عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من عزام إلي إيلان‮: ‬ستعود قريبا إلي تل أبيب


عندما اعلنت مصر مساء الاحد الماضي عن القبض علي جاسوس إسرائيلي يدعي إيلان تشايم جرابيل شهدت الساحة الاعلامية الإسرائيلية تخبطا شديدا‮..‬حيث التزم المسئولون في تل أبيب التحفظ ولم يدلوا بأي تصريحات وتعمدت وسائل الاعلام علي اختلاف انواعها عدم اظهار وجه الجاسوس والتشويش علي صورته‮..‬بينما وصفت صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة صباح الاثنين عملية كشف الجاسوس بـ»اللغز‮« ‬واصفة اياها بالمسرحية الهزلية‮.‬

عقب ذلك وفي اول رد فعل رسمي نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية‮ ‬كعادتها الدفع بالجاسوس‮ ‬ووصلت بها‮ »‬البجاحة‮« ‬إلي تكذيب الخبر واتهام القاهرة بأنها دائما ما تعلن عن اعتقال جواسيس إسرائيليين ليس لهم وجود دون أدلة،‮ ‬فيما أطلقت عليه‮ »‬لعبة الجواسيس‮«.‬

‮ ‬ونقلت الصحف الإسرائيلية ومنها‮ »‬هاآرتس‮« ‬ويديعوت احرونوت فضلا عن كافة المواقع الاخري كموقع واللاه الاخباري و‮»‬nana‮« ‬وموقع القناة السابعة تصريحات المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية الذين أصروا علي ان القضية مفبركة ومشبوهة‮ ‬،‮ ‬ووصفت القاهرة بمعاداة السامية‮ ‬ومحاولة تشويه صورة إسرائيل بين الحين والاخر وذكرت ان تل أبيب تعودت هذه الأنباء مرة كل شهر أو شهرين وان الادارة المصرية تهدف من اعلان هذا الخبر إلي كسب شعبية في الشارع المصري قبل الانتخابات ومحاولة التقرب من الاخوان المسلمين‮.‬

وفور هذا التصريح مباشرة خرج علينا الجاسوس الإسرائيلي السابق عزام عزام ليدافع عن صديقه الجاسوس المحبوس جرابيل بقوله‮: »‬للأسف أي صحفي أو مواطن إسرائيلي يتم احتجازه في مصر بعد الثورة سيتم التعامل معه علي أنه جاسوس‮« ‬واتهم المجلس العسكري بمحاولة إرضاء الجماهير‮..‬وتنبأ عزام بإطلاق سراح‮ »‬جرابيل‮« ‬قريباً‮. ‬

واضاف‮: ‬إنني متأكد أن بنيامين نتانياهو ووزارة الخارجية سيعملان معا علي حل هذه االقضية ولن يسمحا ببقائه في الحجز طويلاً‮.. ‬وقال متعجباً‮: »‬لا أفهم كيف يفكر المصريون،‮ ‬فبيننا وبينهم سلام،‮ ‬فلم الحاجة إلي الجواسيس إذن‮«.‬

ولم يفوت وزير الخارجية اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان هذه الفرصة لمهاجمة مصر وبشدة كعادته وادعي أن‮ »‬جرابيل‮« ‬ليست له أي علاقة بجهاز الموساد الإسرائيلي أو اي جهاز امني في الولايات المتحدة أو كوكب المريخ ذ‭ ‬علي حد قوله‮ - ‬ونقلت صحيفة‮ »‬معاريف‮« ‬عن ليبرمان أن هذا يعتبر خطأ متعمدا من جانب السلطة في مصر وطالب القاهرة بضرورة إنهاء‮ ‬الأمر سريعا،‮ ‬وأن لا يصل إلي مثول إيلان للمحاكمة‮.‬

فيما اعترفت صحيفة‮ »‬هاآرتس‮« ‬بأن هذه القضية معقدة للغاية خاصة وانها جاءت في الوقت الذي يستعد فيه المصريون لمحاكمة‮ ‬مبارك‮..‬وتساءل التليفزيون الإسرائيلي عن مصير جرابيل وإمكانية مبادلته في صفقة مع القاهرة قريبا أم الحكم عليه لفترة طويلة كما حدث مع عزام قبل مبادلته‮.. ‬

بينما اعترف بالقلق الإسرائيلي علي مصير إيلان بسبب عدم وجود مبارك الذي كان يمكن التفاهم معه‮.‬

وفي محاولة لصحيفة هاآرتس لجذب التعاطف مع جرابيل أجرت حوارا مطولا مع عائلته واصدقائه حيث أصر والداه علي عدم وجود ادني علاقة له بالموساد وقالا‮: ‬إنه لم يخدم فيه قط طيلة حياته معربين عن حزنهما من موقف القاهرة‮.. ‬فيما قال والده‮: ‬إن هذه الحادثة تشبه ما يردده المصريون عن محاولة الإسرائيليين سرقة الأهرامات وكشف عن أن مصادر عليا في إسرائيل قد تعهدت له بعودة ابنه في اقرب وقت ممكن‮. ‬

وقال دانيال جرابيل والد إيلان‮: ‬إن ابنه يعمل في مصر في إطار دراساته الجامعية‮. ‬وأضاف‮ »‬إنه متطوع في إطار دراساته وهو يحصل علي درجات أكاديمية عن العمل الصيفي‮. ‬تعين عليه البقاء في مصر ثلاثة اشهر ضمن العمل مع الوكالة الأمريكية المرتبطة بنقل اللاجئين من مصر‮«.‬

وزعمت يديعوت إلي أن عزام

كان قد روي تجربته في مصر لوسائل الإعلام الإسرائيلية عقب الإفراج عنه،‮ ‬بأنه وقع علي ورقة بيضاء بها الاتهامات الموجهة ضده بأنه تجسس علي مصر من خلال تجنيده لعمال في شركة الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبري،‮ ‬مضيفة بأن الأمر قد يكون تكرر مرة أخري مع المواطن الإسرائيلي هذا الذي تم اعتقاله مؤخرا لإرضاء الحشود المصرية والتفافها حول المجلس العسكري الحاكم،‮ ‬علي حد زعمها‮.‬

ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية حينها إرسال عزام لمصر لغرض التجسس،‮ ‬وقالت يديعوت‮: ‬إنه بالرغم من ذلك اتهم بالتجسس وقضي ثماني سنوات في السجن‮ »‬كعادتها‮«.‬

الجدير بالذكر ان جرابيل لم يكن اول جاسوس يتم إلقاء القبض عليه في اعقاب ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير فقد تم القاء القبض أيضاً‮ ‬علي‮ ‬تومار سحايق الذي اعتقل في مدينة السويس خلال أيام الثورة الأولي‮ ‬،‮ ‬وكان حكي لصحيفة معاريف بعد إطلاق سراحه عن لحظات الرعب والهلع التي مر بها في الشارع المصري وعن تفاصيل التحقيق معه وزعم بأنه خرج من إسرائيل قبل شهر من احداث المظاهرات قاصدا مصر في رحلة سياحة مرورا بسيناء إلي القاهرة،‮ ‬إلا أنه لاحظ تصاعد الموقف في القاهرة فقرر العودة الي إسرائيل بواسطة قارب متوجها الي شرم الشيخ،‮ ‬ومن هناك الي طابا وإيلات‮.. ‬حيث تعطل القارب ودفعته الأمواج إلي مدينة السويس،‮ ‬ليجد نفسه بالصدفة في قلب الأحداث حسب روايته‮.‬

وكشفت صحيفة‮ »‬يديعوت أحرونوت‮« ‬أن هناك أكثر من ثلاثة صحفيين إسرائيليين دخلوا إلي مصر بجواز سفر أجنبي لتغطية الثورة‮.. ‬من بينهم الصحفية الإسرائيلية يفعت جليق بعد ساعات معدودة من إلقاء القبض علي الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل مراسلاً‮ ‬للقناة العاشرة الإسرائيلية مؤاف فردي،‮ ‬وأضافت‮: ‬هناك حوالي أربعة صحفيين إسرائيليين آخرين ألقي القبض عليهم في مصر ووجهت اليهم تهمتان،‮ ‬الأولي الدخول للدولة بفيزا سياحية وممارسة عمل صحفي دون إذن والثانية خرق حظر التجول‮.‬

وأضافت أن المخابرات المصرية ألقت القبض علي‮ »‬فردي‮« ‬أثناء قيامه بتصوير افراد الجيش المصري في شوارع القاهرة وتم التحقيق معه وتفتيشه مضيفة أن الشرطة المصرية اشتبهت في كونه إسرائيلياً‮ ‬فتحفظت عليه وحققت معه‮.. ‬وقال مراسل القناة العاشرة‮: ‬جاء ضابط للتحقيق معي ولكني أقنعته بأنني كنت أقوم بمهمة صحفية وتم إطلاق سراحي بعد أن نصحني بمغادرة مصر علي الفور خوفاً‮ ‬من أن يعرف أي شخص في الشارع أنني إسرائيلي‮.‬