رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاغتيال.. بسلاح التسريبات!

العالم أصبح، كله، بين يديك، وقبل أن تقوم من مقامك أو يرتد إليك طرفك، تتمكن من متابعته في التو واللحظة، وفي أي مكان، وفى كل وقت.. على هذا الموبايل السحري، الذي تفوق على الجن الأزرق، وكل العفاريت، في سرعة الوصول، والحصول على أي شيء، وكل شيء.

هذا الجهاز المعجزة، الذي صنعه الانسان، متصورا أنه يسيطر عليه فإذ به (الجهاز) هو الذي يسيطر، ويتحكم، ويحرك حياة الانسان كلها.. كما أن الانسان توهم امتلاك العالم بهذا الجهاز، لكن في الحقيقة هو الذي امتلك الانسان.فبالإضافة إلي انه اختصر العديد من الأجهزة بداخله مثل الحاسب الآلي والكاميرا والتليفون والآلة الحاسبة والساعة والمنبه.. والكثير غير ذلك، فانه أيضا اختصر المسافات والمساحات بين البشر، وتدفقت المعلومات بسهولة، ويسر، وبسرعة من كل مكان على الكرة الأرضية.. حتى من الفضاء الخارجي والمريخ، ووصولها إليك على شاشته عندما تدخل فقط على الانترنت، وكل ذلك جعلك مستلبا ومشدوها، طوال الوقت، وتجلس معه أكثر مما تجلس مع اسرتك وأولادك وزوجتك واصدقائك، وذلك منذ ان تفتح عينيك في الصباح حتى قبل ان تغلقها في أواخر الليل.. فهو اول شيء تراه واخر شيء تراه!!
وإذا كان كل البشر، توحدوا في استخدامه، إلا أنهم تفرقوا في فوائده.. ففي العالم الأول يعتبر الموبايل، وسيلة للعلم، والعمل، والتسلية، والترفيه. وإن زيادة المعلومات، والمعارف التي يحصل عليها الفرد، عن طريق الموبايل، في الغرب وامريكا، تكون مصدرا لتطوير امكانياته، وقدراته، وبالتالي زيادة سعادته في الحياة. إلا أن زيادة المعرفة، وتوسع الادراك، والوعي، من خلال الموبايل، تنغص حياة الفرد في العالم الثالث الفقير،لأنه يكتشف سوء احواله وتدني معيشته وحجم الفقر والجهل الذي يعيش فيه،وضعف قدراته وامكانياته، بالمقارنة بما يصله من معلومات عن العالم الأول. ولذلك كان الموبايل إحدى أبرز وسائل ثورة 25 يناير في مصر وفي ثورات تونس وسوريا وليبيا واليمن.. كما كان ومازال اهم أدوات الإرهابيين في التواصل، مع بعضهم البعض، وفي ارسال بياناتهم، ومذابحهم، وجرائمهم.. والأخطر من ذلك استخدام الموبايل في تفجير العبوات الناسفة، والقنابل الموقوتة عن بعد!!
والموبايل، ليس مجرد وسيلة متطورة للتواصل، ولكنه لحظة فارقة في تاريخ الشعوب، والحكومات، وخصوصا في الأنظمة الديكتاتورية.. ففي زمن مضى كانت الحكومات هي مصدر المعلومات الوحيد للشعوب، من خلال الإذاعة ثم التليفزيون، والتي استخدمتهما أيضا للتعبئة العامة، وكسلاح ضد الدول الأخرى، فان الشعوب الآن، مع الموبايل، أصبحت هي التي تتحكم في الحكومات، وتوجهها وتعبئ الرأي العام ضدها، وتجبرها على اتخاذ سياسات وقرارات، ربما ضد مصلحة الدولة، خوفا من ديكتاتورية، واستبداد الموبايل، الذي اصبح في أيدى الشعوب، مثل الكرباج السوداني، الذى تلهب به ظهور الحكومات، للخضوع لرغبات الرأي العام، حتي لا يؤدى عدم استجابتها لمطالبه الي ثورة جديدة!!
وما لا يدركه الكثير، من المسئولين، في مصر الآن، أن الزمن تغير، وأن ما قبل الموبايل يختلف عما بعده، حيث انتهى زمن أسرار الغرف المغلقة والمظلمة، وزمن

اللمبة الحمراء على باب المدير، وأن زمن سيطرة مديري مكاتب المسئولين، والملكيين أكثر من الملك، قد اختفي، وأن زمن تدبير المؤامرات، والشخصيات الغامضة التي ترتدى النظارات السوداء قد انهار.. لأنهم ببساطة لم يعودوا، وحدهم، يتحكمون في مكتب المدير، ولا على من يريد الوصول للمدير، ولا حتى على المدير نفسه.. ومثلما نعيب على المتطرفين الإسلاميين انهم يريدون ان يرجعوا بالمجتمع الي الخلف فان الكثير من المسئولين، مازالوا يعيشوا في أزمنة قديمة، لان الموبايل، كسلاح للتسريبات جعل كل شيء مباحا ومتاحا، ومكشوفا وعاريا .. لا أسرار ولا أسوار ولا ممنوع ولامحظور، ولا وجود لختم سري للغاية، او خاص جدا أو شخصي.. نحن في زمن العلن، أقصد زمن الموبايل، وزمن سقوط لافتة ممنوع الاقتراب والتصوير، واختفاء الحبر السري، وانتهاء عصر الجاسوس الخائن المتخفي، بعد ان حول هذا الجهاز السحري كل الناس الي جواسيس شرعيين.. وإلي خونة أيضا!!
< من="">
في الاحتفال بالمولد النبوي.. قال الرئيس عبد الفتاح السيسي نحن (المسلمين) نحتاج الى ثورة دينية.. وهو كلام لم يقله رئيس جمهورية من قبل، بسبب عدم معرفته قول ذلك، أو عدم جرأته لقول ذلك. المهم ماذا حدث بعد هذا الكلام، الذي قاله امام العلماء، والشيوخ، وهددهم بأنه سيحاججهم به امام الله يوم القيامة.. لا شيء، سكتوا جميعا، واضطر بعضهم للتصفيق على مضض على كلامه. وبعدها بأيام، انفجرت قنبلة إرهابية، بالطالبية، في ضابط ومزقته امام الجميع، وبعدها اختطف الارهابيون في سيناء ضابطا آخر وقتلوه، واثناء ذلك اختطف الارهابيون في ليبيا مجموعة من الاقباط المصريين، وكل يوم تكتشف وتفكك الشرطة قنابل في الشوارع والقطارات وأمام المدارس، ثم كانت جريمة صحيفة شارلي إبدو التي راح ضحيتها 12 رساماً فرنسياً. ورغم كل هذه الجرائم لم يمتلك أحد من الشيوخ الشجاعة للعمل على ما قاله الرئيس.. ويبدو أنهم في حاجة الى مزيد من الدماء والضحايا.. أو إلى مزيد من تهديدات السيسي أيضا!!

[email protected]