رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأعياد والأجازات..هل تنقذ السياحة الداخلية؟

السياحة مصدر أساسي من مصادر الدخل القومي وأحد القطاعات الرئيسية التي تأثرت بأحداث ثورة يناير، وتمثل السياحة الداخلية رافداً مهماً لزيادة الدخل القومي

، وحل مشاكل البطالة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
كما تعد السياحة الداخلية صمام أمان لاستقرار العمالة، إلا أن إهمال هذا القطاع علي مدي سنوات طويلة ماضية أدي إلي انهيار هذه الصناعة والفشل في جذب السياح والزائرين من الداخل والخارج رغم ما تتمتع به مصر من مناطق سياحية جذابة ومناطق أثرية لها قيمتها التاريخية وتحتاج إلي من يسوق لها ويقدمها بالشكل الذي تستحقه لجذب المواطن والسائح العربي.. فما هي المشاكل وكيف يمكن حلها أو التغلب عليها لوقف نزيف خسائر قطاع السياحة التي تشير الأرقام إلي أنها تجاوزت الـ 20 مليار جنيه وتخدم أكثر من مليوني أسرة؟
تعد إجازة العيد فرصة لعودة الحياة للسياحة الداخلية، فهل استعدت الوزارة وشركات السياحة لاستغلال العيد في تعويض نسبة من خسائر القطاع؟
وتشير الاحصائيات إلي أن هناك أكثر من 8 ملايين عامل في القطاع السياحي سواء شركات سياحية وفنادق ومنتجعات وقري سياحية ومحلات وبازارات، وأن هؤلاء معرضون للتشرد بسبب ما تعانيه السياحة، خاصة السياحة الداخلية.
ويؤكد الخبراء أن 50٪ من العاملين في المجال السياحي معرضون لفقد وظائفهم بسبب الحالة الاقتصادية وضعف موارد السياحة بمصر.
كما تشير الأرقام إلي فقد قطاع السياحة 80٪ من الدخل المخصص له منذ شهر يناير وحتي الآن.
وأشار عدد من الخبراء إلي أن السياحة في مصر صناعة تصديرية وتحظي بميزة تنافسية، ورغم ذلك تعاني السياحة من فكر اقتصادي يعتمد علي الإنتاج السلعي ويتصور أن النشاط السياحي ما هو إلا عمل أو نشاط هامشي، رغم أنها تعد الصناعة الأولي المكونة للدخل القومي في كثير من دول العالم.
كما أنها إحدي الصناعات الرئيسية مع صناعة المعلوماتية في العصر الحديث.
ورغم أن السياحة في مصر أصبحت تتعايش مع الأزمات منذ فترات طويلة سواء كانت أحداث الأمن المركزي عام 86 أو أحداث الدير البحري في الأقصر فإن هذا القطاع يتعرض لأزمة شديدة خلال الفترة الراهنة.

أزمات السياحة
لا يمكن أن نعلق علي ما تتعرض له السياحة خلال الفترة الحالية وبعد ثورة يناير علي آثار الثورة وما حدث ويحدث من فوضي أمنية، ولكن هناك بعد آخر يجب أن نهتم به أولاً وهو ثقافة الخدمات في مصر وكيفية التعامل مع السائح والزائر سواء كان مواطناً مصرياً أو عربياً أو أجنبياً.
كما أن النوع الثاني من الأزمات التي تتعرض لها السياحة هي الأزمات الطارئة أو العارضة مثل التي نعيشها هذه الأيام.
ورغم أن السياحة كما يطلق عليها أصحاب الخبرة هي قاطرة التنمية المتواصلة وهو ما يتطلب تحديد استراتيجية للتنمية السياحية والبدء في برامج محددة علي شكل مشروعات رائدة تتسع تدريجياً، بالإضافة إلي إعطاء الأولوية للمناطق السياحية الجاذبة للزائرين والسياح العرب والأجانب، بالإضافة إلي فتح المناطق الأثرية والسياحية التي تم حرمان المصريين من زيارتها والتمتع بما فيها من جمال خلال العصر البائد، وانتهاء بعصر الحرمان الذي قصر زيارة المناطق علي العرب والأجانب وحرمان أبناء البلد منها!

الحلول
كما يتطلب الأمر تحديد المواقع السياحية ذات الأولوية من ناحية توافر أفضليات اقتصادية وجغرافية تميزها.
كما يتطلب الأمر السيطرة السريعة بالتحجيم واحتواء الانهيارات في كافة قطاعات السياحة والتخفيف من آثار الأزمة علي المستثمرين والمنظمين والعاملين بقطاع السياحة، بالإضافة إلي مسايرة التقدم السياحي وإعادة بناء الثقة واستعاضة الفاقد من الفرص الضائعة من التنمية السياحية.
علاوة علي تدريب وتأهيل العاملين بالقطاع والتركيز علي البرامج التي تعطي للمواطن، خاصة المتعاملون مع السائحين والزوار ثقافة التعامل مع السائح لحثه علي الارتباط بالمكان وتكرار الزيارة والعودة إلي هذه المناطق.
مجدي سليم - رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة - أكد ارتباط حركة السياحة بالوضع الأمني وأن المواطن أو السائح يتأثر بالوضع الأمني دائماً، فحالة اطمئنان المواطن أو السائح لأمنه وسلامته تعد الدافع الأول لاتخاذ قرار بالسفر أو الزيارة للأماكن السياحية أو الأثرية، مشدداً علي ضرورة توافر الأمن والهدوء والاستقرار وأن يعود الاستقرار للشارع لعودة الحياة إلي طبيعتها بصفة عامة، وخاصة السياحة.
وعن وضع السياحة الداخلية خلال هذا الصيف أكد رئيس قطاع السياحة الداخلية أن الحركة هادئة طول فترة الامتحانات وشهر رمضان المبارك، ولأن شهر رمضان هو شهر مناسك وعبادات وأن الكثيرين يفضلون قضاء شهر رمضان وسط

طقوس رمضانية سواء المواطن أو السائح العربي، مما يحد من حركة السياحة الداخلية.
وأشار «سليم» إلي أن الوزارة أطلقت حملة لتنشيط السياحة الداخلية تحت عنوان «كلنا هنشوف مصر» التي دخلت شهرها الرابع كان لها دور كبير في تنشيط حركة السياحة الداخلية ودعمها، وهذه الحملة كان الهدف منها تعويض نسبة من الخسائر التي تعرض لها قطاع السياحة، خاصة الفنادق أربع وخمس نجوم.
وعن حوافز تشجيع المواطن علي التنزه والزيارة للمناطق السياحية، أوضح أن الحملة التي بدأت كان ضمن الحوافز التي اشتملت عليها تقسيط قيمة الرحلة، ولكن فوجئنا بأن الكثير يرفض فكرة التقسيط بعد التخفيضات التي تمت علي هذه الرحلات.
وأشار إلي أن هذه الحملة أحدثت رواجاً نسبياً في المحافظات الساحلية والبحر الأحمر وجنوب سيناء وأن نسبة الإشغالات وصلت إلي 60٪.

كله متاح
وعن حرمان المصريين من زيارة أو دخول أماكن معينة، أوضح رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة أن هذا المفهوم غير صحيح ولن يستطيع أحد أن يمنع مصري من التمتع بما تحظي به مصر من مزارات سياحية وإذا حدث مثل هذا التصرف يكون تصرفاً شخصياً في فندق ما ليس أكثر، ولكن القاعدة العامة أن أرض مصر للمصريين.

مشاكل السياحة
وعن المشاكل التي تواجهها السياحة قال: هناك قصور في البنية الأساسية لمكون السياحة، مثل المواصلات والمراكز الصحية والطاقة الإيوائية - أي قدرة المكان علي استيعاب السياح - وهذا هو الحال في الوادي الجديد وبعض الأماكن الزاخرة بمميزات لا تتوافر في كثير من مثيلاتها.

السياحة النيلية
أوضح «سليم» أن السياحة النيلية مهمة ولها مردودها الإيجابي علي انتعاش حركة السياحة، خاصة أن مصر تتمتع بالنيل، وأن الكثير يفضل هذه الرحلات التي يشاهد فيها الكثير من المعالم السياحية والأثرية خلال رحلته.. وأرجع عدم انتعاش هذا من السياحة في الفترات الماضية إلي اعتراضات أمنية وأن هذه الرحلات كانت تقابل بعدم القبول لدواعي أمنية، ولكن سوف تبدأ نهاية هذا العام، خاصة بين القاهرة وأسوان.
وأشار إلي ازدهار هذا النوع من السياحة بين الأقصر وأسوان، وأن هناك 280 مركباً عائماً تعمل بين الأقصر وأسوان.
كان منير فخري عبدالنور وزير السياحة قد أكد ضرورة عودة الأمن والهدوء والاستقرار وأن يعم الأمن الشارع من أجل الإصلاح والتغيير ولعودة الحياة إلي الاقتصاد المصري بصفة عامة والسياحة بصفة خاصة.
ونبه «عبدالنور» إلي ضرورة أن يحرص الإعلام علي عدم الإثارة لعدم تأثر المواطن بهذا الكلام الذي يؤثر سلباً علي استقراره ويثير مشاعر المصريين ويؤدي إلي مشكلات تضر بالسياحة والمناخ العام في مصر.
كما أشار إلي إنشاء غرفة السفاري التي تسمح بتنوع النشاط السياحي وتنمية حركة السياحة.. كما أن الحملات الإعلانية الموجهة إلي المواطن والدول العربية من أجل جذب السياحة العربية.
وأصبح السؤال: هل يتم إعادة النظر في سبل تطوير السياحة الداخلية وإعادة روح الحياة لهذا القطاع الحيوي باعتباره مصدراً رئيسياً من مصادر الدخل القومي؟