لأول مرة انتخاب رئيس تحرير..هل نحن في مصر؟!
في تقليد جديد في تاريخ الصحافة المصرية والعربية بادر الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد بقفزة ديمقراطية غير مسبوقة بالتنازل عن حق أصيل له ومن سلطاته كرئيس مجلس إدارة جريدة " الوفد"، وسلمه للصحفيين بالوفد طواعية، بأن يختاروا بأنفسهم ومن بينهم رؤساء تحرير الإصدار اليومي والأسبوعى والبوابة الالكترونية للجريدة، وذلك عندما أعلن مفاجأته في الاجتماع الذي دعا إليه الصحفيين لمناقشة أحوال الجريدة مؤخرا بأنه سيترك لهم الحرية في اختيار قياداتهم من بينهم، وأنه لن يفرض عليهم اسما أو شخصا بذاته، لا من داخل الجريدة ولا من خارجها، وفى نفس الاجتماع قام بإجراء انتخابات بين الصحفيين الذين انتخبوا أسامة هيكل لرئاسة تحريراليومي، وسيد عبد العاطى للأسبوعى، وعادل القاضي للبوابة الالكترونية.. والثلاثة من أبناء " الوفد" وأبرز عناصرها منذ أكثر من 20عاما.
ماذا كانت هذه القفزة تعد استكمالا لخطوات عديدة أرساها الدكتور السيد البدوي منذ تولى رئاسة الحزب، إلا أنها مختلفة وتعتبر بصمة خاصة وحالة متفردة من نوعها، وتعكس قناعة حقيقية، وإيماناً صادقاً بالديمقراطية في دواخل هذا الرجل، ففي الوقت الذي يزداد فيه إصرار رؤساء الدول والمؤسسات والشركات والأحزاب تمسكا بمقاعدهم وسلطاتهم، بل الكثير منهم يتنازعون عليها، ويقاتلون بعضهم بعضا حتى الموت من أجلها، هو يقدمها بأريحية للديمقراطية ..ولهذا يستحق التقدير والإشادة.
وأعتقد أن هذه المبادرة المهمة في مسيرة الديمقراطية في مصر، وليس في الصحافة فقط، تحتاج أن تستكمل بإجراءات، وذلك من خلال وضع دستور يحافظ عليها ويجعل منها قاعدة وليس استثناء، بأن يتم وضع معايير محددة ومتفق عليها حول سلطات رؤساء التحرير، وفترة تولى المنصب، هل لمدة عام أم عامين؟!..وكذلك تحديد قواعد استمرار القيادة في منصبها، هل تكون مرتبطة بزيادة التوزيع فقط أم بجانب الالتزام بتوجهات الحزب،