رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قراءة في مانشيتات الثورة المضادة


تكاد تكون لغة الإثارة والتهييج هي المسيطرة على عدد من الصحف الممولة من رجال الأعمال والذين تورطوا في علاقات مشبوهة مع النظام السابق، وتربحوا المليارات من دعم مشروع تلميع نجل المخلوع جمال مبارك، فضلا عن شبهات تمويل خارجي تحيط ببعضها. عينة من عناوين بعض الصحف خلال الأيام الماضية تشعرك بأن الثورة المصرية فشلت، وأنه لا بد أن نترحم على نظام مبارك، وأن مصر انهارت، وباتت على شفا مجاعة !!.
صحيفة الفجر الأسبوعية عنونت عددها الأخير بمانشيت أحمر بارز "انهيار الدولة في مصر" ، وأعقبته بعنوان " بلطجية السلفية : لن نكون رجالا إلا إذا أحرقنا كل الكنائس" ، ولمزيد من الإثارة والتهييج تم إرفاق الخبر بصورة "شيخ سلفي يرفع خنجرا".
مزيد من البهارات .. "ضرب القضاة في الشوارع لإجبارهم علي تغيير الأحكام للبراءة" ، " كساد في الاقتصاد يهدد بالإفلاس" ، " دقت طبول الحرب الأهلية "، وهي إشارات تحمل في مجملها دلالات سلبية توحي للقارئ العادي بأن مصر في خبر كان، وأن بقاء مبارك وتوريث نجله كان أفضل للبلاد والعباد من الضرب بسنجة بلطجي، أو مطواة مسجل خطر.
المصري اليوم في عدد الأحد 15 مايو عنونت المانشيت الرئيسي لها "نزيف الاقتصاد بدأ: مصر بلا "سولار" ، نفس الدلالات السلبية حملتها عناوين عدد الاثنين من جريدة الدستور " انفلات في الشارع واختفاء أنابيب البوتاجاز، انهيار أمني وفوضى"، وهي أحكام مطلقة وتحمل تعميما لا يستند لأي دلائل أو أرقام.
وربما يحاول البعض أن يتناسى أن أزمة السولار ورغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز ومظاهرات العطش سبق أن اشتعلت أكثر من مرة في عهد نظام الحزب الوطني المنحل، وهو ما عبرت عنه "الشروق" في مانشيت الاثنين بعنوان " أزمة السولار..سيناريو (موسمي) يتكرر كل عام.. قبل الثورة وبعدها"، وهو ما يعبر بدقة عن وضع الأزمة، وأنها ليست جديدة على الشارع.
لم تغب "اليوم السابع" عن معركة التهييج فعنونت عددها الأسبوعي" الكنائس في ميدان الحرب..والسلفيون أبرياء من فتنة إمبابة" ، في محاولة لمغازلة الطرفين، الأقباط من خلال الشق

الأول من العنوان، والسلفيين بالشق الثاني.
تفجيرات القديسين ودهب وطابا وشرم الشيخ والسيدة عائشة والأقصر، ومجزرة بني مزار، وسفاح المعادي، وكارثة الدويقة، وقطار الصعيد، وعبارة السلام، ، وقطارا كفر الدوار، وحريق مسرح بني سويف، وعمارة الموت بمصر الجديدة، وانهيار عمارة لوران بالإسكندرية، وقوارب الموت في البحر، وتفجير طائرة البوينج المصرية 767 أمام السواحل الأمريكية ، وأنفلونزا الخنازير والطيور، وغيرها من كوارث نسيها المصريون ، كانت شاهد عيان على نظام مبارك، الذي يحاول البعض أن يترحم عليه.

عناوين الثورة المضادة تهدف لتوصيل عدة رسائل ذات مغزى، الأولى لرجل الشارع، بأن الثورة لم تنجح، وأن أيام مبارك كانت أفضل بالنسبة لك، وعليك أن تترحم على أيام جمال وعز وأمن الدولة!!.

الرسالة الثانية للمؤسسة العسكرية، مفادها ،الزعم بأن الدولة انهارت، وأن مصر بلا أمن وسولار واقتصاد، وفي المقابل يجب على العسكر البقاء في الحكم لإشعار آخر، وهو ما عبرت عنه بعض الأحزاب التي لا تحظى برصيد في الشارع، حينما دعت إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، في محاولة لترتيب أوراقها، وتجنب هزيمة فاضحة تكشف سوءتها في الشارع المصري.

الرسالة الثالثة -إذا صح التعبير- يمكن القول إنها تلبي رغبة الخارج وتخدم أهدافه، في إظهار الوجه المشوه للثورة المصرية، وإظهار أن سقوط حليف تل أبيب وواشنطن عاد بالكوارث على المصريين، في محاولة لاستدعاء ضغوط خارجية لرسم مشهد ما بعد مبارك.