رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قنن الحشيش.. واضرب الدنيا طبنجة!

زمان.. أحد الأصدقاء الصحفيين، كان دائما يوجد معه أفضل أنواع الحشيش.. لأنه كان مندوباً صحفياً في إدارة مكافحة المخدرات!!

وزمان.. مصر هي التي علَّمت أوروبا شرب الحشيش، وكان الشيء الوحيد الذي أخذه نابليون بونابرت وجنوده من مصر بعد فشل حملتهم في القرن التاسع عشر هو الحشيش، بالإضافة إلى حجر رشيد.. وإذا كان الإنجليز نجحوا في أن يحصلوا على «حجر» رشيد من الفرنسيين، ويحتفظوا به في المتحف البريطاني دونا عن كل أوروبا.. إلا أن الفرنسيين كانوا أكثر عدلا من الإنجليز ونجحوا في نقل الحشيش إلى كل أوروبا!!
وقبل أن يترك نابليون مصر هربا من المصريين قال: «لا أحد يفهم الشعب المصري أكثر من الشعب المصري».. ويبدو أنه كان حائراً من هذا الشعب الذى تصور أنه يمكن السيطرة عليه بسهولة، أو يضحك عليه بكلمتين عن الدين الإسلامي.. ولكن عندما فاجأه المصريون بالثورة عليه.. قال متعجبا: «ثورة كهذه كبيرة في حجمها وفي قوة اندفاعها وفي مثابرتها... أتت من شعب يكثر من شرب القهوة وتدخين الحشيش ويتشاجرون بالسباب لا بالأيدي.. ويتصفون بأنهم شعب فَرِح متسامح سلاحه النكتة وغذاؤه الفول وثيابه ملونة مزركشة واسعة.. وحكمته: «اضرب الدنيا طبنجة»!!
ورغم أن البعض تمنى أن تكون فعلاً لجنة الإصلاح التشريعي جادة في تقنين الحشيش، كما تناولته الكثير من المواقع الإخبارية، ككذبة أبريل.. فإنني كنت أتمنى شخصياً الاقتداء بالتجربة الناجحة في هولندا، لتخفيف المعاناة عن المواطن المصري البسيط.. مثلما خففت هولندا عن مواطنها.. ليس بتقنين الحشيش، ولكن باقتصاد يتميز بالاستقرار مقارنة مع باقي الدول الأوروبية الأخرى، فتعتبر هولندا الثالثة على مستوى العالم في قيمة الصادرات الزراعية بعد الولايات المتحدة وفرنسا، حيث بلغت قيمة الصادرات 55 مليار دولار سنوياً.. وهذا بالتأكيد يخفف عن المواطن الهولندي أكثر من الحشيش!
وكذلك تعتبر هولندا بلداً زراعياً من الطراز الأول، فقد تم استغلال 70% من أراضيها في الزراعة والرعي، والتصنيع من أهم الاقتصادية في هولندا، ويشكل ربع الناتج الوطني الإجمالي، ولهذا فان الاقتصاد الهولندي هو الرقم 18 الأقوى في العالم، وهي بذلك واحدة من أكثر 10 بلاد رائدة في التصدير في العالم.. أما في مجال السياحة فان هولندا تستقبل سنويا أكثر من 11 مليون سائح بإجمالي عائدات 17 مليار دولار بدون أهرامات ولا أبو الهول ولا معابد ولا كنائس معلقة ولا مساجد قديمة، ولا شرم ولا شمس ولا ميه.. ولكن استطاعت أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 660 مليار دولار، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 40 ألف دولار أمريكي سنويا، وبذلك تحتل المرتبة العاشرة في الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، مما يعطي المواطن الهولندي واحداً من أعلى مستويات المعيشة في العالم.. وهذا

بالتأكيد يخفف عن المواطن الهولندي أكثر من الحشيش، وحتى لو حالته الصحية أو مزاجه طلب حشيش فإن هذا الدخل يساعده على شراء الحشيش وهو مستريح.. أما نحن فيكفينا فخراً أننا في المركز الثاني عشر في تدخين الحشيش؛ حيث وصل حجم تجارته إلى نحو 22 مليار جنيه عام 2014!!
والغريب أن الحشيش معناه في اللغة العربية «العشب» أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية «شيش» التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش.!!
وعندما أطلق محمد على باشا نهضته الصناعية أقام العديد من الصناعات والمصانع الكبيرة.. وعندما علم أن تعاطي الحشيش يصيب العاملين بالوهن والكسل، أصدر أوامره إلى جميع المديرين بمنع زراعته، ولكن الفلاحين كانوا يزرعونه خلسة، فلم تكن زراعة القنب، أو تعاطي الحشيش مجرِّمة قانوناً.
وعلى مر السنين، ازداد إقبال العامة على تعاطي الحشيش، وتوسع الفلاحون في زراعة القنب، كما عرف الحشيش اليوناني طريقه، إلى مصر، عبر البحر المتوسط، مما جعل السلطات تقدم على إصدار أمر عال في (29 مارس 1879م) يحرم استيراد الحشيش ويمنع زراعته، ويوجب على من يخالف أحكامه غرامة مالية لا تزيد على مائتي قرش، ومصادرة المضبوطات.
وفى مارس 1929 كانت مصر أول دولة في العالم تنشئ مكتباً، أو جهازاً لمكافحة المخدرات، كما ورد في كتاب الدكتور مصطفى سويف، المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية. ومنذ ذلك التاريخ، ومع تعدد آليات المكافحة عربياً ودولياً، ومع نهاية عقد مكافحة إساءة استعمال المخدرات (1991 2000)، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد تأكد الدور الريادي المصري، في مجال مكافحة المخدرات، باختيار منظمة الأمم المتحدة للقاهرة، لتكون مقراً للمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يتبع برنامج الأمم المتحدة الدولي للرقابة على المخدرات.

[email protected]