رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

2014 عام الرئيس!

مع بداية العام الجديد، ُيستحسن أن نتأمل ما مضى على حقيقته، إذا أردنا، عن قناعة، رؤية حقيقة ما سيأتي، وذلك للمعرفة والاستفادة.. حتى، على الأقل، لا نرتكب نفس الأخطاء، ونظل نتعثر في طريقنا نحو المستقبل الذى قد لا نصله أبدا، أو على أحسن تقدير نصله متأخرين بعد كل ما كنا نسبقهم جميعا في الماضي!!

كان عزل محمد مرسى، عن رئاسة الجمهورية، الحدث الأبرز في عام 2013 على المستوى السياسي، وذلك تصحيحاً للخطأ الأكبر الذى ارتكبناه جميعا باختياره رئيسا، ومن المؤكد ان اول الدروس المستفادة من هذا الحدث هو عدم تكرار نفس الخطأ مرة اخرى في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2014. وألا نتورط في اختيار رئيس لا يعرف قيمة هذا البلد او لا يقدر شعبها.. ولا نختار رئيسا مرة أخرى على اساس انتمائه لجماعة او مجموعة أو حزب، أو على اساس ديني او فئوي ولكن ننتخبه على اساس مشروع سياسي / اقتصادي / اجتماعي / ثقافي ..للنهوض بالدولة وبكل المصريين. وألا نقع مرتين في نفس حفرة الاضطرار باختيار افضل «الوحشين»  أو أي واحد والسلام ، لان الاختيار بهذا الشكل لن يكون هناك سلام ولن يكون استقرار بل سيستمر التخريب والتدمير!!
وإذا كان اعتبار الإخوان جماعة إرهابية من أبرز القرارات السياسية في العام الماضي، باعتباره قرارا تاريخيا تأخر عشرات السنين، إلا ان العزل السياسي للإخوان في الشارع المصري كان هو الحدث الأبرز.. لان انحسارهم في الشارع كان قرارا شعبيا، حيث، أعتقد، انه لم يسبق ان وصلت هذه الجماعة إلى هذا المستوى من الكراهية لدى الشعب المصري مثل هذه الأيام. فقد اتخذ النظام الملكي وحكومات ما قبل ثورة يوليو 52 قرارات شبيهة بقرار اعتبارها ارهابية، وكذلك بمنعها وحظرها اثناء حكم الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك ..ولكن ظلت الجماعة تخدع الشعب والقوى السياسية وتلعب دور الضحية التي تطاردها انظمة الحكم المستبدة حتى تعرت تماما داخل قصر الاتحادية بعد وصولها لسلطة الحكم واستيلائها على رئاسة الجمهورية، حيث أظهرت حقيقتها المستبدة والديكتاتورية بالممارسة غير الديمقراطية للحكم، وعدم الموافقة على المشاركة الديمقراطية في الحكم رغم انها جاءت بطريقة ديمقراطية!!.. ولذلك كان عزلها شعبيا، خاصة بعد ارتكابها جرائم القتل والحرق والتدمير ورفع السلاح على الشعب المصري، من أهم أحداث العام الماضي.
ويبدو أن عام 2013 لم يكن

كاشفا على المستوى المحلى لجماعة الاخوان الارهابية وخلاياها النائمة فقط، بل كان عام التعرية ايضا لدول على المستويين الإقليمي والدولي، حيث بانت عورات دول مثل: قطر وتركيا وخفاياهما ونواياهما الحاقدة والمريرة ضد مصر بالاتفاق والتوافق، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بالمؤامرات المخابراتية الدولية تجاه المنطقة عامة، ومصر خاصة، والتي حاولت الانقضاض عليها مثلما حدث مع العراق والسودان وسوريا، وتقسيمها، من خلال افتعال حالة الانقسام بين الشعب الواحد.. بالفتنة الطائفية مرة، وبالخلافات السياسية مرات، وباستخدام قيادات الإخوان عشرات المرات، عن دراية وبثمن مدفوع مسبقا، لتنفيذ الخطة السرية لتدمير مصر من الداخل وتحويلها الى لبنان أخرى.. ولكن مصر كانت، وستظل عاصية، على كل مؤامرة، وقادرة على مواجهة أي احتلال، سواء في التاريخ البعيد أو القريب، فقد كانت مصر، وستظل،  تعويذة انكسار أي استعمار حتى وهو في عز مجده وانتصاره على كل دول العالم، إلا انه يأتي عند مصر ويذوق مرارة الهزيمة .. الهكسوس والتتار والمغول والفرنسيين والانجليز والإسرائيليين، ارتكبوا افظع الحماقات والجرائم ضد شعوب الأرض.. إلا ان اساطير قوتهم وجحافل جيوشهم انهارت على ارض مصر، ولذلك فإنني على يقين ان مؤامرات امريكا وقطر وتركيا واسرائيل التي تعرت تماما، في عام 2013 بالتعاون مع جماعة الإخوان الارهابية، هي مجرد لعب عيال، وان هذا الشعب سيكون قادرا على مواجهة كل ذلك.. ولكن الاهم في عام 2014 هو الاختيار الأمثل لرئيس يقدر، مع الشعب، على مواجهة المؤامرات التي مازالت مستمرة في الداخل ومن الخارج، وليس رئيسا يعمل ضد الشعب!!

[email protected]