رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيسان و4 نواب و4 رؤساء حكومة و50 وزيراً حكموا مصر طوال 41 عاماً

طابور من الرؤساء ورؤساء الوزراء والوزراء والقادة جيش جرار  في كل المناصب .. عدد كبير من كبار الموظفين تمتلئ بهم دواليب

الجهاز الاداري للدولة، ركبوا السلطة منذ اكثر من 41 عاما بتولي الرئيس الراحل انور السادات زمام الامور سنة 1970 عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وحتي قيام ثورة يناير التي أطاحت بمبارك بعد 30 عاما علي كرسي الحكم، وإن كان الدكتور عصام شرف واصل المسيرة بتولي رئاسة الوزراء وهو من المنوفية.
ولم تكن سيطرة «المنايفة» ابناء محافظة المنوفية علي  السلطة بسبب صعود السادات الي الحكم فقط، ولكن قبل ذلك شارك المنايفة في التنظيم السري للضباط الاحرار , كما انهم  صعدوا الي ما قبل رئيس الجمهورية بدرجة واحدة حيث تولت أكثر من شخصية منصب نائب رئيس الجمهورية وكذلك انتشروا طولا وعرضا في وزارات الحربية والداخلية والخارجية والمالية والصحة.
وبعيدا عن كل المتغيرات السياسية التي تشهدها مصر حالياً خاصة مع تسارع ومع تسابق الكثيرين للترشح للمنصب الأعلي بمصر وبدلا من مناقشة المعايير والأسس التي يجب علي أساسها اختيار الرئيس القادم.
جاء الكثيرون ليشترطوا أن يكون الرئيس القادم ليس منوفيا ولا ينتمي لمحافظة المنوفية من قريب أو من بعيد خاصة بعد الأخطاء الفادحة للرئيس المخلوع حسني مبارك في حق مصركلها وتحمل ابناء المحافظة تبعات اخطائه.
وهو ما يطرح تساؤلا مهما: هل تنتقل السلطة من المنوفية إلي أي محافظة أخري بعد ان استقرت داخل المحافظة لأكثر من 41 عاما منذ تولي الرئيس السادات وحتي خلع مبارك في فبراير 2011؟, وهل اذا ظهر مرشح للرئاسة خلال الفترة القادمة من المنوفية سيحظي بفرصة متكافئة في المنافسة علي المنصب أم ان أخطاء مبارك ستكون عائقا بين وصول أحد أبناء المنوفية لهذا المنصب الرفيع مرة أخري؟
حتي الآن لم يظهر مرشح للرئاسة من المنوفية فكل المتنافسين من خارج المحافظة وأبرزهم الدكتور محمد البرادعي من محافظة الغربية وعمرو موسي من القليوبية وحمدين صباحي من كفر الشيخ والدكتور محمد سليم العوا والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحازم صلاح أبو إسماعيل من القاهرة, بالإضافة إلي الفريق مجدي حتاتة المولود بالغربية.
والراسخ في أذهان المصريين ان أبناء المنوفية استولوا علي كل كبيرة وصغيرة بدءا من مؤسسة الرئاسة  مرورا بمناصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزراء الداخلية والدفاع ومناصب سيادية في المخابرات العامة والشرطة والجيش.
والمتتبع لتاريخ ابناء المنوفية يجدلهم حضوراً واضحاً في حركة الضباط الاحرار التي قامت بثورة 1952 من ابرزهم محمد انور السادات وحسين الشافعي, وأمين حامد هويدي بالإضافة الي مصطفي كامل مراد الذي أصبح رئيسا لحزب الأحرار فيما بعد.
ويعد من أبرز المناصب التي تولها أبناء المنوفية منصب رئيس الجمهورية والذي شغله الرئيس الراحل محمد انور السادات في الفترة من 1970 حتي 1981 ليحل مكانه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في الفترة من 1981 وحتي ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت بنظامه.
لم يكتف المنافية بمنصب الرئيس فقط وانما تنوع وجودهم داخل مؤسسات الدولة حيث شغل 4 أشخاص منصب نائب رئيس الجمهورية بداية من حسين الشافعي المولود بقرية شبرا مركز قويسنا الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية فترتين في عهد الرئيس جمال عبد الناصر من اغسطس 1961 حتي سبتمبر 1965م وكذلك من مارس 1968 وحتي يناير 1973 مع بداية حكم السادات, كما شغل السادات المنصب فترتين قبل ان يصبح رئيسا ولم تستمر الفترة الأولي طويلا وانتهت بعد أقل من شهر حيث تولي المنصب في 17 فبراير 1964م وتركه في بدايات مارس  من نفس العام في حين امتدت الفترة الثانية من 19 ديسمبر 1969 وحتي توليه ويأتي محمود فوزي من مركز قويسنا  كثالث شخصية منوفية تتولي منصب النائب من يناير 1972 حتي سبتمبر 1974.
فيما حل  حسني مبارك كآخر منوفي يشغل منصب نائب الرئيس في مصر، وامتدت فترة بقاء مبارك في منصب النائب حوالي 6 سنوات من ابريل 1976 حتي أكتوبر 1981م. وكما تواجد المنايفة علي رأس السلطة الحاكمة  في مصر كان لهم وجود أيضا علي رأس السلطة التنفيذية فتولي الدكتور محمود فوزي رئاسة الوزراء في بداية حكم الرئيس السادات واستمرت وزارة فوزي حوالي عامين من أكتوبر 1970 وحتي يناير 1972 وجمع السادات بين منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مرتين الأولي من مارس 1973حتي سبتمبر 1974 والثانية من مايو 1980 حتي اغتياله في اكتوبر 1981.
وأيضا تولي مبارك رئاسة الوزراء من اكتوبر 1981 حتي يناير 1982. ويأتي الدكتور كمال الجنزوري المولود في قرية جروا بمركز الباجور كثالث منوفي في رئاسة الوزراء وجاءت فترة توليه للمنصب اثناء تولي الرئيس المخلوع مبارك مقاليد السلطة وامتدت فترة الجنزوري من يناير 1996 حتي اكتوبر 1999م ثم جاء الدكتور عصام شرف المولود بمركز الباجور بقرية مشيرف حيث تولي رئاسة مجلس الوزراء منذ مارس 2011.
ولم تخرج وزارات الداخلية والحربية علي سيطرة المنايفة حيث تولي المشير محمد عبد الغني الجمسي المولود بقرية البتانون بمركز شبين الكوم مسئولية وزارة الحربية عام  1974 كما عين رئيس هيئة التدريب بالجيش, رئيس المخابرات الحربية 1972, ورئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة عام 1972, ورئيس حرب القوات المسلحة وكذلك القائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء, مستشار الرئيس السادات, بالإضافة

إلي القائد العام للجبهات العربية الثلاث عام 1975.
وكذلك عين الرئيس جمال عبدالناصر  شمس بدران المولود بمركز الشهداء وزيراً للحربية متخطيا مئات الأقدميات الموجودة بالجيش في تلك الفترة لكن لم تكن نهاية بدران جيدة فتمت محاكمته بتهمة تعذيب أعضاء الإخوان المسلمين، كما تولي أمين هويدي وزارة الحربية.
أما وزارة الداخلية فقد  تعاقب ثلاثة منايفة علي شغلها أولهم اللواء أحمد رشدي المولود بمركز بركة السبع  وتولي المنصب من 1984 حتي 1986 ولقب بـ «قاهر المخدرات» وهو أول وزير للداخلية ينال احترام الشعب بجميع طوائفه إذ حارب تجار المخدرات وقاد حملة ناجحة عليهم, وقد استقال من وزارة الداخلية بعد أحداث الأمن المركزي الشهيرة.
أما اللواء  زكي بدر المولود بقرية منشأة عصام التابعة لمركز شبين الكوم فيعد اعنف وزير داخلية وتسلم وزارة الداخلية مارس عام 1986، وتعرض لمحاولة اغتيال في 16 ديسمبر 1989 وتمت إقالته في يناير 1990 نتيجة كلمة ألقاها في مؤتمر  ببنها شهدت هجوما علي المعارضة.
وتم تعيين اللواء محمد عبد الحليم موسي المولود بقرية ام خنان بمركز قويسنا واشتهر بلقب «شيخ العرب» وذلك لطريقته في حل المشاكل بالمجالس العرفية.
وبعد تواجد أبناء المنوفية في المواقع والوزارات السيادية كان سهلا ان يتواجدوا في العديد من الوزارات الأخري  فاكثر من 50 وزيرا جاءوا من محافظة المنوفية أبرزهم عبدالعزيز باشا فهمي المولود بكفر المصيلحة مسقط رأس الرئيس المخلوع حسني مبارك ومحمد صبري أبو علم المولود بمدينة منوف وزيرين للعدل وكذلك حمدي البمبي من شبين الكوم  وزير البترول من 1991 حتي 1999م, بالإضافة الي كمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشوري السابق منذ عام 1993 حتي 2005م وانتخب نائبا بالبرلمان منذ 1964م وحتي وفاته والمشرف العام علي المجالس القومية المتخصصة , الدكتور اسماعيل سلام المولود بقرية زاوية رزين بمدينة منوف وزارة الصحة وتولي مسؤلية وزارة السياحة فؤاد سلطان المولود بمدينة منوف كما تواجد سليمان متولي وزيرا للمواصلات ووزير المالية صلاح حامد تلوانة - الباجور, ووزير التموين ناجي شتلة - شما  أشمون وزير الصناعة, وعلي الصعيدي وزير الكهرباء السابق, عمرو عزت سلامة وزير التعليم، والدكتور إبراهيم فوزي الباجور وزير الصناعة وعيسي شاهين - ابخاص الباجور, والدكتور احمد خليفه وزير التخطيط الاسبق  بخاتي  شبين الكوم ,بالاضافة الي الدكتور يحي الجمل الذي تولي رئيس مجلس الوزارء مؤخرا قبل ان تتم اقالته في شهر مايو الماضي.
وعلي الرغم من ان كل ابناء المنوفية ادوا واجبهم تجاه الاماكن التي تولوا العمل بها إلا أن عدا قليلا منهم فقط  أساء الي المنوفية.
وما يهدد عرش المنوفية في السلطة إلا ان عدداً ليس بالقليل  يطالب بالحجر علي ابناء المحافظة وحرمانهم من تقلد اي منصب وزاري أو رئاسي طوال الفترة القادمة، لمجرد أن الرئيس المخلوع مبارك كان نموذجاً سيئاً لرئيس دولة خرج من بين قري تلك المحافظة، وما ألحقه بالمصريين من إهانة وخيانة وذل وظلم.
كما أن ما يهدد بانقطاع الصلة بين المنوفية وكرسي العرش عدم وجود مرشح رئاسي حتي الآن من المنوفية .
علي الرغم من  الشعار الذي يرفعه أبناء المنوفية وهو «أن تكون منوفيا فذلك طريق الشهرة،» وهذا ما دفع محاميان من مركز قويسنا لاقامة دعوي ضد الرئيس السابق حسني مبارك تطالبه بسداد 50 مليون جنيه، كتعويض مادي وأدبي لهما عما أصابهما من أضرار، لأن مبارك  سبب لأبناء محافظة المنوفية الخزي والعار ، بسبب ما اقترفه هو وأفراد أسرته ونظامه الفاسد، مما أدي إلي ازدراء «المنايفة».