عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جوهرة الصحراء..تغرق فى بحر الإهمال والنسيان


• واحة الصحراء مهددة بالغرق

• الامراض تهدد حياة الاطفال.....والمستشفى مغلق بحجة عدم وجود أطباء..... والاهالى يتظاهرون لتشغيل المستشفى

• الصرف الزراعى يدمر الزيتون والنخيل......ويهدد اقتصاد الواحة

• طريق سيوة - مطروح 305كم بدون خدمات....وطريق الواحات توقف بلا سبب

لايصدق من لم يزر سيوة أنها فعلا تلك الجنة المفقودة وأن سحرها وروعتها لامثيل لهما في أي بلد في العالم‏، فهى الطبيعة في أبهي صورها‏،من أهم المناطق التي تعول عليها السياحة البيئة في مصر، وذلك في ظل التوجه العالمي للسياحة البيئية والصحراوية إلا أن واحة سيوة أو شالي القديمة التى تقع في قلب الصحراء الغربية علي مسافة 305 كيلو مترات جنوب غرب مدينة مرسي مطروح تعانى العديد من المشاكل المزمنة التى تحتاج الي اهتمام المسئولين من جميع القطاعات.

وواحة سيوة عبارة عن منخفض مغلق تنخفض (14 إلي 18متراً) تحت سطح البحر تتكون من مدينة سيوة تتبعها عده قرى هى أغورمى وبهى الدين وأبوشروف المراغى وأم الصغير،وتبلغ مساحتها 47600 فدان تقريبا منها حوالي 25 ألف فدان مزروعة بنخيل التمر والزيتون بالإضافة إلي بعض الخضراوات والفواكه يعتمد أهلها الذين ينقسمون إلي 10 قبائل يبلع عددهم30ألف نسمة علي الزراعة والسياحة كمصدر رئيسي للدخل، حيث تستقبل سيوة كل عام حوالى40 ألف سائح.

فبعد رحلة قام بها الوفد الي سيوة علي مدي‏5أيام التقينا خلالهاجميع شيوخ القبائل استطيع أن أضع أمام المسئولين بعض المشكلات التي قمنا برصدها خلال تلك الرحلة

اولى تلك المشكلات التى أجمع عليها شيوخ القبائل،وتحتاج الى سرعة التحرك "مشكلة الصرف الزراعى "هي المشكلة الرئيسية والمزمنة التي تعاني منها الواحة منذ 11سنة حيث تتعرض آلاف الأفدنة المليئة بأشجار الزيتون والنخيل والفواكه المتنوعة بواحة سيوة لكارثة الغرق والتصحر بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية للصرف الزراعي بشكل مخيف، مما يهدد الواحة بالاختفاء والاندثار خلال الأعوام القادمة، فمع بدايـــــــــة التسعينيات زاد التوســــع في استصلاح الأراضي بصورة كبيرة حتي وصل إلي حوالي 9000 فدان بما أدي إلي قيام الأهالي بحفر آبار سطحية وصل عددها الى 700بئر. وأدت عملية حفر الآبار إلي وجود خلل في التوازن المائي ناتج عن زيادة كميات المياه المتدفقة إلي البرك، مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية، وكل الحلول التى تمت تعتبر مسكنات لا تغنى ولا تسمن من جوع كما وصفها الشيخ فتحى الكيلانى، موضحا أنه رغم وقف حفر الابار العشوائية ، وردم جزء كبير منها بعد حفر مركزية تخدم عدة حدائق.

واستكمالا لمشكلات أهالى سيوة، يطالب الشيوخ والعواقل بإرسال خبراء متخصصين الى سيوة لمعرفة سبب ملوحة المياة الزائدة، التى ما زالت الواحة تعانى منها رغم غلق أكثر من3000عين عشوائية، مؤكدين أن ذلك يتطلب إجراء بحوث على التربة. ،

يقول الشيخ على منصور " شيخ قبيلة السراجنة" لايوجد غير ماكينة رش واحدة لمكافة الحشرات مما يتسبب فى انتشار بعض الامراض التى بدأت تنتشر فى أشجار الزيتون بصورة كبيرة مما يقلل من انتاج المحصول ويقول عبد السلام عمر "من عواقل قبيلة الظناين " إن علاج هذه المشكلة بسيط لكنها تحتاج الى عدد كبيرمن ماكينات الرش يكفى المساحة المزروعة، يطالب مشايخ القبائل المسئولين بضرورة الاهتمام بمشكلات الزراعة لأنها المهنة الرئيسية فى سيوة

وتأتى مشكلة الصرف الصحى فى المرتبة الثانية كما يضعها الشيخ مشرى سعيد " شيخ قبيلة الحمودات" موضحا أن الواحة لم يدخلها الصرف الصحى حتى الان ،ويلتقط الكلام الشيخ سيد عثمان" شيخ قبيلة أغرومى" موضحا أن الدولة كانت بدأت فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى فى عام 2000 من خلال إنشاء محطة صرف كانت تقوم بتنفيذها شركة الاسكندرية للانشاءات و كان مخططا لها بعد خمس سنوات تسليم المرحلة الاولى ،ولكن المشروع توقف تماما بسبب خلاف بين الدولة والمقاول ، وتم إهدار المال العام ورغم مرور أكثرمن عشر سنوات لم تر محطة الصرف الصحى النور حتى الان ، وساعد عدم وجود الصرف الصحى على انتشار الامراض فى الواحة خاصة بين الاطفال .

"يوجد فى سيوة انقى مياه الشرب ، لكن أهلها يشربون مياها غير صالحة" ، بهذه الكلمات عبر الشيخ ابراهيم عبد القادر "شيخ قبيلة الحدادين" عن تلوث مياه الشرب التى يشربها اهالى الواحة ،ويضيف يوجد فى سيوة خمسة مصانع مياه معدنية تبيع أنقى مياه الشرب الى معظم دول العالم، ونحن لا نجد مياها نظيفة تصلح للشرب ،موضحا انه تم إجراء تحليل لمياه الشرب ،وقدأثبتت نتائج التحليل أنها مياه لاتصلح للاستخدام الادمى ،و يطالب المسئولين فى المحافظة بتوفير أبسط حقوق الانسان وهى نقطة مياه نظيفة ، متسائلا كيف تأتى الشركات الاستثمارية لتقوم بتنقية مياه الشرب وبيعها ونحن لا نجدها

" لايوجد أطباء فى جميع التخصصات" ، بهذه الحجة لم يتم افتتاح المبنى الجديد بمستشفى سيوة المركزى الذى تم تطويره من ثلاث سنوات ويوجد به جميع الاجهزة لكنه مازال مغلقا حتى الان ، بينما المبنى القديم لا يصلح لأن يكون مستشفى فالداخل فيه مفقود ، فهو يعانى من تدنى شديد فى الخدمات ، ونتيجة ذلك يقول الشيخ عمر راجح "شيخ قبيلة أولاد موسى" ظهرت أمراض لم نسمع عنها، مثل " الانيميا المنجلية" هي احد أنواع فقر الدم التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء ،وتنتشر فى افريقيا و الشرق الاوسط بشكل خاص، ويؤكد الشيخ عمر أنها أصبحت منتشرة فى

الواحة ، فهناك أكثرمن 150حالة تذهب الى مستشفى مطروح على بعد أكثرمن 300 كليو متر لتغيير الدم باستمرار ، وهو مادفع الاهالى الى التظاهر يوم الجمعة الماضي للمطالبة بفتح المبنى الجديد ويلتقط الكلام الشيخ مصطفى عليوة "شيخ قبيلة الجواسيس" و أيضا أنيميا البحر الابيض المتوسط بدأت تنتشرفى الواحة بصورة تثير القلق ، ويؤكد أنهم قاموا بإرسال أكثرمن شكوى الى المسئولين فى مرسى مطروح لكنها لم تحرك ساكنا ، ويطالب راجح وزير الصحة بضرورة إرسال فريق طبى الى الواحة يقوم بعملية مسح شامل لمعرفة وتحديد أسباب انتشار المرض ، خاصة أنةهلايوجد له علاج غير نقل الدم ، ولايوجد بنك دم فى سيوة مما يجعلنا نقطع مسافات طويلة حتى نصل الى مستشفى مطروح، يضيف راجح أن أهمية الفريق الطبى تكمن فى تحديد أسباب انتشار المرض ، وهل زواج أقارب ،أوتلوث مياه أو سوء تغذية .

وتأتى السياحة فى مرحلة متأخرة بالنسبة لأهالى سيوة بعد الزراعة التى تعتبرأهم نشاط بالنسبة الى أهالى سيوة وذلك لاهتمام الدولة بها مؤخرا ،ولكنها تحتاج الى مزيد من الاهتمام كما يرى الشيخ فتحى الكيلانى" شيخ قبيلة الظناين" ويحدده الكيلانى فى عدة نقاط أهمها تطويروتوسعة طريق مرسى مطروح- سيوة الذي يمتد بطول‏305‏ كيلو مترات دون وجود محطة بنزين أو كافتيريات نظيفة تخدم السائحين والمسافرين أو حتي نقطة مرور، لو تعطلت السيارة في هذا الطريق فمن المؤكد أنك سوف تعجز عن التصرف، ويسأل الكيلانى لماذا لا تقوم وزارة البترول وخاصة أن هناك حقول بترول خالدة علي هذا الطريق في عمق الصحراء بإنشاء بعض محطات البنزين أو حتي المحافظة أو أية جهة أخري طالما أن المستثمرين لا يجدون ما يحفزهم علي مثل هذه المشروعات ، ويطالب بتوسعة الطريق بحيث يكون طريقا مزدوجا موضحا أن المنطقة فى أمس الحاجة الى مطار مدنى بدلا من استخدام المطار العسكرى لاستقبال الافواج السياحية.

ويسأل الشيخ على منصور"شيخ قبيلة الزناين"عن سر توقف طريق سيوة – الواحات الذى بدأ العمل فيه منذ سنوات وبعد رصف 190 كيلومترا توقف الرصف تماما، رغم أن هذا الطريق سوف يحدث نقلة نوعية فى الواحة سواء على مستوى السياحة فهو يربط جميع واحات مصر ببعضها أو الزراعة هناك العديد من المناطق التى كانت تزرع قديما ويوجد بها مياه لكنها خالية الان من السكان أو بالنسبة للتجارة سوف يساعد على تقريب المسافة بين سيوة والقاهرة، بالإضافة الى تعمير الصحراء .

و من يريد استخراج إثبات شخصية أو شهادة ميلاد عليه أن يقطع أكثرمن 300 كيلو متر لاستخراجها، لأنةهلايوجد سجل مدنى سيوة ويقول الشيخ عمر راجح طالبنا مرارا بإنشاء سجل مدنى خاص بنا ، وطلبت وزارة الداخلية توفير شقة تكون مقراًلمكتب السجل المدنى، وتجهيزها ، قالوا إنه لايوجد موظفون ، فجاء بموافقة من المجلس المحلى بانتداب إثنين من الموظفين ،ورغم ذلك لم يتم إنشاء السجل المدنى حتى الآن.

فى النهاية أجمع الشيوخ والعواقل على أننا نريد فكرا جديدا يتم تطبيقه من خلال إدارة حكيمة ومدركة تستطيع توظيف الموارد الغزير مع الامكانيات المتاحة ،متسائلين لماذا لايتم توجيه المياه الزائدة عن الواحة الى الاف الافدنة المنتشرة فى الصحراء حول الواحة خاصة أنها صالحة للزراعة وهناك شباب عاطل مطالبين بدراسة ذلك الموضوع ،فى نهاية لقائى بهم سألت نفسى كيف يتهم هؤلاء بأنهم خطر على أمن مصر، رغم حبهم الشديد لهذا البلد خاصة أن هذه الاتهامات تسبب لهم جرحا عميقا لايلتئم بسهولة.