عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرق‭ ‬مرشحي‭ ‬الرئاسة‭ ‬لحساب‭ ‬البرادعي


كل‭ ‬الطرق‭ ‬تؤدي‭ ‬إلي‭ ‬البرادعي‭.. ‬ليس‭ ‬بفعل‭ ‬أفكار‭ ‬الرجل‭ ‬وبرنامجه‭ ‬لمستقبل‭ ‬مصر‭ ‬بل‭ ‬بفضل‭ ‬قوي‭ ‬الدفع‭ ‬الخارجية‭.‬

يظهر‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬البرادعي‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬النهاية‭ ‬وخلفه‭ ‬بمراحل‭ ‬بقية‭ ‬المرشحين‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لعملية‭ ‬عرقلة‭ ‬متعمدة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬جهات‭ ‬بعينها‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬منحت‭ ‬البرادعي‭ ‬الأفضلية‭ ‬والتقدم‭.‬

خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬تعرض‭ ‬معظم‭ ‬مرشحي‭ ‬الرئاسة‭ ‬الي‭ ‬عملية‭ ‬حرق‭ ‬واضحة‭ ‬لتبدوصورتهم‭ ‬باهتة‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتصورهم‭ ‬علي‭ ‬أنهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬مبارك‭ ‬وشركاء‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬بتسريب‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭.‬

تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬تلميع‭ ‬وتجميل‭ ‬وجه‭ ‬البرادعي‭ ‬ليبقي‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طمس‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬بقية‭ ‬المرشحين‭ ‬ليصبح‭ ‬جلوسه‭ ‬علي‭ ‬كرسي‭ ‬رئاسة‭ ‬مصر‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭.‬

المتابع‭ ‬للمشهد‭ ‬السياسي‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬تجميل‭ ‬البرادعي‭ ‬فحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الوفد‭ ‬الاسبوعي‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬ضغوط‭ ‬امريكية‭ ‬شديدةعلي‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬ليساند‭ ‬البرادعي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬مسئول‭ ‬أمريكي‭ ‬زار‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليعلن‭ ‬مساندة‭ ‬أمريكا‭ ‬للبرادعي‭ ‬علي‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬أفضل‭ ‬رموز‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬تصدت‭ ‬لمبارك‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بالفكر‭ ‬الليبرالي‭ ‬القادر‭ ‬علي‭ ‬العبور‭ ‬بمصر‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬إلي‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬غيرت‭ ‬لهجتها‭ ‬ضد‭ ‬البرادعي‭ ‬بعد‭ ‬عاصفة‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬الشديد‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬اصداره‭ ‬كتاب»عصر‭ ‬الخداع»حيث‭ ‬قالت‭ ‬عنه‭ ‬صحيفه‭ ‬‮«‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬كرونيكل‮»‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬إنه‭ ‬أظهر‭ ‬نفسه‭ ‬باعتباره‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخطئ‭ ‬بينما‭ ‬أمريكا‭ ‬واسرائيل‭ ‬علي‭ ‬خطأ‭ ‬وانتقدت‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬حالة‭ ‬العداء‭ ‬التي‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬الكتاب‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

صحيفة‭ ‬‮«‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الأخري‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬يوم‭ ‬9‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬الفشل‭ ‬الإنساني‭ ‬وخيبة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬فإنه‭ ‬صحيح‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬البرادعي‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬أبدا‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬تخلي‭ ‬عن‭ ‬خططه‭ ‬لامتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭.‬

ولكن‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬الآن‭ ‬لديها‭ ‬اقتناع‭ ‬تام‭ ‬بأن‭ ‬البرادعي‭ ‬افضل‭ ‬خيار‭ ‬لأمريكا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬مقارنة‭ ‬بباقي‭ ‬المرشحين‭ ‬للرئاسة‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الاسلاميين،‭ ‬حتي‭ ‬ان‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية‭ ‬قالت‭: ‬إنه‭ ‬خلق‭ ‬أكبر‭ ‬ضجة‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬تصف‭ ‬البرادعي‭ ‬بـ»المعروف‭ ‬بتاريخه‭ ‬المحترف‭ ‬والمشرف‮«‬‭ ‬وأنه‭ ‬‮»‬أكثر‭ ‬زعماء‭ ‬المعارضة‭ ‬مصداقية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الحليفة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‮«‬‭.‬

هذا‭ ‬التناقض‭ ‬الواضح‭ ‬فسرت‭ ‬أسبابه‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬بريتش‮»‬‭ ‬البريطانية،‭ ‬حينما‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬البرادعي‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬بمثابة‭ ‬تجديد‭ ‬للدماء‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تصلبت‭ ‬في‭ ‬شرايين‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬بعد‭ ‬الثورة،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬حملة‭ ‬تجميل‭ ‬البرادعي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬أهدافها‭ ‬حتي‭ ‬الآن‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬حرق‭ ‬بقية‭ ‬المرشحين‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬مذهلا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متوقعاً‭ ‬حتي‭ ‬الآن‭ ‬حتي‭ ‬أن‭ ‬آثارها‭ ‬الجانبية‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬علي‭ ‬الشارع‭ ‬المصري‭.‬

‭< ‬أول‭="" ‬المرشحين‭="" ‬الذين‭="" ‬تعرضوا‭="" ‬للحرق‭="" ‬هم‭="" ‬عمرو‭="" ‬موسي‭="" ‬الأمين‭="" ‬العام‭="" ‬لجامعة‭="" ‬الدول‭="" ‬العربية‭="" ‬الأسبق‭="" ‬عن‭="" ‬طريق‭="" ‬تسريب‭="" ‬وثيقة‭="" ‬تشير‭="" ‬إلي‭="" ‬موافقة‭="" ‬موسي‭="" ‬علي‭="" ‬تصدير‭="" ‬الغاز‭="" ‬المصري‭="" ‬إلي‭="" ‬إسرائيل‭="" ‬في‭="" ‬خطاب‭="" ‬صادر‭="" ‬منه‭="" ‬في‭="" ‬عام‭="" ‬1993‭="" ‬بصفته‭="" ‬وزيرا‭="" ‬للخارجية‭="" ‬إلي‭="" ‬وزير‭="" ‬البترول‭="" ‬حمدي‭="" ‬البمبي‭="" ‬يبدي‭="" ‬خلاله‭="" ‬موافقته‭="" ‬علي‭="" ‬استراتيجيات‭="" ‬الغاز‭="" ‬الطبيعي‭="" ‬والبدء‭="" ‬في‭="" ‬الدراسات‭="" ‬الأولية‭="" ‬لتصدير‭="" ‬الغاز‭="" ‬الطبيعي‭="" ‬لمنطقة‭="" ‬غزة‭="" ‬وإسرائيل‭="" ‬ورغم‭="" ‬اعتراض‭="" ‬موسي‭="" ‬علي‭="" ‬كشف‭="" ‬الخطاب‭="" ‬إلا‭="" ‬أنه‭="" ‬اعترف‭="" ‬بما‭="" ‬فيه‭.="">

تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬أربكت‭ ‬حسابات‭ ‬موسي‭ ‬وجعلته‭ ‬يتفرغ‭ ‬في‭ ‬جولاته‭ ‬الانتخابية‭ ‬إلي‭ ‬الرد‭ ‬عليها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬شرح‭ ‬سياساته‭ ‬المستقبلية‭ ‬وخططه‭ ‬لمستقبل‭ ‬مصر‭ ‬ووضعته‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬سياسات‭ ‬نظام‭ ‬مبارك‭.‬

‭< ‬عمر‭="" ‬سليمان‭="" ‬النائب‭="" ‬الوحيد‭="" ‬للرئيس‭="" ‬المخلوع‭="" ‬كان‭="" ‬تعرض‭="" ‬للحرق‭="" ‬في‭="" ‬الطريق‭="" ‬بعد‭="" ‬تسريب‭="" ‬وثائق‭="" ‬عديدة‭="" ‬تشير‭="" ‬إلي‭="" ‬دوره‭="" ‬في‭="" ‬إتمام‭="" ‬صفقة‭="" ‬تصدير‭="" ‬الغاز‭="" ‬إلي‭="" ‬إسرائيل‭="" ‬وتتناول‭="" ‬الوثائق‭="" ‬مكاتبات‭="" ‬مسئولين‭="" ‬مصريين‭="" ‬مع‭="" ‬إسرائيليين‭="" ‬لتسهيل‭="" ‬الصفقة‭="" ‬وتذليل‭="" ‬العقبات‭="" ‬أمامها‭="" ‬وتكشف‭="" ‬الوثائق‭="" ‬عن‭="" ‬الدور‭="" ‬الذي‭="" ‬قام‭="" ‬به‭="" ‬سليمان‭="" ‬عندما‭="" ‬كان‭="" ‬مديرا‭="" ‬للمخابرات‭="" ‬العامة‭="" ‬في‭="" ‬الصفقة‭="" ‬والمخاطبات‭="" ‬التي‭="" ‬جرت‭="" ‬بينه‭="" ‬وبين‭="" ‬وزير‭="" ‬البترول‭="" ‬السابق‭="" ‬سامح‭="" ‬فهمي‭="" ‬ورجل‭="" ‬الأعمال‭="" ‬حسين‭="">

ورغم‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يشير‭ ‬إلي‭ ‬دور‭ ‬عمرو‭ ‬موسي‭ ‬في‭ ‬تسريب‭ ‬الوثائق‭ ‬بعد‭ ‬تصريحه‭ ‬بأنه‭ ‬مادامت‭ ‬وثائق‭ ‬الحكومة‭ ‬يتم‭ ‬تسريبها‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬بقيه‭ ‬الملفات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المصادر‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬سربت‭ ‬وثيقة‭ ‬عمرو‭ ‬موسي‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬سربت‭ ‬وثائق‭ ‬عمر‭ ‬سليمان‭.‬

عملية‭ ‬الحرق‭ ‬أيضا‭ ‬امتدت‭ ‬إلي‭ ‬الفريق‭ ‬احمد‭ ‬شفيق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬ضده‭ ‬24‭ ‬بلاغا‭ ‬الي‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الطيران‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬احالت‭ ‬البلاغات‭ ‬الي‭ ‬القضاء‭ ‬العسكري‭ ‬وتم‭ ‬انتداب‭ ‬قضاة‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬البلاغات‭ ‬التي‭ ‬تتهم‭ ‬شفيق‭ ‬بالفساد‭ ‬والتربح‭ ‬والإضرار‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭.‬

استطلاع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬علي‭ ‬موقع‭ ‬فيس‭ ‬بوك‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬حرق‭ ‬بقية‭ ‬مرشحي‭ ‬الرئاسة‭ ‬إلا‭ ‬واحداً‭.. ‬محمد‭ ‬البرادعي‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الاستفتاء‭ ‬لم‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬منح‭ ‬أفضلية‭ ‬نسبية‭ ‬للبرادعي‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬متصدرا‭ ‬للاستفتاء‭ ‬منذ‭ ‬يومه‭ ‬الأول‭ ‬وحرق‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬الذين‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬علي‭ ‬تأييد‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬مثل‭ ‬حمدين‭ ‬صباحي‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬الأشعل‭ ‬وكمال‭ ‬الجنزوري‭ ‬ومجدي‭ ‬حتاتة‭ ‬وهشام‭ ‬البسطويسي‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مرشحين‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬إلا‭ ‬علي‭ ‬تأييد‭ ‬عشرات‭ ‬المواطنين‭ ‬مثل‭ ‬مجدي‭ ‬أحمد‭ ‬حسين‭ ‬واللواء‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬بلال‭ ‬وتوفيق‭ ‬عكاشة‭ ‬والثلاثة‭ ‬يبدوا‭ ‬أنهم‭ ‬سيراجعون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬مسأله‭ ‬ترشيحهم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬إليه‭ ‬الاستطلاع‭ ‬في‭ ‬البداية‭.‬

حسب‭ ‬تأكيدات‭ ‬أحمد‭ ‬النجار‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬فإن‭ ‬الاستطلاع‭

‬له‭ ‬4‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬حققها‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬يريد‭ ‬تهيئة‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬لتقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬القادم‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬البرادعي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬اعتراض‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬علي‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الاستفتاء‭ ‬علي‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬نفسه‭ ‬يريد‭ ‬قياس‭ ‬مدي‭ ‬شعبية‭ ‬البرادعي‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬الثورة‭ ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬معظمهم‭ ‬الإنترنت‭ ‬ولديه‭ ‬حساب‭ ‬علي‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬ويستطيع‭ ‬ان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬بحرية‭.‬

واضاف‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬يريد‭ ‬وضع‭ ‬صورة‭ ‬حقيقية‭ ‬لبعض‭ ‬المرشحين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بشعبية‭ ‬ليراجعوا‭ ‬موقفهم‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬ويريد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬حرق‭ ‬بعض‭ ‬المرشحين‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وإظهار‭ ‬ضعفهم‭.‬

عبد‭ ‬الله‭ ‬الأشعل‭ ‬المرشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬انتقد‭ ‬الاستفتاء‭ ‬قائلا‭: ‬ليس‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬إجراء‭ ‬الاستفتاءات‭ ‬فهو‭ ‬جاء‭ ‬ليدير‭ ‬البلد‭ ‬وليس‭ ‬لمساندة‭ ‬مرشح‭ ‬بعينه‭ ‬والاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬معيب‭ ‬ويصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬مرشحين‭ ‬بعينهم‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬علي‭ ‬مرشح‭ ‬بعينه‭ ‬والمفترض‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬محايدا‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬واعترض‭ ‬الأشعل‭ ‬علي‭ ‬لقاءات‭ ‬المجلس‭ ‬المنفردة‭ ‬مع‭ ‬البرادعي‭ ‬قائلا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يلتقي‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬بباقي‭ ‬المرشحين‭ ‬وان‭ ‬يمنحهم‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬الحرق‭ ‬فـهناك‭ ‬متغير‭ ‬جديد‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تلميع‭ ‬البرادعي‭ ‬وهو‭ ‬الخلاف‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬يحصد‭ ‬أصوات‭ ‬التيار‭ ‬الإسلامي‭ ‬فالحرب‭ ‬دائرة‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬سليم‭ ‬العوا‭ ‬والشيخ‭ ‬حازم‭ ‬صلاح‭ ‬أبوإسماعيل‭ ‬والدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬أبوالفتوح‭.. ‬نتيجة‭ ‬استطلاع‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬فتحت‭ ‬حربا‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬العوا‭ ‬وأبوإسماعيل‭ ‬حيث‭ ‬تبارت‭ ‬المواقع‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬نتائج‭ ‬السباق‭ ‬بينهما‭.. ‬تارة‭ ‬تجد‭ ‬العوا‭ ‬يتقدم‭ ‬وتارة‭ ‬أبواسماعيل‭ ‬وإن‭ ‬خرج‭ ‬ابو‭ ‬الفتوح‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬الاسلاميين‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الأخوان‭ ‬انفسهم‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يمنحوه‭ ‬اصواتهم‭ ‬وسيمنحونها‭ ‬للعوا‭..‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬ترشيح‭ ‬العوا‭ ‬جاء‭ ‬ضربه‭ ‬لأبو‭ ‬الفتوح‭ ‬وأن‭ ‬الأخوان‭ ‬دفعوا‭ ‬به‭ ‬لمواجهة‭ ‬صعود‭ ‬ابو‭ ‬الفتوح‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ‬الرئاسي‭.‬

هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬متغيرات‭ ‬تكشف‭ ‬مدي‭ ‬نجاح‭ ‬حرق‭ ‬مرشحي‭ ‬الرئاسة‭ ‬لصالح‭ ‬البرادعي‭ ‬أولها‭ ‬هو‭ ‬توقيت‭ ‬تسريب‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬بعض‭ ‬المرشحين‭ ‬والتي‭ ‬أعقبت‭ ‬استفتاء‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬والتي‭ ‬منحت‭ ‬الأفضلية‭ ‬للبرادعي‭ ‬فكان‭ ‬لابد‭ ‬لإتمام‭ ‬المخطط‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬حرق‭ ‬باقي‭ ‬المرشحين‭ ‬ليظل‭ ‬المدير‭ ‬الأسبق‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقه‭ ‬الذريه‭ ‬متقدما‭ ‬بفارق‭ ‬اميال‭ ‬عديده‭ ‬عن‭ ‬الباقين‭.‬

المتغير‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬اغلاق‭ ‬الصحف‭ ‬الأجنبية‭ ‬ملف‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬البرادعي‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬امريكا‭ ‬للعراق‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬الصحف‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬مباشرة‭ ‬ومحاولة‭ ‬إظهاره‭ ‬علي‭ ‬انه‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬لأمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الواقع‭ ‬فإسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تنتقد‭ ‬البرادعي‭ ‬تري‭ ‬فيه‭ ‬بديلا‭ ‬جيدا‭ ‬للإسلاميين‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬

بحسب‭ ‬محمد‭ ‬الجوادي‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية،‭ ‬جاء‭ ‬استفتاء‭ ‬‮«‬العسكري‮»‬‭ ‬لتشتيت‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬الدائر‭ ‬الآن‭ ‬حول‭ ‬معركة‭ ‬الدستور‭ ‬أولا‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬بعض‭ ‬القوي‭ ‬السياسية‭ ‬ومحاولة‭ ‬إلهاء‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬معركه‭ ‬سباق‭ ‬الرئاسة‭.. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المتغير‭ ‬الثالث‭. ‬

وبحسب‭ ‬كلام‭ ‬الجوادي‭ ‬فإن‭ ‬محاولات‭ ‬حرق‭ ‬المرشحين‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تنجح‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬فمن‭ ‬تم‭ ‬حرقه‭ ‬كان‭ ‬مدانا‭ ‬فعلا‭ ‬ولديه‭ ‬استعداد‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬المحرقة‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الاستفتاء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منطقيا‭ ‬لأنه‭ ‬أجري‭ ‬علي‭ ‬شريحة‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬المواطنين‭ ‬كلهم‭ ‬وانما‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬جزء‭ ‬صغير‭ ‬منهم‭. ‬

وقال‭ ‬الجوادي‭ ‬إن‭ ‬صراع‭ ‬الاسلاميين‭ ‬للحصول‭ ‬علي‭ ‬أصوات‭ ‬التيار‭ ‬الإسلامي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لصالح‭ ‬سليم‭ ‬العوا‭ ‬الذي‭ ‬أري‭ ‬أنه‭ ‬يدعي‭ ‬العمل‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬قدرة‭ ‬علي‭ ‬انجازه‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬كثيرا‭ ‬ويعمل‭ ‬قليلاً‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬عمرو‭ ‬موسي‭ ‬المرشح‭ ‬المحتمل‭ ‬عكس‭ ‬حازم‭ ‬ابو‭ ‬اسماعيل‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬حالما‭ ‬فهو‭ ‬رجل‭ ‬‮«‬بركة‮«‬‭ ‬عكس‭ ‬أبوالفتوح‭ ‬الذي‭ ‬يملك‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬وقدره‭ ‬علي‭ ‬تطبيقها‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬حمدين‭ ‬صباحي‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬البسطويسي‭ ‬والبرادعي‭ ‬لديهما‭ ‬نظريات‭ ‬وليس‭ ‬لديهما‭ ‬طريقة‭ ‬عملية‭ ‬لإصلاح‭ ‬احوال‭ ‬البلد‭.‬