عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان سرقوا فرحة العيد

بوابة الوفد الإلكترونية

يأتي عيد الفطر المبارك هذا العام ويحمل في طياته قدراً عالياً من الفرحة الممزوجة بالخوف والقلق؛ بعد أن طغت الأحداث السياسية على الواقع المصرى ليغير من فرحة المصريين بالعيد الذين ينتظرونه كل عام ليستقبلوه بفرحة عارمة لارتباطه بطقوس وعادات اعتادوها منذ الصغر، ولكن عيد الفطر هذا العام له طقوس مختلفة عن الأعوام السابقة

بعد انشغال المصريين بأمر «السياسة»؛ رغم أنهم لم يطلبوا سوي أن يحيوا حياة كريمة لنري تحولاً كبيراً في أحلامهم من حياة مرفهة إلي مجرد شعار « عاوزين نعيش « ؛ فهناك الكثير من الأسر المصرية التي تراجعت عن شراء الملابس الجديدة أو التخطيط للسفر أو لزيارة الأهل والأقارب بالمحافظات البعيدة ؛ بعد أن رأوا كمية الدماء التي سالت بسبب تعصب الإخوان.
الفرحة الأكبر هذا العام تمثلت في قيام الشعب المصري بإنهاء حكم الإخوان الذي كان سيعود بالبلاد إلي عصور الظلام والانكسار وانهيار الدولة لصالح جماعة متعصبة، غير أن هذا العيد يصاحبه قدر كبير من القلق والتوتر وربما الخوف، وهذا ناتج عن قيام بعض عناصر الإخوان وقياداتهم بالإصرار علي عودة النظام السابق والأعتصام في الميادين وإغلاق الشوارع وتهديد السكان والمارة وتخويف وترويع المواطنين، وهو ما أثر سلباً علي الفرحة بالعيد وزاد من كراهية المصريين لهذه الجماعة الإخوانية.
فضيلة الشيخ علي أبو الحسن ـ رئيس لجنة الفتوي الأسبق  ؛ يقول: إن الأعياد في الإسلام تلزمنا بأتباع آداب وموجبات ومحرمات وأخلاق ديننا المتسامح ومنه عيد الفطر المبارك الذي أوصانا بأن نصل رحم من قطعنا.. ونعطي من حرمنا.. ونمد يدنا لمن أساء إلينا،  حتي نعود أبرياء إلي الله ؛ كما أنه لا يجوز فيها حمل السلاح ، لأنه غير المقبول أن يحمل مسلم سلاحاً في وجه أخيه في الإسلام مهما وصل عمق الخلاف في الرؤي أو الأفكار أو تعددت الأطياف المتعصبة ؛ كما أن ترويع الآمنين وتخويفهم أو إرهابهم بأي شكل من الأشكال ليس من أفعال المسلمين.
مشيراً إلي أن أول وأهم آداب هذا العيد المبارك وموجباته وأخلاقه هو دوام تواصل صلة الأرحام مع الأهل والرجوع من فكر الخصومة إلي المودة والمحبة والإخاء والعفو واستبدال القطيعة بالعطاء والسيئة بالحسنة والظلم بالعدل والقسوة بالرحمة. 
الدكتور إمام محمود إسماعيل ـ المفكر الإسلامي، يقول: إن عيد الفطر هذا العام يعد عيداً استثنائياً يغلب عليه طابع السياسة، فبعد أن فتحت ثورة 30 يونيو عهداً جديداً وأنارت الطريق أمام مسيرة التقدم، في المقابل سعي نظام الإخوان الغاشم الذي مارس كل أشكال القمع والقهر والاستغلال ليظل قطاع كبير منهم وهم البسطاء يعانون الفقر والبعض الآخر مرعوب من عدم الأستقرار النفسي، ولكننا سنحتفل بعيد الفطر المبارك ورأسنا مرفوع بأننا مسلمون عظماء ونحن علي يقين أن البلاد ستدار بشكل يخدم كرامة المصريين وآدميتهم التي أستعادوها من الثورتين 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013.
وطالب المفكر الإسلامي بضرورة ترجمة أهداف الثورات وما حققته من انتصارات في رفع مستوي معيشة الأفراد وتحسين أوضاعهم الأقتصادية بما يوفر حياة كريمة لكل المصريين ومما يزيد من انتماءاتهم لبلدهم.
الدكتور أحمد يحيي عبد الحميد ـ استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السويس، يقول: أتمني أن نحتفل بأيام عيد الفطر المبارك ؛ ولا أجد شيئاً أسمه الإخوان ؛ فقد تتشابه الأحداث التاريخية إلي حد كبير بين عيد الفطر هذا العام وعيد الفطر يوم 10 رمضان 1973 الذي وافق ذكري 6 أكتوبر عام 1973 المجيد من الحصار والخوف والفرحة المنقوصة بالعيد الفاقدة لأي مظاهر للفرحة والتي جاءت تضامناً مع المحاصرين في السويس، وبالمقارنة بين أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك وما نتج عن فترة عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.. فالأول كان هناك قدر عالٍ من الاستقرار والأمن والأمان، وهو ما كان يدفع الناس إلي الفرحة بالعيد رغم أنه لا ينفي وجود فساد في عهده، إنما الثاني نجد أن المواطنين لم يشعروا بالأمن أو الأمان أو الأستقرار ولم تدر عجلة العمل والإنتاج، مما أثر سلباً علي الاقتصاد المصري وانعكس علي مستوي معيشة الأفراد في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار في مقابل محدودية الدخول. 
يقول الدكتور علي ليلةـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس: عيد الفطر المبارك مناسبة دينية لكنه ارتبط هذا العام بأجواء « السياسة والتحولات الديمقراطية»، وهذا أمر ليس مكروهاً إنما جاء في وقت عصيب للمصريين سيطرت مشاعر القلق والحيرة. 
وطالب الدكتور «ليلة» بأن يجتمع كافة أطياف وفئات الوطن بمختلف عقائدهم لوضع خارطة طريق لتنتهي الفتنة في البلاد ؛ وخاصة أن كل الشرائع السماوية مصدرها الوحيد هو

الله ؛ وبالتالي لا يجوز المزايدة علي أي طرف من الأطراف الفاعلة داخل المجتمع أو التفرقة بين البشر حسب ديانتهم.
ويضيف الدكتور «ليلة»: لابد وأن نستقبل عيد الفطر المبارك وكأنه فجر ديني جديد يجمع المصريين علي كلمة واحدة وهي أننا مسلمون وعلينا أن نوحد هدفنا الوطني وهذا من الناحية الدينية. أما من الناحية السياسية فلا بأس أنه في هذه الأيام المفترجة أن نتحمل جماعة الإخوان التي  لا تزال تصر علي اتباع موقف العناد السياسي إلي حد كبير ولكنه يبتعد عن الدين بالمرة ؛ فعلينا أن نتعلم من الرسول الكريم (محمد) الذي كان يتحمل مآسي كثيرة جداً من معارضيه.. وندعو الله أن يرجعوا إلي حظيرة الوطن أشخاصاً فاعلين ليسوا معادين للوطن.
الدكتور كمال مغيث – الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، يقول: هذا بلدنا وهذا قدرنا أن يأتي عيد الفطر هذا العام في ظل وجود حالة من الأجواء المشحونة بالغضب لدي جماعة متعصبة التي تنعكس بالسلب علي المصريين وتظهر مظاهر الخوف والقلق من القادم،  بينما الأصل في الأعياد هو الفرحة وهذا ما عشناه علي مدي سنوات طويلة من حياتنا كانت الأوضاع هادئة وصافية وعلاقتنا طيبة بالنظام السياسي الناصري وقتها وذلك في أوقات الستينيات، وكان العيد قديماً له طقوس واضحة تجعلنا نتفرغ له بالمعني الاجتماعي والديني يطفو عليها مشاعر البهجة والفرحة.
ويؤكد الدكتور «مغيث» أن استقرار المجتمع لا يتحقق إلا بالوحدة والإخوة بين كل فصائل وقوي التيارات المختلفة مهما اختلفت التوجهات الأيديولوجية أو المرجعيات، فإنه يوجد من القواسم المشتركة الكثيرة والعريقة التي يمكن استحضارها قدماً نحو تقدم هذا البلد الطيب، والمعاني القيمة للعيد يجب أن نعيشها جميعاً حقيقة ومضموناً.
الدكتور حسن محمد الشوكي ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يري أن عيد الفطر المبارك قد يتشابه كثيراً مع يوم 10 رمضان 1973، فالتشابه بينهما في تجمع المصريين نحو هدف واحد وقضية واحدة وهي حماية البلاد من السقوط إلي الهاوية.
مضيفاً أن المصريين عام 1973 تجمعوا بجميع أطيافهم واتجهاتهم علي هدف واحد هو تحرير قناة السويس وسيناء من الاحتلال الإسرائيلي ؛ وفي مقابل ذلك يبذلون دماءهم ويتحملون الأعباء الاقتصادية الناجمة عن تكاليف هذا الحرب.
ويرصد الدكتور «الشوكىى موقف الجيش في هذه التواريخ المهمة : ففي عام 1973 كان الجيش هو المؤسسة التي تتجه إليها قلوب جميع المصريين وتتعلق بها آمالهم في مستقبل أفضل ويدعمونها باعتبارها المسئول الأول عن تحرير سيناء، أما في 2013 فالتشابه كان في الحصار والتخوف من المجهول، وأعتبار الجيش قام بدوره الوطني المعتاد في حماية البلاد من الانهيار والتفكك والوقوع في براثن الحرب الأهلية.
الدكتورة ابتهال أحمد رشاد ـ مستشار التنمية البشرية وحقوق الإنسان،  تقول: عيد الفطر المبارك من أكثر الأعياد التي تلقى اهتماماً ليس فقط عند المصريين بل في مختلف الدول العربية والإسلامية ؛ ولكن عادات وتقاليد وطقوس المصريين في عيد الفطر المبارك هذا العام تأثرت بالأوضاع السياسية والضغوط الاقتصادية التي يعيشها الشعب المصري، « لكن الأساسيات لم ولن تتغير».