عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخسارة على مائدة الرئاسة

بوابة الوفد الإلكترونية

وصفها البعض بالمهزلة وآخرون قالوا عنه «عالم سمسم».. حوار وطنى خسر فيه الجميع ممن شاركوا وكسبت الرئاسة وفريقها المعاون وقائدهم محمد مرسى الذى فتح المجال أمام الشعب كى يرى كيف تتناقش المعارضة فى قضايا الأمن القومى..فظهرت الأطروحات ضعيفة ولا ترتقي بأزمة مثل سد النهضة الأثيوبى.

لم يع المشاركون فى الحوار وقبلوا الجلوس على مائدة الرئاسة لوضع حل لعطش مصر ان الحوار الوطنى مذاع على الهواء مباشرة إلا أن البعض كان على علم بذلك, مما استدعى ثورة الحضور على هذا الإجراء عقب انتهاء الحوار وبعدما ظهروا بشكل ساخر لدى المتابعين طول ساعات النهار من يوم الاثنين.
سقطت قيادات الأحزاب السياسية المشاركة في «فخ الرئاسة» المعروف إعلاميا بـ«الحوار الوطني» لبحث أزمة السد الإثيوبي، وتداول المشاركون على مائدة الرئيس مقترحات هزلية لـ«حل الأزمة»، تناقلتها كاميرات التليفزيون المصري، فيما اعتبرها المصريون وصلة «كوميدية» أنتجتها «النخبة السياسية» وأخرجتها الرئاسة دون إشارة مسبقة لرؤساء الأحزاب تفيد بنقل اللقاء مباشرة على الهواء.
عبثية الحوار وفقا للمقترحات التي جاءت على لسان بعض رؤساء الأحزاب كشفت سطحية رؤى المشاركين في التعامل مع قضية أمن قومي تمس مطلبا أساسيا لـ«حياة المصريين»، ومنحت قبلة الحياة مرة أخرى للرئيس مرسي وجماعته إزاء مطالبة القيادات السياسية بإذاعة الحوارات الوطنية المتعاقبة على الرأي العام.
وطبقا لقواعد اللعبة السياسية فإن جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية ستواصل عزفا مستمرا على وتر الخطاب السياسي للقيادات الحزبية التي ستنافس على المدى القريب في انتخابات مجلس النواب ،باعتبار قصور الرؤية لدى المتحدثين عن مقترحات لا تصلح في إدارة أزمة كارثية بحجم السد الإثيوبي، عطفا على مثيلاتها من الأزمات التي تحيط بالوطن، وسيظهر الرئيس بحسب ترويج الجماعة على أنه الأكثر كفاءة في التعامل مع المرحلة الحالية على عكس ما يروج له البعض من الحركات المعارضة.
الرافضون للحوار كانوا أكثر عمقا في رؤية المشهد السياسي، حرصا على رصيد شعبي لأحزابهم، والمشاركون في المشهد الهزلي الذي نقلته الفضائيات عن التليفزيون المصري خسروا جميعا رغم جدية «الطرح»، والرئيس لم يعد في حاجة إلى تبرير رفضه لإذاعة الحوار الوطني في الفترة المقبلة.
جاء على رأس الخاسرين من الجلوس على مائدة الحوار الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد والدكتور مجدى حسين رئيس حزب العمل الجديد, والدكتور عمرو خالد رئيس حزب مصر ومحمد عصمت السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية والدكتور عمرو حمزاوى وابو العلا ماضى رئيس حزب الوسط. أثارت مداخلاتهم خلال الحوار الوطنى سخرية «الفيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعى خاصة لما قالوه بشأن الطرح العسكرى والمخابراتى والتطرق الى حلول لا تصلح أن تناقش على الهواء بخلاف عدم جدواها فى حل الأزمة واللجوء الى الكنيسة واخر طرح التجسس على دول حوض النيل.
فظهر أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، ليتحدث عن استخدام استراتيجية التعامل مع أزمة خطف الجنود من خلال استنفار شعبي عام للدفاع عن أمننا المائي باستخدام القوة المسلحة.
وطالب «ماضي» وزير الدفاع بزيارة مضيق باب المندب، وتكليف سفن حربية سريعة بتفقده، وقال إن أسوأ الاحتمالات أن تكون تصريحات المسئولين الإثيوبيين مسألة خداع استراتيجي.كما طالب بالضغط الدولي كأحد الحلول للأزمة، واقترح تكوين وفد شعبي وتقديم تقارير للرئاسة مباشرة.
ولعل تصريحات ماضى لم تكن بالسخرية والتقليل منه رغم تصريحه باستخدام الحل العسكرى فى العلن , بقدر ما أثير حول أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، الذى حابته التعليقات الأكثر وكان له نصيب الأسد من السخرية لما جاء على لسانه بطرحه عدة أفكار ومنها, إن التعامل مع الملف الإثيوبي لابد أن يتضمن استعمال أوراق ضغط منها التعاون مع اريترتيا والصومال، والضغط على أديس أبابا من خلال تلك الدول، فضلا عن التواصل مع الدول المانحة لوقف تمويل السد.
وأكد «نور»، في اجتماع مرسي لمناقشة آثار سد النهضة، أن مصر تحتاج الي فريق عمل سياسي مخابراتي داخل إثيوبيا، لإقامة اتصال وتأثير مباشر، مطالبا بالتدخل في الشأن الإثيوبي لتحقيق المصلحة المصرية، لافتا إلى أن الضغط والتأثير سيكون له نتيجة جيدة، وأشار إلى أن الموقف السوداني من الأزمة «يقرف»، وفي منتهى السلبية.
ولفت إلى أن المسار الدبلوماسي مع إثيوبيا لن يأتي بنتيجة، مشيرا إلى ضرورة النظر إلى المسار القانونى بدءا من الآن، على أن يتم التعاقد مع إحدى الشركات القانونية العالمية كأحد السيناريوهات المطروحة.
وليس من المعقول ان يتم مناقشة مثل هذة الأمور بهذا الشكل وطرح الحل المخابراتى على الهواء مباشرة, أو ما يتناوله عمرو خالد في جلسة الحوار التي دعا إليها الرئيس مرسي لمناقشة آثار سد النهضة، بضرورة اعتماد لغة للحوار، كما نحتاج للوبي دولي مصري عالمي يعمل فيه أبناؤنا في الخارج، إضافة إلى شخصيات عالمية، وقال «لدينا فرصة تاريخية لتجميع الشعب المصري ونجعلها قضية توحدنا جميعا»، كما طالب بتشكيل لجنة من عدد من الخبراء مثل زويل ومجدي يعقوب وعمرو حمزاوي وغيرهم.
وأكد أن المصريين كانوا ينظرون لإثيوبيا بنظرة مصلحة مياه النيل فقط، لافتا إلى أننا تكلمنا مع الأفارقة واتفقنا على عدة أشياء لم يحدث شيء منها والحكومة مسئولة عن ذلك.
وأضاف «خالد»، أن دور رجال الأعمال والاستثمار في إثيوبيا حل واقعي وسريع للأزمة؛ حيث ما زالت المعوقات شديدة في

التبادل التجاري، وأنه يجب عدم إغفال دور الكنيسة، فالكنيسة الإثيوبية تحترم المصريين جدا، والكنيسة المصرية لديها علاقات كبيرة معها.
لم يلتفت المشاركون عقب معرفتهم بفضيحة إذاعة آرائهم على الهواء مباشرة الى أن أطروحاتهم ضعيفة وتوصيات الحوار هشة ولم يعلنوا الندم على ما طرحوه من أفكار لا تحل أزمة بل ذهبوا الى التبرير بأنها أفكار جيدة لكن لا تصلح للنشر فقام الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، بثورة عارمة فى الفضائيات ضد الخديعة التى تعرض لها على ايدى الرئاسة مهددا بتقديم شكوى للرئاسة, وقال إن الحضور فى اجتماع الرئيس والذى كان بخصوص أزمة مياه النيل وسد أثيوبيا، لم يكونوا على علم بأن الحوار مذاع على الهواء مباشرة، لافتا إلى أن هذا الأمر أثار دهشته بعدما علم، لأنه من المفترض أن الحديث حول الأزمة لا يجب أن يعلمها الطرف الآخر منها.
وأشار الى أنه مندهش جدا من هذا القرار الغريب، الذى اتخذته مؤسسة الرئاسة، لأن هذا الحوار من المفترض أنه شأن وأمر حساس، والاجتماع يشمل اقتراحات لأزمة تتعلق بالأمن القومى، مشددا على أنه كان يتحدث على أساس أن الاجتماع ليس مذاعا على الهواء، إلا أنه تفاجأ عقب انتهاء الحوار بأنه كان مذاعا علما بأنه اثناء الحوار الوطنى ضجت القاعة بالضحك عند كلمة مجدى حسين بشأن انه يقسم ان تكون الأطروحات سرية ولا يتم تداولها إعلاميا إلا عن طريق الرئاسة فأخبره الجميع ان الحوار مذاع على الهواء.
وفى هذا السياق أكد مجدى أحمد حسين، رئيس حزب العمل الجديد، أن المشاركين فى اجتماع رئاسة الجمهورية، حول أزمة سد النهضة، لم يكن لديهم علم بإذاعة الحوار على الهواء، مباشرة، لافتا الي أنه كان من الأولى أن تعلم الرئاسة الحضور بأن الحوار مذاع، حتى يدركوا هذا فى حديثهم.
وأضاف حسين، أن إذاعة الحوار كانت من أجل الشفافية ومشاركة الشعب فيما يجرى، إلا أنها لم تأتِ فى محلها، حيث أخطأ البعض فى حق الآخرين، دون وعى منهم أن الحوار مذاع على الهواء مباشرة.
وأشار رئيس حزب العمل الجديد، إلى أنه كان من الأفضل ألا يذاع اللقاء، وأنه اقترح ذلك، بأن يكون اللقاء فى سرية عن الإعلام، وقال: «لكنى اكتشفت أننا كنا على الهواء»، مؤكدا أن سرية هذا الحوار كانت الفائدة منها حتى لا يعلم الطرف الأثيوبى فيما نفكر من أجل مواجهة هذه الأزمة.
وناشد حسين، بضرورة عدم التركيز على هذا الخطأ لأن المصلحة الوطنية تقتضى التركيز مع المشكلة الأصلية، وهى مشكلة استكمال بناء سد النهضة والآثار المترتبة على مصر.
فيما قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن إذاعة اجتماع الرئاسة بشأن أزمة مياه نهر النيل، وبناء سد النهضة، على الهواء مباشرة، لا يؤثر فى شىء، لافتا إلى أن الكلام الذى يقال فى الغرف المغلقة هو نفسه الكلام الذى يقال فى العلن.
وأضاف السادات، أنه بالرغم من عدم علمه بأن الحوار كان مذاعا على الهواء، إلا أن إذاعة حوار الرئاسة مع القوى السياسية حول أزمة سد النهضة ربما يحمل رسالة إلى الشعب المصرى، الهدف منها المصارحة والشفافية، وكذلك رسالة للطرف الآخر لكى يعلم أن المصريين بدأوا فى التجهيز لمواجهة الأزمة.
ولعل من كسب أيضا بعدم حضوره هم المعتذرون عن هذه المناقشات الهزلية ومنهم الدكتور سيد البدوى رئيس حزب الوفد ورئيس حزب مصر الديمقراطى دكتور محمد ابو الغار والدكتور عبدالغفار شكر وقيادات جبهة الإنقاذ.