولة الى دولارات لشراء السلع الأساسية او لإقامة محطات كهرباء او لشراء قطع غيار لتحديث المحطات القائمة وغير ذلك لا تجد دولارات وتضطر الى الاقتراض او الحصول على منح من الدول العربية او الغربية بثمن أغلي مما نتصور.. وأعتقد ان هذه المشكلة الكارثة تحتاج الى مناقشة جادة من الحكومة.. ولماذا لا يقف وزراء المالية والتخطيط والصناعة وقفة احتجاجية على هذا الوضع.. لان كل وقفات العمال الاحتجاجية لسوء أوضاعهم المالية ليست سوى صدى لتحول نشاطنا الاقتصادي إلي التجارة بدلا من الصناعة.. وهو نشاط ليس تجاريا بالمعنى الاقتصادي، مثل الترانزيت والتعبئة والتغليف وإعادة التصدير ولكنه لا يزيد عن أي سوق شعبي أو سوق ريفي.. وتحول فيه رجال الاعمال الى معلمين بدون جلاليب وشوارب!!
[email protected]