رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرهاب الإخوان.. تحت الحصار العربي

مبادرة مصرية ضد مخططات
مبادرة مصرية ضد مخططات الجماعة

لأول مرة وبعد عشرات السنين توترت فيها العلاقات العربية بين الشد والجذب حول أخطر القضايا, اتفق وزراء الخارجية العرب مؤخراً حول المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب التى قدمها وزير الخارجية نبيل فهمى بعناصرها الستة مما يجسد وحدة الموقف والقرار العربي تجاه قضية محددة تمثلت فى وحدة عربية ضد الإرهاب،

وهو ما أكده الخبراء والمتخصصون فى الشئون الخارجية والعلاقات الدولية وأعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذين أكدوا أن المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب تتضمن 6 عناصر، وهى دعوة الدول العربية الموقعة على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998 لضرورة الالتزام ببنودها التى نصت عليها, من خلال تبادل المعلومات وسد قنوات تمويل ودعم الإرهاب والمواجهة المشتركة لكل مظاهر العنف, وتلاه ميثاق أمنى عربي جديد لوزراء الداخلية العرب فى مراكش لإعلان الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله. وتقديم الدعم والمساعدة للتحقيقات القضائية التى تعمل على ترقب الإرهاب وتسليم المطلوبين قضايا للعدالة والإدانة الكاملة له. وأكد السفراء أن الفترة المقبلة تشمل منع ايواء الإرهابيين وتوحيد الجهود لتسليم المطلوبين, وحول مساندة قطر لجماعة الإخوان أكد المحللون أن من الصعب على قطر التنازل بسهولة حفاظا على مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتنظيم الدولى للإخوان، ولكن ممارسة الضغوط الخليجية والعربية تؤثر عليها مستقبلا مما يدفعها إلى مراجعة حساباتها.. وهو ما يكشفه التحقيق التالى:
يقول الدكتور حسام علام رئيس حكومة الوفد إن كل دولة لها اعتبارات سياسية تسعى إلى تحقيقها لتتواءم مع أهدافها إلا أن المبادرة المصرية التى طرحتها على العرب لايمكن الالتفاف حولها لأن المنطقة بأكملها معرضة لخطر التصعيد الدولى للتنظيم الإخوانى ليس فقط مصر التى أصبحت مرتعا للعمليات الإرهابية بهدف تحقيق مطامع الإخوان للبقاء فى الحكم رغما عن الشعب الذى ثار عليهم يوم 30 يونيو وإذا فلح التنظيم فى زعزعة استقرار مصر فإنه بالطبع سوف تتأثر المنطقة العربية بذلك ليس فقط دول الخليج التى أخذت التدابير وأسرعت بإعلان الإخوان جماعة إرهابية من خلال السعودية، متوقعا إعلان المزيد من الدول مكافحة الإرهاب ولكن بعد المزيد من المفاوضات والوقت، مشيرا إلى أن من طبيعة العرب الخلاف المستمر حول قضية خاصة قد يعتبرها البعض تهديدا لمصالحها, وقال «علام»: معظم الدول العربية دائما تضع فى الاعتبار الولايات المتحدة واسرائيل ومدى تحقيق توازنات مع دول الغرب مطالبا الرؤساء بالالتفاف حول المبادرة المصرية قبل فوات الآوان لحصار نشاط الإخوان فى المنطقة وشل حركة التنظيم منتقدا موقف قطر والاستمرار فى مساندتها الإخوان بالرغم من الضغوط الخليجية وحصارها وقطع السعودية والامارات والبحرين العلاقات السياسية والاقتصادية.

توتر خليجي
وأضاف اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الأمنى والاستراتيجى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن العلاقات الخليجية توترت فى الفترة الأخيرة فى سابقة لم تعرفها منظومة مجلس التعاون وتمثلت في سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر بسبب موقفها الواضح بدعم جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا: إن المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب تصدرت أعمال الدورة الواحدة والثلاثين لوزراء الداخلية العرب، التى بدأت أعمالها فى مدينة مراكش المغربية، بعد أيام من إعلان المملكة العربية السعودية حظر عدة جماعات، منها الإخوان، بوصفها جماعات إرهابية، وسحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، لتبنيها سياسات مناهضة لدول الخليج، بدعمها جماعة الإخوان ماديا وإيواء قياداتها. متوقعاً أن يصدر عن اجتماع مراكش عدة قرارات عملية لمكافحة الإرهاب، بهدف تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وإظهار قدرة الدول العربية على تنسيق التعاون فيما بينها، لاقتلاع هذه الآفة من المنطقة، ويتطلب هذا تنسيقا أوسع بين أجهزة الأمن والمخابرات العربية، حتى توضع القرارات حيز التنفيذ، وأن الوزراء العرب سيقرون المبادرة التى قدمها وزير الخارجية نبيل فهمى إلى المجلس الوزارى. وكان وزراء الخارجية العرب رحبوا بهذه المبادرة وقرروا رفعها للدورة الواحدة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وأضاف: إن المبادرة المصرية تضم عدة محاور لمكافحة الإرهاب فى المنطقة العربية بطريقة تسد الثغرات القائمة، التى تستفيد الجماعات والعناصر الإرهابية منها فى اختراق الأمن العربي، وزعزعة استقرار دول المنطقة، مطالبا الدول العربية بسرعة التجاوب مع المطلب المصرى الخاص بضرورة التزام جميع الدول العربية ببنود الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1998، وتحاشى تقديم أى دعم سياسى أو مالى لأى تنظيم إرهابى أو استضافة قياداته، وأنه على الدول العربية ألا تتجاهل الاتفاقية وأن تدرك قبل فوات الأوان أن شرارة الإرهاب، ستطولها إن آجلا أو عاجلا، داعيا أن تحذو بقية الدول العربية حذو السعودية بحظر جماعة الإخوان بوصفها تنظيماً إرهابياً.. وأكد «عبد الحليم» أن قرار دول التعاون الخليجى يطوق الجماعات الإرهابية، على المستويين الداخلى والإقليمي. وإنه دعم لمصر فى حربها الضروس ضد الجماعات الإرهابية، وفى مقدمتها جماعة الإخوان.
وحول تراجع قطر عن مساندتها الإخوان بعد محاصرة دول التعاون لها أكد ان «قطر» لن تتراجع حفاظا على مصلحتها مع الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ومن الصعب تغيير سياساتها والتضحية بما تؤمن من مبادئ تخدم مصالحها فى المنطقة العربية، ويجب أن تدرك قطر ان من الصعب عليها دعم خلايا إرهابية وأن ليس من المعقول دعم الإخوان أو عقد صفقه لإسقاط أنظمة وراثية مجاورة لها وهى تعلم ان الدور سيأتى عليها. مشيرا إلى أن تصريحات المسئولين بقطر «أكذوبة» ومفضوحة لأنها تمارس ضغوطا لعودة حكم الإخوان من خلال قناة الجزيرة التى تريد تفجير الموقف فى مصر عبر فبركة احداث ثورة 30 يونية التى أطاحت بحكم الإخوان.

الخلافات العربية
ويرى السفير أسامة العشرى مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية انه يصعب نجاح المبادرة المصرية بإقناع معظم الدول العربية فى الحرب على الإرهاب لأن البعض لديه رؤية ومصالح فى المنطقة مثل تونس التى يسيطر عليها التيار الاسلامى وأخرى محاطة بمخاطر الإرهاب مثل لبنان والاردن والعراق، وأيضا معروف انه من الصعب ان يتكاتف العالم العربي على قرار واحد بل دائما الخلافات والانقسامات تضرب اجتماعاتهم وتمزق قراراتهم والتاريخ شاهد على ذلك.
وأوضح أن الدعم القطرى للإخوان المسلمين يهدد الأمن القومي لمنطقة الخليج خاصة السعودية تخشى سيطرة ايران فى المنطقة أيضا، وليست المرة الأولى للسعودية سحب سفيرها، مضيفا أن العلاقات بينهما مرت بأزمات طاحنة وأن محاولة رأب الصدع لم تفلح خصوصا بعد الربيع العربي، مؤكدا أن سحب السفراء من قطر غير كافٍ لردع قطر.
وعدد «العشرى» الكثير من الملفات التي رأى أنها باعدت بين البلدين، ومنها العلاقات مع إيران واليمن وليبيا، وحتى سوريا التي بدا أن قطر والسعودية متفقتان حولها، وقال إن قطر دعمت أطرافا متصارعة فيها. وبالتأكيد على حق كل دولة أن تقرر بنفسها مواقفها تجاه القضايا الخارجية، دون أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى،والقلق من أن تستاء من التقارب القطري مع إيران، مشيرا إلى مطامع طهران بمنطقة الخليج العربي, وان دولة الكويت وسلطنة عمان اكتفيتا بالحياد حيث تحججت الكويت باستضافتها القمة العربية وأنها ستقوم بدور الوسيط.
وعن دور قطر ومساندتها الإخوان قال «العشرى» أتفق مع «عبد الحليم» انه من الصعب على قطر التراجع

عن مساندة الإخوان وان قيام دول الخليج العربي بسحب السفراء غير كافٍ للضغط عليها، ويرى انه من الصعب على قطر التراجع
عن سياساتها فى المنطقة حفاظا على مصالحها، خاصة وأن لديها قاعدة أمريكية بالقرب من سواحلها كوسيلة ضغط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كذلك تركيا التى تخضع لمصالحها وأهداف أمريكا بتكسير الجيش المصرى كالعراق وسوريا وهو السبب الذى جعل السعودية والامارات والبحرين تعلن حالة الاستنفار، وأضاف ان كل المحاولات السياسية التى تدور فى اجتماع وزراء الداخلية العرب فى المغرب هدفها ممارسة الضغط السياسي على التنظيم الدولى للإخوان وتضييق الخناق على الجماعة التى تضخ المليارات لخدمة أهدافها فى مصر لخلق الفوضى متوقعا المزيد من الدعم للجماعات الإرهابية من قبل التنظيم.

تضامن أوروبا
وفى سياق متصل قال الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون إن الدول العربية ليست فقط مستعدة للانضمام حول المبادرة المصرية فى حربها على الإرهاب، ولكن ايضا الدول الأوربية فهى أيضا مستعدة للدخول طرفا فى المبادرة إذا توسعت مصر فى حربها على الإرهاب لأن العالم يعلم جيدا خطورة الإرهاب ومستعد لمحاربته فى المنبع والدول الغربية تتعرض ايضا لعمليات دموية من قبل إرهابيين يستهدفون أماكن حيوية لديهم وأكد «سعد» أن واشنطن نفسها مستعدة للانضمام للمبادرة، وغير صحيح انها غير مستعدة لأنها أكثر تضررا من الإرهاب الأسود. وأضاف: أن مركز ابن خلدون أعد دراسة حول هذه القضية وأنه حصل على ثلاثين وثيقة تكشف خطط التنظيم الدولى للإخوان.
وأشار السفير أحمد والى مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن من طبيعة الدول العربية ألا تتفق على قضية واحدة، وألا تجتمع حول رأى واحد ولكن قضية الحرب على الإرهاب تكاد تكون يومية تستهدف الجيش والشرطة والمنشآت الحيوية، وبالتأكيد سوف تدرك معظم الدول مخاطر الإرهاب لاحقا بعد ان تكتفى فقط بإصدار بيان إدانه، وقد تتراجع مستقبلا فى حالة استقرار الأمور فى مصر. وقال «والى» إن التنظيم الدولى للإخوان مهما قويت شوكته فإن مصيره الهلاك بسبب الحرب الشرسة التى يتعرض لها لأنه إرهابي ولا يتمتع بحنكة سياسية بل لديهم تحجر فكرى وكان ذلك واضحا من خلال الفشل الذريع منذ توليهم الحكم فى مصر.
وقالت الدكتورة فوزية الشنوانى، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس ادارة المجلس المصرى للشئون الخارجية: من المتوقع أن تساند الدول العربية مصر فى حربها ضد الإرهاب خاصة الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين، وهى الدول الثلاث التى قررت مؤخرا سحب سفرائها من قطر فقد عانت هذه الدول من تدخل قطر فى شئونها الداخلية ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر وتمويلها لعمليات إرهابية ليس فقط فى مصر والإرهاب طال دول الخليج مثل التفجير فى دولة البحرين, وهذا فضلا عن دعمها حزب الله اللبنانى وحماس فى غزة والحوثيين فى اليمن، الامر الذى جعل السعودية تأخذ خطوة ضدها بسحب السفراء وذلك بعد إدراجها الإخوان جماعة إرهابية. وتضيف «الشنوانى»: إن دول الخليج سئمت ايضا من قناة الجزيرة لتدخلها فى شئونها الداخلية وبثها أخبار ثم كاذبة ومضللة فى الوقت الذى لاتنتقد الأوضاع الشائنة التى تحدث فى قطر من كبت للحريات والاعتقالات فضلا عن فضائح الأسرة الحاكمة مثل استيلاء الابن على السلطة للانقلاب على والده وتدخل الشيخة «موزة» فى أمور الحكم.
السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب الأسبق يؤكد أن معظم دول الخليج هى الأكثر تضررا من إرهاب الإخوان كذلك المغرب والجزائر وتونس. الأمر الذى يجعل من تردد هذه الدول حول المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب صعباً للغاية للحفاظ على استقرارها. وقال «بيومى»: إن الدول الافريقية الأقل تضررا مثل جيبوتى وجزر القمر والصومال وهى كذلك من المؤيدين للمبادرة إلا أن موقف السودان غير مفهوم أملا أن تنجح المبادرة لأنها تضع الدول العربية أمام مسئوليات، وعن قطر قال «بيومى» إن هذا يتوقف على كفاءة المفوضين، وفى مقدمتها الكويت التى تدخلت للتفاوض بين دول الخليج وقطر ويرى «بيومى» أنه يجب إعطاء فرصة لقطر للخروج من ازمتها بشكل يحفظ ماء الوجه.
وذكر أن مصر دولة كبيرة ومحورية وتضم أكبر تجمع بشرى عربي ولا يمكن أن نشغل بالنا بدولة خليجية مثل قطر عمرها أقل من عمر طالب 3 ثانوى، لافتا إلى أن هناك تحركاً اقليمياً ودولياً لوضع الإخوان فى قائمة الإرهاب، وأن هناك تنسيقاً كامل مع الدول العربية للاعتراف بإرهاب جماعة الإخوان، وأوضح أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير يشكل خطوة مهمة فى التحرك المصرى لمواجهة الإرهاب ووضع حد لها.