رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر أخرى.. في الحرب!

الحرب كما تعيشها ليست هي الحرب التي يُحكى لك عنها، وهي تختلف عن الحرب التي تشاهدها في السينما، أو تسمع عنها في بلد آخر.. وأظن أن هناك أكثر من جيل في مصر الآن لا يعرف شيئاً عن الحرب، وكل معرفته عنها ما شاهده من لقطات على اليوتيوب أو على الفضائيات عن حروب قديمة، وقليل من شباب اليوم سمع عن الحرب من والده الذي شارك في حرب أكتوبر 73. وأكثرهم شارك في الحرب في «السيبر» الذي بجوار بيتهم وهو يلعبها على الكمبيوتر!!

ورغم ذلك رأيت مصر أخرى يوم أن ضرب الطيران معاقل الإرهابيين في ليبيا..رداً على جريمتهم الخسيسة والجبانة ضد المصريين.. وأيضا شاهدت مصريين آخرين، وكذلك قيادة شجاعة أخرى، أحسنت اتخاذ هذا الموقف بدون تردد، وفي توقيت حاسم وسريع، ويبدو أن تلك شخصية الرئيس السيسي، فهو ليس من النوع الذي يتردد في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب.. وهذا ما كان الشعب المصري يعاني منه مع الرئيس المخلوع مبارك، الذي كان بطيئاً ومتردداً وجباناً.. وتحديدًا عندما خطف الإرهابيين وقتلوا سفير مصر في العراق إيهاب الشريف (2005) وهي جريمة بشعة، حرقت دم المصريين كلهم، والنظام الجبان لم يحرك ساكنا ولم يفعل شيئا يحفظ حتى ماء وجهه، لأن السفير ليس مواطناً عادياً بل ممثل للدولة، وخطفه وقتله وعدم الحصول على جثته كانت إهانة للدولة المصرية، وللشعب المصري الذي شعر بحزن عميق ومرارة شديدة لتخاذل المخلوع ونظام حكمه في اتخاذ موقف رجولي يرد اعتبار الدولة المصرية.. ولكن على العكس، لم يتخذ المخلوع، كعادته، أي قرار أو موقف، كما أنه لم يجرؤ على الأقل أن يحمّل أمريكا مسئولية قتل السفير، وهي التي كانت تحكم العراق فعلياً، بل سبب خرابه لأنها كانت تمول المتطرفين السنة والشيعة معاً، ليقتلوا بعضهم بعضا، وتعم الفوضى في العراق!!
بينما موقف الرئيس السيسي كان حقيقياً وصادقاً، وكان ترجمة لمرارة كل المصريين على أبنائهم في ليبيا. ورغم أن دماء ضحايا جمهور الزمالك أمام ستاد ملعب الدفاع الجوي كانت مازالت ساخنة، وكان هناك غضب كبير عليهم، وكنت من الذين يحملون الحكومة والداخلية دماء هؤلاء الشباب، ومازالت حقيقة، حتى ولو كان الخطأ من الشباب، وحتى ولو تعمدوا ذلك.. فليس من المعقول تأديب الشباب بحصارهم حتى الموت!!.. ولكن التحرك السريع من القوات المسلحة للثأر لكل مصري من هؤلاء القتلة في ليبيا كان بردا وسلاما.. وأعتقد أن هذا الحادث الأليم في ليبيا أعاد

الشمل المصري الذي كاد أن ينفرط لأسباب كثيرة منها مهرجان البراءة للجميع للنظام القديم، وظهور أسوأ رموز هذا النظام، وأقزامه، وجرأتهم على الشعب المصري بتقديم أوراق ترشحهم في انتخابات البرلمان القادم، وكذلك الإصرار على استمرار حبس الكثير من شباب الثورة!!
وإنني على يقين أن الرئيس السيسي استعاد، بقراره القوى بضرب الإرهابيين في ليبيا، كل مساحة فقدها لدى الشعب خلال الفترة الماضية بسبب ممارسات الدولة العميقة والدولة الكسولة والمتأخونة.. بما في ذلك عناصر قيادية بالداخلية مصرة علي العودة إلى الأساليب الهمجية والاستبدادية في تعاملها مع الشباب..وكان من المفروض أن تخجل هذه القيادات من دماء زملائهم الذين سقطوا في سبيل هذا الوطن أثناء مواجهة الإرهاب والبلطجية.. ولا تعود إلي ممارسة الإرهاب والبلطجية على الشعب.. ألا يخجلوا؟!

< من="">
شارك في حرب 73 ثلاثة من أشقائي مرة واحدة، فبعد 67 كان كل من يحصل على شهادته يدخل الجيش ولا يخرج منه. وكان والدي رحمه الله يفخر بأن كل أبنائه السبعة دخلوا الجيش، ومنهم إخوتي، محيي وكمال وطلعت، والذي أتشرف الآن بهم، مثلما أتشرف بكل جندي كان من هذا الجيش الذي حقق انتصاراً عظيماً في حرب أكتوبر. وكانت والدتي رحمها الله تحاول أن تكون قوية وصامدة أمامنا نحن الصغار، وهي تسمع في الراديو البيانات المتتالية عن الحرب، وتدعو لأبنائها، ولكل الشباب الذي يحارب بالنصر، وأن يعودوا سالمين إليها، وإلي أهاليهم. ولكنني كثيراً ما كنت أضبطها تبكي بمفردها على سطح منزلنا، وهي تخط بعود على الأرض في دعاء لا أنساه أن ترى أبناءها الثلاثة مرة أخرى.. ومن يومها عرفت معنى الحرب وحلاوة النصر.. وقيمة الوطن!
[email protected]