رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

25 يناير.. بين انقسام الثورة وتقسيم الدولة ؟!


يمثل 25 يناير فى ضمير الشعب المصرى ثلاث مناسبات مختلفة، الاولى ذكرى الموقف البطولى للبوليس المصرى وتضامنه مع الشعب فى مواجهة الاحتلال الانجليزى بالاسماعيلية عام 1952 والذى أصبح عيدا للشرطة، والثانية فى 25 يناير 2011 يوم خروج الشعب المصرى ضد الشرطة والعكننة عليها، وقلب يوم عيدها الى نكد غضبا واعتراضا على

ممارسات الداخلية الشرسة وغير الإنسانية ضد الشعب، على مدى حوالى 15 سنة أى منذ تولى حبيب العادلى منصب وزير الداخلية فى فبراير 1997 بعد إقالة حسن الالفى بسبب حادث الأقصر الإرهابى.. وكلنا يتذكر فيديوهات التعذيب وتلفيق القضايا التى كانت انتشرت فى الأعوام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة  لحكم العادلى فى الداخلية، وكانت أحد الأسباب التى أدت الى سقوط حكم نظام مبارك كله وليس الداخلية فقط!!
واليوم هى المرة الثالثة.. والشارع السياسى، ولن أقول الشعب، منقسم على نفسه فى أسباب الخروج.. هل هو للاحتفال بثورة 25 يناير أم الانتقام من ثورة 30 يونيو ؟!.. حماية ثورة 25 يناير ام التخلص من ثورة 30 يونيو ؟!.. ولا أعتقد أن أحداً يستطيع الإجابة عن هذين السؤالين.. وخصوصا القوى الثورية، وليس الشباب فقط، لأن هذه القوى تضم الشباب وجماعة كفاية والتى كانت واحدة من القوى صاحبة المبادرة فى مواجهة نظام مبارك وداخليته بقيادة العادلى وكانت تضم صفوة المصريين من السياسيين والمفكرين والمثقفين، بالإضافة الى قوى المعارضة التقليدية، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، ولكنها كانت شوكة فى ظهر النظام سنوات طويلة، وخصوصا عندما كان يتقدمها زعماء  مثل خالد محيى الدين وفتحى رضوان وابراهيم شكرى وفؤاد سراج الدين وممتاز نصار.. وغيرهم، بما فى ذلك جماعة الاخوان، وإن كانت دائما لها مصالحها الخاصة على حساب مصالح الدولة، وهو ما أدى فى النهاية الى خروجها من الجماعة الوطنية.. ورغم ذلك فإن كل هذه القوى التى مهدت وعبدت الطريق للشباب للخروج فى مظاهرات الغضب فى 25 يناير 2011 - كانت جماعة الاخوان قد رفضت المشاركة فيها، واعتبرها السلفيون خروجا على الحاكم - أدت فى النهاية إلى سقوط نظام مبارك الفاسد والمستبد.. تقف هذه القوى اليوم حائرة فى أسباب النزول الى الشارع فى 25 يناير 2014.. هل لحماية الثورة واستكمالها أم للثورة على نظام الحكم الحالى؟!
وأعتقد ان هناك خلافا بين القوى الثورية فى ذلك فهناك جانب منها يريد الاحتفال بذكرى الثورة، وأعتقد أنه الأكبر، فهو الذى خرج يوم 30 يونيو 2013 للتخلص من حكم الاخوان الديكتاتورى، وهى نفس القوى التى خرجت للاستفتاء على دستور 2014 والموافقة الضمنية على خارطة الطريق، وجانب آخر، وأظن أنه الأقل،

يريد حماية الثورة بثورة جديدة.. وكل جانب له رؤيته وقناعاته السياسية التى تقدر وتحترم طالما فى حدود الخلاف السياسى، وفى حدود الحفاظ على الدولة.. لأن كل الخوف أن يتحول هذا الاختلاف الى الانقسام، وهناك فرق، لاننا يمكن الاختلاف «مع» النظام، والاعتراض عليه، سواء فى سجن عدد من قيادات الشباب أو محاولة تشويه سمعتهم، والذى قد يراه البعض، ويروج له الاخوان، انه انتقام من ثورة 25 يناير، أما الاختلاف «على» النظام يؤدى الى الانقسام، وخطورته انه يؤدى بالضرورة الى تقسيم الدولة.. ولا أعتقد أن أحدا من القوى الثورية «الوطنية» تتمنى او ترغب فى ذلك، فالانقسام مثلا بين منظمة فتح وحركة حماس أدى الى تقسيم ما تبقى من فلسطين الى قطعتين واحدة فى الضفة الغربية والأخرى فى غزة، وضاعت القضية الفلسطينية وانتصرت اسرائيل دون حرب!!.. والانقسام المذهبى فى العراق أدى الى تفكيك الدولة، والانقسام الطائفى فى سوريا ادى الى تفتيت الدولة وتقسيمها بين جيش النظام والجماعات المسلحة الإرهابية.. وفى السودان انقسمت الى دولتين وفى ليبيا الى عشر دول.. وهو ما يتمنونه ان يتكرر ويحدث فى مصر بين الجيش والشعب، وليس بين الشعب والنظام فقط.. فهل تسعى القوى الوطنية الى تحقيق ذلك بالوكالة عن أعداء الخارج، اقليميا ودوليا، بمساعدة أعداء الداخل الذين يتخفون فى ملابس القوى الثورية وادعاء الوطنية وإعطاء الفرصة لجماعة الاخوان الإرهابية وفلول نظام مبارك باللعب القذر من خلف الستار، وامتطاء المناسبة، كما حاولا ذلك أكثر من مرة منذ 25 يناير 2011 ؟!.. ولهذا لابد ان يحاول كل «وطنى» من الاجابة عن السؤال.. هل اليوم هو مناسبة للاحتفال بثورة 25 يناير أم إعلان الانقسام بين القوى الثورية وبالتالى إلى تقسيم الدولة؟!
[email protected]