عريس فى زفة بلدى !!
قد أبدو اليوم غير متفائل.. ولكن يمكن أن نعتبره تحذيرا سياسيا أكثر منه تقرير حالة نفسية.. فإن الأوضاع ستظل مضطربة فى الشارع، وان القتل والدماء والسيارات المفخخة والقنابل
المؤقتة ستستمر لفترة أكبر مما تمنى الـ20 مليوناً الذين استفتوا على الدستور، أو الذين خرجوا يوم 25 يناير.. وذلك بسبب انكار قيادات الإخوان ان الشعب وصل إلى نقطة لا رجعة فيها فى علاقته بهم وأنه رفضهم رفضا باتا ولفظهم تماما من حساباته سواء حاليا او فى المستقبل.. إلا ان هذه القيادات لا تريد ان تستوعب ولا تصدق اعينهم ولا انفسهم بأن الناس كرهتهم كراهية العمى.. ولا زالت تعيش هذه القيادات، والمخدوعيون فيهم، فى أوهام وخيالات مريضة من نوع ان الشعب سيثور على النظام الحالى لإعادتهم إلى الحكم، وسيخرج بالملايين على الاتحادية راجعين وهم يحملون مندوبهم مرسى على الاكتاف لاعادته إلى كرسى رئاسة الجمهورية ..حتى هذا المندوب نفسه فى جلسة محاكمته الأخيرة كان بيتنطط امام القاضى ويسأله فى هستيريا أنت مين ولا عارف أنا فين؟..لانه مازال غير مدرك ولا غير قادر على استيعاب هذه الملايين التى خرجت يوم 30 يونية.. وانه لولا انقاذه من الناس فى مكان آمن بعد عزله، كان يمكن ان ُيفعل به ما فعله الليبيون بالقذافى فى الصحراء..ولكم ان تتصوروا منظره فى شوارع القاهرة والعيال تجرى وراءه.. فعلا عريس فى زفة بلدى!!
والمشكلة ان جماعة الإخوان، ومن يمولهم، لا يزالون يعيشون فى نشوة الفرح والزغاريد والمعازيم واللمبات الملونة يوم دخولهم إلى قصر الاتحادية، ولا يريدون الاعتراف بالأسباب الحقيقية للطلاق البيّن بينهم وبين الشعب، رغم معرفتهم بها، ولكن تفكيرهم توقف، لمحدوديته، ولفهمهم القاصر للشعب، عند سبب واحد، اقنعوا به انفسهم، وخدعوا به المتعاطفين معهم.. ان العسكر طمعوا فى الحكم، وان ما جرى هو اعادة للحكم العسكرى ولا اكثر من ذلك.. واستراحوا لكلمة الانقلاب وارتكنوا وعلقوا خزعبلاتهم الواهية عليها على أمل وحيد وهو العودة الى القصر باليوم والساعة والدقيقة قبل العصر .. وقد محوا من الوجود الملايين التى خرجت ضدهم سواء فى 30 يونية أو 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب أو يوم الاستفتاء على الدستور وأخيرا يوم الاحتفال بذكرى 25 يناير.. واغفلوا كل ذلك وظلوا يرددون كالمجاذيب وكأنهم فى حلقة ذكر.. انقلاب انقلاب.. انقلاب!!
ولكن.. مشكلة المشاكل فى عدد قليل من النخبة، سواء من السياسيين، أو المثقفين .. أصحاب المواقف المهزوزة، وانصاف الحلول، وأيضا المغرر بهم من طلاب الجامعات..