رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تقرير خطير:عامر مات مقتولاً

تمر اليوم 14-9-1967 الذكري الرابعة والأربعون علي وفاة المشير «عبد الحكيم عامر».. تلك الوفاة اللغز، والتي شغلت الرأي العام المصري ومازالت!!.. فالمؤيدون للرئيس

«عبد الناصر» يؤكدون أنها انتحار.. والمعارضون لسياسات «عبد الناصر» يؤكدون أنها جريمة قتل مكتملة الأركان.. فهل ستضيع حقيقة تلك الوفاة مع أن المتوفي كان شخصية غير عادية بما شغله من مناصب مهمة في الدولة وما قام به من أدوار ومهام جسيمة منذ نشأة تنظيم الضباط الأحرار وقيام ثورة 23 يوليو الي وفاته، حيث كان أهم نائب لرئيس الجمهورية في مصر منذ الغاء الملكية وظهور اول جمهورية في مصر وعليه فقد حصلت «الوفد» من «جمال عبد الحكيم» نجل المشير «عامر» علي تقرير استشاري الدكتور «علي محمد دياب» استاذ التحاليل والسموم بالمركز القومي للبحوث للاطلاع علي الأوراق الطبية الخاصة بحادث وفاة المشير «عبد الحكيم عامر» وذلك بناء علي قرار السيد المحامي العام.
وقام الدكتور دياب بالاطلاع علي تقارير وأقوال السادة الاطباء المعالجين لـ
«المشير» في مستشفي القوات المسلحة بالمعادي وأيضا الطبيبين الموكل اليهما رعايته باستراحة «المريوطية» والاجراءات التي تمت وما صاحبها من نقل المشير من منزله الي المستشفي بالمعادي ثم الي استراحة «المريوطية» حتي وقت الوفاة وأخذ العينات من الجثة بدار التشريح يوم 15-9- 1967 وأيضاً فحص ما جاء بكل التقارير في نتائج التحاليل التي تمت بمستشفي القوات المسلحة، وبالمعالم الطبية المركزية وبإدارة المعامل الكيميائية بمصلحة الطب الشرعي، وفحص التقرير الشامل رقم 124 طب شرعي لسنة 1967 باسم «تقرير طب شرعي في حادث وفاة المشير عبد الحكيم عامر».
ورأي دكتور دياب أنه من المفيد والضروري اظهار بعض الحقائق العلمية المهمة والتي لم يرد ذكر أي منها فيما جاء بالتقرير الطبي الشرعي عن خواص «الاكونتين».. اذا لامست نقطة واحدة من محلول «الأكونتين» البالغ التخفيف «1: 10.000» طرف اللسان يتسبب في الشعور بحموة في اللسان والفم والحلق يتبعها ارتجافات ورعشات مميزة وشديدة للشفتين والعضلات المحيطة بهما مع ازدياد افراز اللعب لمدة طويلة، والشعور بالدوخة والضعف الشديد لعضلات الاطراف حيث يصبح المريض غير قادر علي القيام او المشي وبطء النبض ثم عدم التحكم في سرعة التنفس وتتسع حدقة العين تماما وتحدث الوفاة في خلال ساعة ونصف الي 6 ساعات.
والصفات التشريحية بعد الوفاة بسبب «الاكونتين» غير مميزة علي الاطلاق.. وثبت انه لا يوجد أي أثر لهذا العقار بالمعدة بعد حوالي ساعة من تعاطيه عن طريق الفم، مع  انه في خلال الـ 8 ساعات التالي لتناول الجرعة يمكن الكشف عنه في الدم والبول المتجمد وفي الكبد والقلب.

مناقشة التقارير الطبية
وبفحص تقارير اطباء مستشفي القوات المسلحة بالمعادي والتي نصت علي سلامة وطبيعة النبض وضغط الدم، والقلب والرئتين، والانعكاسات العصبية وسلامة الجهاز الهضمي بعدم وجود مغص او قيء او اسهال، كذلك سلامة القوة العضلية والاحساس وطبيعة الحدقتين، وتفاعلها مع الضوء.
وذكر جميع الشهود أن المشير لم يلحظ عليه أي تغيير يدل علي حدوث تأثير مادة سامة وإنه غادر المستشفي سائرا علي قدميه وبخطي ثابتة، وهذه حقائق علمية تؤكد أن المشير «عامر» لم يتناول «الأكونتين» أو «الأفيون» حتي لحظة مغادرته المستشفي الساعة 5.20 مساء يوم 13-9-1967.
وأوضح تقرير رقم 19 من مستشفي المعادي والموقع من مقدم طبيب محمد عبد المنعم عتمان ورائد طبيب ثروت عبد الرحمن أن ما سلم للمستشفي من قطعتين متماثلتين من ورق السولوفان احداهما طولها 2.5سم وهي التي ارسلت الي المعامل الرئيسية والاخري طوله 1 سم والتي حفظت بالمستشفي وأجري عليهما تحليل يوم الوفاة 14-9-1967 ولم يذكر التقرير أن أياً من هاتين الورقتين بهما آثار مضغ.
تقارير المعامل الطبية المركزية للقوات المسلحة لوحظ وصول العينة التي هي ورق السولفان وليست «مشمعة» وهذا اجراء خاطئ.
وجاء في تقرير نقيب صيدلي أبو الدهب ان قطعة ورق السولفان طولها لايتعدي نصف سم في حين ان الجهة المرسلة للعينة قررت ان طولها 2.5 سم وأيضا اكد تقرير صيدلي «ابو الدهب» ان ورقة السولفان والورقة المفضضة ليس بهما آثار مضغ.
وأكد تحليل صينيتي القيء اللتين وصلتا يومي 13 و14-9-1967 سواء بواسطة الصيدلي «أبو الدهب» أو الكيميائي صلاح عبد الغني اثبت خلو المعدة من أي اثار للأفيون او المورفين وهذا يوضح بما لا يقبل الشك ان المشير لم يبلع لا أفيوناً ولا مورفينا ولا أكونتينا في وقت وصول القوة المكلفة باصطحابه الي منزله يوم 13-9-1967.
تقارير المعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعي وبفحص تقارير المعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعي جاء فيها ان فحص عينات الدم والبول جاء فيها أن فحص عينات الدم والبول وجد بها آثار لحمض «السليسيليك» وهذا من نواتج تحلل وتمثيل الاسبرين و آثار ضئيلة للمورفين مع ملاحظة أن هذا التحليل اجري بعد الساعة 7 صباحاً يوم 15-9-1967 اي بعد الوفاة بحوالي 12.5 ساعة وبهذا يجزم دكتور «دياب» بإيجابية الكشف عن المورفين في الدم بعد مرور هذا الوقت وسلبيته عند اجرائه علي محتويات المعدة من القيء الذي حدث في المستشفي يدل علي أن المشير لم يتناول أفيون أو مورفين بعدمحاولة القبض عليه.
ويشير د. «دياب» في تقريره إلي وجود احتمال قوي يبرز من ملاحظة حالة المشير الصحية قبل القبض عليه ويفهم من حرصه علي أخذ دواء الكحة في حقيبته قبل خروجه من منزله، وادوية الكحة تحتوي علي مادة الكواديين التي يتحول جزء كبير منها في جسم الانسان الي مورفين خاصة ان نتيجة التحليل اظهرت ان ما وجد في الدم والبول كان أثراً ضئيلاً.
وقائع استراحة المريوطية
جاء في أقوال د. مصطفي بيومي ان طوال فترة نوبته من الساعة 5.30 مساء يوم 13-9-1967 حتي الساعة 10 صباح يوم الوفاة كان ضغط المشير 120/ 90 والنبض ثابت ومنتظماً «90/ 100» في الدقيقة، وهذا يستبعد تعاطيه للأفيون، أو المورفين أو الأكونتين.. وكانت ملاحظته الوحيدة هي أن المشير كان «يسعل» بشدة سعالاً يعقبه قيء.
وفي الوردية الثانية من الساعة 10 صباحاً يوم 14-9 وحتي الساعة 9 مساء شهد رائد طبيب «علي بطاطا» ان صحة المشير في تحسن وأن النبض والضغط طبيعيان.. وأن المشير كان يتناول قطرات من عصير الجوافة المحفوظ في علب.
وهنا يطرح د. دياب بعض الأسئلة التي تم تجاهلها تماماً في كل الأوراق الطبية وفي التحقيقات التي جرت بعد الوفاة وهي أين كان كوب عصير الجوافة الذي كان يشرب منه المشير؟ وأين كان يوضع بين فترات استعماله؟ وكم تبقي فيه؟ ولماذا لم يحرز التحليل إذا لم يكن تم اخفاؤه؟ علماً بأن هذا الاجراء طبيعي وأين كانت علبة العصير المحفوظ؟ وماذا تبقي فيها؟ ومن هو أول من فتح العلبة وملأ منها الكوب؟ وجاء في أقوال د. بطاطا ان المشير في الساعة 4 كان يشكو من ألم في الأسنان وطلب نوفالجين.
ويعقب د. دياب انه من يكون في هذا الموقف فإنه نفسياً وطبياً يستحيل علي من يبيت النية علي الانتحار وانصرف عقله واحساسه لهذه الفكرة التي يعي أو يحس أي ألم في الأسنان، فما باله وقد طلب علاجاً لهذا الألم؟!! بل إنه قد نام بعد ذلك لمدة ساعتين بدون ألم أو قيء.
وذكر د. بطاطا أنه عاد للمشير في الساعة 6 مساء وكان نائماً نوماً طبيعياً وأن التنفس والحرارة والضغط في المستوي الطبيعي ولا تدل علي أية اعراض مرضية.. وابتدأت من هذه الساعة اللحظات الحرجة.. حيث بعد ثلث ساعة من كشفه علي المشير واطمئنانه علي حالته وجد المشير مغشياً عليه، وممتقع اللون والنبض غير محسوس والتنفس غير منتظم، ومن هذه الحالة يقطع د. دياب إنها أعراض سم «الاكونتين» الذي اعطي له بعد الساعة 6 مباشرة وبجرعة لا تقل عن 2 مجم.
وقال منصور أحمد - سفرجي من رئاسة الجمهورية - إن المشير كان يشرب من عصير الجوافة بالثلج نقطتين كل نصف ساعة، وأنه ظهر عليه الضعف جداً اعتباراً من الساعة 12 بالتدريج وحوالي الساعة 5 ذهب الي دورة المياه وكان جسده غير طبيعي، وعاد وسندته حتي وصل للسير وكان باين عليه التعب جداً.. وقال أحمدمحمود مصطفي عريف مجند وممرض بمستشفي الحرس الجمهوري إن المشير لم يقبل أي شراب يوم الوفاة حتي الوقت الذي انصرف فيه الممرض للنوم.
تقري الطب الشرعي رقم 124 لسنة 1967 وبمناقشة تقرير الطب الشرعي نجد أنه: احدثت الوفاة الساعة 6.30 مساء وأبلغ بها المحامي العام الساعة 10.45 بعد حوالي 5 ساعات ثم وصلت النيابة وكبير الاطباء الشرعيين الي الفيللا الساعة 12.50 اي بعد حوالي 7 ساعات من الوفاة ثم وصل الجميع لدار التشريح الساعة 5.30 من صباح اليوم التالي أي بعد حوالي 11 ساعة من الوفاة وتسلمت المعامل الكيميائية بالطب الشرعي عينات البول والدم، وباقي العينات البيولوجية من كبير الأطباء الشرعيين صباح يوم الجمعة 15-9-1967 أي بعد حالي 15 ساعة من الوفاة!!
وجاء في التقرير أن المشير بدأ في غيبوبة خطرة الساعة 6.10 ثم توفي الساعة 6.30 وجاء الفريق محمد فوزي الي الاستراحة الساعة 7.15 ومعه العميد ناصف الليثي قائد الحرس الجمهوري.
ومن أخطر ما جاء في التقرير: في الساعة السادسة كان المشير نائما نوماً طبيعياً وكان نبضه وحرارته وضغط دمه كلها طبيعية ثم توجه الي دورة المياه 6.30 ثم كانت شهادة اللواء طبيب «مرتجي» قائد مستشفي المعادي بأنه يوم 14-9 الساعة 6 مساء اتصل به الفريق اول محمد فوزي وطلب منه طبيباً علي وجه السرعة!! فمن أبلغ الفريق اول «فوزي:» ان يتصل باللواء طبيب مرتجي الساعة 6 ان حالة المشير خطيرة؟؟!!
شهادة أطباء المستشفي
قال رائد طبيب حسن عبد الحي انه لم يتبين من الاعراض الاكلرتكية ما يشير الي حدوث حالة تسمم اذ إن حالة المشير العامة كانت جيدة من الناحية الطبية مثل النبض وضغط الدم والقلب والجهاز الهضمي والعصبي ولم يكن المشير وقت الكشف عليه ما يشير الي تناوله مادة سامة ولكن مالاحظه بعض توتر حيث كان يدخن بشراهة سيجارة تلو الاخري.
وقال عميد طبيب محمود عبد الرازق ان الفريق فوزي أخبره أن هناك 3 محاولات للانتحار من المشير ولكنه غير مقتنع بجدية محاولة المشير في الانتحار كما ان المشير لم تكن تظهر عليه اعراض حالة مرضية ولم ير انه في حالة سيئة بل شاهده يغادر الغرفة علي قدميه حتي وصل الي المصعد وكانت حالته طبيعية وخطواته متزنة.
والدكتور شريف عبد الفتاح قال: انه لا يعتقد ان المادة التي تناولها المشير يوم 13-9 هي سبب الهبوط الذي انتهي لوفاته في اليوم التالي.
وصفاء عزت الممرضة اكدت ان المشير حضر ماشياً علي قدميه وكان يضحك وغادر المستشفي ماشيا علي قدميه.
وأكد الدكتور مصطفي بيومي علي أن حالة المشير بعد وصوله الي الاستراحة لم يطرأ عليها سوء ولم يكن فيها ما يدعو الي القلق وانه كان منتبهاً ويتكلم ونبضه وضغطه عاديان وأنه لا يمكنه ان يفسر حدوث الوفاة بعد 8 ساعات من انتهاء نوبته، وان العميد «سعد» والمقدم «عبد الكريم» كانا يترددان علي حجرة المشير.
الملخص والنتيجة
من الحقائق العلمية السابق ذكرها ومن تقارير وأقوال السادة الأطباء والممرضات، وشهادة الشهود بمستشفي المعادي، ومن تقارير التحاليل الطبية لورقتي السلوفان التي لفظهما المشير، ولعينة القيء التي جمعت بعد مضغه لهاتين الورقتين نقطع بأن المشير لم يتناول لا أفيونا ولا أكوتينا «لازال الكلام للدكتور دياب» للأسباب الآتية:
يؤثر الأفيون والأكونتين تأثيرا مهبطا في عملية التنفس أي أن بلع هاتين المادتين مع بعضهما يكون من المنطقي تأثيرهما المثبط لعملية التنفس أقوي بكثير من تأثير أيهما بمفرده، مما يسهل ملاحظته أثناء الكشف وهذا لم يثبت أو يقل به أحد.
وكما سبق أن أوضحنا أن الأفيون أو المورفين صعب الامتصاص في المعدة حيث يمكث بها من 1،5 إلي 2 ساعة وقد ذكر أن القيء حدث بعد المضغ بفترة أقل من هذا.
ولو أن اللفافة التي قيل إنه كان يمضغها كان بها أفيون لكان الكشف عن المورفين في عينة القيء أدي إلي نتيجة ايجابية ولم ما لم يحدث.
وما أبداه الطبيب الصيدلي «أبوالدهب» في أنه يشك في وجود الأفيون بورقة السلوفان ويجزم بعدم وجوده بالقيء يؤكد أن الاختبار الذي أجراه علي الورق اختبار ناقص ولا يعتد به علميا.. وأن الورقة الصغيرة التي تم تحليلها بالمستشفي ثبت أنه لم يتوصل من تحلييلها إلي شيء.
وإذا افترضنا أنه تناول جزءا من الأكونتين مختلطا ببعض الأفيون وهو في منزله، وأثناء القبض عليه ينفيه بل ويقطع بعدم صحته.
لأن من يتعاطي جرعة من الأكونتين حتي لو كانت أقل من الجرعة القاتلة فإن القوة العضلية له لا تلبث أن تنهار تماما مع ما يصاحب ذلك من رعشة وارتجاف تتملك الشفاه والأطراف وسائر أجزاء الجسم مما يصعب معه إمكان القبض علي شيء بالأصابع.
وهذا ينفي القول بأن المشير بعد أن بلع الأكونتين وطعمه الحارق الشديد ما زال في فمه وحلقه وما يصاحب هذه الحالة من فقدان لكل شعور واحساس.. وأخذ الحذر منه والانتباه وما يمكن أن يقال من إن المشير وهو في هذه الحالة قد رفع معطف المنامة التي يرتديها وحرك ملابسه الداخلية ليعيد لصق الشريط اللاصق علي أسفل بطنه وهذا غير مقبول علي الاطلاق، ولا يستطيع أي باحث علم هذا السم في تجاربه بنفسه وعلي الحيوانات بأن يقر مثل هذا القول أو يستطيع أن يضع أي احتمال كهذا في الحسبان.
ثم إن ما جاء في التقرير من أن مسحوق الأكونتين وجد معه في فجوات شريط معدني لامع يستعمل في تعبئة أقراص الرتيالين صنع في جمهورية مصر العربية وما قيل من أنه أمكن تمييز قطعة صغيرة جدا من ورق معدني لامع لاصق بها يحتاج إلي مناقشة وتفسير حيث يريدنا هذا التقرير أن نفهم.. أن المشير قد بلع كل محتوي إحدي الفجوات في الشريط وابتلع معها هذه الورقة المفضضة، والتي تغطي الفجوات المعدة أصلا لوضع الأقراص والمملوءة بالأكونتين الذي جاء في تقارير معامل الطب الشرعي وأن وزنه في كل فجوة كان «50 مللي جراما» وهذا معناه أن المشير قد ابتلغ «50 مللي جراما كاملة» ومثل هذه الكمية من الأكونتين المبلور تفي لقتل خمسة وعشرون رجلا في دقائق.. وهذه الكمية لو استخدمت في القتل أو الانتحار لأصبح الكشف عنها كيميائيا وبيولوجيا في منتهي السهولة، ولو بعد مض أكثر من 10 ساعات علي الوفاة كما سبق أن أوضحنا إذن فهو احتمال مرفوض علميا.
ثانيا: أن يكون المشير قد حاول ابتلاع جزء من الكمية التي تحتويها إحدي الفجوات وهذا يستدعي أن يعثر علي الباقي في هذه الفجوة بعد تغطيتها بالشريط اللاصق، وهو ما لم يقل به أحد حيث وجدت الفجوات الثلاث في الشريط محتوية علي كميات متساوية من الأكونتين.
والنتيجة:
مما سبق لا يستطيع الباحث المنصف المدقق إلا أن يقرر أن وفاة المشير عبدالحكيم عامر لم تكن انتحارا، وإنما كانت قتلا بإعطائه سم «الأكونتين» بطريقة أو بأخري بعد الساعة 6 مساء يوم 14-7-1967 وأنني أقرر مطمئنا أن هذه الوفاة جنائية مكتملة الشروط الجنائية من التعمد إلي سبق الإصرار والترصد.
دكتور علي محمد دياب
باحث ومدرس التحليل والسموم بالمركز القومي للبحوث