رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللاحرب واللاسلم.. بين الشعب والإخوان!

بقاء الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء الى العنف.. بدلاً من اللجوء الى القضاء والقانون وسيادته.. ذلك هو حال الصراع بين الشعب والإخوان الآن.. وهو اشبه بحالة الجمود التى شهدتها مصر فى حربها مع إسرائيل وتحديدا مع بداية حكم الرئيس السادات فى عام ٧١ التى عرفت بحالة اللاحرب واللاسلم..

وهى حالة لايستفيد منها سوى الطرف المعتدى والمحتل حيث تمنحه فرصة لتسوية أوضاعه وتكريس وضعه غير القانونى.. والخاسر الوحيد فيها هو صاحب الحق والأرض والدولة.. فكل يوم يمر عليه فى هذه الحالة هو مكسب للمعتدى وخسارة للمعتدى عليه.. وهو وضع يشبه إلى حد كبير ايضا احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية.. فإن الأرض الفلسطينية منذ عام ٦٧ تتآكل لصالح إسرائيل التى تسعى بكل قوة لإبقاء الحال على ما هو عليه سواء بالعنف أو المفاوضات التى لا تنتهى أبدا ولن تنتهى، بل وصناعة حركة حماس تحت اسم المقاومة لانقسام الشعب الفلسطينى، وتفتيت وحدته وإنهاكه فى صراع داخلى وهو ما يسهل على اسرائيل الحصول على كل الاراضى الفلسطينية.. ووقتها ستنتهى القضية من نفسها بعد انتهاء الأراضى المتنازع عليها!
ولكن السادات، بدهاء الفلاح المصرى، كان لا يمكن أن تخيل عليه هذه اللعبة، وأحبط المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية بالقوة وحقق نصر اكتوبر العظيم، ورفض ان يكون جزءا من الصراع الدولى بين امريكا والاتحاد السوفيتى، أو أن يلعبوا به، وأراد ان يكون لاعبا أساسيا، وان يستفيد من ذلك ليس لنفسه او جماعته ولكن لوطنه مصر.. ويمكن ان تتفق او تختلف معه فى هذه السياسة او هذا التوجه.. ولكن من المؤكد أنه شخصية وطنية أرادت ان تعطى مصر المكانة التى تستحقها وتحصل على اكبر مكسب ممكن فى معترك هذا الصراع الدولى.. وهو ما لم يكن يرضى القوى الكبرى فتم صناعة الجماعات الإسلامية الإرهابية الذين اوهموهم بالتخلص من السادات لصالح الإسلام!
ولا شك أننا نعيش وضعا مماثلاً الآن حيث احتلال الاخوان  لميدان رابعة والنهضة، واستدعاء واستعداء الغرب وامريكا للتدخل فى شئون الوطن فى محاولة لإبقاء الوضع على ما هو عليه اكبر وقت ممكن، ومحاولة كسب أرض جديدة كل يوم، مثل الإسرائيليين، بأن يذهبوا  للحرس الجمهورى مرة وشارع النصر والمنصة مرة، ولاحظوا اقتلاع الأرصفة ووضع سواتر ترابية، يعنى احتلالاً منظماً، ثم إلى مقر المخابرات، أو إلى ميدان الجيزة وبين السرايات.. ثم الولولة على الضحايا ناهيك عن الممارسات الاستعطافية لكل دول العالم ضد وطنهم مثل مسيرة الاطفال بالأكفان وكلها محاولات لكسب مزيد من الوقت والأرض.. ما يمثل نوعا من الخيانة باستخدام وطننا كأداة من ادوات الصراع الدولى، مثلما يحدث فى سوريا، وليس فاعلا فى هذا الصراع كما فعل الرئيس السادات، خاصة فى ظل عودة الحرب الباردة بين امريكا وروسيا والصين، التى فرضت نفسها فرضا على المجتمع الدولى، بقوتها الاقتصادية، كطرف ثالث دفاعا عن

مصالحها فى افريقيا، فالصينيون من أوائل الدول التى تدعم سد النهضة الإثيوبى، بالاضافة الى أوروبا التى تراجع موقعها كطرف رابع وتحاول الحفاظ على مصالحها فى دول شرق المتوسط، فى مصر وليبيا وتونس بعد استبعادها من سوريا!
هى منظومة مكتملة الحلقات من الصراع الدولى يعمل الاخوان على استغلالها بخسة، على حساب هذا الشعب من اجل كرسى الحكم وليس من اجل مرسى وشرعيته.. حتى ولو كان الثمن الوطن نفسه، وهو دور اشبه بدور حماس فى فلسطين وحزب الله فى لبنان، فباسم المقاومة وانتحال شرفها، سعى حزب الله الى السيطرة على لبنان بالوكالة عن إيران، وحماس تسعى للسيطرة على الحكم فى فلسطين بالوكالة عن التنظيم الدولى للإخوان فى محاولة للوجود كلاعب رئيسى فى منظومة الصراع الدولى على حساب الشعوب التى تدفع يوميا المزيد من الاستشهاديين والشهداء بخديعة استعادة الوطن وفى الحقيقة هى لعبة مصالح فردية وزعامات شخصنت الصراع لتحقق مجدها الشخصى على حساب الأوطان والشعوب.. والتاريخ الإسلامى يزخر بهذه النماذج التى أضاعت الدول الاسلامية بدخولها فى حروب مع بعضها البعض باسم الإسلام بداية من مقتل عمر بن الخطاب ومروراً بعثمان وعلى بن أبى طالب وحتى انهيار ما يسمى بالخلافة الإسلامية فى الأندلس وتركيا.
ولذا.. الأمل يقع على الفريق عبدالفتاح السيسى صاحب المبادرة الوطنية، والنموذج الوطنى، للرئيسين عبدالناصر والسادات، فى رفض تصغير دولة بحجم مصر لصالح جماعة، واستخدام قوة القانون وقوة الوطنية المصرية، فى تلبية المطالب الشعبية، بالتخلص من مجموعة خونة، وإفاقة المخدوعين بهم، وعدم إبقاء الوضع على ما هو عليه فى رابعة وشارع نهضة مصر، حتى يمكن النهوض بالدولة المصرية وجعلها لاعبا أساسيا فى الصراع الدولى على المنطقة وإعلان استقلالها عن أية تبعية وتحريرها من محاولات جرها الى مستنقع الانهيار لصالح دول كبرى وصغرى.. وغير ذلك فهو ارتضاء وموافقة على تدشين وضع مصر كدولة مفعول بها وليست فاعلة!
[email protected]