رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أناقة إعلام «زينة يازجى»

منذ أيام سلوى حجازى وأماني ناشد ونجوى إبراهيم والأخوات الأتربى.. وحتى وزيرة الإعلام درية شرف الدين آخر عنقود هذا الجيل، والإعلام في مصر أشبه بواحدة وزنها 150 كيلو، تلبس كيساً ملوناً يجمع كل الألوان والموضات، ومكياجاً صارخاً مثل البلياتشو.. لا جمال ولا ذوق ولا أداء محترف، وأخطاء نحوية بالجملة، ونطق يأكل الألفاظ والحروف، وحضور ثقيل، وأداء هزيل، وعدم ثقة بالنفس، وانعدام فى الثقافة، وفقر في المعلومات من أي نوع.. حالة من الجهل والابتذال والتردي والوحاشة لا مثيل لها حتى في تليفزيون الواق واق!

كان من المفترض أن يكون الإعلام المصرى، الشهير بالريادة والسيادة، مورداً للإعلاميات والإعلاميين، إلى جميع المحطات الفضائية العربية، ولكن ما حدث أن الإعلام المصرى الآن يستورد الإعلاميات اللبنانيات لتزيين شاشاته بالجمال والرقة والأناقة والثقافة، بل أجزم أن عدم وجود العديد من مقدمى البرامج اللبنانيين فى الإعلام المصرى كان سيجعل من الشاشات المصرية الخاصة من أسوأ الشاشات كما هو حادث في التليفزيون المصري.. الذى لا يقارن حالياً إلا بالتليفزيونات الليبية أو اليمنية أو السودانية، ولا وجه للمقارنة إطلاقاً بينه وبين الشاشات العربية المشهورة العامة والخاصة مثل شاشات دبى وMBC والجزيرة وأيضاً الكثير من الشاشات اللبنانية، وبينما الشاشة المصرية أصبحت أصغر شاشة في التأثير والحضور تبث من أكبر مبنى للتليفزيون في العالم!
ويوم أن رفعت المذيعات قضية لارتداء الحجاب وضباط الشرطة لإطلاق اللحية عرفت أن الضابط صفوت الشريف فعل فعلته بالإعلام المصري، الذى ظل وزيره 22 عاماً.. وفعل في الإعلام ما كان يفعله في المخابرات عندما كان اسمه الحركى «موافى» في فترة الستينات، وتمت محاكمته في قضية الانحرافات الجنسية في عهد صلاح نصر، لكنه ظهر مرة أخرى كأحد الأعضاء المؤسسين في الحزب الوطني عام 1977، ثم تولى رئاسة هيئة الاستعلامات من 1978، ووزيراً للإعلام من 1982 حتى 2004، وأمين عام الحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى حتى قيام الثورة فى 25 يناير 2011، أكثر من 30 عاماً ظل فيها «الشريف» شخصية مسيطرة على الإعلام المصري وعلى الصحافة المصرية التي أفسدها أكثر مما أفسد في التليفزيون.. لأنه كان يدير حقيبة الإعلام بنفس العقلية المخابراتية بتجنيد عملاء وعميلات وليس باختيار إعلاميين واعلاميات، وتعيين رؤساء لتحرير الصحف والمجلات باعتبارهم مخبرين له وليسوا صحفيين للدولة.. وكانت النتيجة وصول من لا مهنة لهم، إلى صدارة

المشهد الإعلامي المصرى فى التليفزيون والإذاعة والصحافة، وتلميعهم باعتبارهم القادة والصفوة المفكرة، بينما هم مجموعة من الجهلاء وعديمى الموهبة، وكان يتم انتقاؤهم بعناية من الطبقات الوسطى والفقيرة والمعدمة ومن مخلفات التيارات السياسية اليسارية من ناصريين وشيوعيين وحتى التيارات الاسلامية، وكانت كل قدراتهم تتجلى فى كتابة التقارير على زملائهم ورؤسائهم كمخبرين سريين!
هكذا.. وصل الإعلام إلى ما وصل إليه من مستوى سطحى وفقير في الفكر والإمكانات والقدرات، حتى جاء الوقت الذى كان فيه عدد الذباب الذى يظهر على الشاشة يزيد علي عدد العاملين في التليفزيون، وتحول كباره إلى عصابة من  سماسرة الجميلات والمرتشين، واهتموا بكل الأعمال ما عدا الإعلام، بينما التليفزيونات العربية العامة والخاصة الحكومية، تنطلق بمهنية واحترافية لإزاحة الإعلام المصري والأفلام والأغاني المصرية عن الفضاء العربي واحتلال أماكنهم، وأصبحت مقولة صفوت الشريف: «ريادة وسيادة الإعلام المصري» مثيرة للسخرية والرثاء والبكاء للحالة التي وصل إليها هذا الإعلام.. ورغم ذلك كان التليفزيون يضم عشرات الموهوبين والمهنيين المحترفين الذين تم استبعادهم أمنياً لأنهم رفضوا العمل كعملاء عند الشريف، أو موردي نساء أو لتسهيل الرشاوى، فاضطر الكثير منهم إلى الهروب بنفسه وكرامته وموهبته.. وكان المذيع شفيع شلبي من أبرز الذين خسر التليفزيون موهبته ورؤيته المبكرة لدور مقدم البرامج التنويري، وكان سابقاً عصره، وأن ما يتم تقديمه الآن في برامج التوك شو كان يقدمه شفيع، وعدد قليل من زملائه على الشاشة، أو في الشارع مع البسطاء بثقافة وسهولة وبدون فذلكة أو ردح وصراخ وشرشحة وبملاليم وليس بملايين.. لأنهم كانوا إعلاميين وليسوا عملاء!


[email protected]