رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكاء المصرى وغباء الإخوان!

حذرنا كثيراً من أن جماعات الإسلام السياسي لا تؤمن بالديمقراطية، وأن أول شيء سيحطمونه علي رؤوس الشعب هو سلم الديمقراطية الذي صعدوا به إلي كرسي الحكم، لأنهم ببساطة لا يمارسون الديمقراطية داخل تنظيماتهم، ولا يعترفون بها، بل يعتبرونها من أعمال الشيطان وبدعة تثير الفتن،

وقيادات هذه الجماعات ترفض أن تمنح أعضاء التنظيم حق إبداء الرأي أو الجدل والمناقشة حيث لا حرية داخل هذه الجماعات سوي واجب السمع والطاعة والانصياع لتنفيذ أوامر المرشد أو الأمير وتقبيل الأيادي!، وهو تكريس لديكتاتورية واستبداد وفساد المرشد أو الأمير كما رأينا علي مدي عام من خلال حكم الإخوان، فالديمقراطية عبارة عن مثلث وصندوق الانتخاب أحد أضلاعه ولا يكفي وحده أن يمنح الشرعية للمنتخب ونسكت بل لابد من الممارسة الديمقراطية في الحكم والمشاركة الديمقراطية في إدارة شئون البلاد، وخلال هذا العام نعم كان هناك صندوق ولكن لم تكن هناك ممارسة أو مشاركة ديمقراطية، وبالتالي فقد الحاكم شرعيته لأنه لم يكمل أضلاع مثلث الديمقراطية حيث اكتفي بضلع واحد والتهم بقية الأضلاع!
وعبقرية ثورة 25 يناير وموجتها الثانية 30 يونية، أنها أنهت الحكم الديكتاتوري في مصر، وليس فقط محو جماعات الإسلام السياسي من الشارع المصري، وأنه لا رجعة لحاكم مستبد أو حكومة فاشلة ولا فساد من الطرفين، وأن الإرادة الشعبية في قبول أو رفض حاكم أو حكومة هي الآلية الوحيدة لتطبيق الديمقراطية وفي إقرار العدل وفي تنفيذ مطالب الشعب بنهوض هذه الأمة وحصولها علي المكانة التي تستحقها إقليمياً ودولياً، وهي تطلعات شباب الثورة، بينما كانت تطلعات الحاكم هي النهوض بالجماعة التي ينتمي إليها.. ولا يمكن لي كمريض أن أترك نفسي لطبيب فاشل حتي يقتلني لمجرد أنني دفعت ثمن الكشف، أو أترك نفسي لسائق سيارة لأنني دفعت أجرة التوصيلة ليذهب بي إلي مكان آخر يريده ولا يوصلني إلي منزلي وأولادي.. فالموضوع لا يحتاج إلي ذكاء خارق، ولهذا فإن المصري بفطنته التي يجهلها مرشد الإخوان والتابعون له من القيادات المنقادة، وأيضاً من قيادات الإرهاب المتقاعدين أن المصري ذكي بالفطرة ويفهم الكفت ولا يستطيع أحد أن يضحك عليه بكلمتين في الدين أو بإطلاق لحية، لأن المصري يمكن أن يجاريك في الشكل ويطلق لحيته كمان.. ثم ماذا بعد ذلك؟.. سؤال يريد إجابة وإن فشلت يقول لك لا يا حبيبي الشغل ده تعمله علي حد غيري وكل واحد سلطان في حاله وأنا عرفت الإيمان قبل البشرية كلها ويضربك بالشلوت ويشوف غيرك، وهو شعب يمتلك صبر أيوب ولديه استعداد أن يجوع ويقف طوابير بالساعات للحصول علي علبة

كبريت أو صابونة أو كيلو سمنة، إذا اقتنع أنك صادق وأمين علي حاله وحال البلد، وهذا ما فعله مع عبدالناصر بعد النكسة، والسادات قبل الحرب، ولكن عندما رأي السادات يحيد عن المسار وفتح البلد علي البحري للهبيشة والحرامية في الانفتاح الاقتصادي، علي حساب من حاربوا وجاعوا طوال أيام الحرب، انقلب عليه في أحداث 17 و18 يناير، فالشعب المصري ليس له كبير سوي مصلحته ومصلحة بلاده، ومن لا يفهم ذلك يكون غبياً فعلاً، وهو ما حدث مع الإخوان المسلمين!
علي أي حال، إن الشعب المصري لن يفهمه سوي الشعب المصري نفسه كما قال نابليون بونابرت عندما تعجب واندهش بثورة المصريين عليه، وقال بالحرف الواحد، وهو في حيرة من أمره: «عجيب هذا الشعب يجلس علي المقاهي ويشرب الحشيش وضارب الدنيا طبنجة وفجأة يقوم بثورة».
وما لا يفهمه الإخوان بغبائهم المعهود، وبكل ممارستهم الإرهابية من قتل وتفجير، أن الشعب المصري بعد 25 يناير لن يعطي أحداً شيكاً علي بياض لإدارة شئون حياته سواء للإخوان أو غيرهم حتي ولو كان الفريق السيسي نفسه الذي أنقذه من هيمنة واستحواذ الإخوان والإرهابيين المتقاعدين من الجماعات الإرهابية، التي علي يقين أن الشعب المصري سيتخلص من فلول الإخوان الذين يمارسون العنف والقتل ضده، ليس لأنه يكرههم لله في لله، ولكن لأنهم ضده وضد بلاده، فالمصري عجيب في أمره يحب بلده بصورة جنونية، فهو تقريباً الإنسان الوحيد الذي يسافر للعمل لأكثر من خمسين سنة ولكنه لا يهاجر، ويعمل ويحوش عرق السنين والغربة وفي ذهنه شيء واحد، أن يشتري أرضاً ويبني بيته ومقبرته لأنه يعلم بفطرته أن انتماءه لمصر، ولمصر فقط، يمنحه قيمة وتفرداً، بين كل شعوب الدول العربية والعالم.
[email protected]