رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حقيقة قناصة الثوار في ميدان التحرير

أكثر من ستة أشهر مضت علي تساقط نخبة من زهرات وشباب مصر قتلي في ميدان التحرير علي ايدي قناصة مجهولين، قناصة اصطادوا المتظاهرين بأسلحتهم النارية المتطورة من فوق أسطح المنازل والبنايات، مضت هذه الأشهر ولا يزال السؤال حائراً، من هم هؤلاء القناصة أعوان الشيطان، من الذي عقد معهم صفقة الموت، من أين جاءوا، ومن كلفهم بالمهمة الدامية بهدف إجهاض الثورة واثارة الرعب، واين ذهبوا واختفوا بعد ان انتهت اعمال القمع التي مارستها الداخلية ضد الشعب الثائر، أسئلة عديدة تحاول «الوفد» البحث لها عن اجابة شافيه خلال السطور التالية.

ونبدأ بالتصريحات التي أطلقها اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية لإحدي الفضائيات، حيث اكد ان قوة وزارة الداخلية المصرية ظلت في حالة «وفاة» وفقا لوصفه منذ 28 يناير ولمدة شهر بعد هذا التاريخ، أي أن الداخلية ليس بها قناصة، ولا علاقة لها بقتل المتظاهرين، كما أن لجنة تقصي الحقائق حول ثورة يناير، لم تتوصل الي الفاعل الحقيقي وراء قتل المتظاهرين، وبعد 28يناير لم يمكن تحديد هوية القناصة الذين اعتلوا اسطح المنازل بميدان التحرير وأطلقوا النيران علي المتظاهرين.

ولو سلمنا جدلا بأن تصريحات العيسوي صحيحة، خاصة فيما يتعلق فيها بلجنة تقصي الحقائق، وعجزها عن فك رموز اللغز وراء حقيقة القناصة، فهذا يؤكد ان هؤلاء القناصة وراءهم سر غامض أعجز لجنة التقصي عن كشفه، وانهم عناصر غامضة ومجهولة، فمن هم هؤلاء الذين قال فيهم اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق، انهم كانوا يحملون أسلحة متطورة مزودة بأشعة الليزر، وهو ما أثبتته شرائط الفيديو، وهي اسلحة لا تتوافر لدي افراد الشرطة المصرية.

وسيرا وراء قاعدة «ابحث عن المستفيد» وهي القاعدة التي يعتمد عليها أي رجال تحقيق لكشف غموض الجرائم، نجد أن هناك مستفيدين استأجروا هؤلاء القناصة لتنفيذ قتل المتظاهرين لإرهابهم وتفريقهم، واقرب الجهات التي لها سابقة أعمال لقتل المدنيين هم مرتزقة « بلاك ووتر «أو ما يعرف حاليا باسم شركة «إكس سيرفس»، وقد كان لمبارك ووزير داخليته السابق، كان لهما سابقة الاستعانة بعناصر أجنبية من الخارج لتنفيذ أعمال سياسة وأمنية غير معلنة، منها عمليات قذرة، وهو ما أشارت اليه صحيفة «بالتيمور صن» الأمريكية، والتي كشفت استعانة مبارك بشحنة من قنابل الغاز الإسرائيلي لمواجهة المتظاهرين، وهو ما أكدته أيضا الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، بجانب جهات إعلامية أخري، وقالت الشبكة الدولية إن ثلاث طائرات قامت بنقل شحنة القنابل لمطار القاهرة.

يضاف إلي ذلك قيام مبارك قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة باستئجار شركة أمن امريكية، يرأسها شخص يدعي « توني بودستا» لتأمينه وحمايته من منتقديه بالكونجرس الأمريكي، ومن أقباط المهجر الغاضبين عليه إبان زيارته لأمريكا، وهو ما أثبتته وقتها مجلة «نيوزويك»، ولم يكن مبارك فقط وحده الذي لجأ الي شركة أمنية أجنبية لحمايته، بل العادلي ايضا، استعان بشركة بريطانية، في شراء أجهزة وادوات للتعذيب، وبرامج كمبيوتر للقرصنة ومراقبة المراسلات التي تتم عبر البريد الإلكتروني لبعض الأشخاص وايضا للشباب، وتحملت موازنة الداخلية ملايين الجنيهات من اجل هذه الصفقات .

وانطلاقا مما سبق ليس بكثير علي من استأجروا من يحميهم، واشتروا ادوات التعذيب والتجسس، وتعاقدوا مع شركات لعمل لوبي بالخارج، ليس بعيدا ان يستعينوا بمرتزقة لقتل المتظاهرين وافشال الثورة، وتشير أصابع الاتهام الي الاستعانة بمرتزقة تعرف باسم «بلاك ووتر»، وهي شركة تأسست عام 1997 علي يد الأمريكي «ايرك برنس» في ولاية نورث كارولاينا، وكان هدفها تقديم الخدمات والتدريب للجيش الأمريكي والمنظمات الأمريكية الاخري المعنية بتنفيذ القانون بالقوة، وكان اسم الشركة وقت انطلاقها «بلاك ووتر يو اس ايه» ثم تغير إلي «بلاك ووتر وورلد وايد»  ثم اخيرا «اكس سيرفس»، وتمتلك الشركة فريقًا متكاملاً مزودا بأسلحة وتقنيات قتالية عالية المستوي وذات طبيعة خاصة.

وقد أبرمت «بلاك ووتر» اول عقودها مع الحكومة الأمريكية بعد حادث « المدمرة كول» وتدميرها قبالة السواحل اليمنية عام 2000، وحصلت الشركة في حينه علي مناقصة من الحكومة الBمريكية لتدريب 100 الف جندي من قوات البحرية، وبعد هذه الصفقة،  اشتري «ايرك برنس» صاحب الشركة مساحة من الأرض تبلع 600 هكتار في نورث كارولاينا، وأقام عليها دولته الخاصة، لتدريب جيوش المرتزقة التابعين للشركة.

اغتيال بن لادن

و«البلاك ووتر» أو «المياه السوداء» بالعربية، ترمز الي مياه المجاري، إشارة إلي العمليات القذرة التي يمكن أن تقوم بها الشركة من خلال مرتزقتها، وتعد هذه الشركة الآن هي الأكبر بأمريكا ضمن 3 شركات امنية، تتعاقد معها الخارجية الامريكية لتنفيذ مهام سرية وخاصة خارج الولايات الأمريكية علي غرار ما حدث في العراق، وقد طورت «البلاك ووتر» استخدامها لأنواع الاسلحة والمعدات القتالية المتعلقة بالاشتباك والتعامل مع المدنيين والتجمعات الشعبية، إضافة لتحديث الأساليب التكنولوجية بالجيش الامريكي، وهو ما دفع باراك أوباما لمكافأة الشركة بعقد قيمته ربع مليار دولار، للتعاون مع الخارجية ووكالة الاستخبارات الامريكية «سي آي إيه» في أفغانستان، حيث قامت «بلاك ووتر» بتنفيذ عمليات قتل منظمة لعناصر القاعدة في باكستان وأفغانستان، علي رأسها اغتيال اسامة بن لادن، كما تعد البلاك ووتر مسئولة عن اغتيال بنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة.

ففي عام 2002، وقعت الشركة عقدًا مع الادارة الامريكية لإمدادها بـ 20 عنصرًا مدربا، للقيام بمهمة سرية منها حماية المقر الرئيسي للمخابرات الامريكية في افغانستان، بجانب مهمة اخري هي اصطياد بن لادن واغتياله، وتم تكليف الشركة بحماية مسئولين امريكان في كل من أفغانستان والعراق بعد الغزو الامريكي لكل منهما، كما قامت بمهام تدريب لوحدات بالجيش العراقي، وكان من اهم الشركات التي قامت بهذه المهام ضمن 60 شركة امن اخري أرسلت للعراق لذات الغرض، وارتكب رجال البلاك ووتر ابشع جرائم القتل والتصفيات في العراق باستخدام أخطر الأسلحة، واشهر عملياتها ما نفذه اثنان من رجالها في ميدان النسور عام 2007، حيث اطلقوا النيران بصورة عشوائية علي المدنيين، ما اسفر عنه مقتل 17 شخصاً، وبسبب الحادث أعلنت امريكا أنها أنهت تعاقدها مع الشركة، إلا أن المحاكم الامريكية عادت فيما بعد وبرأت رجال البلاك ووتر من جريمتهم، وتشير المعلومات إلاّ أن الشركة لا تزال تعمل في العراق حتي الآن.

ولشركة بلاك ووتر 9 افرع، كل منها مجهز بمعداته وأسلحته، ويعد «كوفر بلاك» نائب رئيس الشركة في الفترة من 2006 :2008 احد رجال الاستخبارات الامريكية «سي اي ايه » السابقين، حيث كان مديرًا لمركز الارهاب بجهاز الاستخبارات، وهناك ايضا « روبرت ريثر»، والذي عمل بالشركة، وكان من قبل بجهاز الاستخبارات كرئيس لقطاع الشرق الأدني عام 2007، وكما سبق القول غيرت الشركة اسمها اكثر من مرة، كما غيرت شعارها من الشكل المعروف بالشعرة المتقاطعة، الي شكل شبكي، يرمز الي بؤرة او دائرة الهدف في التليسكوب الملحق بالبنادق الآلية «إف إن بي 90»، وكلا الشعارين يرمزان الي دقة التصويب نحو الهدف.

تواجد بالعالم العربي

وفي فبراير 2009  غيرت الشركة اسمها الي «اكس سيرفس»، وفي ذات العام اعلن مؤسس الشركة «ايرك برنس» تقاعده كرئيس تنفيذي، وخلفه في الادارة «جوزيف يوريو» والذي لم يلبث ان ترك منصبه ليخلفه «مايري ماكسوت»، وفي ذات العام ايضا، تراجع ايريك برنس عن قرار التقاعد، وعاد لممارسة تنفيذ عمليات الشركة، بجانب كونه مالكا لها، وفي العام التالي انتقل ايرك للاقامة في ابو ظبي، حيث كانت تقيم اسرته، وباعتراف منه، فان شركته أبرمت عدة عقود مع  حكام بدول عربية واسلامية لحمايتهم، وذلك بعلم من الادارة الامريكية، كما تقوم الشركة بتوفير حراسات للسفارات الامريكية بالعديد من دول العالم، منها مصر، العراق، باكستان، افغانستان بجانب دول عربية أخري.

ومن الدول التي يتواجد بها عناصر البلاك ووتر الصومال، الأردن، الصومال، الامارات العربية، ولكن قبل الخوض في ظروف تواجدها بهذه الدول والعمليات المكلفة بها، يجب الإشارة إلي بعض العمليات الاجرامية والقذرة التي نفذتها الشركة، من خلال شهادة ادلي بها «جون رو» أحد عناصرها امام محكمة امريكية، والذي كان ضمن فريق ارسل للعراق، حيث اكد قيام البلاك ووتر بتهريب اسلحة محظورة دوليا لقتل المدنيين في العراق، وذلك داخل شحنات اطعمة خاصة بالكلاب، وأنه عرف ذلك أثناء تفريغ الشحنات، كما اعترف باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العراقيين، وانهم فتحوا النيران ذات مره علي سيارة مدنية تقل مواطنين عراقيين، وكان سبب اطلاق النيران هو مرور هذه السيارة سيئة الحظ بجانب سيارة تقل البلاك ووتر، ابان قيام عناصر من الاخيرة  باصلاح احد اطارات سيارتهم، واعترف الشاهد انه رغم مرور السيارة الملاكي بسرعة وعدم توقفها، إلا أن أحد مرتزقة البلاك ووتر ويدعي «براد تيلمر» فتح عليها النيران بطريقة سينمائية، وتم ترك الضحايا غارقين في دمائهم، ولم يتم مساءلة القاتل عن سبب جريمته.

ولم يكن هذا الحادث هو الوحيد وفقا لهذا الشاهد، ففي احدي المرات كان يقود سيارة مسئول بالخارجية الامريكية عندما سمع عبر اللاسلكي إطلاق احد عناصر البلاك ووتر ويدعي «الفيس» النيران علي سيارة تضم مدنيين عراقيين بلا مبرر، حتي اردي من بها قتلي، واستخدم في جريمته سلاحاً يعرف باسم «المنشار» وهو سلاح محظور دوليا ومحظور ايضا علي البلاك ووتر حمله، وهو مدفع آلي يسمي « ام249» وتعددت الحوادث من هذا النوع، بجانب جرائم غسيل الاموال التي يمارسها البلاك ووتر برعاية «اريك برنس»، والذي اكد الشاهد انه بات يخشي علي حياته من انتقامه منه، لكشفه هذه المعلومات، ولأن كل من كشفوا معلومات مماثلة عن الشركة من قبل، كان مصيرهم الموت علي ايدي زملاء لهم.

في قلب التحرير

ونشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في 15 مايو الماضي خبرا عن اعتراف الإمارات العربية باستئجار خدمات بلاك ووتر للمساعدة في برامج تدريب للجيش، وأن الجنرال جمعة علي خلق الجميري، اكد علي توقيع الامارات لعقد مع شركة « رفلكس ريسبوسن»، وقالت الصحيفة ان الجنرال جمعة لم يشر إلي وجود مئات من الكولمبيين والقادمين من جنوب افريقيا بجانب المئات من جنسيات اخري متعددة، يتدربون الآن في قواعد عسكرية بالامارات، في حين ذكرت وكالة رويترز للاخبار، ان الامارات استأجرت 800 من اعضاء البلاك ووتر للقيام بقمع المظاهرات، وحماية خطوط النفط وناطحات السحاب من أي هجمات محتملة.

واشار مركز دراسات العولمة بمونتريال، أن الجيش السري من مرتزقة بلاك ووتر المستخدم في الامارات، ليس فقط لحماية أهداف اماراتية، بل يستخدم في تحقيق أهداف أخري في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا لقمع المظاهرات والثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة، علي غرار ما حدث في البحرين في مارس الماضي، عندما تدخلت قوات سعودية وإماراتية الي جانب قطر لقمع الاحتجاجات الشعبية، والي هنا انتهي تقرير مركز الدراسات.

ولا يخفي علي أحد عمق علاقة مبارك بالإمارات والسعودية ودول الخليج الاخري، وهو ما يطرح بقوة فرضية سير مبارك وراء النهج الإماراتي للاستعانة بالبلاك ووتر لقمع المتظاهرين، وهناك دلائل اكثر من شبهات او تخمينات، منها دخول عناصر من البلاك ووتر الي الضفة الغربية منذ 10 يناير الماضي، أي قبل اندلاع الثورة المصرية بأسبوعين، وذكرت صحيفة «وورلد ترابيون» الأمريكية، ان بلاك ووتر حظيت بتعاقد مع الخارجية الامريكية، تقوم من خلاله الشركة في اسمها الجديد «اكس سيرفس» بحماية دبلوماسيين امريكيين في الضفة الغربية، وعمل تدريبات امنية لقيادات الأمن بالسلطة الفلسطينية، والأدهش من ذلك ان البلاك ووتر تواجدت في ميدان التحرير بمصر ابان ثورة 25 يناير، ونسوق لذلك دليلين .

 الأول نشر عبر موقع «ستيربرس اونلاين» حول تدخل عناصر بلاك ووتر في التحرير لانقاذ سيدة أمريكية مسنة، ونقلها من شقتها بالقاهرة الي المطار، كما ذكر مواطن امريكي يدعي « شارك لوبستر» أن ابنه الجندي السابق بالبحرية الامريكية، والذي يعمل الآن ضمن بلاك ووتر، اخبره ان شبكة « ان بي سي» الإخبارية قد دفعت له ولزملائه مبلغا من المال لإنقاذ السيدة وحملها للمطار، حيث كانت محاصره داخل شقتها من المتظاهرين  في وسط القاهرة، وتساءل لوبستر مستنكرا تدخل البلاك ووتر بقوله « ماذا تفعل السفارة الامريكية بالقاهرة اذا «حيث استنجدت السيدة بالسفارة عشرات المرات».

وتم تأكيد الخبر عبر شبكة « ام اس ان» الأمريكية والتي تبث عبر موقعها عددا من شبكات الاخبار منها شبكة « ان بي سي» حيث قالت الأخيرة تحت عنوان «إنقاذ أم امريكية عمرها 76 عاما من شقتها بالقاهرة، وقال الخبر إن السيدة ماري ثورنسري ممرضة امريكية متقاعدة، تقطن احدي البنايات بميدان التحرير قد حبست داخل شقتها بسبب المظاهرات التي اندلعت بالتحرير، وان السيدة تحدثت للشبكة عبر الهاتف بعد ان انقذها البلاك ووتر، ووصلت المطار وبقيت به ليلة الجمعة في انتظار طائرة تقلها لامريكا لتلحق بنجلها الذي سبقها عائدا لبلده.

ووصفت السيدة المسنة ما حدث بقولها «خرجت إلي الشرفة بشقتي، ورأيت جموع الشباب، وبدأت الجموع تتحرك وتحتل طوابق العمارة، ومنه الطابق الذي اقيم به، لقد كانت الشوارع مليئة بالبشر بصورة مخيفة « وعندما سألها مراسل الشبكة عن كيفية خروجها وانقاذها، صمتت السيدة، فألح عليها بالسؤال، وأجابت أنها لا تريد الخوض في ذلك، لأن الأمر قد تكون له تداعيات غير طيبة، واشارت إلي أن رحلتها للمطار كانت مرهقة، وجعلت مشاعرها تتحطم.

واوضحت الشبكة ان السيدة ظلت علي اتصال مع السفارة الامريكية طلبا لإجلائها من شقتها، ووفقا لما قاله نجلها « فيليب ديرك» ، بأن والدته لم تحصل علي مساعدة من السفارة، ووجدت نفسها حبيسة فيما تتصاعد المظاهرات المخيفة واعمال العنف بالخارج بين انصار مبارك وانصار الديمقراطية، وازاء تقاعس السفارة، اتصل ديريك بشبكة « ان بي سي» وحاول «لاستر هولت» احد افراد طاقم الخدمة الاخبارية الوصول الي شقة السيدة، غير ان تحذيرات بلغته باعتداء المتظاهرين علي المراسلين الاجانب، واستهدافهم، فعاد من حيث اتي،  وعاود الاتصال بنجل السيدة، والذي فاجأه بأن أمه تم انقاذها بمساعدة رجال يتبعون جهة غير معلومة.

حراسات مصرية

اما الدليل الثاني علي وجود البلاك ووتر بمصر، ما ذكره موقع «ريفر راديو» في 2 فبراير الماضي تحت عنوان «بلاك ووتر» تواصل عمليات التدريب علي حراسة الشخصيات بمصر، وقال الموقع ان ايريك بيرنس تحدث لمدة نصف ساعة في مهرجان هولندي يعرف باسم « التيوليب» وكان محظورا علي وسائل الاعلام حضور كلمته، كما تظاهر 80 شخصا خارج قاعة «دافوس فيلد هاوس» التي تواجد بها، وذكرت صحيفة « هولاند سينتنيال» الهولندية المحلية أن برنس تحدث امام 700 شخص تواجدوا بالقاعة، وقال في كلمته ان ما يقلقه ليس ما يفعله،  بل ما يفعله أعداؤه، وقال انه يقصد بهؤلاء الأعداء القاعدة، طالبان، اليساريين المزعجين، واقترح ارسال عناصر بلاك ووتر لليمن والصومال والسعودية ونيجيريا، وقال مبتسما ان البلاك ووتر تواصل تقديم خدمات حراسة خاصة في دول مثل مصر وباكستان.

وبجمع كل ما سبق من ادلة وبراهين وايضا اشارات وملابسات، آخرها اعتراف برنس بوجود عناصر بلاك ووتر لحراسة شخصيات بمصر، فإن أصابع الاتهام تشير بقوة الي اعتماد مثلث الشر مبارك، العادلي، جمال علي قناصة بلاك ووتر الي جانب قناصة الداخلية لقتل المتظاهرين، وفي هذا يشار الي مقال لأحد كبار الكتاب

في صحيفة يومية مصرية، جاء فيه أن أحد المقربين من الأحداث قد أخبره بأن جمال هو من أعطي الأوامر بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين .

وبإعادة تحليل إنقاذ السيدة الامريكية علي أيدي البلاك ووتر يتأكد لنا وجودهم، بجانب النظر الي حادث دهس المتظاهرين بسيارات تابعة للسفارة الامريكية، نجد انه من الصعب سرقة سيارات من السفارة الامريكية لاستخدامها في قتل المتظاهرين، دون اي مقاومة من حرس السفارة أو قناصتها، الا اذا كان من سرقوا السيارة او قل استولوا عليها لاستخدامها في بعض الاهداف،  معروفون تماما لحرس السفارة، والأرجح أن عناصر البلاك ووتر استخدمت سيارة السفارة الامريكية للوصول الي التحرير، والقيام باعمال القنص وقتل المتظاهرين، وعندما نفذت مهمتها وحاولت الفرار بالسيارة، قامت بدهس المتظاهرين لتتمكن من الفرار ومغادرة المكان بسرعة.

وسيظل اتهام قتل المتظاهرين في ميدان التحرير موزعاً حتي تظهر الحقيقة كاملة، ويكون القصاص الشامل، لذا نطالب السلطات المصرية بإرسال طلب للإنتربول للقبض علي  «ايريك برنس»، واستجوابه حول طبيعة الاعمال التي يقوم بها رجاله من المرتزقة في مصر، وحقيقة الشخصيات التي تتم حراستها.

واذا كانت الادارة الأمريكية قد كشفت عن شخصية أحد عناصر البلاك ووتر وهو « ريموند دايفيز» لقيامه بقتل اثنين من الباكستانيين، وقامت بتقديمه للعدالة، فهل يمكن ان تخطو أمريكا ذات الخطوة بالكشف عن اسماء عناصر البلاك ووتر في مصر، واسماء القناصة الذين اشتركوا في قتل المتظاهرين، أو الذين قاموا بدهسهم علي أرض التحرير؟

 فيلم مدته 150 دقيقة يكشف المفاجأة:

أجانب شاركوا في قتل المتظاهرين بميدان التحرير

مصورها يرصد بكاميرته 6 من القتلة فوق الجامعة الأمريكية وأحد مباني شارع القصر العيني

القتلة بشرتهم بيضاء تميل للإحمرار وشعرهم يتدلي علي أكتافهم

درويش أبوالنجا يتهم قناة الجزيرة بالاستيلاء علي الفيلم لمنع إذاعته.. ومدير مكتب الجزيرة ينفي

كشف مدير تسويق سابق بإحدي شركات الأغذية الشهيرة عن مفاجآت جديدة في أحداث قتل المتظاهرين بميدان التحرير خلال الأيام الأولي لثورة 25 يناير.. قال «درويش أبوالنجا»: إنه تمكن من تصوير 6 أشخاص ملامحهم أجنبية أثناء إطلاقهم الرصاص علي المتظاهرين في ميدان التحرير وشارع قصر العيني يوم 28 يناير الماضي.

وأضاف «درويش أبوالنجا» لـ «الوفد الأسبوعي»: ثلاثة من الأشخاص الستة كانوا يطلقون الرصاص علي المتظاهرين من أعلي سطح الجامعة الأمريكية والثلاثة الآخرون كانوا يطلقون الرصاص من سطح منزل قريب من مؤسسة روزاليوسف بشارع قصر العيني، والستة من أصحاب البشرة البيضاء المشوبة بإحمرار، وشعرهم طويل يصل إلي أكتافهم».

روي «أبوالنجا» تفاصيل مثيرة حول تصويره لهؤلاء الأشخاص فقال: ساقني القدر لكي أكون قريبا جدا من أكثر الأحداث سخونة يوم 28 يناير، ففي صباح هذا اليوم ذهبت لزيارة «حماتي» التي تقيم بشارع الشيخ ريحان بالقرب من مبني وزارة الداخلية، وبعد صلاة الجمعة بحوالي 10 دقائق سمعت دوي إطلاق نار.. نظرت من الشباك فوجدت بعض الأشخاص يلقون بزجاجات مولوتوف علي مبني الأمن العام المجاور لمبني وزارة الداخلية وبعدها بلحظات هاجم ما يقرب من 18 شخصاً يحملون بنادق آلية مبني الوزارة، وأطلقوا رصاصات كثيفة علي أكشاك الحراسة المحيطة بالوزارة، وكانت الملاحظة الوحيدة التي استوقفتني هي أن الـ 18 شخصا كانوا يرتدون جواكت أسفلها تي شيرتات سوداء، وجميعهم ملثمون لا تظهر من وجوههم سوي العيون فقط!

وخلال 15 دقيقة - يواصل درويش أبوالنجا - تمكن هؤلاء الأشخاص من إحراق مبني الأمن العام وعدد من السيارات المحيطة بوزارة الداخلية ثم انسحبوا مبتعدين عن مبني الوزارة، بعدما بادلهم رجال الشرطة المتواجدون داخل مبني، إطلاق النار، وبعد أن توقفت هذه المعركة أخذت كاميرتي الخاصة، وغادرت شقة «حماتي» بشارع الشيخ ريحان، وتوجهت لميدان التحرير.

وما إن وصلته حتي وجدت أمامي حالة هرج عارمة.. شرطة تطلق بجنون قنابل مسيلة للدموع، ومتظاهرون يجرون في اتجاهات مختلفة.. احتميت بأحد أكشاك الحراسة الملاصقة لسور مبني الجامعة الأمريكية وبدأت أصور - فيديو - ما يجري في الميدان وفوجئت بأن بعض المتظاهرين يتساقطون غرقي في دمائهم بالقرب من الكشك الذي أقف داخله.

بدأت أنظر حولي لأعرف مصدر الرصاص الذي يحصد أرواح المتظاهرين فاندهشت بشدة، لأن الشرطة كانت متمركزة في مكان بعيد، وبالتالي تستحيل أن تصل رصاصاتها إلي حيث أقف بجوار الجامعة الأمريكية، ولأن أعداد القتلي كان يتزايد بشكل غريب رفعت وجهي للسماء متمتما «أستر يا رب»، وقبل أن انتهي من دعائي رأيت أمرا مذهلاً.

رأيت - والكلام لا يزال لـ «درويش أبوالنجا» كاميرا مثبتة أعلي سطح الجامعة الأمريكية وإلي جوارها يقف شاب، لا يظهر منه سوي وجهه الأبيض المشوب بالحمرة وشعره الطويل المتدلي علي كتفيه، وكان في يده سلاح ناري يطلق منه الرصاص علي المتظاهرين في ميدان التحرير، وعلي الفور، رفعت كاميرتي لأعلي وصورته، ففوجئت ان هناك شخصين آخرين فوق سطح الجامعة الأمريكية، يطلقان الرصاص علي المتظاهرين أيضا، فوجهت كاميرتي إلي ثلاثتهم لعدة دقائق، ولما شعرت بالاختناق بسبب كثافة الدخان المسيل للدموع، تركت مضطرا المكان الذي كنت أقف فيه، وانتقلت بعيدا خلف مبني مجمع التحرير.

وواصل «درويش أبوالنجا» رواية ما شاهده بعينه ورصده وسجله بكاميرته الخاصة يوم 28 يناير الماضي فقال: «أردت أن ابتعد تماما عن الدخان المسيل للدموع فسرت بشارع قصر العيني في اتجاه مستشفي قصر العيني، وبالقرب من مبني مؤسسة روزاليوسف وجدت ثلاثة أشخاص لهم نفس ملامح الأشخاص الثلاثة الذين كانوا فوق سطح الجامعة الأمريكية.. بشرة بيضاء مشوبه بالحمرة وشعر طويل متدل.. وكانوا أيضا يطلقون الرصاص علي المتظاهرين الذين فروا إلي شارع قصر العيني بسبب الدخان المسيل للدموع بميدان التحرير.

وأكد «أبوالنجا» أنه واصل تصوير سقوط القتلي في ميدان التحرير، وشارع قصر العيني لمدة ساعتين ونصف، وهي أقصي مدة يمكن تسجيلها بالكاميرا.. وقال: «توجهت لمبني التليفزيون ولما وصلت قلت لأمن التليفزيون أن معي فيلم فيديو يرصد بالصوت والصورة بعض الذين قتلوا المتظاهرين وطلبت لقاء أي مسئول لكي أسلم له الفيلم، ولكنهم قالوا: «التليفزيون ما بيخدش أفلام من حد.. ولما يكون عاوز يصور حاجة بيطلع أورد تصوير واللي بيتصور في الأورد هو اللي بيتذاع»!!

يواصل درويش أبوالنجا.. تركت التليفزيون وذهبت لجريدة الأهرام ولكني أيضا فشلت في لقاء أي رئيس تحرير وهو نفس ما حدث في الجمهورية، فعدت إلي منزلي بمحافظة المنوفية وفي اليوم التالي اتصلت بمكتب المحافظ ورويت الحكاية كلها، فطلبوا مني الانتظار لحظة، وبعدها فوجئت بمحافظ المنوفية - آنذاك - سامي عمارة يتحدث معي عبر التليفون، فقلت له إن معي فيلما يرصد الذين قتلوا ثوار التحرير فقال لي جملة واحدة، قال: «شوف يا ابني رب ضارة نافعة».. ثم أغلق التليفون!!

يؤكد درويش أبوالنجا أنه أصيب بحالة حزن بعدما عجز في أن يخرج الفيلم الذي صوره للنور.. ويقول: جلست في منزلي حزينا لعدة أسابيع وبعدها قررت أن أقدم الفيلم لأي قناة فضائية وتوجهت لمدينة الإنتاج الإعلامي وقابلت د. توفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين فعرضت عليه الفيلم فقال «يا راجل إحنا ما صدقنا الموضوع انتهي وعايزين البلد تمشي».. ثم عرض مبلغ مالي مقابل أن أترك الكاميرا أو الفيلم فرفضت، فقال «علشان تكون عارف مش هتلاقي أي حد في القنوات الفضائية أو الصحف يعرض الفيلم اللي في الكاميرا بتاعتك».

وكانت قناة الجزيرة القطرية هي آخر جهة يذهب إليها «درويش أبوالنجا».. ويقول: كنت أتمني أن تتم إذاعة لقطات الفيديو التي صورتها في التليفزيون المصري أو في قناة فضائية مصرية، ولأنني فشلت توجهت لمكتب قناة الجزيرة بالقاهرة يوم 19 يوليو الماضي وعرضت عليهم الفيديو الذي صورته فطلب مسئولو المكتب ان أترك لهم الكاميرا حتي يقوموا بإجراء مونتاج علي الفيلم قبل إذاعته ولكني صممت علي أن أظل منتظراً حتي انتهاء المونتاج حتي آخذ كاميرتي واصل الفيلم ولكني فوجئت - والكلام لـ «درويش أبوالنجا» بأربعة من العاملين بالمكتب يتهجمون عليّ ويأخذون الكاميرا بـ «العافية» ثم ألقوا بي خارج مكتب القناة فتوجهت مباشرة إلي قسم شرطة بولاق أبوالعلا وحررت محضرا بالواقعة برقم 2884 لسنة 2011 جنح بولاق.

ويواصل «درويش أبوالنجا»: لم أحزن للاعتداء عليّ بمكتب الجزيرة ولا بسبب ضياع كاميرتي، وإنما حزني الأكبر مبعثه أن قناة الجزيرة التي كانت تبث لساعات طويلة من داخل ميدان التحرير هي نفسها التي رفضت إذاعة فيلم يكشف جانبا مازال خافيا مما جري في ميدان التحرير، فكل الذين صوروا أحداث الثورة، صوروا الضحايا والشهداء، ولكنهم لم يصوروا شخصا واحدا أثناء قتله للمتظاهرين وهو ما فعلته أنا».

ونفي «أبوالنجا» أن تكون له أية أهداف أو نوايا خاصة في إذاعة الفيلم الذي صوره وقال: «لم أكن يوما عضوا بالحزب الوطني وعشت الويل خلال سنوات عمري بسبب تعسف الشرطة وجبروتها ورغم ذلك حرصت علي أن أطوف بالفيلم الذي صورته علي أكثر من مصدر إعلامي، لا لشيء، إلا لكشف حقيقة الذين قتلوا المتظاهرين وبعضهم - كما رصدته بالكاميرا أشخاص غير مصريين.

انتهي كلام درويش أبوالنجا مدير التسويق السابق بإحدي شركات الأغذية الشهيرة.

اتصلت بمدير مكتب الجزيرة بالقاهرة «عبدالفتاح فايد» وسألته عن سبب استيلاء بعض العاملين بمكتب الجزيرة علي كاميرا درويش أبوالنجا فقال: لا أتذكر أحد بهذا الاسم ولا أتذكر الواقعة وأعتقد أن قناة الجزيرة ليست بحاجة لأن تستولي علي كاميرا شخص ما وعموما لو حد له كاميرا عندنا ييجي يقول لي عند مين الكاميرا وأنا أعطيها له فورا.

< قلت="" ولكن="" المشكلة="" ليست="" في="" الكاميرا="" ذاتها="" وإنما="" في="" الفيلم="" الذي="" كان="" موجودا="" علي="" الكاميرا="" ورفضتم="" بثه="" لانه="" يحوي="" لقطات="" لأشخاص="" من="" خارج="" مصر="" شاركوا="" في="" قتل="" المتظاهرين="" حسب="" قول="" درويش="">

- فقال: ولماذا نرفض بث الفيلم.. لقد كنا نبث ميدان التحرير لساعات طويلة علي الهواء مباشرة وإذا كان هذا الشخص قد قال هذا الكلام، فأنا أرفض مقابلته لانه غير جدير بأن أقابله وكما قلت الواقعة كلها غريبة.

< ولكن="" محضرا="" رسميا="" في="" قسم="" بولاق="" أبوالعلا="" برقم="" 2884="" لسنة="" 2011="" يقول="" ان="" الواقعة="" حدثت="" وان="" تحقيقا="" رسميا="" بدأ="">

- مادام قد اختار طريق المحاضر فليكن له ما أراد!