عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المعاقون يرفضون إعلام «التصوير وقص الشريط»!!!

ملايين المعاقين يتعرضون
ملايين المعاقين يتعرضون لتشوية الاعلامي

إما خطر عليك أو يستحق الشفقة، إما عاجز أو مثير للسخرية.. للأسف هذه بعض الأنماط السائدة عن ذوي الاحتياجات الخاصة في وسائل الإعلام وقلما تجد من يهتم بقدراتهم وإبداعاتهم علي كثرتها وإبهارها. قلما تجد نقاشا موضوعيا لقضاياهم في التواصل والاندماج والحق في الحياة.

في ظل غياب استراتيجية وفلسفة خاصة بفئة عريضة من المواطنين يزيد عددهم علي الـ15 مليونا، ممن يتم الحديث عنهم وإظهار جوانب من شئونهم «في المناسبات والمواسم» فقط.

عندما تبحث عن البرامج المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة تجدها أقل من أن تعد علي أصابع اليد الواحدة في التليفزيون الرسمي فضلا عن تجاهل الإعلام الخاص لهم ولكن قد يصبح الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة موصولا فجأة لكن ذلك له ما يبرره في المناسبات حيث يظهر المعاقون وقضاياهم كأنهم نوع من «الشو الإعلامي» أما إذا بحثت عن المحتوي فتجده فارغا إلا من أنماط تقليدية عفا عليها الزمن غير جاذبة للمعاق أو المشاهد العادي. وربما يكون كل ذلك سببا في غضب اعداد كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة من الإعلام المصري الذي يتجاهلهم او يشوه صورهم.

أنا مش كده

كأنه يتحدث مع «معتوه» أو انسان مكسور ضعيف نسي أنه قبل التسجيل عرف أنني متفوق وحاصل عل البكالوريوس فضلا عن أنني نجم رياضي علي الأقل وسط زملائي والمحيطين بي هكذا تحدث معي الشاب «محمد» عندما حكي عن تجربته في أحد البرامج في التليفزيون بمناسبة يوم الكفيف بصراحة حرمت أظهر تاني لأن مقدمي البرامج لا يعرفون كيفية التعامل مع المعاق.

فتاة أخري تدعي «ميساء» تعاني من شلل أطفال. حكت لنا عن تجربة وصفتها بالسخيفة عندما دعاها أحد البرامج بإحدي القنوات الفضائية قالت المذيعة كانت تتصنع الابتسامة أثناء التسجيل وعندما تستدير الكاميرا عنها لا تظهر أي اهتمام بي بل شعرت أنها تسخر مني وضحكت بصوت مسموع عندما قلت لها إنني أكتب الشعر ونفسي أبقي مذيعة. وهكذا لا تتحدث مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا وتجد غضبا من الاعلام كما أكد لي أحمد ياسين أحد طلاب الجامعة وهو من أبطال الرياضة في ألعاب القوي. أكد الشاب أن الاعلام لا يضيف إلا صورا سلبية عن ذوي الإعاقة ويتجاهل مشكلاتهم في التوظيف والتعليم والصحة وقضاياهم في التفاهم مع المجتمع والشارع وكل شيء وسبق أن طالبنا بتأهيل المجتمع للتعامل مع المعاق فضلا عن أن مترجمي الاشارة للصم والبكم ليسوا موجودين في كل البرامج.

الفلسفة

غياب الفلسفة والخطة هو أهم عائق أمام قيام الإعلام بدوره وهذه وجهة نظر الإعلامية الكبيرة فاطمة الكسباني نائب رئيس التليفزيون سابقا والتي أكدت أن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة لم تأخذ حقها من الاهتمام الإعلامي حتي الآن والسبب هو غياب الفلسفة والاستراتيجية الشاملة، فهذه القضية لها أبعاد تخص كل الجهات التعليمية والصحية والثقافية وغيرها، هناك رسالة لابد أن يعمل عليها الجميع وهي أن ذوي الإعاقة ليسوا أقل من أي انسان ولهم قدراتهم التي قد لا يتمتع بها غيرهم وهنا تؤكد «الكسباني» أن الإعلام يلعب دورا رئيسيا في التوعية في قضايا ذوي الاحتياجات في جميع المجالات وللأسف الإعلام الخاص يتجاهلهم وهنا نؤكد أن البحث عن الربح في هذه القنوات ليس عيبا لكن الربح يكون في مجتمع قضي علي الأمية إذن الربح الحقيقي هنا يكمن في تقديم رسالة حقيقية وأن يقوم بدوره أولا في التوعية والتعليم وإذا كنا نتحدث عن 15 مليونا من ذوي الاحتياجات الخاصة فالرسالة هنا سامية واضحة فهؤلاء هم مواطنون لهم حقوق في الحياة ويجب أن تكون هذه هي الرسالة سواء في الإعلام الحكومي أو الخاص.

وتضيف فاطمة الكسباني: تحقيق الهدف يكون عن طريق وضع خطة من قبل خبراء ومثقفين ومتخصصين يتولون تقييم هذه الخطة بشكل منتظم لنري الي أي حد حققت أهدافها وتعديلها أو تدعيمها حسب مواضع النجاح أو القصور علي أن يكون حل مشكلات ذوى الإعاقة وكذا تسليط الضوء علي قدراتهم أساسيا في الفلسفة الإعلامية دوما وليس ارتباطا بمناسبة أو غير ذلك فقد مضي عهد «التصوير وقص الشريط». وعلي الجميع أن يعمل بضمير مخلصا لقضيته وبهدف انجاح الخطة الموضوعة.

ضد المعاقين

الدكتور إبراهيم عمارة أستاذ الإعلام بجامعة طنطا قال: ظلت قضية الإعاقة بعيدة عن تناول وسائل الإعلام لفترة زمنية طويلة وارتبط ذلك بعدم اهتمام الحكومة ومؤسساتها المختلفة بقضايا وحقوق ذوي الإعاقة لأن الإعلام يقوم على نقل الواقع أكثر من صناعته وارتبط بذلك تفشي الجهل والتخلف والأمية والفقر وهذا ما انعكس في زيادة معدلات الإعاقة وسادت صورة ذهنية سلبية عن ذوي الإعاقة وصفتهم بالعجز والاتكالية وعدم القدرة على الأداء بفاعلية في المجتمع حيث كان الإعلام يرسخ هذه الصورة السلبية وبخاصة الدراما والأعمال السينمائية التي تبارت لتقدم صورة سلبية غير حقيقية عن ذوي الإعاقة وكان دافع منتجي تلك الأعمال الفنية السعي نحو إضحاك الجمهور من

خلال السخرية من ذوي الإعاقة دون عقاب، فيما تراجع دور الحكومة في القيام بمسئولياتها في تقديم الصورة الحقيقية لذوي الإعاقة هذا إلى جانب المبالغة والتهويل والتضخيم في تقديم صورة فهو إما مصدر لانتزاع شفقة ودموع الجمهور أو وسيلة للتسلية والترفيه حيث لا يخشى مقدم البرنامج أن يأتي بشخص معاق لديه موهبة فنية أو أدبية ويصورونه على أنه شخص خارق أو أنه صعد للمريخ,كما تمتد المبالغة أحيانا لتشمل التركيز على بعض السلوكيات السلبية المنتشرة بين بعض المعاقين وعرضها كسلوك عام ومنتشر بين جميع المعاقين مثل التسول أو الضغط على المسئولين للحصول على فرصة عمل ,ويضيف الدكتور عمارة: ترتبط الصورة السلبية للمعاقين بمشكلة قلة توافر التمويل اللازم للصرف على القنوات والمحطات والصحف.

أما من ينظر لوسائل الإعلام في السنوات الأخيرة فيجد أنها أصبحت تسعى نحو تعديل صورة ذوي الإعاقة في تلك الوسائل من خلال عرض نماذج متميزة من المعاقين وطرح قضاياهم ومشكلات بشكل علمي وموضوعي, كما ظهر توجه جديد في مصر بعد ثورة يناير نحو الاهتمام بقضايا ومشكلات ذوي الإعاقة وهذا فرض على الإعلام تعديل أسلوب الخطاب حول المعاقين وشهد الإعلام الحكومي ميلاد عدد من البرامج والصفحات التي تناقش وتحلل قضايا المعاقين إلا أن هذه المجهودات المحدودة تبقى معطلة وبدون جدوى لأنها ليست منطلقة من فكر استراتيجي قومي يقوم على النهضة بالمعاقين وتنمية قدراتهم وتحسين صورتهم في المجتمع كما يحتاج الإعلام بمختلف وسائله الي تحقيق ما يسمى بالدمج الإعلامي بحيث يتم عرض ومناقشة قضايا ومشكلات ذوي الإعاقة ضمن البرامج والنشرات والصحف العامة وليس ضمن مواد وزوايا خاصة بهم لأن ذلك يكرس لحالة العزلة التي دائما يتهمون بها خطأ ولكي تتحسن الصورة لذوي الإعاقة لابد أن تفتح المؤسسات الإعلامية بابها أمام ذوي الإعاقة للعمل في كافة المجالات فأهل مكة أدرى بشعابها فالوضع الحالي يرجع إلى أن الأمر وسد لغير أهله وأن معظم مقدمي البرامج لا يعرفون ولا يفهمون قضايا المعاقين ومشكلاتهم والأفضل أن يعبر عنهم واحد منهم, كما يجب أن تتحقق التهيئة والإتاحة الإعلامية بأن يتوفر لكل فئة من الإعاقات وسيلة التواصل المناسبة سواء بريل أو لغة الإشارة حتى يستطيع المعاقون متابعة الصورة المقدمة في وسائل الإعلام المختلفة حتى يتحقق ما ننشده في أن تنموا ذائقة جمهور وسائل الإعلام من المعاقين وأن ينمو لديهم حس بما يقبل أو يرفض من محتوى الإعلام ويكون لديهم رد فعل سواء برفض متابعة الصحيفة أو القناة أو تحريك قضايا ضد القائمين على الإساءة لذوي الإعاقة وعلى المعاقين أن يتحدوا للعمل على تعديل صورتهم أمام المجتمع.

نداء

إيهاب حسنين مقدم برامج بالتليفزيون قال: للأسف لا توجد تغطية مناسبة لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من ناحية كم البرامج المخصصة أو المحتوي الذي تقدمه فالتليفزيون المصري لا يوجد سوي برنامجين أو ثلاثة وهذه البرامج غائبة عن الفضائيات ولو وجدت تكون لهدف معين كالظهور في المناسبات والمواسم لزوم «الشو» رغم أن المعاقين في حاجة لإظهار مواهبهم وقدراتهم ومشكلاتهم أيضا ويوجه إيهاب حسانين ندا لكبار الإعلاميين نداء تقديم برامج لذوى الاحتياجات للاستفادة بشهرتهم وخبراتهم في تقديم رسالة ايجابية تهم المجتمع كله وليس ذوي الاحتياجات فقط.