عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خناجر مسمومة في قلب‮ "‬المحروسة‮"‬

إذا كانت السلطات المصرية استطاعت القبض علي بعض عملاء المسواد في مصر،‮ ‬فمن هم خارج مصر أخطر بكثير،‮ ‬خاصة هؤلاء الذين يعيشون داخل اسرائيل نفسها،‮ ‬فوفقاً‮ ‬لاحصاءات دائرة الاحصاء الاسرائيلية،‮ ‬فان عدد المصريين الذين يعملون في اسرائيل يقدر بـ‮ ‬17‮ ‬الف عامل،‮ ‬وأن‮ ‬13٪‮ ‬من العاملين المدنيين في الجيش الاسرائيلي مصريون،‮ ‬ورغم ان السلطات المصرية لا تعرف عدداً‮ ‬محدداً‮ ‬للمصريين الموجودين في اسرائيل الا أن بعض التقديرات تشير الي أن عددهم يتراوح بين‮ ‬10‮ ‬آلاف الي‮ ‬15‮ ‬ألف مصري،‮ ‬في حين أشارت بعض التقديرات الاخري الي ان العدد قد يصل الي‮ ‬25‮ ‬الفاً،‮ ‬ويتركز معظم المصريين في مدن بئر سبع وحيفا وتل أبيب،‮ ‬وأغلبهم لم يدخل اسرائيل مباشرة،‮ ‬كما قال السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية السابق لشئون المصريين في الخارج،‮ ‬وإنما يدخلونها عن طريق دولة ثالثة‮ ‬غالباً‮ ‬ما تكون قبرص،‮ ‬حيث يحصل الشاب علي تأشيرة سياحية لقبرص،‮ ‬ومنها يسافرون الي اسرائيل،‮ ‬أما الدخول مباشرة عن طريق الحدود المصرية الاسرائيلية فهذا أمر مستبعد نظراً‮ ‬لتشديد القوات المصرية علي السماح للمصريين بدخول اسرائيل‮.‬

ويعمل معظم المصريين في اسرائيل في مجالات الزراعة والبناء،‮ ‬وفي الاعمال الهامشية،‮ ‬لأن دخولهم دائما ما يكون‮ ‬غير شرعي،‮ ‬فدائماً‮ ‬ما تطاردهم الشرطة في البداية،‮ ‬ويجدون صعوبة في الإقامة،‮ ‬حتي تطمئن السلطات الأمنية الي ولائهم لاسرائيل،‮ ‬وأنه ليست لهم علاقة بالمخابرات المصرية يحصلون بعدها علي تصاريح إقامة مؤقتة تسمي‮ "‬بالهوية الزرقاء‮" ‬وهي نفس التي يحملها أبناء الجولان والقدس المحتلة،‮ ‬وبعد فترة قد يتزوج الشاب من اسرائيلية،‮ ‬وبالتالي يحصل علي هوية اسرائيلية،‮ ‬وتنقسم العمالة المصرية في اسرائيل الي قسمين‮: ‬عمالة شرعية حاصلة علي أوراق،‮ ‬وهؤلاء عددهم يصل الي حوالي‮ ‬3‮ ‬آلاف شخص،‮ ‬وعمالة‮ ‬غير شرعية وهؤلاء لا يوجد احصاء دقيق بهم،‮ ‬ولكن عددهم يتراوح وفقا لبعض الاحصاءات بين‮ ‬20‮ ‬الي‮ ‬25‮ ‬ألف مصري‮.‬

واشار تقرير لنقابة العمال الاسرائيلية‮ "‬الهيستدروت‮" ‬الي أن عدد العمالة المصرية المسجلة في النقابة في اسرائيل‮ ‬يصل الي‮ ‬2500‮ ‬عامل،‮ ‬ويتعرضون لصعوبات في العمل لوجودهم في اسرائيل بشكل‮ ‬غير قانوني،‮ ‬وعدم امتلاكهم لأوراق وعدم معرفتهم باللغة العبرية،‮ ‬وعدم وجود تأمين صحي أو اجتماعي عليهم‮.‬

ورغم كل هذا فان تقرير البنك الدولي كشف عن أن تحويلات المصريين في اسرائيل الي مصر بلغت‮ ‬48‮ ‬مليون دولار،‮ ‬رغم أن التحويل لا يتم مباشرة من بنوك اسرائيل الي مصر،‮ ‬انما يتم عبر دولة ثالثة،‮ ‬حيث يخشي المصريون من وضع اموالهم في بنوك اسرائيل نظراً‮ ‬لخوفهم من السلطات الإسرائيلية التي قد تنقلب عليهم في أي لحظة،‮ ‬ونظراً‮ ‬لوجودهم‮ ‬غير الشرعي فيها‮.‬

ورغم الأوضاع السيئة التي تعاني منها العمالة المصرية في اسرائيل إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية في مصر وانخفاض مستوي المعيشية دفع عددا كبيرا للسفر‮ ‬الي الخارج

وكانت النتيجة إما الموت‮ ‬غرقاً‮ ‬في البحر المتوسط،‮ ‬أو الارتماء في أحضان العدو،‮ ‬والعيش وسط ذئاب اسرائيل،‮ ‬ونظرا لارتفاع مستوي المعيشة هناك،‮ ‬لذلك توجه عدد‮ ‬غير قليل منهم للعمل في دولة العدو،‮ ‬بل ومنهم من التحق بالعمل في الجيش الاسرائيلي نفسه،‮ ‬حيث قدرت الاحصاءات عدد العاملين المصريين في الجيش الاسرائيلي بـ‮ ‬13٪‮ ‬من العمالة المدنية،‮ ‬وتفضل اسرائيل تشغيل المصريين في الجيش عن الجنسيات الاخري نظراً‮ ‬لإطاعتهم للأوامر،‮ ‬والعامل المصري يحصل علي‮ ‬20‮ ‬دولاراً‮ ‬يوميا،‮ ‬ووجبتين مقابل عمله في الجيش الاسرائيلي‮.‬

وأيا كانت الارقام الحقيقية لحجم العمالة المصرية في اسرائيل،‮ ‬فهو يمثل كارثة بكافة المقاييس ناقشتها لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب فور الاعلان عن كارثة وجود‮ ‬13٪‮ ‬من العمالة المدنية في الجيش الاسرائيلي من المصريين منذ عامين تقريباً،‮ ‬وطالبت اللجنة بضرورة التصدي لظاهرة هجرة الشباب المصري الي اسرائيل لخطورة هذه الظاهرة علي الأمن القومي المصري‮.‬

ويؤكد السفير محمد منيسي انه هناك مخاوف شديدة من تجنيد هؤلاء الشباب للعمل لصالح الموساد الاسرائيلي،‮ ‬واضاف رغم كل الاتفاقيات واجراءات التطبيع الرسمي،‮ ‬فإسرائيل مازالت دولة عدو،‮ ‬تحاول بشتي الطرق معرفة كل شيء عن مصر،‮ ‬وهم يعلمون جيداً‮ ‬كيف يتعاملون مع الشباب المصري وكيف يستغلونهم،‮ ‬لذلك يجب ان يفكر الشباب ألف مرة قبل سفرهم الي اسرائيل،‮ ‬لأنها مازالت هي العدو،‮ ‬وانهم لن يتوقفوا عن محاولات تجنيد من يستطيعون تجنيده من الشباب المصري‮.‬

واشار الي أن الدستور يكفل حرية السفر والتنقل ومن ثم لا يمكن أن نمنع الشباب من السفر الي دولة ما،‮ ‬لذلك يستغل الشباب هذه الحرية في السفر الي دولة ثالثة ومنها يتجهون الي اسرائيل،‮ ‬لذلك يجب ان يكون المانع من داخل الشباب انفسهم،‮ ‬فاسرائيل ستظل العدو،‮ ‬ومهما كانت المغريات يجب ألا يسافر الشباب اليها لأنها لن تتواني عن تجنيدهم للعمل في التجسس لصالحها وضد مصلحة الوطن‮.‬