عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسوان.. وتماسيح الفساد المتوحشة!

السفر الي أسوان ..كانت أجمل الرحلات الصحفية التي قمت بها مع الزميل الكاتب الصحفي عماد الغزالي. فهذه الرحلة لن أنساها، واعتقد كذلك الغزالي، فقد قضينا حوالي عشرة أيام، أخذناها من القاهرة إلي أسوان بالقطار، ثم الى قوص ومنها على عربة كارو إلى قرية الفخار الشهيرة دوليا ونجهلها في مصر وهي «جراجوس»، والاسم مشتق من عبارة «بجوار قوص أو جوار قوص».. ثم الي نجع حمادي ومنها الي القاهرة، في اتوبيس لا أعرف، حتى الآن، كيف سافرنا فيه، أو كيف هو تحمل ووصل بنا إلى القاهرة!!

تجولنا في احياء وقرى أسوان الفقيرة، والتقينا البسطاء المبتسمين دائما بأسنانهم البيضاء مثل قلوبهم من أهل أسوان.. وذهبنا مركز ناصر أو نصر النوبة.. ومن أبرز الشخصيات التي التقينها هناك، وكان لها تأثير كبير على شخصيا من فرط طيبته واتساقه مع نفسه فكرا وقولا وعملا عضو مجلس الشعب الراحل السابق لعدة دورات محمد مختار جمعة، الذي كان بسيطا في معيشته ومنزله .. وقد عرفت شخصيا أعضاء مجلس شعب فقراء قبل دخولهم المجلس، ولم يكن حيلتهم شىء سوى لسانهم الطويل فأصبحوا من اغنى الأغنياء، بعد دخولهم المجلس!!
ومن التحقيقات الصحفية المهمة التي أجريناها في هذه الرحلة كان تحقيق عن بحيرة ناصر، ومشاكل الصيادين الذين التقيناهم في قواربهم بالبحيرة أو في عدد من مقاهي أسوان، وكذلك مشاكل تهريب السمك إلى المحافظات، وهى مافيا يشارك فيها الجميع من أفراد وأجهزة، خاصة الذين من مهامهم ان يكافحوا تهريب السمك ولكن ما يحدث هو العكس.. لان مكاسب التهريب بالملايين.. والجميع ينهار أمام الملايين السهلة بينما المصريون الغلابة يصعب عليهم الحصول على كيلو سمك رخيص رغم ان لديهم بحيرة تأكل فيها التماسيح المتوحشة أسماكا اكثر مما يأكله فقراء مصر كلها!!
وكعادتنا.. بحيرة ناصر من الكنوز المهدرة سواء بالنسبة للأسماك أو التماسيح، لأننا فشلنا، كالعادة، في الاستفادة من اسماكها وتماسيحها.. فعدد التماسيح بالبحيرة يتراوح ما بين  40 و80 ألف تمساح، سعر القطعة الواحدة من جلد التمساح  في السوق العالمي تتراوح ما بين 1000 و1200 دولار، ومطاعم أوروبا تقدم طبق لحم التمساح

الواحد بـ 70 دولارا. ونحن لدينا التماسيح متوحشة في البحيرة، واللصوص تمكنوا، بالصيد الجائر، خلال السنوات الأربع الأخيرة من اصطياد 50% من اعداد التماسيح بالبحيرة.. وأحسبوا حجم خسائرنا من العملة الصعبة يوميا.. المأساة الأخرى في الخسائر من الأسماك.. حيث يقدر حجم ما يأكله يوميا التمساح الواحد من الأسماك بنحو 10 كج، يعنى التماسيح تلتهم حوالي 400 طن يومياً أو 146 ألف طن سنويا وما يتم صيده من البحيرة يقدر بـ20 ألف طن، أي ان التماسيح تأكل سبعة أضعاف حصة الشعب المصري من البحيرة!!
العجيب.. ان المشاكل، والمصاعب التي كان يشكو لنا منها أهل أسوان والنوبيون والصيادون منذ 25 عاما سواء بالنسبة إلى توطين النوبيين حول السد، أو معاناة الصيادين من تهريب الأسماك، ومن التماسيح المتوحشة التي يضطرون في كثير من الأحيان الى تسميمها وقتلها حتى لا تلتهم أطنان الأسماك يوميا.. هي نفس المشاكل والمصاعب الحالية بل زادت عليها مشاكل ومصاعب أخرى.. يبدو اننا نعيش في دولة مشكلة.. وعصية على الحل!!
من الشارع:
سخرية وزير الثقافة من أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية الأستاذة عزة عبدالمنعم.. انعدام ذوق، وجهل، وجليطة، واستعلاء على الآخرين، واستغلال للسلطة، وإساءة لكل وزير، وسُبة للحكومة، واغتصاب للحقوق، وتعد على الحريات، وانهيار للقيم، وتدهور أخلاقي، وتدن للقدوة، وعدم إنسانية، وتحرش علني.. هذا الوزير لو كان في دولة تحترم مواطنيها كان يستحق المحاكمة وليس المحاسبة!!

[email protected]