عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور:زوّار حكومة طرة


حول نزلاء طرة من المسئولين السابقين محيط سجن المزرعة إلي معرض للملابس الراقية والسيارات الفارهة التي تحمل زوارهم في أيام متفرقة من الأسبوع علي خلاف عادة السجناء العاديين‮.‬

‮»‬الوفد الأسبوعي‮« ‬راحت ترصد لحظات المفارقة بين الزائرين الجدد لطرة،‮ ‬وغيرهم من زوار النزلاء الجنائيين الذين انتهزوا الفرصة ليجعلوا من أبواب طرة ساحة‮ "‬للفرجة‮" ‬والتعجب علي ما آل إليه مصير هؤلاء‮.. ‬وإبداء النقمة علي ما‮ ‬يتمتعون به من تمييز ومعاملة خاصة حتي بعد السقوط وفضيحة نهب الوطن‮.‬

في صباح السبت الماضي وفي تمام التاسعة كنا هناك عند أبواب السجن‮.. ‬اختلفت الأجواء هذه المرة‮..‬لم تكن الحراسة مشددة كما شهدنا بعد أسبوع من حبس آخر حكومة لمبارك‮.. ‬اختفت أجواء التوتر والقلق من وجوه الحراس‮.. ‬وجوه تنطق بالرفاهية‮.. ‬نظارات سوداء تحاول إخفاء خجل أصحابها‮..‬سيارات تسر الناظرين من فخامتها‮.. ‬وتثير أحقاد الزوار الفقراء‮.‬

في التاسعة والنصف بدأت الزيارات بزوجة أحمد عز الأولي‮ »‬خديجة أحمد‮ ‬ياسين‮« ‬التي تحرص دائما علي زيارته الأسبوعية كل‮ ‬يوم سبت‮.. ‬نزلت من سيارتها‮ " ‬إم جيت اكس ثري‮" ‬مصطحبة سائقها الخاص،‮ ‬دون‮ ‬غطاء علي شعرها‮.. ‬وبمجرد أن وطئت أقدامها أسفلت طره سارعت بوضع إيشارب بني اللون علي رأسها دون أن تهندمه‮.. ‬وهي ترتدي‮ ‬نظاره شمس عريضه سوداء تكاد تخفي أغلب ملامحها‮.. ‬تسللت الي السجن تاركة هاتفها المحمول مع السائق بالخارج،‮ ‬حيث ظلت بالداخل حتي انتهاء موعد الزياره في الثانية ظهراً،‮ ‬وكأنها تقتنص كل حقها فيما حرمت منه مجبرة من زوجها خارج الأسوار بفعل زيجاته عليها‮.‬

بمرور الوقت توالت الزيارات‮.. ‬لم نتمكن من التعرف علي جميع الزوار بسبب حرصهم علي التخفي‮.. ‬شبه اتفاق علي ارتداء الملابس السوداء ونظارات الشمس العريضة السوداء أيضا التي تتحدي مراقبة الكاميرات‮.. ‬يتحركون في مشاهد‮ ‬يبدو عليها الاستعراض والتعقيد والترتيب لكل خطوة بداية من هرولة السائق ليفتح للزائرة‮ "‬الهانم‮" ‬أبواب السيارة مرورا بوضع الحجاب وصولا إلي لهجة إصدار التعليمات للسائق المرافق بحمل الزيارة والسير خلف الهانم‮. ‬

لا تفضل أغلب الزائرات هنا زهوهن المعتاد،‮ ‬مما‮ ‬يترك شعورا متناقضا بين مشاهدة نجوم سينما‮ ‬يسيرون علي السجادة الحمراء في احد المهرجانات‮.. ‬وبين استقبال زائرين للقبور لإحياء ذكري عزيز لديهم‮.. ‬طقوس متناقضة تشعرك بالبهجة تارة وبالانقباض تارة أخري‮.‬

فجأة لاحظنا احد افراد شرطة طلب منا الابتعاد خوفا من رئيسه‮.. ‬بحثنا عن مكان أكثر قربا من هذا المشهد،‮ ‬وأبعد قليلا عن خوف شرطي الحراسة،‮ ‬لكن أحد ضباط الجيش طلب منا الابتعاد أكثر‮.. ‬قلنا له إننا ننتظر خروج الوزراء للمحكمة،‮ ‬لم تعجبه الحجة وقال‮: "‬خرجوا من بدري من الساعة‮ ‬9‮ ‬تقريبا‮" ‬بادرنا برد سريع‮ " ‬إذن ننتظر عودتهم‮ " ‬فتركنا دون ان‮ ‬ينطق بكلمة‮.‬

فجأة استوقفنا مشهد لافت‮.. ‬سيارة‮ "‬باسات‮" ‬رمادية اللون تتبعها سيارة‮ "‬لانسر‮" ‬تقلان سيدتين في المقاعد الخلفية تخترق أبواب السجن‮.. ‬لم نتمكن من تحديد هوية الزائرتين بسبب زجاج السيارتين المموه‮.. ‬تحدثتا إلي اثنين من الشرطة العسكرية والداخلية للحظات‮.. ‬ثم ساد ارتباك

في المكان‮.. ‬وبسرعة البرق فتحت لهما الأبواب ليتمكنا من الدخول بالسيارتين إلي ساحة السجن علي‮ ‬غير العادة‮.‬

بعد مرور حوالي نصف ساعة حضر ثلاث سيدات ورجلان من عائلة أحد المسئولين المحبوسين في سيارة‮ "‬بي إم‮ ‬5‮".. ‬وظلت حتي لحق بها عدد من المرافقين في سيارة أخري‮.. ‬الجميع بدا عليهم الحزن مع مزيد من الترحيب بالسلامات والأحضان‮.. ‬وبمجرد دخولهم بوابة السجن فوجئنا بإعادتهم ليسلموا هواتفهم المحمولة‮.‬

بضحكات رقيقة نزلت ثلاث سيدات من سيارة فخمة،‮ ‬كانت إحداهن بدينة طويلة شقراء مصطحبة معها فتاتين إحداهما حامل،‮ ‬ثم أطلقن أمرا للسائق وبعض أفراد حراسة السجن بسرعة حمل المأكولات والمشروبات من السيارة،‮ ‬بينما حملت إحداهن شنطة طعام واحدة وأعطتها للسائق كي‮ ‬يتبعها إلي داخل السجن‮.. ‬في حين ظلت سيدة منهن تنظر بشرود إلي أبواب السجن،‮ ‬تمنينا ان نعرف ما تفكر به لحظتها‮.‬

تجدد الهدوء بانتهاء سيل السيارات التي دخلت الي السجن حاملة زوار الكبار حتي الساعة الثانية عشرة والنصف‮.. ‬اشتد التأمين ولفت انتباه الموجودين همسات منبهات السيارات والدراجات البخارية القادمة من ناحية طريق الأوتوستراد في موكب فاخر مؤمن شديد الحراسة‮.‬

أخيرا بدا أنه موكب أحد الوزراء العائدين من جلسة محاكمة‮.. ‬من حولنا‮ ‬يرددون‮ "‬سبحان الله وزير حتي وهو في السجن‮".. ‬كان هذا الوزير حبيب العادلي الذي جاء في حماية دبابة وثلاث مدرعات حربية و4‮ ‬سيارات شرطة عسكرية و3‮ ‬سيارات ترحيل تابعة للداخلية بخلاف استباق هذه الدراجات البخارية التي أعلنت عن قدوم معالي الوزير ورفاقه من مسئولي وزارته سابقا من محاكمتهم في قضيه قتل المتظاهرين‮.‬

كان من المشاهد الملحوظة اتباع هذا الركاب سيارات زوار فاخرة بدي عليها أنها جاءت في مواعيد الزيارة من الفترة الثانية التي تبدأ بعد الساعة الثانية عشرة‮.‬

فؤجئنا بموكب اخر في تمام الواحدة ظهرا‮.. ‬لم‮ ‬يبد عليه الاهتمام كما شاهدنا في موكب حبيب العادلي‮.. ‬سيارة تراحيل وسيارتي‮ ‬شرطة ومدرعة فقط‮.. ‬وكان هذا المسئول هو أحمد نظيف رئيس العادلي ورئيس آخر حكومات مبارك‮.‬