رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللامعقول فى رواية الإخوان عن عملية العجرة

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن استغلال الإخوان لحادث تفجير موقع إرهابى فى منطقة العجرة جنوب رفح عصر يوم 9 أغسطس الماضى، وتصويره باعتباره اعتداء إسرائيلياً بواسطة طائرة بدون طيار على الأراضى المصرية فى سيناء وانتهاكاً للسيادة المصرية،

وبما يعد فى نظر الإخوان تفريطاً من القيادة العسكرية المصرية فى مسئولياتها عن حماية الأراضى والأجواء المصرية، وأرجع الإخوان ذلك فى زعمهم إلى انشغال الجيش بالأمور السياسية فى الداخل وترتيب ما دأبوا أن يطلقوا عليه انقلاباً عسكرياً لم تكن كل هذه الادعاءات الباطلة والمزاعم الكاذبة من قبل الإخوان، وما واكبها من حملات إعلامية وسياسية تصعيدية ضد الجيش المصرى، سوى انعكاس واضح لحالة الحقد والكراهية الشديدة من جانب الإخوان للجيش المصرى وقياداته، وهو أمر صار واضحاً لكل صاحب عين بصيرة فى مصر وخارجها، وهى حالة ليست وليدة الساعة بل قديمة منذ أن تصدى لهم فى الستينيات الجيش المصرى بقيادة «عبدالناصر» الذى كشف حقيقة مؤامراتهم التخريبية ضد مصر وأودعهم السجون، وحفظ مصر من شرورهم لسنين طويلة، وهو ما عبّر عنه «مرسى» فى إحدى خطبه قائلاً: «الستينيات وما أدراك ما الستينيات»، لذلك لم يكن غريباً أن نرى الإخوان يستغلون هذا الحدث ويقلبون حقائقه رأساً على عقب، ويوظفونه لشق الصف المصرى والتشكيك حيناً فى البيانات العسكرية الصادرة بشأن هذا الحادث، والتخوين حيناً آخر، والسبب دائماً لوقوف الجيش مع الإرادة الشعبية الرافضة لنظام حكمهم البغيض والكئيب، ناهيك عن سعيهم الدائب إلى تقسيم مصر وتشتيت شعبها.
حقيقة ما حدث
حرصت القيادة العسكرية التى تدير الحملة العسكرية فى سيناء ضد الإرهاب، ومنذ ما قبل سقوط نظام الإخوان فى مصر، على التقيد فى أعمالها بتنفيذ المنظومة الأمنية الرباعية التى وضعتها لتنفيذ الحرب ضد الإرهاب فى سيناء، والذى يتكون من تحالف يضم الإخوان والقاعدة وحماس والمنظمات التكفيرية الجهادية فى سيناء، وأول بنود هذه المنظومة الأمنية هو الحصول على أكبر قدر من المعلومات الدقيقة والكاملة الموقوتة عن النشاط الإرهابى فى سيناء، وفى مقدمة هذه المعلومات معرفة رؤوس التنظيمات الإرهابية ونواياهم، ولذلك كرّست جميع وسائل الاستطلاع والاستخبارات بما فيها الاستطلاع الجوى لتحقيق هذه المهمة، أما ثانى بنود المنظومة الأمنية فيتمثل فى تخصيص الحجم الكافى من القوات والوسائل اللازمة للقضاء على البؤر الإرهابية واستعادة الأمن والاستقرار فى سيناء فى أسرع وقت، فكان أن تحقق أكبر حشد عسكرى برى وجوى للمنطقة «ج» فى سيناء، وبما يعادل عشرات أضعاف ما نصت عليه معاهدة السلام مع إسرائيل، بما فى ذلك أعداد من المروحيات الهجومية أباتشى وجازيل، وكان ثالث بنود هذه المنظومة الأمنية السرعة فى توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية فور بروز نوايا من جانبهم بأعمال عدائية، أو حتى اكتشاف أماكنهم، أما آخر بنود المنظمة الأمنية فيتمثل فى الردع وبما يعنى ضرورة محاكمة كل من ارتكب أو شرع فى ارتكاب جريمة إرهابية فى حق الوطن، مع تنفيذ المحكم للأحكام الصادرة، وعدم إصدار أى عفو عمن صدر ضدهم أحكام.
وفى ضوء تمسك قواتنا فى سيناء وقياداتها بقواعد هذه المنظومة الأمنية، كان هناك تتبع مستمر للمنظمات الإرهابية، خاصة تلك المسئولة عن ارتكاب جريمة قتل شهدائنا الـ16 ضابطاً وجندياً فى أغسطس 2012 وأيضاً العناصر المسئولة عن اختطاف جنودنا الستة فى سيناء فى مايو 2013.
وفى ضوء ما تم الحصول عليه من معلومات تم التوصل إلى وجود مجموعة من تنظيم «أكناف بيت القدس ــ مجلس شورى المجاهدين» المسئول عن مقتل شهدائنا الـ16، ويعتبر أحد أفرع تنظيم القاعدة، وأنها تخطط لتوجيه هجمات صاروخية بواسطة صواريخ «جراد» ضد مواقع الجيش المصرى ومعسكرات الأمن المركزى فى شمال سيناء وليس ضد إسرائيل كما يشيع الإرهابيون وحلفاؤهم من الإخوان، وذلك من منطقة العجرة جنوب رفح وغرب معبر كرم أبوسالم بـ10كم وتتكون هذه المجموعة من خمسة أفراد بقيادة جهادى شهير يدعى «ش. م» من عائلة المنايعة وكان موجوداً بمكان العملية ولكنه انصرف قبل استهداف الأربعة الآخرين بوقت قليل، أما الأربعة الباقون فهم «حسين التيهى» متخصص فى إطلاق الصواريخ من أسرة البريكات ويسرى محارب السواركة من قبيلة السواركة، ومن عائلة المنايعة اثنان هما محمد حسين المنيعى وإبراهيم خلف المنيعى والرابع من قرية المقاطعة جنوب الشيخ زويد وأكد مصدر أمنى أن اثنين من الأربعة القتلى كانوا من خاطفى الجنود المصريين الستة فى مايو الماضى.
وقد رصد شهود العيان وصول سيارة «كروزبيك أب» أنزلت الأربعة ومعداتهم فى المكان، ثم ابتعدت عنهم لمسافة بعيدة، ثم ظهرت فى السماء، طائرة مصرية هليكوبتر أباتشى وأخرى جازيل حلقتا عدة دورات فوق المنطقة على ارتفاعات عالية ثم منخفضة قبل أن تقوم بقصف الموقع بصاروخين جو/أرض مما أدى إلى قتل الأربعة وتدمير معظم المواقع، وقد أكد شهود العيان أن الصاروخ الذى كان منصوباً على القاذف كان موجهاً تجاه الغرب، حيث مواقع قواتنا، وليس تجاه الشر، حيث إسرائيل، كما يزعم الإخوان والإرهابيون، وقد دأب الإرهابيون خلال الشهرين الأخيرين «يوليو وأغسطس» وبعد سقوط نظام الإخوان فى مصر على ضرب مواقع قوات الجيش والشرطة، وأيضاً أهداف مدنية فى مدينتى العريش والشيخ زويد مثل نادى الضباط والبنك الأهلى ومنازل السكان بواسطة الهاونات وصواريخ جراد عن بعد، فضلاً عن الهجمات بواسطة الرشاشات المتوسطة والخفيفة والصواريخ RPJ من عربات جيب أو موتوسيكلات لدقائق محددة ثم الهروب وهو ما يفسر وجود ثلاثة صواريخ جراد فقط فى الموقع الذى هاجمته طائراتنا.
اللا معقول فى رواية الإخوان والإرهابيين
يزعم الإخوان والإرهابيون فى منظمة «أكناف بيت القدس» التى أعلنت انتماء القتلى الأربعة لها، أن الهدف الذى كان مخططاً قصفه بالصواريخ جراد هو هدف داخل إسرائيل فى الجانب الشرقى من الحدود مع شمال سيناء، وهذا الادعاء يتعارض مع المعطيات الفنية والجغرافية تعارضاً تماماً للأسباب الآتية:
1 ــ من المعروف عسكرياً أن الصواريخ أرض أرض أياً كان نوعها وقدراتها شأنها شأن المدفعية والهاونات وجميع أسلحة الضرب غير المباشر، تطلق من مسافات بعيدة ومنذ أهداف مساحية (ذات مساحة كبيرة نسبياً مثل المدن والمستوطنات والمطارات والموانئ» وليس أهداف نقطة «مثل أبراج المراقبة ونقاط الحراسة عند المعابر ومقاطعات الطرق التى يتم التعامل معها بأسلحة الضرب المباشر، مثل الصواريخ المضادة للدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقنابل اليدوية، حيث يتحتم توفر رؤية مباشرة من السلاح والهدف ليمكن إصابته، ولذلك لا تزيد المسافة بينهما على 5كم، وإذا نظرنا إلى المنطقة من إسرائيل المقابلة على الجانب الآخر من الحدود مع شمال سيناء، فلن نجد منها مثل هذه الأهداف، المساحية التى يمكن استخدام صواريخ جراد، أو أى صواريخ أخرى أرض أرض، ضدها وكل ما هو متاح من أهداف عسكرية ومدنية فى شرق رفح داخل الجانب الإسرائيلى يكاد ينحصر فى معبر كرم أبوسالم الذى يدخل فى مدى الصواريخ جراد، وهو هدف نقطة من العبث ضربه بصواريخ أرض أرض، ذلك لأن منطقة انتشار هذه الصواريخ كبيرة نسبياً، ولإصابة هدف نقطة بوسيلة ضرب غير مباشر تحتاج إلى قصف عشرات الصواريخ على اعتبار أنه قد يصيب إحداها هذا الهدف النقطة، لذلك عندما أراد الإرهابيون فى أغسطس 2012 تدمير هذا الموقع الإسرائيلى بعد تنفيذ جريمتهم بقتل الـ16 شهيداً لنا، توجهوا إلى كرم أبوسالم بعربة مدرعة استولوا عليها من الموقع المصرى وحاولوا ضربه بالصواريخ RPJ والرشاشات بشكل مباشر، أما باقى المنطقة شرق رفح وحتى مدينة بئر سبع فليس بها أهداف عسكرية أو مدنية تذكر، ربما باستثناء مناطق تسانيم والخلصة وأبورقيق واكتسعوت وهى أماكن تنشط بها بعض التحركات العسكرية من حين لآخر وليس بصفة مستمرة، وتقع على مسافة حوالى 40كم من رفح، أما معبر «العوجة» فيقع على مسافة 50كم، وأيضاً مستعمرة تسارهانيجيف شمال غرب بئر سبع فتقع بها مسافة 70كم من رفح، وكان يتم ضربها من قبل من داخل قطاع غزة لقربها منه، أما مدينة «بئر سبع» فتقع على مسافة 60كم من رفح، وجميع هذه الأهداف المتواجدة شرق رفح خارج مدى الصاروخ «جراد» وهو 20كم، والمطور منه 30كم ومن ثم فإنه يصير من اللامعقول توجيه نيران صواريخ جراد من جنوب رفح ضد منطقة لا توجد بها أهداف تستحق القصف الصاروخى وقد نفى وزير الدفاع الإسرائيلى «موشى يعلون» أن تكون إسرائيل قد قامت بضرب أهداف داخل الأراضى المصرية، كما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن الصواريخ التى تم تدميرها بطائرات مروحية مصرية كانت موجهة ضد أهداف مصرية فى داخل سيناء.
2 ــ ومن اللامعقول أيضاً فى قصة تفجير رفح الأخيرة، أن الهدف الإسرائيلى الذى كان ينوى الإرهابيون ضربه هو مدينة إيلات، حيث أذاعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل أغلقت لساعات مطار إيلات لدواع أمنية، كما تم رفع درجة استعداد وحدة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ حول المدينة، وكذا وحدات الجيش الإسرائيلى فى جنوب إسرائيل، فإذا علمنا أن مسافة إيلات من رفح تصل إلى 190كم، فكيف يمكن لصاروخ مداه لا يتجاوز 20 ــ 30كم أن يقصف إيلات من جنوب رفح؟! إن أنسب مكان لضرب إيلات بالصواريخ أرض أرض داخل الحدود المصرية هو من جنوب سيناء فى المنطقة المحصورة به رأس النقب وطابا، حيث يسمح مدى الصاروخ من هذه المنطقة بإصابة مدينة إيلات، وهذا هو ما حدث بالفعل فى 18 أغسطس 2011 عندما قامت مجموعة إرهابية بشن ثلاث هجمات صاروخية ضد إيلات ومهاجمة حافلة إسرائيلية كانت متحركة على الطريق بين بئر سبع وإيلات وقتلت ثمانية إسرائيليين، فطاردتهم القوات الإسرائيلية داخل الأراضى المصرية وقتلت سبعة منهم وخمسة من قوات الأمن المصرية فى تبادل لإطلاق النار.
3 ــ أما ادعاء الإخوان بوجود تنسيق معلومات بين الاستخبارات المصرية والإسرائيلية، فهو ادعاء كاذب ويفتقر أيضاً للمنطق وذلك لأن القوات المصرية الموجودة فى سيناء، سواء البرية أو الجوية، وبما لديها من مصادر معلومات متعددة عما يجرى فى سيناء، وفى أوساط التنظيمات الإرهابية المخترقة

بواسطة أجهزة مخابراتنا أدرى كثيراً من إسرائيل بما يجرى على أرض سيناء وفى داخل الأنفاق، لاسيما بعد أن تم نصب شبكة أجهزة استشعار إلكترونى فى منطقة الحدود، وتحقيق تعاون أمنى كامل بين قواتنا فى سيناء ومشايخ قبائلها الذين ضاقوا ذرعاً من أعمال المنظمات التكفيرية المتواجدة على أراضيهم، ودخلوا مع قواتنا فى الحرب ضد هذه المنظمات.
الإخوان والشماتة الحقيرة فى الجيش
تؤكد جماعة الإخوان للشعب المصرى يوماً بعد يوم، وفى كل مناسبة أنها بمعتقداتها وسلوكياتها خارج نسيج هذا الشعب الذى لا يعرف الخيانة والشماتة الحقيرة، التى تمرست عليها هذه الجماعة عبر تاريخها الطويل الممتد منذ 85 عاماً، وحتى اليوم وهو تاريخ دموى تخريبى تكفيرى أبعد ما يكون عن جوهر الإسلام وحقيقته التى يدعون باطلاً أنهم المدافعون عنه والمتشدقون بشعاراته الدينية البراقة، وهو كلام حق يريدون به باطلاً هذا إلى جانب ما ثبت من تصريحاتهم وسلوكياتهم وكراهية وحقد دفين للجيش المصرى وقادته، وصل إلى حد الشماتة الحقيرة فى كل حادث يصيب الجيش حتى وإن كان انقلاب أتوبيس يقل جنوداً مصريين كالذى حدث منذ شهرين فى وادى النطرون، حيث أعلن الإخوان فرحتهم وابتهاجهم لموت الجنود واعتبروه انتقاماً إلهياً من الجيش!!
وفى إطار هذا المعتقد الفاسد والسلوك الحقير من جانب الإخوان جاء رد فعلهم لحادث جنوب رفح الأخير بتوظيفه لخدمة أهدافهم فى النيل من الجيش المصرى وقياداته، حيث رصدت عناصر استخباراتنا اتصالات هاتفية بين قيادات إرهابية فى سيناء وقيادة الإخوان المتواجدة فى اعتصام رابعة تدعو إلى توظيف هذا الحادث فى اتجاه الهجوم على الجيش المصرى، واتهامه بالتنسيق المعلوماتى فى إسرائيل، وهو سرعان ما روّجت له قناة الجزيرة الإخوانية، وكررته عدة مرات، كما أصدرت قيادة الإخوان بياناً أدانت فيه «اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوى المصرى»، واعتمدت رواية تناقلتها تقارير إعلامية تقول «إن مخططات قادة الانقلاب تستهدف شغل الجيش المصرى بدهاليز السياسة» وحذرت الجماعة فى بيانها مما وصفته بـ«آثار سلبية خطيرة على كفاءة الجيش وتركيزه فى مهمته الأساسية بحماية حدود مصر»، وفى نفس إطار الكراهية والحقد الدفين عند الإخوان ضد الجيش المصرى وقادته عقد مجلس الشورى الذى تم حله بقرار من رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور اجتماعاً فى رابعة لمناقشة الحادث، طالب فيه نواب الإخوان مجلس الأمن الدولى بعقد جلسة طارئة لمناقشة ما اعتبروه «تعدياً على السيادة المصرية»، إلى هذا الحد وصل الهذيان والتخريف والهبل بقادة الإخوان!! أما على ساحتى المعتصمين فى رابعة والنهضة فقد استقبلوا هذا الحادث للأسف الشديد بإطلاق الألعاب النارية والتكبير وتمنى بعضهم علناً أن يسحق الجيش الإسرائيلى ما وصفوه بـ«كتائب السيسى» كما توالى الخطباء على منصة رابعة محملين الفريق السيسى مسئولية الواقعة، وتتالت عليها كلمات الشماتة الحقيرة فى الجيش وقادته، كما تكررت المشاهد ذاتها على منصة «النهضة» التى رددت مبكرات صوتها بفرح خبر «طائرات إسرائيلية هاجمت سيناء» وأعقبتها بالتكبير، وبالغ آخرون فى إظهار شماتتهم بالرفض وإطلاق الشماريخ، وقال بعضهم إن هذا الخبر مؤشر على أن نهاية الجيش المصرى أوشكت وتقدم فرص عودة الرئيس مرسى كحاكم شرعى، أما فى داخل المركز الإعلامى للاعتصام فقد صدرت تعليمات للجان الإلكترونية الإخوانية والسلفية بضرورة المطالبة فى تعليقاتها بالمواقع الإلكترونية بانسحاب الجيش المصرى من الشوارع وعودته إلى سيناء وتحميل السيسى مسئولية الأحداث والمطالبة بإقالته، وتوالت الإيميلات على رجال الإعلام والصحافة تحمل نفس المعنى.
وهكذا عبّر الإخوان عن حقيقة نفوسهم الوضيعة والمريضة والمملوءة بالحقد والكراهية وليس فقط للجيش المصرى وقادته، بل لكل ما يمت للوطن مصر بعلاقة فهم لا يعترفون بوطن ولا بقومية، وهذا فى أدبياتهم التى وضعها لهم الأول حسن البنا فى رسائله الأسبوعية وكاهنهم الأكبر سيد قطب فى كتاب «معالم فى الطريق» الذى وصف فى ص98 «المجتمع المصرى بأنه مجتمع جاهلى رغم ما يزعمه أهله بأنه مجتمع مسلم، وأنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذا المجتمع وشرعيته، ثم يقول فى ص173 «ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين.. والدعوة اليوم إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام ولتجعل منهم مسلمين من جديد»، ثم يدعو أتباعه إلى تنظيم حركى يستهدف الاستيلاء على الحكم وإزالة الأنظمة القائمة، ويعتبر ذلك جهاداً فى سبيل الله، وأن يكون ولاؤهم لهذا التنظيم وترك كل انتماء للمجتمع الجاهلى، فيقول فى ص56 «أن يخلع كل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولاءه من المجتمع الجاهلى الذى جاء منه، وأن يحصر ولاءه فى التجمع الحركى، وأن تكون حركتهم فى اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلى»، ثم يحذرهم من أن «يظلوا خلايا حية تمده بعناصر البقاء والاستمرار أو يعطوه كفايتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى» هذا هو المنبع الفكرى الذى يستقى منه الإخوان عقائدهم الفاسدة والمدمرة للأوطان والشعوب على النحو الذى انعكس فى أقوالهم وأفعالهم الأخيرة بالنسبة لحادث رفح فلا ولاء ولا انتماء وطنى لديهم، ومصر بالنسبة لهم سكن وليس وطن، ولا يعترفون حتى بالأحاديث النبوية الشريفة التى تكرم مصر وتوصى بأبنائها وتصف جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض، بل يسعون إلى جعل مصر أرضاً خراباً ودماراً على عكس ما أراده الله تعالى لها بأن تكون بلد أمن وأمان لأهلها ولكل من يلوذ بها.
ولذلك فإن شماتتهم التى أظهروها فى اليومين الأخيرين إزاء هذا الحادث دليل قاطع وبرهان ساطع على عدم وطنيتهم وسعيهم للانتقام من المصريين وجيشهم بأى طريقة، حتى ولو بالدعاء ليل نهار على الجيش وقادته وهو ما يرددونه دوماً فى اعتصاماتهم وهو ما يدل ويؤكد أنهم تربوا تربية خاطئة وفاسدة فلا يوجد لديهم مفهوم حب الوطن ولا الانتماء إليه، وعلاقتهم مع الوطن هى عبارة عن علاقة طرد وليس جذب، فمن يفرح فى إهانة وطنه أو إذلاله لا يمكن أن يكون شخصاً سوياً لا نفسياً ولا عقلياً، ولكن من المؤكد اليقين أن الله تعالى سيرد كيدهم وشماتتهم هذه إلى نحورهم إن شاء الله، والله من ورائهم محيط.
وليس من المستبعد مستقبلاً، فى ظل قرارات اجتماع التنظيم الدولى للإخوان فى اسطنبول 14 ــ 17 يوليو الماضى، التى أوصت باقتحام إسرائيل فى المشهد السياسى فى مصر، وأن يقوم الإرهابيون فى سيناء بشن هجمات صاروخية وإرهابية ضد إيلات وأهداف أخرى بين إيلات وبئر سبع، وذلك انطلاقاً من جنوب سيناء، وبما يبر لإسرائيل ويعطيها الذريعة لمهاجمة أهداف فى سيناء، أو احتلال أجزاء منها بدعوى الدفاع عن أمنها القومى، وبما يؤدى إلى تشتيت جهود الجيش المصرى وصرفه عن مهامه فى تأمين الجبهة الداخلية من شرور الإخوان.