رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جواسيس مصر فى تل أبيب


فصول المواجهة المخابراتية مع تل أبيب لم ولن تنتهي‮.. ‬حيث تسطر عبر السنوات قصصا للبطولة ‮.. ‬وتفوق العقل المصري علي نظيره الإسرائيلي في العمل السري تماما كما أثبت تفوقه في الحرب والمواجهة المسلحة‮.‬

من هول الصدمة التي لاقتها إسرائيل والضربة الموجعة التي تلقاها جهاز الموساد الإسرائيلي من جهاز المخابرات المصري،‮ ‬فقدت إسرائيل صوابها تجاه عملية رأفت الهجان التي تم الإعلان عن تفاصيلها في منتصف الثمانينيات بعد وفاة الهجان علي فراشه،‮ ‬لم تستطع إسرائيل تقبل الصدمة وقبول فكرة زرع الهجان في المجتمع الإسرائيلي‮ ‬18‮ ‬عاما استطاع من خلالها تكوين أكبر شبكة علاقات علي أعلي مستوي في تل أبيب،‮ ‬للدرجة التي وصفت إسرائيل عملية الهجان بأنها‮ »‬رواية من نسج الخيال بالغة التعقيد‮« ‬حيث وصل الهجان إلي الدرجة التي رشحته عضوا بالكنيست الإسرائيلي عن حزب‮ »‬مباي‮« ‬وما هو إلا رجل مسلم من محافظة دمياط بجمهورية مصر العربية قصة رأفت الهجان أو‮ »‬جاك بيتون‮« ‬تتلخص في رغبة المخابرات المصرية في زرع عميل مصري داخل المجتمع الإسرائيلي حتي يستطيع تحقيق أهداف بلاده،‮ ‬وكان زرعه في آواخر عام‮ ‬1960،‮ ‬واستطاع تكوين امبراطورية سياحية وعرف أسرار اليهود وقام بإرسالها للمصريين،‮ ‬وبرغم أنه قام بتحديد الهجوم الإسرائيلي علي مصر في‮ ‬1967‮ ‬ولم تتحرك مصر إلا أنه استطاع أن يصل إلي أعلي شخصيات في إسرائيل وسعي وقتها حتي يحصل علي أدق الأسرار ولم تكن جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل ببعيد عن تلك الصداقة،‮ ‬وموشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أيضا استطاع الهجان أن يوجه ضربة قاسية لإسرائيل بحصوله علي معلومات عسكرية تخص جيش الدفاع الإسرائيلي ونقاط القوة والضعف وتزوج الهجان وأنجب ابنا،‮ ‬ولم يتم اكتشاف سره بل وساعد المخابرات المصرية باسقاط أخطر جاسوس إسرائيلي في سوريا وهو‮ »‬إيلي كوهين‮« ‬ذلك العميل الذي وصل إلي أعلي سلطة في سوريا لاعتقاد القيادة السورية بأنه عربي،‮ ‬ووصل الأمر إلي صداقته برئيس الجمهورية ووزير الدفاع وقيادات حزب البعث السوري،‮ ‬ولولا رأفت الهجان لما تم القبض علي إيلي كوهين الذي اتخذ اسم كامل أمين ثابت بالتنسيق بين المخابرات المصرية والسورية،‮ ‬ثاني هذه القصص المجيدة للبطل جمعة الشوان‮ »‬أحمد الهوان‮« ‬الذي قال له الرئيس السادات‮ »‬لو طلبت منك مصر وضع رقبتك تحت القطار متتأخرش‮« ‬حيث أرادت المخابرات المصرية الحصول علي أحدث جهاز إرسال في العالم يبعث الرسالة في‮ ‬5‮ ‬ثوان وأطلقت عليه المخابرات اسم‮ »‬البطة الثمينة‮« ‬وكان جمعة الشوان وهو الاسم الذي أطلقه عليه الراحل صالح مرسي كان قد اعتزل الحياة السياسية بعد أن حققت المخابرات المصرية أهدافها قبل حرب‮ ‬1973‮ ‬والتي كان للشوان فيها دور لا يقل عن دور القوات الجوية‮. ‬واستطاع الشوان أن يذهب مرة أخري إلي إسرائيل وتحديدًا في‮ ‬9‮ ‬أكتوبر‮ ‬1973‮ ‬وذلك بعد أن‮ ‬غادرها قبيل الحرب بأيام قليلة،‮ ‬وكان‮ ‬غرض الاستدعاء لثقة إسرائيل الكاملة في الشوان التي لم تستطع اكتشاف عمالته لبلده مصر ضدهم،‮ ‬فذهب الشوان إلي إسرائيل في‮ ‬1973‮ ‬بدعوة من شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق وأخبروه بضرورة تعاونه معهم مرة أخري بعد الهزيمة النكراء والتي منوا بها بعد حرب أكتوبر وأدخلوه إلي قاعة عرض لمشاهدة بعض الطائرات الحديثة التي من الممكن أن تمتلك مصر مثلها وأن يخبرهم بذلك بعد عودته وفور مشاهدتها،‮ ‬وقد أعطاه شيمون بيريز ذلك الجهاز الذي يعد أحدث جهاز ارسال في العالم آنذاك بعد اجتيازه في عدة اختبارات معدة لهذا الغرض،‮ ‬وتم اخفاء ذلك الجهاز داخل فرشاة أحذية بعد وضع مادة من الورنيش عليها حتي تفهم وكأنها مستعملة،‮ ‬والغريب أن شيمون بيريز قام بمسح حذاء الشوان بنفسه بالفرشاة عدة مرات وكانت الرسالة الشهيرة التي بعثت بها المخابرات المصرية إلي الموساد‮ »‬من المخابرات المصرية إلي رجال الموساد الإسرائيلي،‮ ‬نشكركم علي تعاونكم معنا طيلة السنوات الماضية عن طريق رجلنا جمعة الشوان وإمدادنا بجهازكم الانذاري الخطير،‮ ‬وإلي اللقاء في جولات أخري‮«.‬

ومن أروع قصص المخابرات وأكثرها تأثيرا ما حدث مع الشهيد عمرو طلبة الذي تم تسجيد قصته في مسلسل تليفزيوني بعنوان‮ »‬العميل‮ ‬1001‮« ‬حيث قدم الأب ابنه الوحيد إلي جهاز المخابرات حتي يستطيع انجاز مهمته الوطنية،‮ ‬فلم يكن الأب إلا أحد رجال المخابرات المصرية،‮ ‬وفي عام‮ ‬1969‮ ‬قبيل حرب أكتوبر تطلب الأمر أن يتم ارسال شخص يدعي موشي زكي رافي إلي إسرائيل لتنفيذ مهمة استطلاعية وجلب معلومات من تجهيزات الجيش الإسرائيلي وهي مهمة مستحيلة بسبب عدم وجود موشي زكي رافي المصري من أصول يهودية،‮ ‬فقد مات أبواه وتطلبت العملية أن يتم اخفاء موشي رافي وظهور موشي رافي من رجال المخابرات حتي يتم إرساله إلي المجتمع الإسرائيلي لتنفيذ مهمته وعندما كادت أن تعجز المخابرات عن ايجاد بديل لموشي رافي تطوع الأب بتقديم ابنه الوحيد الذي يرتبط بخطوبة مع إحدي الفتيات للمخابرات لتنفيذ تلك المهمة،‮ ‬التي أتمها عمرو طلبة بنجاح منقطع النظير وتنجح المخابرات في زرعه في إسرائيل ويتصل بـ»سوناتا‮« ‬وهي عضوة بالكنيست الإسرائيلي

ويحصل منها علي أدق المعلومات الخاصة بالجيش الإسرائيلي وتحمل طلبة كل الاهانات التي وجهت إليه من أجل رفع اسم مصر،‮ ‬وبحبكة مخابراتية يتشاجر موشي مع سوناتا لتستخدم نفوذها في تعيينه في وظيفة مراجع للخطابات التي يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلي باعتباره يهوديا عربيا يجيد القراءة باللغة العربية واطلع بذلك علي معلومات مهمة وتم إمداده بجهاز ارسال لاسلكي لايصال المعلومات إلي مصر،‮ ‬ومع اقتراب حرب أكتوبر وحاجة مصر من معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الإسرائيلية،‮ ‬افتعل عمرو مشاجرة مع سوناتا واستخدمت نفوذها في الاطاحة به إلي سيناء كما تريد المخابرات بالضبط،‮ ‬وقام بتنفيذ المهمة علي أكمل وجه وجاءت اللحظات الحاسمة فقط كان الشهيد عمرو طلبة يرسل معلوماته من القنطرة شرق ولم يكن يسكت صوته سوي الانفجار الهائل الذي أرداه شهيدا،‮ ‬وتكريما له تم ارسال طائرة هليوكوبتر خاصة لاستعادة جثمانه الطاهر‮.‬

سامية فهمي استطاعت أن تسطر اسمها في سجل المخابرات الحافل بالبطولات حيث نجحت في خداع الإسرائيليين ما بين عامي‮ ‬1968‮ ‬و1970،‮ ‬حين ساقتها الأقدار إلي الذهاب إلي إيطاليا لشراء سيارة فيات فوقع في طريقها اثنان من ضباط المخابرات الإسرائيليين في محاولة لتجنيدها لحساب الموساد،‮ ‬إلا أنها استطاعت اسقاط أكبر شبكة تجسس هزت إسرائيل،‮ ‬وهي ذات الشبكة التي كانت المخابرات المصرية تريد الايقاع بها بعد أن استطاع محمد إبراهيم كامل والشهير بـ»ماريو‮« ‬أن يكون أحد الجواسيس الذي ساهمت معلوماته في ضرب مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية،‮ ‬وذلك في ابريل من العام‮ ‬1970‮ ‬وراح ضحيتها‮ ‬30‮ ‬تلميذا سطرت دماؤهم الزكية تاريخا قذرا للعدو الصهيوني،‮ ‬وهو ذات الجاسوس الذي كان يريد تجنيد سامية فهمي للعمل ضد مصر بأن أوهمها بأنه علي قدرة لتشغيلها في العمل الصحفي من خلال العمل بإحدي وكالات الأنباء الأجنبية‮.. ‬واستطاعت سامية فهمي اسقاط الشبكة وحكم علي ماريو بالإعدام شنقًا‮.‬

العريس،‮ ‬الصهر،‮ ‬الملاك وأخيرًا رسول بابل كلها أسماء أطلقت علي أشرف مروان زوج ابنة جمال عبدالناصر الذي التحق بالجيش وأصبح مساعدا له في عام‮ ‬1970‮ ‬وبعدها أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس السادات‮.‬

ويذكر‮ »‬أهارون بيرهان‮« ‬مؤلف كتاب‮ »‬تاريخ إسرائيل‮« ‬صراحة دون ذكر اسمه أن‮ »‬مروان‮« ‬عميل مزدوج،‮ ‬استطاع افشال إسرائيل في حرب‮ »‬كيبور‮« ‬أكتوبر‮ ‬1973‮ ‬وقال عنه قادة إسرائيل برغم موته إنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحكومة علي حد وصف صحيفة يديعوت أحرونوت حيث يؤكد‮ »‬إيلي زاعيرا‮« ‬الذي تمت الاطاحة به من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ بالحرب أن إسرائيل وقعت ضحية عميل مزدوج هو أشرف مروان‮.. ‬حيث استطاع اقناع إسرائيل بقربه من السادات ووثقت فيه ثقة عمياء،‮ ‬فاستغل تلك الثقة ليقوم بأكبر عملية خداع وتضليل لها،‮ ‬بعد أن طلب الاجتماع مع قادة إسرائيل يوم الرابع من أكتوبر قبل الحرب بيوم ليخبرهم بتذمره الشديد من عدم اهتمامهم بتحذيراته المتكررة من احتمال اندلاع حرب في شهر أكتوبر وإن لم يحدد يومًا للهجوم وكان ذلك مناورة السادات ليربك حسابات العدو ومعرفة ما إذا كان تسرب خبر اندلاع الحرب من عدمه فكان لقاء أشرف مروان برئيس الموساد‮ »‬تسفي زامير‮« ‬يوم‮ ‬5‮ ‬أكتوبر في إحدي الدول الأوروبية الذي أربك حسابات تل أبيب وكان سببا في أسباب النصر‮.‬