رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام الشوارع !!


منذ ثورة 25 يناير.. قامت ثورات كثيرة، لم ينجح منها سوى عدد قليل جدا.. مثل ثورة صحافة المواطن.. وإعلام المواطن، وفشل الكثير منها، ومن ضمنها 25 يناير نفسها، لأسباب غير أسباب فلول الحزب الوطني.. وإذا كانت هذه حقيقة شكلها يزعل، مع أننا ندعى أن الحقيقة (ما تزعلش) لكنها تزعل وممكن الواحد يموت من الغيظ لما تبقى الحقيقة صح جدا!!
وأيام الأبيض والأسود.. في الصحف والتليفزيون والراديو، وحتى التليفون الأسود أبوقرص..

وكذلك المعلومات.. كان إعلام الدولة، وتحديدا بعد 23 يوليو، هو الذي يسيطر على أدمغة الناس.. ودائما كان لدىّ تصور انهم في وزارة الإعلام كانوا يضعون يوميا المعلومات التي تأتيهم من أجهزة الدولة السيادية (يقولونها هكذا لتخويف الناس)، أو من العالم الخارجي على ترابيزة كبيرة مثل الطماطم أو البطاطس.. وينتقون الأبيض، من وجهة نظرهم، الذي يصلح للمواطن، ويستبعدون الأسود، من وجهة نظرهم، الذي يضره، والمواطن بكل ادب ينتظر في البيت ما ستقرره الوزارة له من معلومات منتقاة بعناية وحرص شديدين.. ليس خوفا على عقله من التخريب، ولكن خوفا من تخريب عقل المواطن تجاه نظام الحكم!!.. فكان كل ما يقرأه ويراه ويسمعه من معلومات سواء في الصحف أو التليفزيون أو الراديو.. هو ما تصرفه له وزارة الإعلام مثل المقررات التموينية.. أما المواطن الذي كان يتم إبلاغه المعلومات بالتليفون.. فعادة يكون استدعاء من أمن الدولة!!
بعد ثورة 25 يناير، الفاشلة، وحتى الآن، أصبح حوالي 100 مليون مواطن مصري معه تليفون محمول، نصفهم تقريبا تليفونات محمولة ذكية، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت الأرضي، والمحمول إلى 48 مليون مستخدم.. وفى المقابل زادت القنوات الفضائية التليفزيونية حتى وصلت إلى 31 قناة تليفزيونية مصرية خاصة، منها 12 قناة شاملة و19 متخصصة.. وارتفاع نسبة الأسر التي تمتلك أجهزة تليفزيون تصل إلى 88.3% .كما يتم بث حوالى 520 قناة تليفزيونية (مصرية وغير مصرية)، منها ما يزيد علي 100 قناة مشفرة، وأكثر من 400 قناة مفتوحة مجانية عبر أقمار نايل سات!!
ولأن المواطن شرب من إعلام الدولة لغاية لما وصل للحلق، استكفى من الوزارة كلها و«استنطق» نفسه بنفسه.. وبين ليلة وضحاها اصبح لدينا 100 مليون وزارة إعلام بحالها، و100 مليون وزير إعلام بلحمه وشحمه.. ولأن ابنك على ما تربيه، ومواطنك على ما تعذبه.. تحول الـ 100 مليون كلهم مثل صفوت الشريف، يذيعون كل ما تصل إليه كاميرات موبايلاتهم من أخبار مفبركة للتضليل، ولقطات مجتزأة للتشهير، وصور متركبة للإثارة.. لأنها متعودة.. دايما، على رأى عادل إمام، على تزييف وتزوير الحقائق مثلما كان يفعل بها ومعها كل وزراء إعلام الحكومات السابقة من 23 يوليو حتى آخر وزير!!
المدهش في كل ذلك (الحمد لله توجد حاجة مثيرة للدهشة).. أن الدولة، يفعل فيها المواطن

الآن، ما كانت تفعله هي معه زمان.. فقد كانت بالإعلام توجهه للاشتراكية أو تشحنه ضد الشيوعية، أو تعبئه ضد إسرائيل، أو تحرضه ضد المعارضين، أو تحببه في رجال الأعمال الفاسدين.. الآن المواطن هو الذي يوجه ويشحن ويعبأ ويحرض ويخوف الدولة إلى حد الرعب.. بالموبايل!!
وإن كان البعض يرى في ذلك أعظم إنجازات ثورة 25 يناير، الفاشلة لأسباب غير أسباب فلول الحزب الوطني، فالحقيقة المرة هي أسوأ إفرازات 25 يناير، وهذا لا يعنى أنني مع إعلام الدولة على طريقة الأنظمة السابقة أو ضد حرية التعبير، ولكن مع الإعلام المهني، ومع القواعد العلمية الاحترافية في مجال الصحافة والإعلام.. فليس صحافة من يكتب خبرا بدون تدقيق المعلومات، وبدون مصدر معتبر يوثقها؟!.. وليس إعلاما من يصور لقطات ويذيعها على أنها كل الحقيقة وهي في الحقيقة تمثل جانبا واحد من الحقيقة !!.. وليس من المسئولية ان تتحرك الحكومة كلها بناء على معلومات منقوصة أو لقطة مبتورة، أذاعها متطفل وهو جالس على القهوة أو أعاد إرسالها (شيّرها) واحد فاضي عاطل في البيت.. ولابد ان نتعامل مع كل معلومة أو صورة أو فيديو على الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي.. على انه متهم حتى تثبت براءته وليس العكس!!
< من="">
من نصف سنة (نوفمبر 2014) اجتمع الرئيس السيسي مع المجلس الاستشاري العلمي، ومنذ أيام اجتمع الرئيس أيضا مع المجلس.. في الاجتماع الأول تم بحث مشاكل مصر، أما الاجتماع الثاني فقد كان لعرض الحلول لمشاكل التعليم والصحة.. ولا أعرف الاجتماع الثالث سيكون متى، وهل سيكون لبحث نتائج تطبيق الحلول أم لتجريب حلول أخرى؟!.. الشعب يريد أن يخرج من دائرة كلمة «سوف» وحرف «السين».. الشماعة التي تُوضع عليها كل المشاكل وكل المطالب بحلول هذا المشاكل.. سوف نفعل.. وسنعمل.. وسنضع.. ولا توجد مرة واحدة عملنا.. فعلنا.. عملنا.. وضعنا!!

[email protected]