رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغز أشرف مروان وعلاقاته الدولية

بوابة الوفد الإلكترونية

تتناول تلك الحلقة علاقات الراحل "أشرف مروان" المتشعبة مع أجهزة مخابرات إيطاليا وأمريكا وليبيا وصعود نجمه في عالم الأعمال التجارية، ويزعم المؤلفان أن مروان سرب موعد حرب أكتوبر 1973 لإيطاليا أيضاً....

والآن..إلى التفاصيل
بدأ مروان يعمل في اتجاهات أخرى. بادر مروان بالتوجه إلى المخابرات الإيطالية وعرض على قياداتها العمل لحساب الأجهزة السرية الإيطالية. وهذا يفسر لماذا في ذلك اليوم المصيري الخامس من أكتوبر عندما سافر إلى لندن لمقابلة تسفي زامير توقف ترانزيت في روما، حيث أبلغ الإيطاليين أيضاً بمعلومة الحرب الوشيكة.
كما وصل أحد تقاريره أيضاً إلى الإيطاليين، لكن هذه المرة عن طريق الموساد. قبل اندلاع الحرب بشهر طلبت ليبيا من مصر المساعدة. فقد اعتزمت مجموعة من المخربين الفلسطينيين الذين يعملون في خدمة القذافي تفجير طائرة العال بعد إقلاعها من مطار روما. كان من شأن هذا أن يمثل انتقاماً من إسرائيل رداً على إسقاط سلاح الجو الإسرائيلي –بطريق الخطأ- لطائرة مدنية ليبية فوق سماء سيناء في فبراير 1973. كان تحت أيدي إسرائيل في حينه معلومات تفيد بأن المخربين يعتزمون اختطاف طائرة، وتحميلها بكميات كبيرة من المتفجرات، وتحطيمها في أحد المدن الكبرى في إسرائيل. عندما ظهرت فوق سماء سيناء طائرة تحمل علامات ليبية، والتي رفضت الإفصاح عن هويتها ولم تغير مسارها، خشى ضباط المراقبة التابعين لسلاح الجو أن يكون هؤلاء هم المخربين. وأطلقوا عليها المقاتلات التي فتحت النيران عليها وأسقطتها في سيناء. وفي وقت لاحق، اتضح أن الطائرة انحرفت عن مسارها وضلت الطريق بسبب عاصفة رملية هبت في سيناء. وقد أسفر تحطم الطائرة الليبية عن مقتل 108 شخصاً.
توعد القذافي بالانتقام. الخلية التي كلفت بتنفيذ عملية الانتقام تشكلت من خمسة أفراد من حركة فتح برئاسة أمين الهندي. ساعد السادات ليبيا وأمر مروان بإرسال صاروخين من طراز " ستريلا" السوفيتية للمخربين الفلسطينيين. نقل مروان الصواريخ عبر البريد الدبلوماسي، وحملها في سيارته، والتقى مع الهندي في متجر أحذية في شارع فيا فينيتو، الشارع الأكثر شهرة في روما، ودخل مع الهنيدي محل سجاد، واشتري سجادتين وغلف بهما الصواريخ، وانطلق بهما بمترو الأنفاق إلى الشقة السرية لحركة فتح...وهكذا أكمل المخربون الاستعدادات الأخيرة لإسقاط الطائرة. إلا أن مروان اتصل على الفور بالموساد، الذي استدعى الإيطالييين، وفي 6 سبتمبر اقتحمت وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الإيطالية بناية سكنية تقع في بلدة أوستيا بالقرب من مطار روما، واعتقلوا بعض أعضاء الخلية، وصادروا الصواريخ. فيما اعتقل الإيطاليون باقي المخربين بأحد الفنادق في روما. وقد أشارت الصحف الإيطالية إلى أن الموساد هو الذي حذر الأجهزة الأمنية الإيطالية، كما زعمت صحف روما أنه أثناء العملية كان تسفي زامير متواجداً في العاصمة الإيطالية.
بعد شهر من ذلك، اندلعت حرب يوم الغفران.
بعد أن وضعت الحرب أوزارها استمر مروان في تقلد مناصب هامة مع السادات. فقد سافر كمبعوث له في عدة عواصم عربية، وكان ناشطاً في موضوع الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية والمصرية، كما حضر المحادثات بين هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية، والملك حسين في عمان. علاوة على ذلك، ربط الفصل بين القوات مروان بجهاز مخابرات آخر- وكالة الـ CIA الأمريكية، والتي كانت مهتمة بالمعلومات حول ما يجري في الجانب المصري في محطات الإنذار بسيناء. وبحسب مصادر أمريكية، استمرت العلاقة بين مروان والـ  CIA قرابة خمسة وعشرين عاماً. وقد زار الولايات المتحدة بضع مرات لتلقي الرعاية الطبية، وحظى باستقبال حار وضيافة سخية من قبل مندوبي وكالة الاستخبارات الأمريكية. إلا أن مكانته الرفيعة وعمله السري مثلا عبئاً عليه، حيث بدأ يقتحم تدريجياً عالم الأعمال. اشترى لنفسه شقة

فارهة في لندن في كارلتون هاوس، وبدأ يستثمر أمواله في قنوات مختلفة. في عام 1975 تم تعيين مروان رئيساً للهيئة العربية للتصنيع- وهي منظمة شملت مصر والسعودية والإمارات في محاولة لتصنيع أسلحة تقليدية بطرق غربية. المشروع لم ينجح، لكنه ساعد مروان على بناء شبكة علاقات هامة في عالم الأعمال، وبعد فترة قصيرة تم إقصائه من منصبه، وبناء عليه انتقل إلى باريس. وبعد عامين، في أعقاب اغتيال السادات، انتقل إلى لندن ليبدأ مشوار مهني باهر في عالم الأعمال، والذي حقق له أموالاً طائلة. في الوقت ذاته استضاف مشغله دوبي في الفندق الذي يمتلكه في مايوركا في جزر الباليار، وأخبره بأنه قرر الاعتزال، وترك عالم الجاسوسية.
وفقاً لإحدى الروايات، شعر مروان في نهاية عقد السبعينيات أن الأرض في مصر تشتعل تحت قدميه، حيث تحوم حوله الشبهات بأنه تربطه علاقات سرية مع إسرائيل، ولذلك فضل الرحيل عن مصر والانفصال عن الإسرائيليين. وفي السنوات التالية لذلك، حقق مروان نجاحاً باهراً في عالم الأعمال، وكانت يده في كل شيء، وأجاد استثمار أمواله. كما اشترى جزء من فريق "تشيلسي" لكرة القدم، وتنافس مع محمد الفايد (والد دودي الفايد صديق الأميرة ديانا) في شراء محال "هارودز" في لندن. والآن أيضاً، مثلما في الماضي، استمر في أسلوب حياة الترف والبذخ وارتداء الملابس الفاخرة، وارتبط اسمه بالعديد من قصص الغرام. وفي إحدى المرات عندما جاء رجال السي. آي. إيه لمقابلة مروان، اضطروا للانتظار أمام باب غرفته، حتى خرجت منه الحسناء الجديدة وأخلت لهم الطريق.
كما ارتبط اسمه في تلك الفترة أيضاً بالعديد من قضايا بيع السلاح لليبيا والمخربين في لبنان. وبحسب صحفي أمريكي، استضاف مروان عميل الـ CIA بمنزله، وقاده نحو الشرفة، وأشار إلى السيارة الرولز رويس الفارهة التي وقفت أمام منزله. "هذه هدية من القذافي"، قال له مروان.
لكن يبدو أن كل القصص حول ليبيا والمخربين كانت مبالغ فيها للغاية، حيث أن مروان لم يكن ليجرؤ على المخاطرة والدخول في مواجهة مع الموساد الإسرائيلي، الذي يستطيع في أي لحظة أن يكشف ماضيه كعميل إسرائيلي، وهكذا يكون قد حكم على نفسه بالموت. من ناحية أخرى، إذا كانت تلك المعلومات صحيحة، وكان مروان متورطاً بالفعل في صفقات مشبوهة مع ليبيا أو المخربين، فما كان ذلك سيتم إلا بالتنسيق مع الموساد.


انتظروا الحلقة الخامسة غداً..
(5)  إسرائيل تفضح عميلها المزعوم "مروان"