رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوكازيون بين شركات الدواء العالمية على أدوية علاج فيروس "c"

دز إبراهيم عبد العاطي
دز إبراهيم عبد العاطي مخترع جهاز القوات المسلحة

علي مدار عقود طويلة ومنذ أن بدأ فيروس الالتهاب الكبدي «C» يغزو أجساد ملايين المصريين وجد المرضي أنفسهم في معركة غير متكافئة بالمرة، فالفقر يؤرق مضاجعهم من جانب والمرض يتولي مهمة فناء أجسادهم من جانب آخر..

كان حلم العلاج من المرض اللعين هو الأمل الذي قلما يتحقق في ظل التكلفة الباهظة لثمن الدواء، حيث ظلت شركات الدواء العالمية تقوم بدور مواز للمرض ذاته، فبينما  الميكروب يتغذي علي أكباد المصريين تتولي مافيا الدواء العالمية السطو علي جيوبهم.. الآن وبعد الإعلان عن اكتشاف علاج للمرض من قبل القوات المسلحة دخلت الشركات العالمية ما يشبه الأوكازيون الجماعي لتوريد الأدوية بأسعار مخفضة بنسبة 99٪ عن السعر المعلن، وهو ما يثير علامات الدهشة خاصة وأن توقيت تخفيض الأسعار أعقب مباشرة الكشف عن جهاز العلاج الذي يقول مبتكره الدكتور إبراهيم عبدالعاطي إن هذا التخفيض يعد نجاحاً لجهازه الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية طوال الفترة الماضية، في حين أكد الأطباء أن هذا التخفيض ليس له علاقة بالجهاز المصري وأنه أمر متعارف عليه في كل شركات الأدوية العالمية والتي تمنح الأدوية بتخفيضات كبيرة للدول التي تنتشر فيها الأوبئة، وفي النهاية يقف حوالي 20 مليون مواطن مصري علي رصيف الأمل في انتظار العلاج. فجأة إنهالت العروض الأمريكية علي مصر لتوريد أدوية علاج فيروس «C» بأسعار مخفضة تصل نسبة التخفيض فيها إلي 99٪ من الأسعار المعلن عنها. هذا الأمر أثار حفيظة الكثيرين، خاصة أن توقيت الإعلان عن العلاج الجديد جاء مواكباً للجهاز الذي أعلنت القوات المسلحة.
صاحب الاختراع الدكتور إبراهيم عبدالعاطي اعتبر ان هذا التخفيض يعد نجاحاً لجهازه الذي أثار جدلاً كبيراً في الأوساط العلمية طوال الفترة الماضية، في حين أكد الأطباء ان هذا التخفيض ليس له علاقة بالجهاز المصري، وأنه أمر متعارف عليه في كل شركات الأدوية في العالم، والتي تمنح الأدوية بتخفيضات كبيرة للدول التي تنتشر فيها الأوبئة.
وفي النهاية يظل حوالي 20 مليون مواطن مصري في انتظار العلاج.
مفاوضات طويلة دخلت فيها مصر مع شركة جيليد ساينسيز الأمريكية المنتجة لعقار «سوفالدي» لعلاج التهاب الكبد الوبائي C، والتي أعلنت عن توصلها لعلاج مرضي هذا الفيروس الذي يعاني منه حوالي 20 مليون مواطن مصري، العقار الجديد سعره مرتفع جداً يصل إلي 96 ألف دولار «للكورس»، وهو ما يعجز كثير من المصريين عن توفيره، واستمرت المفاوضات شهوراً طويلة لم تسفر عن شيء، وخلال الأيام القليلة الماضية أعلن الدكتور عادل العدوي وزير الصحة عن توصل وزارته لاتفاق مع الشركة المنتجة لتوريد العلاج لمصر بتخفيض يصل إلي 99٪ من ثمنه، ليصل السعر إلي 300 دولار للعبة التي تكفي المريض لمدة شهر، لتتراوح بذلك تكلفة العلاج لما بين 900 دولار للعلاج لمدة 3 أشهر، إلي 1800 دولار للعلاج لمدة 24 أسبوعاً أي 6 أشهر.
جاء هذا الإعلان عقب فترة وجيزة من إعلان القوات المسلحة عن اكتشاف جهاز الـ «CCD» لعلاج مرضي فيروس C والإيدز، والذي من المقرر بدء العلاج به في 30 يونية القادم، بعد أن تم تجربته علي 300 مصري، وبلغت نسبة الشفاء به 95٪ في علاج فيروس «C»، و100٪ لعلاج الإيدز، ورغم رفض البعض لفكرة الجهاز، وقدرته علي العلاج بحجة عدم عرضه في الأوساط العلمية والمؤتمرات الدولية، فإن وزارة الصحة لم تنتظر التقارير النهائية، وفوجئنا بإعلان الوزارة عن التوصل لاتفاق في مفاوضاتها مع الشركة المنتجة للعقار، علي أن يبدأ العقار بالعلاج الجديد في شهر يوليه القادم، إلا أن الأغرب من ذلك هو ما نشر بعد ذلك حول تأجيل العلاج بقوات الجهاز المسلحة لحين الانتهاء من تقرير اللجنة العلمية التي تم تشكيلها لتقييم الجهاز من عدد من الأطباء بعد أن تم استبعاد مخترع الجهاز منها، ورغم هذا الإعلان فإن الطلبات مازالت تنهال علي البريد الإلكتروني الذي أعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتلقي طلبات العلاج بالجهاز الجديد.
هذه الحالة من الارتباك جعلت الكثيرين يتشككون في نوايا الشركة الأمريكية ومافيا الدواء العالمية، فهل الإعلان عن جهاز القوات المسلحة كان سبباً في هذا التخفيض الكبير، أم أن مافيا الدواء رق قلبها لمصر أم أن الشركة الأمريكية شعرت فجأة بمعاناة المصريين من هذا الفيروس الذي يفترس أكبادهم، فقررت تخفيض الأسعار بنسبة 99٪؟
أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات زاد منها الإعلان عن تأجيل العلاج بجهاز القوات المسلحة لحين بث اللجنة العلمية.
وفي حين رفض الكثيرون جهاز القوات المسلحة، لأنه تم تجربته علي 300 مريض فقط، هللوا للدواء الأمريكي الذي تم تجربته علي 30 مصرياً فقط، تم علاجهم من خلال أحد الأطباء المصريين المشاركين في أبحاث الشركة الأمريكية، كما أعلن مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد الذي عقد مؤخراً بمدينة بوسطن الأمريكية عن علاج جديد لمرضي فيروس c يسمي «سوفو سبوفير» تم تجربته علي النوع الجيني الرابع الموجود في مصر، حيث أجريت التجارب علي 11 مصرياً من المرضي الموجودين في أمريكا، وأكدت التجارب أن نسبة نجاح العلاج الجديد تقدر بـ 65٪، وعند إضافة الريبافيرن له تصل نسبة الشفاء إلي 95٪، وهو ما جعل الدكتور وحيد دوس عميد معهد الكبد القومي ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، يعلن أن الدولة مستمرة في المفاوضات مع العديد من شركات الدواء العالمية التي اكتشفت علاقات جديدة للفيروس، مشيراً إلي وجود 3 شركات دولية، تقدمت بعروض جديدة لوزارة الصحة لتوريد عقاراتها بأسعار زهيدة قد تصل إلي 150 دولاراً للعبوة، وهو ما يعادل 50٪ من ثمن العقار الأمريكي الذي سيتم طرحه في الأسواق في شهر يوليه القادم. وأكد دوس أن الدولة تستهدف علاج 100 ألف مريض علي نفقة الدولة باستخدام العقار الأمريكي الجديد، وسيتم تحديد الحالات التي سيتم علاجها وفقاً لحالتها الصحية، حيث وضعت معايير للاختيار وهي الحالات في مرحلة التليف الكامل، وما قبل التليف مباشرة، وأشار إلي أن الدولة تعالج ما بين 40 ألفاً إلي 60 ألف مريض بالإنترفيرون، وفور بدء العلاج بالعقار الجديد ستحدد الحالات التي ستعالج به، بينما ستستمر حالات أخري في العلاج بالإنترفيرون.
مفاجأة
ورغم أن الدكتور سمير قابيل رئيس الجمعية المصرية لأمراض الكبد نفي وجود أي علاقة بين جهاز القوات المسلحة وتخفيض سعر الدواء الأمريكي، مشيراً إلي ان هذا التخفيض إجراء متبع في كل دول العالم، فعلاج مرضي الإيدز رغم ارتفاع أسعاره العالمية فإنه يتم توريده إلي جنوب أفريقيا مقابل 10 دولارات فقط نظراً لانتشار المرض فيها، إلا أنه كشف عن مفاجأة أخري وهي أن العلاج الأمريكي الجديد لم يتم تجربته سوي علي عدد محدود من المصريين، كما أنه تم إنتاجه في أمريكا لعلاج النوع الجيني الأول

الموجود هناك، والتجارب التي أجريت علي الجيل الجيني الرابع الموجود في مصر غير كافية، وأضاف في علاج الفيروسات لابد من متابعة حالة المريض لمدة 6 أشهر بعد الشفاء، يتم خلالها إجراء تحليل B.C.R للتأكد من خلو جسم المريض من الفيروس تماماً، لذلك كان لابد من الانتصار لحين التأكد من النتائج، وأضاف: الأمر كذلك بالنسبة لجهاز القوات المسلحة لابد من انتظار رأي اللجان العلمية المحايدة وانتظار النتائج النهائية، وعن أسباب تخفيض سعر الدواء الأمريكي قال: هناك سياسة عالمية لمكافحة الأمراض في مواطنها، هذه السياسة تفرض علي الدول المنتجة للدواء بيعه للدول التي تعاني من الوباء بأسعار زهيدة، وهذا الأمر تتدخل فيه الحكومات وليس الشركات فقط، لذلك نجحت المفاوضات في الوصول لهذا السعر، وفي دول جنوب شرق آسيا هناك شركات تنتج هذه الأدوية بأسعار زهيدة جداً، كذلك فإن المنافسة بين الشركات تعد سببا آخر من أسباب التخفيض، حيث أعلنت 10 شركات عن إنتاج أدوية أخري، بعضها يحتوي علي مركبين ضد الفيروس، وليس مركباً واحداً، وهذه الأسباب كلها دفعت إلي تخفيض السعر وليس جهاز القوات المسلحة، كما يعتقد البعض.
ويلتقط الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس أطراف الحديث متفقاً مع رأي الدكتور سمير قابيل في عدم وجود علاقة بين جهاز القوات المسلحة والتخفيض، مشيراً إلي أن هذا التخفيض جاء نتيجة جهد كبير لسنوات في سبيل الحصول علي أدوية علاج فيروس C بسعر منخفض، مؤكداً أن الدولة سارت في عدة محاور للوصول لهذه النتيجة، خاصة أن مصر تعاني من وجود عدد كبير من المرضي ومعظمهم من الفقراء، لذلك ناشدنا المجتمع الدولي تخفيض أسعار الدواء، حتي نجحنا بالنزول بالسعر إلي 1٪ من سعره العالمي.
وأضاف شركات الدواء العالمية تعلم جيداً أنه في حالة انتشار مرض بصورة وبائية في دولة ما يكون من حق الدولة المنتشر فيها المرض الحصول علي العلاج بأسعار مخفضة، لذلك استجابت الشركة المنتجة وتعاملت معنا أسوة بالتعامل مع جنوب أفريقيا في علاج الإيدز، والذي يتم توريده لها بنفس التخفيض تقريباً.
كذلك فإن تكلفة صناعة الدواء نفسه أقل من دولار، ولكن الأبحاث تكلفت 12 مليار دولار، لذلك تم طرح الدواء بسعر غال، ونظراً لعدم قدرة المصريين علي شرائه بهذا السعر، تم تخفيض السعر، ولأن الشركة تعلم أنها ستبيع كمية كبيرة نظراً لزيادة أعداد المصابين بالمرض في مصر، فالشركة تعلم أنها ستحقق أرباحاً كثيرة علي المدي البعيد، وبالتالي وافقت علي توريده لنا بهذا السعر. وأضاف أن العلاج الجديد تم تجربته علي 100 مصري، وأثبت فاعلية علي النوع الجيني الموجود في مصر، والنتائج النهائية ستعلن في شهر يونية لذلك تقرر بدء العلاج به في شهر يولية القادم.وأضاف في شهري يونية وسبتمبر سيتم طرح أدوية أخري لعلاج فيروس C، يمكننا الحصول عليها بأسعار أقل من هذا الدواء، وهذه الأدوية الجديدة ستكون أفضل من الإنترفيرون الذي تصل نسبة الشفاء به إلي 60٪، والأدوية الجديدة ليس لها أعراض جانبية مثل الإنترفيرون الذي يؤدي إلي نقص كرات الدم  البيضاء، أو الحمراء أو نقص الصفائح الدموية، لذلك فالأدوية الجديدة ستكون أفضل.
نجاح للجهاز
وعلي الجانب الآخر، يري الدكتور إبراهيم عبدالعاطي مخترع جهاز CCD أن هذا التخفيض في حد ذاته يعد شهادة نجاح لجهازه، فالمفاوضات بين الجانبين المصري والأمريكي استمرت لشهور طويلة، ولم تسفر عن شيء، وفور الإعلان عن الجهاز المصري تم تخفيض السعر، فحتي لو لم يتم بدء العلاج بالجهاز فيكفينا هذا التخفيض، وأكد أنه متأكد من نتائج جهازه المصري الخالص، وأنه لا توجد له أي أعراض جانبية، بل إن المريض يشعر بتحسن سريع يزداد مع الوقت حتي يشفي المريض تماماً، وأن التجربة أكدت أن نسبة الشفاء من فيروس C تصل إلي 95٪.
من ناحية أخري أكد مصدر باللجنة العلمية لتقييم الجهاز - رفض ذكر اسمه - أن التجارب ما زالت مستمرة لتقييم الجهاز، وسيتم رفع النتائج للقوات المسلحة لإقرار بدء العلاج في موعده المحدد سلفاً في 30 يونية.
جدير بالذكر أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مازالت مستمرة في تصنيع الأجهزة، حيث تسلمت الهيئة من مصانعها الدفعة الأولي من جهاز علاج مرضي فيروس C، ومن المقرر أن يتم إنتاج 1000 جهاز بحلول 30 يونية المقبل لتوزيعها علي مستشفيات القوات المسلحة المجهزة لهذا الغرض، وتتضمن الخطة إنتاج 10 آلاف جهاز سيتم العمل فيها بعد الإنتهاء من صناعة الألف جهاز الأولي.