عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزراء طرة.. بلا زوار

في رحلتنا الاولي إلي طرة رصدنا مظاهر عديدة لزوار نزلاء النظام السابق..من أصحاب النظارات السوداء

والسيارات الفارهة، الذين يحمل أتباعهم حقائب الأطعمة الفاخرة، بينما يتحركون هم في تيه وكأنهم علي سجادة حمرا بمهرجان للسينما وليس حصنا للتأديب والتهذيب والإصلاح.

المشهد هذه المرة مع اول أيام رمضان بدا مختلفا.. فالزوار تسللوا الي السجن في هدوء لا يبدو عليهم اي مظهر لعلاقة سابقة بالسلطة.. استعانوا بسائقيهم لحمل الأطعمة، لكنهم تحفظوا هذه المرة علي إظهار اسماء المحلات التي قاموا بالشراء منها، وبعضهم كان يسير علي الاقدام ويترك السيارة حتي تصل امام الباب الرئيسي ويتم تنزيل بعض الاكياس منها مما قد يظهر عدم علاقتهم بها، كما ان الملابس تبدلت من الأسود الي الالوان الصيفية الزاهية دون غطاء رأس كما اعتادوا في الزيارات السابقة.

حرص كبار زوار طرة علي ابعاد سياراتهم بحوالي 50 مترا عن الباب الرئيسي  للسجن الذي اعتادوا النزول أمامه، متخذين السير علي الأقدام وسيلة للوصول الي السجن, بخلاف وضع الطعام في اكياس بلاستيكية سوداء لعد تمكين احد من معرفة مصدر الطعام ليقطعوا الطريق علي المتابعين للاطعمة الفاخرة التي تدخل الي السجن من معرفة من أين تأتي, ولم يغب عن ملاحظاتنا ضعف الحالة الامنية التي بدا عليها السجن، من انخفاض وسائل التأمين السابقة، حيث اقتصر التأمين علي بعض افراد شرطة المرور الذين بدا عليهم الوهن وانعدام التركيز فضلا عن مدرعة جيش واحدة, حتي واننا استقللنا سيارتنا لمده تتجاوز 5 ساعات علي مدار يومين متتابعين ولم يسألنا أي منهم عن سر مراقبتنا للسجن.

رصدنا زيارات المسئولين السابقين علي مدار يومين: آخر أيام شعبان وأول أيام رمضان.. في التاسعة صباحا اتخذنا طريق الاتوستراد، حتي وقفنا علي الجهة المقابلة لباب السجن لنشاهد زائري سجن المزرعة التي تشكلت انواعهم من فقراء ومتوسطي الحال حرصوا علي جلب طعام بكميات وفيرة الي ذويهم المسجونين في اول ايام رمضان.

وسرعان ما لاحظنا بدء توافد عائلات كبار المسئولين المحبوسين لزيارتهم.. أول من شاهدنا زوجة محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان الاسبق بصحبة احد افراد العائلة، وهي تحمل بعض اكياس الطعام , تلتها مباشرة زوجة اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق ونجله، كما حرصت عائلة امين اباظة علي الحضور في 3 سيارات: «باسات» و«بي ام دبليو» و«مرسيدس». 

وفي الساعة العاشرة دخلت سيارة «باسات» أخري مموهة الزجاج إلي دخل السجن بعدما قدم اصحابها تصريحا يؤكد السماح لهم بالدخول.. بعدها بقليل جاءت اسرة اخري غادرت سيارتها بعيدا عن السجن, وأبدي أفراد الامن تساهلا مع سائقي السيارات الذين اصطفوا في صف ثان بالمخالفة للمعتاد، واخذوا في تجاذب اطراف الحديث معهم والجلوس بجوارهم احيانا.

لاحظنا ان جميع كبار زوار طرة غير ملتزمين بمواعيد الزيارة ومدتها التي يحددها السجن فلا يعنيهم ان جلسوا بالداخل لساعات طويلة, ومنهم من دخل في التاسعة صباحا ولم يخرج حتي الثالثة عصرا، وآخرون جاءوا الواحدة ظهرا , كما زاد التساهل معهم حيث كان يندر ان تدخل الي السجن سيارة محملة بالزوار، بينما لاحظنا دخول نحو 4 سيارات بعد مشاورات مع حراس البوابة الرئيسية في اقل من 3 ساعات.

العائلات جميعها اتبعت نفس الاسلوب مع سائقيها فكانوا يتركونهم في انتظارهم بالخارج حتي تجمع سائقو المسئولين امام الجهة

المقابلة للبوابة الرئيسية للسجن لحين انتهاء موعد الزيارة, وبدا علي السائقين انهم اصبحوا علي معرفة مسبقة ربما تعود الي تكرار التردد علي السجن.

وفي الساعة 11 ونصف جاءت اسرة من اسر رموز النظام السابق ضمت حوالي 8 سيدات و3 رجال السيدات ارتدين ألوانا فاتحة ونزلن من سياراتهن وسط وابل من الابتسامات، حيث سرن علي أقدامهن وفي المقدمة واحدة منهم حرصت علي ارتداء ملابس سوداء والاستعانة بنظارة سوداء وحجاب يخفي ملامحها, واول ما لمست اقدامها الارض قامت باستخراج مرآة صغيرة من حقيبتها لتراجع حسن مظهرها.

وبعد نصف ساعة جاءت سيارة اخري بها سيدتان احداهما بدينة, وتبعتهما زوجة محمد ابراهيم سليمان بصحبة نجله وهي تحمل بعض الاطعمة.

بعد نحو 3 ساعات من دخول عائلة امين اباظة أخذت السيارات التابعة لهم في تنزيل  الطعام بكميات كبيرة مغلفة في اكياس سوداء، قام احدهم بحملها الي الداخل.

قرب الواحدة والنصف ظهرا جاءت إحدي زوجات المسئولين ودخلت مصطحبة بعض الاطعمة معها وحتي الساعة الثانية ظهرا لم ينته زوار الكبار من الدخول, كما حضرت ايضا زوجة اسامة الشيخ ونجلها مصطحبين حقيبة سفر كبيرة, في حين ان فقراء المساجين لهم موعد محدد ومعظمهم جاء في الصباح الباكر بين التاسعة صباحا والعاشرة وانتهوا قرب الواحدة ظهرا.

في اليوم التالي، سادت حالة من الهدوء.. حرص بعض الاهالي علي جلب الطعام الي ذويهم بالداخل , مع ملاحظة دخول سيارتين نقل محملة بالاطعمة للمسجونين الاولي بها خضراوات والاخري معلبات اغذية فضلا عن سيارة محملة بالبيض.

ويبدو أن الصيام وحرارة الجو حالت دون الوفاء بزيارة اهالي المسئولين فالتزموا بيوتهم معتمدين علي الوجبات التي تدخل اليهم طازجة يوميا, فلم يأت سوي سيارتين في العاشرة صباحا الأولي «بي ام دبليو» والاخري مرسيدس بهما  3 سيدات ورجلان  كما جاءت احدي السيارات الفارهة واستطاعت الدخول الي السجن بتصريح.

قد يتكهن الكثيرون مع قدوم شهر رمضان باحوال مسئولي النظام السابق داخل طره ولكن ليس هناك ما يشير إلي طريقتهم في قضاء الشهر الكريم، واذا ما كانوا يصومون متقدمين الي الله بتوبة ويتضرعون اليه لعله يفك كربهم ويحل عنهم ازمة الشعور بالذنب اذا كانوا يشعرون به أصلا.