عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة انتخاب رئيس تحرير..هل نحن في مصر؟!

في تقليد جديد في تاريخ الصحافة المصرية والعربية بادر الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد بقفزة ديمقراطية غير مسبوقة بالتنازل عن حق أصيل له ومن سلطاته كرئيس مجلس إدارة جريدة " الوفد"، وسلمه للصحفيين بالوفد طواعية، بأن يختاروا بأنفسهم ومن بينهم رؤساء تحرير الإصدار اليومي والأسبوعى والبوابة الالكترونية للجريدة، وذلك عندما أعلن مفاجأته في الاجتماع الذي دعا إليه الصحفيين لمناقشة أحوال الجريدة مؤخرا بأنه سيترك لهم الحرية في اختيار قياداتهم من بينهم، وأنه لن يفرض عليهم اسما أو شخصا بذاته، لا من داخل الجريدة ولا من خارجها، وفى نفس الاجتماع قام بإجراء انتخابات بين الصحفيين الذين انتخبوا أسامة هيكل لرئاسة تحريراليومي، وسيد عبد العاطى للأسبوعى، وعادل القاضي للبوابة الالكترونية.. والثلاثة من أبناء " الوفد" وأبرز عناصرها منذ أكثر من 20عاما.

ماذا كانت هذه القفزة تعد استكمالا لخطوات عديدة أرساها الدكتور السيد البدوي منذ تولى رئاسة الحزب، إلا أنها مختلفة وتعتبر بصمة خاصة وحالة متفردة من نوعها، وتعكس قناعة حقيقية، وإيماناً صادقاً بالديمقراطية في دواخل هذا الرجل، ففي الوقت الذي يزداد فيه إصرار رؤساء الدول والمؤسسات والشركات والأحزاب تمسكا بمقاعدهم وسلطاتهم، بل الكثير منهم يتنازعون عليها، ويقاتلون بعضهم بعضا حتى الموت من أجلها، هو يقدمها بأريحية للديمقراطية ..ولهذا يستحق التقدير والإشادة.

وأعتقد أن هذه المبادرة المهمة في مسيرة الديمقراطية في مصر، وليس في الصحافة فقط، تحتاج أن تستكمل بإجراءات، وذلك من خلال وضع دستور يحافظ عليها ويجعل منها قاعدة وليس استثناء، بأن يتم وضع معايير محددة ومتفق عليها حول سلطات رؤساء التحرير، وفترة تولى المنصب، هل لمدة عام أم عامين؟!..وكذلك تحديد قواعد استمرار القيادة في منصبها، هل تكون مرتبطة بزيادة التوزيع فقط أم بجانب الالتزام بتوجهات الحزب،

وميثاق الشرف الصحفي، والاحترافية في الأداء المهني..؟ وهل سيكون من صلاحيات الصحفيين الذين اختاروا رئيس التحرير، وتحملوا مسئولية الاختيار، الحق في طرح الثقة فيمن يحيد عن شفافية هذا الأسلوب الديمقراطى، والمطالبة بعزله..ولكن متى يكون ذلك وكيف؟ وماهو دور مجلس إدارة الجريدة أو المجلس التنفيذي ؟..كلها أسئلة مهمة، تحتاج إلى إجابات صريحة بهدف الحفاظ على ماتم إنجازه . وإذا كان الدكتور السيد البدوي قد تنازل عن أحد حقوقه الأصيلة قناعة بالديمقراطية، وجعل من حزب الوفد هو الحزب الوحيد  المتسق مع مبادئه قولا وفعلا، فإن الواجب عليه أن يصون مبادرته، ويعلى من قيمتها، ويؤكد الدروس المستفادة منها من خلال الحفاظ عليها..ليس فقط من أجل حزب الوفد وجريدته بل من أجل كل مصري، وكل المؤسسات الصحفية والحزبية .. حيث يبدو أن حزب الوفد بدأ مرحلة واقعية لقيادة المجتمع المصري كله نحو الديمقراطية، وأن الانتخابات التي جرت لاختيار رئيس حزب الوفد، وأسفرت عن فوز الدكتور السيد البدوي، وهزيمة الأستاذ محمود أباظة رئيس الحزب آنذاك، كانت هي الشرارة الأولى ثم جاء انتخاب رؤساء التحرير هي الشعلة الكبيرة التي أعتقد أنها ستنير مصر كلها بالديمقراطية .