عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"سوزان مبارك" لن تعرفها عدالة المحكمة

يخطئ من يظن أن مبارك وحده هو المسئول عن بناء شبكة الفساد السياسي التي فجرت الأزمات في كل ربوع مصر فالرجل لم يكن يجيد تلك الصناعة الا انه احترفها

بعد ان قدمت له زوجته سوزان ثابت فن الطبخة وأصرت علي تعليمه أصول الصنعة وانتهت إلي وضع إدارة البلاد بيد نجلها جمال بعد ان زرعت بذور السلطة داخله ومنحته مفتاح الدخول من الباب الرئاسي فكان علي بعد خطوة واحده من الجلوس علي العرش لولا زلزال ثورة يناير الذي أوقف مفعول القنابل الموقوتة التي زرعتها سيدة القصر.
كان جمال مطيعا الي حد كبير نفذ كل مؤامرات والدته وسار علي الطريق الذي رسمته له ببراعة شديدة ووسط كل ذلك وقف مبارك الأب يشاهد من بعيد ما يحدث بعد ان تنحي عن الحكم طواعية لصالح زوجته تاركا هموم الرئاسة للعقل المدبر والدينامو الذي يدير ويحرك كل شئ ويخطط ويضع السياسات ويعين الوزراء ويحرك الأحداث في مصر.
محاكمة الرئيس السابق التي جرت استجابة لمطلب شعبي لا تقل عنها أهمية محاكمة زوجته سوزان ثابت التي أفسدت كل شيء في مصر..بينما اكتفت النيابة العامة بتغريمها بضعة ملايين من الجنيهات مقابل خروجها من القضايا التي كان يتم التحقيق فيها معها في جهاز الكسب غير المشروع.
مبارك ليس وحده الذي خطط ودبر وصنع الفساد السياسي بل إن سوزان كانت العقل وجمال كان المنفذ ومصر كانت الضحية والآن يجب أن تنزع السلاسل من أبواب القصر الذي تختبئ بداخله سوزان في  شرم الشيخ لتنضم لزوجها وولديها وتقف معهم في قفص واحد بدلا من تركها طليقة تهدد وتتوعد وتلعب بأوراق عديدة لتحصل علي براءة زوجها.
لائحة الاتهامات الموجهة الي سوزان مبارك كافية لإصدار حكم بإعدامها في ميدان عام وهو حكم لن يرضي عنه الشعب بديلا جزاء لفسادها في الأرض.. ويكفي ان راتبها لم يكن يتعدي بضعة جنيهات عام 1961 عندما تم تعيينها في وظيفة مدرسة بإحدي المدارس في حين تجاوزت ثروتها عند السقوط 30 مليار جنيه حيث دخلت نادي المليارديرات منذ عام 2000.
سوزان التي بدأت حياتها الفعلية بعد تعيين زوجها نائبا للرئيس كانت تحلم بدور اجتماعي صغير ولكنها سيطرت علي كل شيء وامتلكت في يدها جميع مفاتيح اللعبة السياسية بعد أن احتفظت لنفسها بالمفتاح الأهم وهو حكم مصر.
اهتمت منذ تولي مبارك رئاسة مصر بنفسها.. وكانت تحلم بالحصول علي جائزه نوبل فكونت  أكثر من‮ 13 ‬جمعية أهلية رأستها جميعا وجمعت تبرعات ومساعدات علي حساب الفقراء والضحايا وكانت تلك التبرعات ملكا لها وحدها فهي التي تنفق وهي التي تجمع حتي أن إحدي جمعياتها وهي «محبي السلام» أقامت معسكرات للتعارف بين الطلاب المصريين واليهود تم الانفاق عليها من ميزانية الدولة، كما كانت تنفق ببذخ في المولات العالمية وكانت تفضل شراء الماركات الخاصة وكانت قائمة مشترياتها تفوق المليون دولار أحيانا فقد كانت تعتقد أن مصر هي الخزانة الخاصة لاموالها والعزبة المملوكة لها، ولن

ينسي أحد تبرعات مكتبة الاسكندرية  التي كانت تحت تصرفها فقط دون علم أحد حيث كانت تتلقي المساعدات والمنح من الخارج وتسيطر عليه وحدها وبلغ قيمة الحساب الذي تم إنشاؤه في عام 2003 ما يقرب من 145 مليون دولار.
وفي نهاية التسعينيات بدأت تسحب البساط من تحت زوجها لتنفيذ سيناريو التوريث، ومنذ  بداية عام 2001 كانت الحاكم الفعلي في القصر الرئاسي ولم يكن يجرؤ أحد علي وجه الأرض من الاقتراب منها وسارت مثل الملكة علي عرش مصر وكانت الهانم كما تحب أن يناديها المسئولون والحاشية تعين الوزراء وتختار المحافظين علي مزاجها فحسين كامل بهاء الدين عينته وزيراً لأنه عالج ابنها ذات مرة واختارت فاروق حسني وزيرا لأنه كان يختار ستائر القصور الخاصة بها واختارت انس الفقي لأنه كان بارعا في تسويق الموسوعات الأجنبية، كما اختارت عائشة عبد الهادي وزيرة للقوي العاملة وغيرهم من عشرات الوزراء التي اختارتهم وأقالت عشرات غيرهم لأنهم لم ينالوا الرضا السامي، كما أنها تحكمت في مصير العباد وكانت تصدر فرمانات فورية غير قابلة للتنفيذ.
وحاولت سوزان حتي قبل أيام من اندلاع الثورة ان تجهز المسرح السياسي لولدها جمال وأعدت الخطط مع الوريث لتصعيد فاسدين الي المناصب القيادية بدلا من الشرفاء حتي يقبلوا بسيناريو التوريث.
ولم تنس سوزان عائلتها وخاصة شقيقها الأكبر منير ثابت الذي منحته ما لم يكن يحلم به وضربت بكل القوانين عرض الحائط وكونت امبراطورية خاصة لعائلتها وشكلت حماية خاصة لهم من المساءلة حتي إنه عندما تركت الحكم انكشفت قضايا فساد شقيقها منير ثابت وابن عمها مصطفي ثابت.
ولو سئل مبارك الآن : إذا عاد بك الزمن للوراء ماذا ستفعل؟.. أعتقد أن الإجابة بلا شك ستكون إبعاد سوزان مبارك عن الحياة السياسية وتحجيمها ومنعها من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي فهي المسئولة الأولي عن هدم العرش علي رأس مبارك مثلما حاولت هدم مصر علي رؤوس أصحابها لتبقي وابنها فوق الجميع.