رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عريس فى زفة بلدى !!

قد أبدو اليوم غير متفائل.. ولكن يمكن أن نعتبره تحذيرا سياسيا أكثر منه تقرير حالة نفسية.. فإن الأوضاع ستظل مضطربة فى الشارع، وان القتل والدماء والسيارات المفخخة والقنابل

المؤقتة ستستمر لفترة أكبر مما تمنى الـ20 مليوناً الذين استفتوا على الدستور، أو الذين خرجوا يوم 25 يناير.. وذلك بسبب انكار قيادات الإخوان ان الشعب وصل إلى نقطة لا رجعة فيها فى علاقته بهم وأنه رفضهم رفضا باتا ولفظهم تماما من حساباته سواء حاليا او فى المستقبل.. إلا ان هذه القيادات لا تريد ان تستوعب ولا تصدق اعينهم ولا انفسهم بأن الناس كرهتهم كراهية العمى.. ولا زالت تعيش هذه القيادات، والمخدوعيون فيهم، فى أوهام وخيالات مريضة من نوع ان الشعب سيثور على النظام الحالى لإعادتهم إلى الحكم، وسيخرج بالملايين على الاتحادية راجعين وهم يحملون مندوبهم مرسى على الاكتاف لاعادته إلى كرسى رئاسة الجمهورية ..حتى هذا المندوب نفسه فى جلسة محاكمته الأخيرة كان بيتنطط امام القاضى ويسأله فى هستيريا أنت مين ولا عارف أنا فين؟..لانه مازال غير مدرك ولا غير قادر على استيعاب هذه الملايين التى خرجت يوم 30 يونية.. وانه لولا انقاذه من الناس فى مكان آمن بعد عزله، كان يمكن ان ُيفعل به ما فعله الليبيون بالقذافى فى الصحراء..ولكم ان تتصوروا منظره فى شوارع القاهرة والعيال تجرى وراءه.. فعلا عريس فى زفة بلدى!!
والمشكلة ان جماعة الإخوان، ومن يمولهم، لا يزالون يعيشون فى نشوة الفرح والزغاريد والمعازيم واللمبات الملونة يوم دخولهم إلى قصر الاتحادية، ولا يريدون الاعتراف بالأسباب الحقيقية للطلاق البيّن بينهم وبين الشعب، رغم معرفتهم بها، ولكن تفكيرهم توقف، لمحدوديته، ولفهمهم القاصر للشعب، عند سبب واحد، اقنعوا به انفسهم، وخدعوا به المتعاطفين معهم.. ان العسكر طمعوا فى الحكم، وان ما جرى هو اعادة للحكم العسكرى ولا اكثر من ذلك.. واستراحوا لكلمة الانقلاب وارتكنوا وعلقوا خزعبلاتهم الواهية عليها على أمل وحيد وهو العودة الى القصر باليوم والساعة والدقيقة قبل العصر .. وقد محوا من الوجود الملايين التى خرجت ضدهم سواء فى 30 يونية أو 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب أو يوم الاستفتاء على الدستور وأخيرا يوم الاحتفال بذكرى 25 يناير.. واغفلوا كل ذلك وظلوا يرددون كالمجاذيب وكأنهم فى حلقة ذكر.. انقلاب انقلاب.. انقلاب!!
ولكن.. مشكلة المشاكل فى عدد قليل من النخبة، سواء من السياسيين، أو المثقفين .. أصحاب المواقف المهزوزة، وانصاف الحلول، وأيضا المغرر بهم من طلاب الجامعات..

هؤلاء يرفضون عزل الإخوان ومندوبهم شكلا ويقبلون به مضمونا.. حتى لا يقال انقلاباً وحفاظا على الديمقراطية والشرعية، بينما اغفلوا مطالب الجماهير والتهديدات والمخاطر التى تحيط بالدولة من كل اتجاه.. ويكفى إلقاء نظرة واحدة على وضع إسرائيل الآن.. لمعرفة حجم المؤامرات التى تدبر للمصريين.. فهى تكاد تكون الدولة الوحيدة من بين دول الشرق الأوسط المستقرة وغير مهددة، لا من الداخل ولا من الخارج، وتعمل وتنتج وتصدر أسلحة وتكنولوجيا ومنتجات صناعية وزراعية بالمليارات، وتكاد تكون الدولة السياحية الوحيدة فى المنطقة.. بينما كل الدول التى عرفت باسم دول المواجهة منذ حرب 67، والتى كانت تهدد اسرائيل بالتدمير ومحوها من على الخريطة تكاد هى نفسها تتلاشى من على الخريطة.. فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان وحتى السودان بالمرة، بالإضافة الى ايران التى حولوها إلى قنبلة موقوتة، يمكن ان تنفجر فى أى لحظة لتدمير دول الخليج.. ولم يبق من هذه الدول سوى مصر، وان أى شخص يمتلك ذرة من العقل سوف يدرك هذا الخطر الجسيم الذى كان، ولا يزال، يهدد الدولة المصرية اثناء حكم الإخوان وحتى الآن.. واستمرار المؤامرات الدنيئة ضد الجيش المصرى، بإدخاله فى معارك جانبية تستنزفه ضد الإرهاب فى سيناء وفى الشوارع والمدن المصرية، بجانب تصويره وتسويقه بأنه مجموعة من المتآمرين والخونة لا يسعون إلا للسلطة والحكم ..كل ذلك هدفه الوحيد تدمير الدولة المصرية من الداخل، لتكون مثلها مثل دول المواجهة الأخرى.. فهل تستأهل جماعة الإخوان، التى تحولت من مجرد مجموعة تختلف سياسيا مع النظام الى مجموعة ارهابية تريد الانتقام من الشعب ،ان نضحى بالدولة فى مقابل عودة شرعية هذا المرسى!!

[email protected]