رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر للعمل ..وليس للمال ؟!

صدمتان.. في المؤتمر الاقتصادي الذي سيبدأ اليوم في شرم الشيخ.. الصدمة الأولى أن المؤتمر لن يأتي بالمال كما يتوقع الكثير، ولكنه سيأتي بما هو أفضل وأبقى، سيأتي بالعمل أولا، وبالعمل ثانيا، وثالثا ورابعا.. وأخيرا يأتي بالمال بقدر حجم وجودة المنتج من هذا العمل. ومن يتصور أن الأموال ستتدفق على مصر انهارا بعد المؤتمر سيكون هو نفس الشخص الذي يبحث عن الإجابة المستحيلة لسؤال الإنسانية الأسطوري.. من يأتي أولا البيضة ام الفرخة؟!.. والاجابة، أو الصدمة الثانية في المؤتمر بأن َمنْ يأتي أولا هو الديك.. أقصد الإدارة الجديدة!!

اليوم .. بدأت أولى فعاليات المؤتمر الاقتصادي بمشاركة 80 دولة، بينها 25 دولة سيتم تمثيلها على المستوى الرئاسي، وأخرى تشارك بنواب الرؤساء أو بولاة العهد مثل السعودية والامارات وثالثة بالوزراء، بالإضافة إلي عدد من رؤساء المؤسسات الدولية الاقتصادية، والعشرات من أصحاب الشركات والكيانات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية.. ومن المؤكد أن جميعهم حسبوا ألف حساب قبل أن يأتوا إلي دولة يروج الإرهابيون والعملاء حولها ألف حكاية وحكاية عن عدم استقرارها، وما يهددها حاليا، وما قد تواجهه في المستقبل.. إلا أن هذا الحضور ٌيفسد هذه الحكايات المفخخة بعبوات الإرهابيين، والمغلفة بقنابل الإخوان، والمشتعلة بنيرانهم، التي تحرق قلوبهم، قبل أن تحرق مؤسسات الدولة.. لأن الاستثمار لا يأتي إلي بلد تحترق ولكن يجيء إلي بلد منورة في الحاضر ومتوهجة بالمستقبل.
ولهذا.. فان كل مصري لابد أن يعرف أن هذا اليوم ليس ككل الأيام، اليوم مصر تتفرج على نفسها، والعالم يأتيها مهرولا اقتصاديا، وليس مترددا سياسيا، فللاقتصاد لغة واحدة هي الأرباح، بينما السياسة لها ألف لغة وألف مسمى. وما يقوله السياسيون في العلن من المؤكد يختلف أو يتبدل في الغرف المغلقة، بينما ما يقوله الاقتصاديون واحد.. الذي في العلن هو نفسه ما يجري في الخفاء، وهو هو الذي يقال غداً أو بعد غد.. فلا الوقت يبدله، ولا الأشخاص تغيره.. سوى أحوال السوق. والقادمون اليوم في هذا المؤتمر لم يأتوها للسياحة ولكن لشيء واحد هو الاستثمار.. ولن يأتي الاستثمار إلا من أَمَن واطمئن على استثماراته.
وإذا كان المؤتمر يهدف الى وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي واستعادة ثقة المستثمر في قدرات وموارد الدولة المصرية، فان هذا المستثمر لن يكون جادا في الاستثمار ما لم تكن الإدارة جادة في التعامل مع هذه الاستثمارات الاجنبية، وإذا كانت الإدارة القديمة، او جهاز الدولة الإداري القديم، هو الذى سيستقبل هذه الاستثمارات، سنستمر في الدوران داخل الدائرة المغلقة في السؤال المستحيل عن البيضة والفرخة، بينما الحل سهل وبسيط في «الديك» الذى يتجسد في إدارة جديدة، مدربة ومؤهلة ومزودة بالتقنيات الجديدة، تعمل وفق نظم إدارية متطورة. وهناك أساليب كثيرة طبقتها العديد من الدول التي كانت تعاني مثلنا من تضخم وبدائية وبيروقراطية الجهاز الإداري، ونجحت مثل الصين وماليزيا وسنغافورة وغيرهم.
من الشارع:
السيد وزير الداخلية الجديد اللواء محمود عبد الغفار.. لن تستطيع أن تقبض على كل إرهابي يحمل قنبلة في كيس بلاستيك، أو ملثم جبان يلقي زجاجات المولوتوف ليحرق مؤسسات الدولة.. وليس مطلوبا منك ذلك، لان أكبر الدول عانت، ومازالت تعاني، من الإرهاب ولكن تستطيع الحد من عملياتهم القذرة، بالفكر والكفاءة وبالأدوات المناسبة إلي ان تصل إلي مرحلة القضاء على الإرهابيين.. وأيضا تستطيع ان تصل إلي حلول للملفات المتأزمة بين المواطنين والشرطة، سواء في المرور بالشارع، أو داخل الأقسام، أو في الإدارات والوحدات التي تخدم الجمهور مثل: السجل المدني والتراخيص والنقل والسياحة.. لأن الداخلية جزء من الاقتصاد!!

[email protected]