عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ممكن سيلفى مع قنا.. ياريس!

كل من أراد ان يقول رأيا مختلفا «شوية» في المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ.. لا بد ان يبدأ كلامه بالإشادة بالمؤتمر وبالإنجازات التي حققها.. ثم يقول بعد ذلك ولكن..!!. وهي إشارة خطيرة وتذكرنا بعدو الاشتراكية أيام الرئيس عبدالناصر، وتجريسه بأنه عديم المسئولية «ونسقف له كده هو».. وخطورة ذلك ان البلد ينقسم الى قسمين: «إخوان» و«سيساوية».. فمن قال ان كل من يعارض المؤتمر أو يبدى ملاحظات على مخرجاته هو إخواني وضد السيسي؟!.. وهو نوع من المراهقة الوطنية من الفريقين من ناحية، ومن ناحية أخرى هذا يعطى للإخوان حجما أكبر بكثير من حجمهم لأنهم أصغر بكثير من ذلك.. ومؤيدو نهوض الدولة المصرية، ولن أقول «السيساوية»، بحجم سكان هذه الدولة!

وهي نار يشعلها صبيان الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي، ويريدون ان يضربوا كرسي في الكلوب، وللأسف ينجر وراءهم آخرون، ليسوا بإخوان بل ان معظمهم ضد الإخوان، ولكنهم عواجيز الفرح، الذين لا يعجبهم العجب، ويخافون من ان يضبطهم أحد يؤيدون أي سياسات جديدة للدولة حتى لا يقال عليهم انهم «سيساوية»!!
المشكلة ليست في هؤلاء أو هؤلاء.. ولكن فيمن يريد ان يقول رأيا موضوعيا في أي سياسة تقررها الحكومة ويضيع وسط هذه الأصوات الصبيانية.. فمن قال ان كل ما تقوله الحكومة، بكل وزرائها صحيح؟!.. ومن قال ان كل الآراء الموضوعية في هذه السياسات ليست صحيحة ؟!.. فقد قرات مقالا مهما لأحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام، وهو خبير اقتصادي متميز ووطني لا شك فيه.. حول رؤيته للمؤتمر الاقتصادي لما له وما عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ..، ومن الأهمية ان يطلع عليه وزراء التخطيط والاستثمار والمالية الذين كانوا أبرز الوجوه التي طلت على الناس لإفهامهم جدوى المؤتمر وثماره من مشروعات كثيرة، ومن أهمها بالطبع العاصمة الإدارية الجديدة!!
عموما.. ما يهمني في المؤتمر الاقتصادي، حقيقة، لا العاصمة الجديدة، ولا عشرات المليارات من الدولارات التي جاءت ان لم تستفد منها محافظات الصعيد، ليس لأن محافظات الوجه البحري احسن حالا، ولكن بالمقارنة بالصعيد، وبمحافظة مثل قنا تحديدا.. فمن يرى «بلاوى» قنا تهون عليه «بلوته».. هذه المحافظة المنكوبة في المحافظين، والمنكوبة في قيادات الشرطة، والمنكوبة في أعضاء مجلس الشعب.. فمنهم من تعلم فيها كيف يكون محافظا أو ضابطا أو مدير مديرية.. ومنهم من كان معدما ثم أصبح عضوا عن المحافظة في مجلس النواب او الأمة او عضوا بمجلس الشعب.. ومنهم من أصبح غنيا او ازداد نفوذا وغنى بينما سكانها ازدادوا فقرا.. وللعلم ان مشكلة قنا، ان معظم القيادات، وخصوصا المحافظ وعدداً كبيراً من رؤساء المدن الكبرى يأتون من خارجها، ومن محافظات مثل القاهرة أو الإسكندرية وغيرهما، وبالتالي يظلون شهورا لمعرفة أحوال المحافظة ومشاكلها وحتى يفهموا كل مصائبها يكون أعضاء مجلس الشعب بالمحافظة، ووكلاء الوزارة سيطروا عليهم ووضعوهم

في جيوبهم.. ولا يستطيعون المقاومة ويستسلمو في النهاية داعين ان ينقذهم الله من هذه المحافظة!!
ومدينة كبيرة مثل نجع حمادي التي تضم عشرات المئات من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمحامين والمدرسين.. كان كل أعضاء المجلس الذين يتحدثون باسمها تحت قبة البرلمان من القرى التابعة لها، ومعظمهم كانوا بلا مؤهلات.. بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية الذي جعل من القرى هي صاحبة كتلة الأصوات الكبيرة والكفيلة لوصول أي شخص، أياً كان تعليمه أو مستوى تفكيره، الي البرلمان بسهولة .. والمشكلة ليست في ان القرى هي التي تختار النائب الذي يتحدث عن المدينة في المجلس، ولكن المشكلة في ان العصبية والقبلية هي التي تتحكم في كتلة الأصوات بالقرى، وهي التي تختار فعليا من يمثل مدينة بحجم نجع حمادي في مجلس الشعب!!
ولذلك.. فإن الاجتماع الذي شهدته المحافظة منذ أيام للإعلان عن برنامج أو خطة .. باسم «مشروعك» وبحضور السيد رئيس الوزراء وعدد من الوزراء.. هو ذرًّا للرَّماد في العيون، للتمويه والتضليل بأن الحكومة جاءت إلي قنا.. وإنها بدأت تنظر اليها بعين العطف.. بماذا؟.. بدراسات جدوى لتحفيز الشباب على إقامة مشاريع يمولها الصندوق الاجتماعي أو بنك التنمية والائتمان الزراعي الذي حصل على آلاف الاحكام بالسجن على الفلاحين.. هذا شغل غير حقيقي وغير أمين وحق يراد به باطل.. فمن البديهيات على الأقل ان يكون لدى الحكومة خريطة استثمارية عليها إمكانيات المحافظة واحتياجاتها، بل واحتياجات الدولة منها، لتوجيه الشباب إلى مشروعات محددة، سواء متناهية الصغر أو صغيرة او متوسطة، هذا إذا أردنا إحداث نهضة حقيقية اقتصادية واجتماعية.. أما حكاية «مشروعك» مثلما فعلوا في «ابني بيتك» الذي أصبح عبارة عن مجموعة «خرابات».. فهذا لا يصح من هذه الحكومة.. وكنت أود ان يقوم المهندس إبراهيم محلب بزيارة الى مجمع الالمونيوم في نجع حمادي ليعرف على الطبيعة المشاريع الحقيقية التي تحتاجها المحافظة؟!

[email protected]