رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تحرش...رئيس جامعة !

عندما أراد محمد على باشا إنشاء دولة مصرية عصرية.. اهتم بالتعليم، وعندما أراد الاحتلال الإنجليزى استمرار السيطرة على مصر رفض مندوبه السامى اللورد كرومر بشدة تطويرالتعليم فى مصر بإنشاء جامعة حديثة وهى جامعة القاهرة، وعندما أراد الخديو حلمى عباس الثانى ان يتحدى الإنجليز تبنى مشروع الجامعة ووضع حجر الأساس بنفسه، ولم ينسى له الإنجليز ذلك بالإضافة إلى كل سياساته الرافضة لوجودهم فى مصر فاستبعدوه عن حكمها عند أول زيارة له خارجها ولم يسمحوا بعودته اليها مرة أخرى!!

وعندما حدثت اضطرابات فى فرنسا أثناء حكم الرئيس شارل ديجول لم يشعر بالخطر على بلاده لانه عرف من وزير داخليته ان أحوال الجامعة الفرنسية وطلابها بخير ومستقرة.. فقال ديجول إذن لا خوف على فرنسا فهى بخير ومستقرة طالما الجامعة كذلك!!
فهل مصر بخير ومستقرة؟!.. أعتقد ان الإجابة واضحة فى جامعة القاهرة وفى مستوى التعليم فى الجامعة، والذى لا يرقى بأى حال من الأحوال إلى مستوى تاريخها الوطنى والفكرى المشرف.. وهل لو كانت الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل التى تبرعت بمعظم أراضيها وبكل ذهبها ومجوهراتها لبناء الجامعة تعلم بأن بعض طلاب كلياتها سوف يصلون لهذا المستوى المتواضع من العلم والمتدنى فى الأخلاق إلى حد التحرش بإحدى زميلاتهم.. فانها كانت ستفكر مائة مرة قبل ان تتبرع بكل ما تمتلكه لهم ولهذا المستقبل.. ولوكانت تعلم ان بنات جنسها سيتم امتهانهن بهذ المستوى الوضيع كما لو انهن فى سينما ترسو أو فى سوق شعبى رخيص.. فهل كانت ستغامر بخسارة أملاكها؟!..لان واقعة تحرش عدد كبير من طلاب كلية الحقوق بجامعة القاهرة منذ ايام بطالبة كانت ترتدى بنطلون وبلوزة، والتعدى عليها بالألفاظ البذيئة والمنحطة التى صاحبتها اثناء خروجها فى حماية الأمن لمنع اغتصابها وسط الحرم الجامعى تحت سمع وبصر الطالبات اللاتى وقفن يتفرجن على الفتاة وهى تهان ويسمعن من زملائهن الطلاب اقذر الشتائم.. كشفت الغطاء عن مستنقع التعليم الآسن فى مصر ليس فى جامعة القاهرة فقط بل فى كل الجامعات.. لان واقعة التحرش هذه لا تختلف كثيرا عن وقائع التخريب والتدمير التى تشهدها معظم الجامعات من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية.. فالتحرش واحد وان اختلفت أهدافه وأشكاله.. وهل تعدى طالبات الإخوان على عميدة كلية وضربها وتحطيم مكتبها وكذلك الاعتداء على استاذة  بجامعة الأزهر وتمزيق ملابسها وتصويرها عارية

يختلف كثيرا عن تحرش هؤلاء الطلاب؟!.. وهل كان رئيس جامعة القاهرة فى مواجهة هذه الواقعة المهينة للجامعة ولطلابها وأساتذتها على قدر المسئولية والفهم أم انه كان متحرشا بتاريخ الجامعة مثل تحرش الطلاب بالطالبة؟!.. وعندما خرج على الفضائيات وشن هجوما على الفتاة التى تخلى عنها وتبرأ منها وتضامن مع المتحرشين بإيجاد عذر ومبرر لتحرشهم لان ملابس الطالبة غير لائقة، حسب تعبيره، وبقوله إنها غافلته وهو المحافظ على أخلاق الجامعة وغافلت الأمن ودخلت الجامعة متسترة بعباءة.. وانه وأمنه لم ولن يسمحا بدخول الفتيات بمثل هذه الملابس الخارجة علي المألوف ومتنافية مع الأعراف والتقاليد.. ولم يقل لنا سيادته ماهى الملابس المألوفة.. الحجاب أم الإسدال أم النقاب؟!.. وهل الملابس «المألوفة» التى يجب ان ترتديها الطالبات هى «مألوفة» بالنسبة للطلاب ام بالنسبة له؟!.. وماذا لو كانت ملابس الطالبة مألوفة بالنسبة لها؟!
ان العظيم طه حسين، كان من الشجاعة عندما كان عميدا لكلية الاداب بجامعة القاهرة ان يكون اول من يواجه «المألوف» والمتنافى مع الأعراف والتقاليد بالدفاع عن حق الفتيات بدخول الجامعة، وتمكن من اقناع الدكتور احمد لطفى السيد باشا رئيس الجامعة بدخول أول فتاة مصرية لجامعة القاهرة فى كلية الآداب وهى الدكتورة سهير القلماوى، ويوافق على دخولها فورا طالما لا يوجد قانون يمنع التحاق الفتيات بالجامعة.. ولم يلتفت الباشا رئيس الجامعة إلى «المألوف».. فهل يوجد يا رئيس الجامعة لديك قانون بالملابس «المألوفة» للطالبات بعد 85 عاما من دخول «القلماوى» الجامعة.. أم ان زمن العظماء من رؤساء الجامعات انتهى واصبح غير «مألوف»؟!

[email protected]