رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيناء.. مصيدة الإرهابيين

بوابة الوفد الإلكترونية

مفاجأتان كشفهما الانفجار الذي شهده موكب وزير الداخلية محمد إبراهيم قبل أيام والانفجار الذي ضرب مبني المخابرات في رفح صباح الأربعاء الماضي.. المفاجأه الأولي أمنية.. والثانية اجتماعية.. والمثير أن إحدي المفاجأتين تبعث علي الطمأنينة والثانية تثير الاشمئزاز.

ملامح المفاجأة الأولي رصدها خبراء استراتيجيون.. أما المفاجأة الثانية ففضحتها وسائل التواصل الاجتماعي.. فيس بوك وتويتر.
فعقب انفجار موكب وزير الداخلية سارعت كل الجهات والتنظيمات في مصر إلي إدانة الحادث واستنكاره، وكانت جماعة الإخوان من أوائل المستنكرين.. أما أعضاء الجماعة ومناصروهم فأقصي ما فعلوه هو أن بعضهم راح يغمز ويلمز ويلمح بأن الداخلية «هي اللي عملت الانفجار في نفسها».. وآخرون  قالوا «إن الانقلابيين بدأوا يقتلون في بعض».. وهكذا سولت لهم أنفسهم فهم الحادث علي هذا الشكل.
وقال محللون نفسيون: إن رؤية بعض أعضاء الإخوان للحادث الإرهابي بهذا الشكل هو انعكاس طبيعي لأعضاء جماعة تربوا علي التآمر وعلي الخيانة والإرهاب.
وأضافوا: «لأن كل إناء ينضح بما فيه تصور أعضاء الإخوان أن الجميع مثلهم يمكن أن يخونوا ويتآمروا ويستبيحوا الدم كما يفعل الاخوان».
المهم أنه بعدما أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» عن مسئوليتها عن الحادث.. سكت كل إخواني عن الكلام المباح!.. وانتهي الأمر.
ولكن الحال تغير مع تفجير مبني المخابرات في رفح.. فلا جماعة الإخوان أدانت الجريمة ولا تطوع بعض الإخوان بأن يلصقوها بالجيش أو غيره, وإنما راح البعض يرتكب جريمة غير مسبوقة في حق مصر.
فعلي الفيس بوك وتويتر طفح الإخوان حقدهم وتبادلوا التهاني عقب وقوع الحادث مباشرة وبعضهم راح يشمت ويتوعد بمزيد من الجرائم المماثلة!
عقب الحادث الإجرامي وبعد الإعلان عن سقوط 11 شهيداً و17 مصاباً في تفجير مبني المخابرات برفح.. كتب علي فيس بوك شخص يسمي نفسه «محمود لورد»: يسقط الجيش الصهيوسيسي».. وكتب أمير القوصي: «عقبال الباقي كلهم  ومعاهم زعيمهم الانقلابي الكبير».. وكتب حامد العربي: «يعني إحنا حنحزن علي مقتل جنود بيقتلوا فينا.. في ستين داهية يا جودعانااان».. وكتب وليد الرشيدي: «الله أكبر ولله الفضل والمنة».. وكتب محمود شرف: «ردة فعل والقادم أسوأ».. وكتب محمد أسفي: «إنها البداية يا سيس انتظر المزيد إن شاء الله».. وكتب حمادة حمادة: «الله أكبر علي الظالم».. وكتب إسلام ستموني: «أحسن».
وهذه التعليقات تكشف إلي أي مدي ماتت الوطنية في قلوب البعض وتفصح عن وجود طابور خامس في مصر تسعده كل مصيبة تصيب أي مؤسسة مصرية وهو الأمر الذي يحتاج إلي تصرف حازم وحاسم تجاه هؤلاء.. وعلي حد وصف خبير علم النفس الدكتور سعيد عبدالفتاح فإن ما هو أقسي من التفجيرات الغادرة التي تضرب مناطق متفرقة في مصر هو وجود مصريين تسعدهم هذه الأعمال الإرهابية ويصفقون لها وهو أمر يثير الاشمئزاز.
ويضيف: «مصر الآن في حالة حرب علي الإرهاب.. في زمن الحروب الخوف خيانة والضعف هزيمة والبكاء جريمة والتردد موت والجبن عار والشماتة في المصريين خيانة عظمي.. وهذه حقيقة يجب أن تتعامل علي أساسها الأجهزة الرسمية فكل من يهين الجيش أو يشمت فيه يجب أن يحاكم  فوراً بتهمة الخيانة العظمي.

مفاجأة أمنية
تفجيرا موكب وزير الداخلية ومبني المخابرات في رفح لم يكشفا فقط عن وجود طابور خامس ومتآمرين علي مصر من بين المصريين وإنما كشف أيضاً عن حقيقة أمنية وعسكرية ربما ستكون مفاجأة للكثيرين.
فحسب خبراء استراتيجيين فإن تفجير رفح يكشف أن الإرهابيين في مصر يعيشون حالياً مرحلة النزع الأخير.. ويقول الخبير اللواء سيد الجابري: «الإرهاب الآن في مصر يعيش في النزع الأخير وهذا أمر بدا واضحاً تماماً».
ويضيف: «مظاهرات الإخوان بدأت سلمية وبعد فترة استخدم المتظاهرون   المولوتوف ثم الأسلحة النارية فلما تم فض اعتصامي رابعة والنهضة لجأ البعض إلي الاغتيالات السياسية، كما حدث في الاعتداء علي موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وبعد فشلهم لم يبق أمامهم سوي اللجوء إلي التفجيرات الغادرة ومثل هذه التفجيرات تعد النزع الأخير للإرهابيين، خاصة أن الإخوان فقدوا تماماً قدرتهم علي الحشد الجماهيري بدليل الانخفاض الهائل في أعداد المتظاهرين المؤيدين لهم في جميع المظاهرات التي تمت الدعوة إليها خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة».
وواصل اللواء الجابري: «أمام هذا الحال لم يكن أمام الإخوان سوي الاستعانة بأنصارهم من حماس وغيرهم من الباكستانيين والأفغان الذين سمح لهم محمد مرسي بالإقامة في سيناء طوال فترة حكمه، فضلاً عن الإرهابيين الذين أطلق مرسي سراحهم من السجون وهؤلاء جميعاً يحاولون الآن القيام بعمليات تفجيرية  لإرهاب المصريين».
< سألت="" اللواء="" الجابري:="" وإلي="" متي="" يمكن="" لهؤلاء="" الاستمرار="" في="" مثل="" تلك="">
- فقال: القرار بأيدي المصريين.
< قلت:="" تقصد="">
- فقال: لا.. أقصد المصريين.
<>
- هناك 3 أمور ستحدد المدي الذي يستطيع خلاله الإرهابيون

مواصلة عملياتهم الإرهابية.. أولها الارتفاع بأداء المنظومة الأمنية من خلال تكثيف التأمين علي الأماكن الحيوية والمنشآت الحيوية ومواكب المسئولين مع تمشيط سريع وحاسم لكل البؤر الإرهابية.
< والأمر="">
- الأمر الثاني هو الشعب نفسه.. فكما كان الشعب هو مفتاح النصر في 30 يونية فإن عليه الآن دوراً محورياً في القضاء علي الإرهاب بأن يظل منتبهاً دوماً لأي جسم غريب فيسرع بالإبلاغ عنه وأيضاً يبلغ عن السيارات التي يتم ركنها بشكل مريب في أي أماكن وأن تسعي كل أسرة تضم بينها متطرفاً أو إرهابياً أن تقنعه بالعدول عن هذا الطريق المهلك، فإذا عجزت فالواجب الوطني يحتم عليها أن تبلغ عنه الأجهزة الرسمية.
< والأمر="">
- الأمر الثالث هو الإعلام الذي عليه أن يفضح ممارسات الإرهابيين ويتبني دعوة متواصلة لنبذ العنف وأن يقول للناس صراحة إن من يشارك في الإرهاب أو العنف ضد مؤسسات الدولة فإنه يكون مخلب قط للاستعمار الغربي الذي  يتحرش الآن بسوريا ويتربص بمصر.. ولو تم تطبيق هذه الأمور الثلاثة فسيتم القضاء نهائياً علي الإرهاب خلال فترة وجيزة جداً.
< ولكن="" يبدو="" أن="" الإرهابيين="" لديهم="" قدرات="" غير="" قليلة="" وتمويل="" كبير="" وأسلحة="" لا="" يستهان="" بها..="" بدليل="" تعدد="" التفجيرات="" التي="" ينفذونها="">
- بالعكس.. المؤشرات تقول إن قدراتهم ضعيفة، فالتفجيرات التي يقومون بها تفجيرات بدائية.. وكما قلت من قبل عندما يلجأ الإرهابيون إلي التفجيرات فاعلم أنهم أفلسوا وأنهم في النزع الأخير.
< وبرأيك="" هل="" كان="" تفجير="" مبني="" المخابرات="" في="" رفح="" أقوي="" من="" تفجير="" موكب="" وزير="">
- لا.. كان أضعف، والإرهابيون أرادوا من خلاله توصيل رسالة تقول إنهم قادرون علي النيل من الجيش المصري وهذا غير حقيقي بالمرة، فالجيش الآن يخوض معهم حرباً علي 3 جبهات.. في جبل الحلال وبهدم الأنفاق إضافة إلي مطاردتهم داخل مدينة العريش.
انتهي كلام اللواء سيد الجابري.. وفي ذات الاتجاه يؤكد اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية أن المؤشرات كلها تكشف أن الإرهابيين في مرحلة انعدام وزن.. وقال: استفاد الإرهابيون كثيراً من البيئة الحاضنة التي وفرها لهم محمد مرسي خلال العام الذي حكم فيه مصر، واستطاعوا أن يتجمعوا ويتسلحوا في سيناء بمباركة من مرسي نفسه وبدعم من حماس وأجهزة مخابرات إقليمية.
وأضاف: بعد هدم الجيش المصري لأغلب الأنفاق فقد الإرهابيون المصدر الرئيسي الذي كانوا يجلبون منه السلاح وهو الأنفاق وهذا الأمر يحول سيناء إلي مصيدة كبيرة لهؤلاء الإرهابيين.
وواصل اللواء رفعت عبدالحميد: «جميع المنظمات الإرهابية في مصر تتخذ من الدين ستاراً لها ورغم اختلافها في أسلوب عملها فإنها جميعاً تأكل من طبق واحد وهو الميل إلي العنف والميل إلي سفك دماء أكبر عدد من الضحايا من أجل إرهاب السلطة الحاكمة وترويع المواطنيين وتصدير إحساس لدي الناس بضعف  المؤسستين الأمنية والعسكرية، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فالواضح لكل متابع بدقة أن الإرهابيين علي اختلاف مشاربهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة ولولا أن محمد مرسي ترك حدود مصر نهباً وسلباً لكل من تسول له نفسه العبث بمصر.. لولا هذا لما كانت البلاد قد شهدت حوادث إرهابية علي الإطلاق.