رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

25 يناير.. وبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟

بعد عامين من ثورة 25 يناير.. لا أعرف ماذا أقول عن هذا اليوم.. يوم عظيم أم حزين؟.. عنوان للنجاح أم تأكيد للفشل؟ ثورة من أجل الحرية أم مجرد استبدال مجموعة فاسدة بأخرى مستبدة؟.. هل هو حلم جميل مازلنا نلاحقه أم أنه حلم تحول إلى كابوس؟..

فبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟
فاذا اتخذنا من شعار الثورة الأشهر وهو «عيش حرية عدالة اجتماعية» مقياسا للحكم على معنى وقيمة هذا اليوم.. فماذا تحقق منه.. العيش؟.. بينما الموت يحاصر المصريين من كل اتجاه.. فإذ لم يأتيهم على أيدى البلطجية والسطو المسلح والخطف والسرقة بالإكراه، جاءهم في حوادث القطارات، أو في انهيار العمارات، أو على الحدود أو في حوادث الفتنة الطائفية أو في ميدان التحرير أو في شارع محمد محمود أو امام قصر الاتحادية.. ثم يخرج علينا رئيس الجمهورية يدين ويشجب ويتوعد لأن المتظاهرين هشموا زجاج سيارة الرئاسة وجرحوا سائق الرئاسة!!.. فبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟
الحرية؟.. يكفى القول إن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وثقت عدد بلاغات الرئيس مرسى ضد الإعلاميين في ستة أشهر فقط أربعة أضعاف ما شهدته الـ 30 من الرئيس حسني مبارك، و24 ضعفًا لعدد القضايا المشابهة التي شهدتها فترة تولي الرئيس الأسبق أنور السادات، وأكثر من كل حكام مصر منذ بدء العمل بالمادة التي تجرم إهانة رأس الدولة قبل أكثر من 100 عام. يضاف إلى ذلك القبض والتحقيق وملاحقة الثوار ورموز القوى السياسية مما يؤكد أن لا شيء تحقق من هذه الحرية بل يتم ممارسة ديكتاتورية لم يجرؤ النظام السابق عليها!!.. فبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟
العدالة الاجتماعية؟.. إن الكلام عنها سوف يثير مآسي، ومرارة وسوف يستدعى على الفور مشاهد طوابير الخبز التي عادت وطوابير أنابيب البوتاجاز والنزين، وانهيار الجنيه عملة الفقراء أمام الدولار وارتفاع الأسعار، والبطالة، واستمرار الفساد.. فلم نسمع عن قضية فساد واحدة جديدة في جهاز الدولة، وأيضا لم نحسم أي قضية فساد قديمة.. فبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟
الشهداء والمصابون؟.. فقد كان يجب في مثل هذا اليوم أن تزين أم كل شهيد منزلها لاستقبال أحبابها من أمهات الشهداء والمصابين والأهل والجيران لتهنئتها بعضهم البعض بشهادة فلذات أكبادهم وفاء وانتماء لهذا الوطن العظيم، بينما كل أمهات الشهداء والمصابين ينصبون الجنائز مرة أخرى ويستقبلون المعزيين، وتسيل الدموع من جديد على دماء أبنائهم وأزواجهم وأحفادهم الطاهرة التي هضمتها بطون من استحلوا الصعود إلى السلطة، وتصدروا المشهد، واستولوا على كل مؤسسات الدولة والمناصب، وتوزيعها كغنائم ما بين الاخوان والسلفيين وكل فصائل التيار الإسلامي، وهم الذين كانوا أبعد الناس عن تأييد الخروج في مظاهرات الغضب يوم 25 يناير 2011. بينما الشهداء والمصابون والشباب الثوار الذين قاموا بالثورة، ومنحونا شرفا يبدو أننا لا نستحقه، أصبحوا الآن مستبعدين ومهمشين ومتهمين بالخروج على الشرعية والعمل ضد مصلحة البلد وتعطيل حركة الانتاج.. وفى المقابل ارتأوا جميعهم عدم الخروج يوم 25 يناير 2013. أيضا وبنفس المنطق الذى أقنعهم به أمن دولة النظام السابق بذلك لأن البلد لا تحتمل.. ولكن تحتمل السطو عليها.. أو المشاركة في السطو عليها.. فبأي مقياس نحكم على هذا اليوم؟
ورغم كل ذلك.. فإن أملنا الوحيد في الشباب لإعادة إنتاج شعار الثورة.. ولا أحد غيرهم قادر على إبقاء الثورة مستمرة.. لأن نجاحها هو المقياس الوحيد للحكم على يوم 25 يناير من كل عام.

[email protected]