عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوفد تخترق بريد قناة التكفير


قناة (mta3) الفضائية تستقطب المصريين للتبشير لجماعة كفّرها الأزهر. رسائل البريد الإلكتروني لقيادات "القديانية" المسلمون "كفرة" ولا يجوز الصلاة خلفهم أو الزواج منهم..ولا يجب أن يصرّح أعضاء الجماعة بذلك خوفاً من الصدام معهم.

بالمستندات والوثائق ..أسماء المصريين التابعين للجماعة ومحل إقامتهم مرفقة بتوصية من مكتبهم في لندن لمتابعتهم ومنهم إمام مسجد بالإسكندرية.

- نص خطابات المصريين الذين أرادوا البيعة للجماعة.

- المتحدث الرسمي للجماعة من لندن:

- نحن مسلمون ولكن لا نتزوج من"المسلمين" ولا نصلي خلفهم وليس في عقيدتنا التكفير وشعارنا "الحب للجميع".

- جلوسنا علي مائدة إفطار مع شيمون بيريز لا يعني أننا عملاء لليهود.

- إذا أغلقت السلطات المصرية القناة من علي القمر الصناعي المصري سنبث علي قمر آخر.

في الوقت الذي أغلقت فيه العديد من المنابر الإعلامية،  بعد أن أشعل البعض منها نار الفتنة الطائفية، وفق تصريحات مسئولين بالوزارة، تجاهلت في الوقت نفسه قناة "mta3"  على القمر الأوربى المسماة بقناة الأحمدية الإسلامية الناطقة باللغة العربية والتي تبث من لندن علي مدارات القمر الصناعي المصري نايل سات بتردد11355وهي القناة التي دائما ما توجه خطابها ضد المسيحيين وأصحاب المذاهب الأخري من المسلمين بنبرة عدائية، ويدعو القائمون عليها دائما إلي مناظرة الآخر مهما كان مذهبه وأفكاره.

قبل أن يعلن جهاز أمن الدولة إلقاءه القبض علي مجموعة تنتمي للقاديانية الأحمدية، قام مخترق "هاكرز "مصري باختراق الموقع الخاص لهذه الجماعة علي شبكة الإنترنت، ومنه استحوذ –هذا الهاكرز-علي البريد الإلكتروني لقيادي بالجماعة.

"الأحمدية القاديانية "هي جماعة ضالة وفق فتوي مجمع البحوث الإسلامية، والتي اتهمتها بالكفر، ووصفتها بـ"الخارجة عن الإسلام" ، وأنها فرقة ضالة منشقة ومرتدة، وهو ما دفع "الهاكرز " للقيام بالقرصنة دفاعا عن الإسلام ،ولكشف هذه الجماعة الكافرة(وفقا لفتوى المجمع) أمام المسلمين .

"القاديانية" اشتهرت بهذا المسمى نسبة لمؤسسها الذى ادعي النبوة حيث خرج من بلدة في الهند تسمي قاديان، وبدأت هذه الجماعة تظهر إبان الاحتلال الإنجليزي للهند في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وقيل عنها إنها علي علاقة وثيقة بالاحتلال، بل قيل إن الاحتلال هو من أوجدها لإحداث الفرقة، والفتنة بين المسلمين.

يُقال إن نبيهم "المزعوم" ميرزا غلام أحمد، دعا إلي طريقة جديدة في الإسلام كطرق الصوفية وغيرها من المذاهب، ولكنه عندما التف حوله جمع غفير من أتباعه، قرر أن يصبح نبيا، وأعلن أنه نبي من عند الله.

اتصلت بهذا "الهاكرز" ذات ليلة، وأبدي استعداده للتعاون معي لمعرفة المزيد عن عالم هذه الجماعة من داخل قيادات الجماعة أنفسهم، وكان دافعه للتعاون معي هو كشف هؤلاء الكفرة –وفق تعبيره ووفق فتوي المجمع الإسلامي – أمام الناس للحيطة كي لا ينصبون شباكهم علي مزيد من عامة المصريين الذين قد ينساقون إلي هذا الدين والفكر الكافر لما لدي بعضهم من كلام معسول لاستدراج العامة.

طلبت لقاءه، فقبل دون تردد، ولكنه طلب مني أن أمهله لانشغاله في العمل، وبالفعل تركته أسبوعا ،واتصلت به، فاعتذر بشدة لأنه لم يتصل بي لتحديد موعد كما وعدني، ولكنه طلب أيضا أن أتركه بعض الوقت أو بمعني أدق بضعة أيام، ولم يكن أمامي سوي أن أستجب له.

تركته بضعة أيام كما طلب مني، لكنني في نفس الوقت لم أترك الموضوع، فأخذت أبحث عن هذا الدين، أو الفكر أو المذهب أو الطائفة والتي لم أستدل حتي الآن علي توصيف له حتي كتابة هذه السطور.

الأحمدية كما يصفها أتباعها علي موقعهم الإلكتروني الخاص بالجماعة –الموقع الذي اخترقه الهاكرز- هي جماعة إسلامية تجديدية عالمية، تأسست عام 1889 بقاديان، بإحدى القرى بالبنجاب في الهند.

أسسها( بأمر من الله تعالى )-وفق زعمهم- ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام، معلنًا أنه الموعود الذي بشّرنا سيدُنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيئه في الزمن الأخير، والذي ارتقبت بعثتَه مختلفُ الديانات بحسب نبوءاتها وبشاراتها وتسمياتها له .

عاودت الاتصال بـ"الهاكرز" أو المصدر الذي رفض ذكر اسمه إلا أنه بدا مترددا، ووعوده بالمقابلة بشأن معرفة ما أريده من الايميل ،كانت دائما وعودا لا تتحقق، حينها شعرت أنه يخشي شيئاً ما، فوعدته أكثر من مرة بعدم ذكر اسمه، وكان دائما يرد بأنه لا يخشي شيئا غير الله، وهذه المرة أيضا وعدني باتصال يحدد فيه موعدا للمقابلة، إلا أنني انتظرتها طويلا حتي فقدت الأمل في هذا اللقاء .

ذات صباح، وبالضبط بعد شهرأو يزيد، أيقظني من نومي جرس هاتفي المحمول، وإذ برقم "الهاكرز" وكان نص المكالمة "صباح الخير..أنا آسف علي عدم الاتصال بك، كنت مشغولا في العمل ..أنا لازم أقابلك في أسرع وقت لأن الجماعة بتوع القاديانية خدوا براءة ..طبعا أنت عرفت بالقضية ".

وأكمل (رسائلهم عندي وهم بيكفروا المسلمين،ولازم تأخذ هذه الرسائل)، واقترح علي أن أمليه عنوان بريدي الإلكتروني لإرسالهم لي في أسرع وقت، وبالطبع وافقته .

كان جهاز أمن الدولة -المنحل- قد ألقي القبض على مجموعة من أتباع الطريقة "الأحمدية القاديانية" بداية العام الماضي، ونسبت إليهم التحقيقات اتخاذ مكان فى منطقة المقطم لإقامة شعائر الحج، مما يعد مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية والسنة، فى القضية التى تحمل رقم 357 حصر أمن دولة عليا لسنة 2010.

ذكرت التحقيقات أن المجموعة تم القبض عليها أوائل أبريل الماضى بقيادة خالد عزت عبد السميع ومحمد حاتم محمد حلمى الشافعى. وحسب التحقيقات فإن المجموعة تهدف للترويج لأفكار الطريقة المخالفة لصحيح الدين الإسلامى فى أوساط مخالطيها، بقصد إثارة الفتن وازدراء الدين الإسلامى وتكليفها عدداً كبيراً من العناصر التى تم القبض عليها بنشر أفكار هذه الطريقة.

وأفادت مذكرة الاتهام أن المجموعة نشرت أفكاراً متطرفة، منها الادعاء بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الأنبياء، وأن الوحى ينزل على مؤسس الجماعة ومن يخلفه ومؤسس الجماعة هو غلام أحمد القاديانى، وتعتبره الطريقة المهدى المنتظر والمسيح الموعود، الذى سيبعث فى نهاية الزمان من قبره بمدينة قاديان الهندية، كما تروج المجموعة إلى أن فريضة الحج تكون لقبر القاديانى بالهند وليس إلى الكعبة المشرفة بمكة، إضافة إلى إنكار الأحاديث النبوية لكونها تخالف معتقدات الجماعة، وعدم جواز الصلاة خلف المسلمين، واقتصار صلواتهم على مساكن عناصر الجماعة بالمقطم، وتكفير كل من لا يؤمن بأفكار الطريقة القاديانية الأحمدية.

فتحت الرسائل التي وصلتني، كانت مجموعة من الرسائل تحت عنوان "الكفر بالمسيح الموعود عليه السلام وسؤال فاروق" ولفت نظري من أول وهلة أنها مرسلة من شخص يدعي تميم أبو دقة، وكان قد ورد اسمه أمامي عند البحث عن تاريخ الجماعة حين وجدت فيلما وثائقيا علي موقع "اليوتيوب "بعنوان فيلم وثائقي عن حقيقة القاديانية، وكان اسمه ضمن الأسماء التي جاءت في هذا الفيلم لعرض تاريخ الأحمدية.

كانت الرسالة مرسلة إلي عدد من الأشخاص بعضهم ممن تحدثوا في الفيلم الوثائقي وهم (هاني طاهر-المتحدث الرسمي للمكتب العربي للجماعة- ،أبو خالد مصطفي، خالد عزت– وهو ممن تم اعتقالهم من قبل جهاز أمن الدولة -، محمد شريف –أمير الجماعة في حيفا عرفته عندما شاهدت مقطعا من فيديو يوضح دعوة قادة الأحمدية القاديانية للرئيس الإسرائيلي بيريز لتناول الإفطار معهم –فتحي عبد السلام –عرفت بعد ذلك انه صاحب الإيميل الذي تم اختراقه – نعيم صاحب،ومجيد صاحب).

كانت الرسالة بتاريخ يناير 2010 أي قبل القبض علي قادة الأحمدية في مصر بثلاثة أشهر، وهي تناقش تكفير المسلمين لجماعتهم، وحكم من لا يؤمن بإمامهم ونبيهم ميرزا غلام أحمد، حيث كانت اجابتهم خلال هذه الرسالة بأنهم كفار، ولكن الكفر لا ينفي عنهم صفة الإسلام، كما يري هذا القيادي أنه ليس من الأجدي التصريح بمثل هذا القول للعامة وعلي الملأ كي لا تدخل الجماعة في صراع مع باقي الديانات وخاصة المسلمين .

جاء بالرسالة وهي عبارة عن موضوع نقاش تقول في بعضها:"الإمام المهدي نبي، والكفر به كفر بالله، وهو لا يختلف عن الكفر بأي نبي سابق. وبهذا نحن ندفع السامع إلى الاهتمام بالمسألة ولا ننفره.

كما يفرق بين الكفر والمصير فيقول تميم أبو دقة –المرسل-وفق الرسالة : هناك فارق بين الكفر والمصير، فالكفر هو وصف لعدم الإيمان بنبي مبعوث، أما المصير فهو متعلق بأعمال الإنسان، وهكذا فإن إظهار التصديق بنبي مع ارتكاب الخطايا الكثيرة، أو إظهار الإيمان وإبطان الكفر (النفاق)، يقذفان بصاحبهما في النار، أما الكافر الذي لم يسمع أو لم تُقم عليه الحجة (والشخص بنفسه يعرف هذا والله وحده يعلمه) بعد أن بذل كل ما في وسعه فقد ينجو، ولكن فرصته قليلة ووضعه حرج".

ويتساءل "أبو دقة" قائلا: فإذا سأل السائل: ما حكمي أنا وأنا لم أؤمن بالإمام المهدي؟ نقول له: الله وحده أعلم بمصيرك وبحكمك، ولكن أنت من تقرر هذا المصير. فإن كان قد تبين لك صدقه ولم تؤمن فمصيرك إلى النار. أما إن لم تصل إلى نتيجة بعد وتركت الأمر معلقا فأنت مؤاخذ عند الله وتستحق العقاب لأن تركك للأمر قبل أن تحيط به علما هو تكذيب. أما إن كنت ترى أنه ليس صادقا وعندك حجة قوية أمام الله تستطيع أن تحتج بها فلا شيء عليك. ولكن هل لديك هذه الحجة فعلا؟فإذا سأل: ما حكم المسلمين عموما الذين لم يؤمنوا بالإمام المهدي؟نقول: هم كافرون به، والكفر به كفر بالله وهو الكفر. ولكن مصير كل شخص متعلق بموقفه.

كما كشفت إحدي هذه الرسائل التي تلقيتها أن جهاز أمن الدولة يتتبع هذه الجماعة منذ فترة طويلة ،وأن الأمن وفق هذه الرسالة يتصل ببرامج القناة الأحمدية ويعلق علي بعض الموضوعات ليندس وسط الجماعة لمعرفة المزيد من المعلومات عنهم .

فتقول الرسالة الموجهة لهاني طاهر :سيدي الفاضل.. إن المدعو الحاج فاروق رجل يعمل لصالح الأمن في مصر، وهذا ما فهمه الأخ عمرو من كلامه معه، وعمرو هو الذي يتصل بالجميع ويستطيع أن يحكم ما إذا كان هذا الشخص أو ذاك صادقا في كلامه أم أنه يكذب ويريد أن يندس فقط بين صفوف الأحمديين. لقد تمت عدة اتصالات بين عمرو وذلك الشخص، وكان مما ذكره له أنه قرأ كتاب البراهين الأحمدية!! بالإضافة إلى أمور أخرى تدل على أن هذا الشخص ليس صادقا في انتمائه للأحمدية..

وتسرد باقي الرسالة كقصة المدعو الحاج فاروق التي تدور الشكوك حول تبعيته للأمن المصري فتقول علي لسان القيادي بالجماعة يدعي مصطفي ثابت "وأنت تعلم يا سيدي الكريم ما ذا يقوم به الخصوم للتخلص من القناة العربية على النايل سات، وقرأت بنفسك ما قاله ذلك الشيخ الذي دعا المسلمين والمسيحيين أن يقفوا صفا واحدا ضد جماعتنا، وتعلم الضغوط التي يقوم بها المسيحيون للتخلص من قناتنا على النايل سات، كما تعلم أيضا الضغوط التي يقوم بها الآخرون من أصحاب الدولارات البترولية للتخلص من قناتنا والقضاء على جماعتنا.

ويكمل " ولكن جماعتنا بما تقوله وبما تذيعه لا تعطي لأي حكومة، وخاصة الحكومة المصرية، أية ذريعة لاتخاذ إجراء ضد أفراد جماعتنا.

وتتعمق الرسالة في تفاصيل المجتمع المصري ،لتصف طبيعة المصريين ،وكيفية تفكيرهم ،وهو ما يوضح دراستهم الجيدة والمستمرة للوضع المصري الراهن ،فتقول : إن الناس في مصر يفهمون أن الكفر يعني الكفر بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالإسلام، ولا يعلمون مراتب الكفر المختلفة وإنما يفهمون أن من كان كافرا فمثله مثل الوثني الذي لا يؤمن بشيء. ومن الطبيعي فإن من يقول بأن من لا يؤمن بالمسيح الموعود فهو كافر كافر كافر، فإنه يثير المسلمين ضد الجماعة كما أنه يثير حافظة المسيحيين أيضا ضد الجماعة.

ويكمل: "ليس معنى هذا أن نكذب على الناس أو نقول إن من لا يؤمن بالمسيح الموعود فهو مؤمن مؤمن مؤمن، ولكن لا بد من استخدام الحكمة والموعظة الحسنة. وفي بعض الأحيان.. يكون عدم قول ما هو حق ابتغاء لدرء خطر إشاعة الفتنة الطائفية بين الناس، أهم وأبلغ من قول الحق الذي يمكن أن يُساء فهمه ويجلب الوبال على الناس وعلى الجماعة. ولعله من هذا المنظور قال سيدنا الخليفة الحالي أننا لا نريد أن نُكفر أحدا. ونعم ما قال.. فإننا لا نريد أن نكفر أحدا، ولكن إذا شاء الله أن يعتبره كافرا فهذا أمر مرجعه إلى الله تعالى.

لكن الغريب كان في ما جاءت به رسالة من هاني طاهر بتاريخ 11-1-2010وهو يعد عالم فقهي بشريعة هذه الجماعة ،وعلي دراية بعقائدها ،من تفريق بين الكفر ونتيجته هذا الكفر ،فالمعروف لدي جميع ديانات الكون السماوية وغيرها أن الكافر مصيره النار أو جهنم ،لكن الرسالة توضح غير ذلك فيقول بالنص " أن كفرهم –أي المسلمين -لا يلزم منه أنهم في جهنم، فالكفر شيء وجهنم شيء آخر، ولا تلازم بينهما"،ويقول أيضا ". فهو يهودي وكافر وفي الجنة"!.

يحكي الهاكرز- الذي رفض ذكر اسمه- أنه استحوذ علي هذا "الايميل " ونسخه علي جهازه الخاص قبل القبض عليهم من قبل جهاز أمن الدولة-المنحل - ،وذلك بعد أن قام باختراق" السيرفر" الخاص و ب"الدومين" الخاص بالقناة الأحمدية علي شبكة الإنترنت ، ومن ثم أرسل باتش (ملف يتم إرساله مشفر يمكنه أن يصيب الجهاز المرسل إليه) لصاحب البريد الإلكتروني الذي يخص فتحى عبد السلام القيادى بالجماعة ومقدم برامج بالقناة .

وهو ما يعني انه قام باختراق الموقع الإلكتروني الخاص بالجماعة الأحمدية واستحوذ علي الدومين "وهي المساحة التي تخصص لكل موقع علي الشبكة المعلوماتية الدولية "الإنترنت " ،وبعدها أرسل ملفات مشفر لكل أصحاب "الاميلات "-البريد الإلكتروني –الموجودة بالموقع،ومن يستقبل هذا الملف يمكن هذا "الهاكرز" المخترق من الاستحواذ ومعرفة كل الأرقام السرية الموجودة علي جهازه الخاص.

وأوضح المصدر أنه عندما علمت الجماعة الاحمدية بهذا الإختراق قامت بالإتصال به ،خاصة أن أحد أعضاء هذه الجماعة زميلا له في العمل ،و حذرته في اتصالات متكررة ، بل وهددته بضرورة مسح كل ما يتعلق بالجماعة من رسائل وأسماء لأعضاء الجماعة داخل مصر .

وقال-الهاكرز- بالنص " تلقيت تهديد بسيط بالإيحاء بأنهم واصلين وبيفهموا ،وطلب منى عكرمة نجمى المسئول عن المبايعين الجدد بالقناة وهو يعمل بالقناة فى انجلترا بالتخلص من الرسائل." وهو ما برر صدق توقعي بأن تردده وتأجيله لمقابلتي ، ربما لتلقيه تهديدات من صاحب "الاميل "أو الجماعة نفسها ،أو خوفا من أي يصيبه مكروه .

كانت مذكرة الاتهام التي وجهها جهاز أمن الدولة كشفت عن أن فكر هذه المجموعة يعتمد على مؤلفات مؤسس القاديانية وأنها تستخدم قناة (MTA) الفضائية في نشر هذه الأفكار التي يعتبرها فقهاء أهل السنّة خروجاً عن صحيح الإسلام،لكن ما لم يرد في المذكرة أن هذه القناة عبارة عن أداة تستخدم لجلب واستقطاب المزيد من الأعضاء الجدد داخل الجماعة ، في دائرة مخابراتية، لجلب من يؤيد فكر القاديانية .

قناة mta الأحمدية الإسلامية –وفقا لموقعهم الخاص –كان أول بث لها سنة 1992 ، وبدأت بإذاعة خطب الجمعة لإمامهم الحالي ميرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع للإمام المهدي عبر الأقمار الصناعية .

وتكشف الرسائل التي بين أيدينا بالأدلة وبالأسماء أن هذه القناة تستخدم لإستقطاب أعضاء جدد في الجماعة وليس للتبشير فقط والدعوة لمذهبهم ،وذلك عن طريق التالي ،فيما يشبه الدائرة .

تقوم القناة من خلال استوديوهاتها بلندن ،وحيفا ببث البرامج الحوارية ،مثل برنامجي الحوار المباشر ،وسبيل الهدي ،وتقوم بفتح التليفونات لمشاركة الجمهور ،واستقبال أرائهم وتعليقاتهم ،هذا طبيعي وتقوم به أغلب القنوات الفضائية ،بل والأرضية .

ولكن ما هو غير طبيعي ،أو الغريب أن يقوم أحد العاملين بالقناة بعمل أشبه بالعمل المخابراتي حيث يعد جدول باسم كل متصل ،ورقم هاتفه ،ومحل إقامته ،وكم مرة اتصل بالقناة ،وهل هو مؤيد لفكر القاديانية أو معارض له ، فيكتب عبارة ايجابي لمن يؤيد فكرهم ،أو من يعتقدون فيه أنه ربما يستجب لهذا الفكر ،ومن علي العكس من ذلك يكتب أمامه سلبي .

ويتولي عكرمة نجمي هذه العملية فهو المتخصص من قبل الجماعة لمتابعة الأعضاء الجدد أو ما يطلق عليهم المبايعون الجدد ،وبعدها يقوم بإخطار قيادات الجماعة في مصر ،مثل حاتم الشافعي (أمير الجماعة في مصر)،وخالد عزت ،أو فتحي عبد السلام لإكمال المهمة ،لكن مهمة الإتصال بهم تليفونيا هي مهمة عمرو عبد الغفار ،وهو جوكر الجماعة -تم ذكر اسمه غير كامل في إحدي الرسائل التي تطرقت حول اختراق الأمن المصري الجماعة -فهو يتابع الايجابيين من أجل كسب ثقتهم .

لم يعترف بذلك المعتقلون في تحقيقات جهاز أمن الدولة قبل قرار إخلاء سبيلهم أمام مصطفى سامى- رئيس نيابة أمن الدولة العليا –لكنهم ذكروا فى التحقيقات أن انضمام عدد كبير منهم إلى الجماعة يرجع إلى قناة الأحمدية «mta» الفضائية باعتبارها القناة الوحيدة التي استطاعت أن ترد على افتراءات زكريا بطرس على قناة الحياة، حيث وجدوا أن أفكار القناة والتى تحمل أفكار الطائفة استطاعت أن تدحض المزاعم التى تسيئ للدين الإسلامى .

رغم استحواذي علي عدد لا بأس به من الرسائل التي تشير بإصبع الإتهام حول استخدام القناة الأحمدية(3mta) لاستقطاب أعضاء جدد ،وبالرغم من العدد الضخم الذي بين يدي من أسماء لتابعين للأحمدية القاديناية التي اختلفت محل إقامتهم بين محافظات مصر ،ومهنتهم ووظائفهم ،لكن الأخطر أن أحدهم يعمل إماما وخطيبا بمسجد بالأسكندرية .

وكان قد ذكر جهاز أمن الدولة أنهم سبعة عشر شخص فقط ،إلا أن الأسماء الموجود بهذه الرسائل توضح أن الرقم يفوق ذلك بكثير ،بالإضافة إلي عدد لا بأس به من رسائل لمتقدمين جدد يريدون البيعة .

إلا أنه كان لابد التأكد من أن هذه الاميلات والرسائل ومدي صحتها ،وأنها بالفعل لأشخاص ينتمون للجماعة الأحمدية القاديانية ،هنا كان لابد من محاولة دخول الجماعة علي أساس أني متابع جديد للقناة ،من أجل إيقاعهم ،أو بمعني أصح محاولة رمي الطعم .

دخلت علي موقع الأحمدية الإسلامية الإلكتروني ،والذي علمته جيدا من خلال بحثي عن هذه الجماعة ،وكان الموقع مذيل بإعلان متحرك للتنويه بعنوان بريد إلكتروني لمن يحب إرسال تعليقات خاصة ببرنامج سبيل الهدي ،وهو احدي البرامج التي تتلقي اتصالات من الجمهور ،فقمت بعمل "اميل "بريد الكتروني جديد ،وأرسلت رسالة إلي العنوان الموضح بالموقع ،كان نصها :ا لسلام عليكم ورحمته وبركاته..التحية الطيبة وبعد

أنا مسلم مصري ،أتابع موقع الأحمدية الإسلامية ،أتفق معكم في أشياء ،واختلف ،واتمني متابعة المزيد عن طريق التلفاز،ولكني لا استطيع معرفة التردد الصحيح ،وأتمني من حضرتكم موافاتي بالتردد الصحيح للقناة .مع خالص امنياتي لكم بالسداد ،وحسن القصد.

لم انتظر طويلا ،ففي اليوم التالي تلقيت رسالة ،ولكنها لم تكن مرسلة من عنوان "الأيميل " الذي أرسلت إليه رسالتي السابقة ،بل كانت من عكرمة نجمي ،وهو كما ذكرت يتابع المبايعون الجدد مرفقا معها إحداثيات القناة ،كان نصها : بسم الله الرحمن الرحيم ..أخي محمد نصر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..إليك إحداثيات بث قناتنا في المناطق العربية. كان الله معك وسدد خطاك لما يحبه ويرضاه.

يسرنا أن تتواصل معنا وتدلي بنصائحك على برامجنا المختلفة أو أي مقترحات جديدة للتحسين. والسلام ..عكرمة نجمي ..الجماعة الإسلامية الإحمدية – لندن .

بعد أن تلقيت الرسالة انتهي الغرض الأساسي من إرسالي هذه الرسالة بعد أن تأكد من عنوان عكرمة فهو العنوان الذي حصلت عليه حين أفاد الجماعة في مصر بأسماء أعضاء جدد ،ومبايعات ،وغيرها ،وكان في كل رسالة يطلب من الجماعة في مصر متابعتهم وعمل اللازم .

علمت بعدها أن هيئة الدفاع عن الجماعة الأحمدية المعتقلة من قبل أمن الدولة مكونة من مستشارين قانونين يعملان ضمن منظمة "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية "فقمت بالإتصال بالجمعية ،لمعرفة رقم أعضاء هيئة الدفاع ،أخذت أرقام هيئة الدفاع ،واتصلت بإحداهن

،وأبدت استعدادها عندما اتصلت بها لإيفادي بالمعلومات التي أريدها عن القضية ،واقترحت علي أن أحضر لمقابلتها بمقر المنظمة ،وذهبت ،لكنني فوجئت بأنها لا تريد مقابلتي ،متحججة بأنها ليست لديها معلومات أكثر مما قالتها لي في الاتصال ،وأنها مشغولة ..إذن فلماذا أبدت استعدادها لمقابلتي ،وما هذا التغير المفاجئ ..ربما هناك شئ ما ؟كان هذا تساؤل يدور بعقلي .

بعد أن خرجت من المنظمة الحقوقية المختصة بالدفاع عن أعضاء الجماعة الأحمدية قررت الاتصال ببعض الأرقام التي أرسلها عكرمة نجمي للجماعة في مصر ،ومعرفة كيفية انضمامهم للجماعة ،وكيف عرفوها ،اخترت بطريقة عشوائية بعض الأسماء المكتوب أمامهم أنهم ايجابيون في خانة الملاحظات بالجدول ،بالفعل قمت بالإتصال بهم إلا أن أغلبهم كان مغلقا أو غير متاح،و أو خارج نطاق الخدمة –(من فضلك عاود الإتصال في وقت لاحق )-ولكن بعد أن تمكن مني اليأس في أن يرد أحدهم ،استجاب هاتف خاص بصحفية تدعي هالة شحاتة عطية ،ايجابية وعلي اتصال دائم بالأستاذ هاني طاهر ،هذه كانت ملاحظات الجماعة أمام اسمها .

استجاب التليفون الوحيد و قرر أن يرن ،عرفتها بنفسي ،وسألتها إن كانت أحمدية قاديانية أم لا ،فأجابتني نعم ،فسألتني من أين عرفتني ،فقلت لها ،من مدونتك –لها مدونة باسمها يظهر بها أنها قديانية متعصبة،-ولم أعرفها بالطبع إلا بعد أن بحثت عن اسمها–لكن من أين حصلت علي تليفوني ؟؟سؤال تلقائي سألته لي فحاولت التهرب من السؤال .

سردت هالة قصتها بأنها كانت دائمة البحث في الأديان بصفة عامة ،وخلال بحثها وجدت في دين الإسلام فكرة "الناسخ والمنسوخ "ووصفتها بأنه مسألة غير منطقية .

وتضيف أنها خلال بحثها تعرفت علي الأحمدية الإسلامية من خلال شبكة الانترنت،بعدها تعرفت علي قناة mtaومن خلالها اتصلت ببرامج القناة تعقيبا علي الموضوعات النقاشية التي تطرح بالبرامج ،وبعدها أصبحت علي اتصال دائم لقادة الجماعة الاحمدية في مصر .

وقبل أن انهي الإتصال بالأحمدية هالة عطية ،عرضت علي إمكانية أن تتصل بالأستاذ هاني طاهر وهو المتحدث الرسمي للجماعة لمعرفة المزيد ،لأنها مثلما قالت (يستطيع أن يرد علي جميع تساؤلاتك )،وانتهي الاتصال .

لم يمض علي مكالمتي معها أكثر من ثلاث ساعات ،وإذ بمن يتصل بي ذي لهجة خليجية مميزة :أنا هاني طاهر ،علمت من الأخت هالة ،أنك تكتب عن الأحمدية ،ويسعدني أن أجيب علي أسئلتك ،ممكن نتواصل عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس،وأريدك ان تعطيني العنوان ..أجبته العنوان لدي الأستاذ عكرمة نجمي ،لأني قد طلبت منه من قبل إحداثيات القناة ..فأجاب (آه تذكرتك)!.

و خلال الاتصال بالبريد الإلكتروني لم ينفي هاني طاهر أنهم يستخدمون القناة الأحمدية في التبشير لفكرهم الأحمدي فقال ( ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال القنوات الفضائية ومواقعنا على النت وكتبنا ومجلاتنا وصحفنا وإذاعاتنا وزياراتنا وجلساتنا وما شابه ذلك).

وأضاف :اتهام أمن الدول لنا بأننا ندعوا لفكرنا من خلال القناة هو اتهام صحيح ،فيما بدي غير عابئ بأي ردة فعل من السلطات المصرية التي ربما تقوم باغلاق القناة من علي تردد القمر الصناعي المصري نايل سات قائلا: نبث على قمر آخر.

في حين نفي طاهر أن القناة تبث من حيفا ،مؤكد أن القناة تبث من لندن. ويمكن لأي زائر أن يرى ذلك. كما يمكن لأي زائر لحيفا أن يرى خطأ زعم أن القناة تبث من حيفا.

كما نفي صفة العمالة للإنجليز واليهود ،وأن الفيديو المنشور علي موقع "اليوتيوب "لأمير جماعتهم في حيفا مع بيريز حول مئدبة افطار في مقرهم بالكبابير باسرائيل قائلا: : علاقتنا مع الناس أيا كانوا في هذه الدنيا هي علاقة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكمة وموعظة حسنة. وأما إسرائيل فهي دولة اعتدت واغتصبت حقوق مئات آلاف الفلسطينين أو ملايين منهم، وهذا نرفضه ونراه جريمة. ويمكنك أن تقرأ في ذلك خطب الخليفة الثاني عند تقسيم فلسطين، وكذلك مواقف ظفر الله خان الذي كان ممثل باكستان في الأمم المتحدة عند قرار التقسيم.

وأضاف- والكلام لطاهر- : أما الفيديو الخاص بلقاء الأخ محمد شريف - أمير جماعتنا في حيفا – وهو يستقبل شيمون بيريز ويصافحه منذ عام ونصف، فقد سبقه الرئيس الراحل ياسر عرفات بخمس عشرة سنة، بينما سبقه رئيس مصر بثلاثين سنة، وأيضا الرئيس حسني مبارك فإن قال قائل: هؤلاء خونة، فليعلم أن عرفات قد اختاره معظم الفلسطينيين الذين شاركوا في الانتخابات الفلسطينية بعد سنتين من مصافحته لبيريز، فهل هؤلاء خونة ومتآمرون أيضًا؟

يروى طاهر كواليس هذا اللقاء، فيقول:كان أحد مدراء مكتب بيريز قد اتصل برئيس بلدية حيفا طالبا منه أن يختار مكانيْن ليزورهما في المدينة، فعرض عليه رئيس البلدية مكانين، أحدهما: مركز الجماعة الأحمدية، فاتصل هذا المدير بالأخ شريف وسأل عن إمكانية ذلك، فاستجيب طلبه.وقد عارض بعض الأحمديين الزيارة.

ويضيف : إن الأمير قد شرح له ولمرافقيه العقيدة الإسلامية الصحيحة، وبين له استنكارنا لهجوم أحد أعضاء الكنيست (الداد) على الإسلام. كما شاهد معرض تراجم القرآن الكريم ونشاطات الجماعة في العالم وعن ظفر الله خان وعن البروفيسور عبد السلام، وأُهدي نسخة من القرآن الكريم، ومختارات من أحاديث الرسول ، وكتاب القتل باسم الدين.

كما رد علي الإتهامات الموجهه لجماعاتهم بأنها خرجت عن الملة ،ولا تعمل بالسنة المحمدية الشريفة قائلا: نحن مسلمون لا نخرج عن الإسلام قيد شعرة فيقول المسيح الموعود عليه السلام:"لا دينَ لنا إلا دين الإسلام، ولا كتاب لنا إلا الفرقان كتاب الله العلاّم، ولا نبيّ لنا إلا محمدٌ خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وبارَكَ وجعل أعداءه من الملعونين. اشهدوا أنّا نتمسّك بكتاب الله القرآن، ونتّبع أقوال رسول الله منبعِ الحق والعرفان، ونقبَل ما انعقد عليه الإجماع بذلك الزمان، لا نزيد عليها ولا ننقص منها، وعليها نحيا وعليها نموت، ومن زاد على هذه الشريعة مثقال ذرّة أو نقص منها، أو كفر بعقيدة إجماعيّة، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. (مكتوب أحمد، ص 39).

كما يؤكد طاهر خلال الاتصال بالبريد الالتكروني من لندن أن تحقيقات الأمن حول عدم زواجهم من المسلمين هي معلومات حقيقية وصحيحة فيقول : لا نزوّج بناتنا لغير الأحمديين، ولكن يمكن أن نتزوج منهم أحيانا. قال الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم 22)، فالزواج لا بد فيه من السكينة. وحيث إن الآخرين يشتمون المسيح الموعود عليه السلام أو يستهزئون بدعوته فلا مجال لأن تشعر المرأة الأحمدية بسكينة مع زوجها الذي من هذا الصنف من الناس.

يرد طاهر عن توصيف هذا المعتقد الاحمدي حول إذا كان دين جديد ،أم مذهب ،أم ماذا ؟ قائلا بطريقة ملتوية: نحب أن نُسمى باسمنا نفسه وهو الجماعة الإسلامية الأحمدية. والفرد فينا صفته مسلم أحمدي.

ويبدو من إجابته السابقة أنه لا يكفر المسلمين أو بمعني أدق شريعته لا تكفر المسلمين أو من لا يؤمن بمعتقدهم ومسيحهم ،وهو ما بدي متناقضا خاصة إذا ما تطلع المرء علي آراءه في الكفر والتكفير بين رسائله مع قادة الجماعة ،إذ يكفرون جميع من خالفوهم ،لكنهم يعملون بمدأ "التقية "لتفادي الصدام مع المجتمع ،فهم يكفرون المسلمين لكنهم يؤكدون انهم كفرة ومسلمين ولا يقترن هذا دخولهم الجنة أو النار!.

فيما بدي مرة أخري متلاعبا كما الساسة بعدما سألته عن تشكك الجماعة ولو للحظة من أن الأمن المصري يراقبهم للإيقاع ببعضهم،فأخذ يلف ويدور في الإجابة التي كانت موضوع أساسي في الرسائل التي قدمنا بعضها ،فيقول هنا عكس ما كان يدور في خطاباتهم " لا نسيء الظن بأحد، ويمكن لكل الناس أن يشاهدوا قنواتنا، وهذا يسرنا. ونأمل أن يشاهد رجال الأمن قناتنا ليعرفوا كيف يساهم فكرنا الإسلامي الصافي باستقرار الأمن في المجتمع"إذن فأين الحاج فاروق الذي شككتم في ولائه للمخابرات المصرية !.

ورغم ان الدستور المصري الذي يقر حرية الأديان والمعتقدات والفكر وحرية الرأي ،والتجمع وانشاء الجمعيات المدنية طبقا للمادة 40،46،47إلا ان المادة 55والتي تقر حق المواطن المصري في انشاء الجمعيات ، اشترطت ألا يكون نشاطها معاديا لنظام المجتمع أو سريا ،وهو ما يظهر من خلال جماعة الأحمدية في مصر الغير معترف بها قانويا كما أنها ذات نشاط سري واضح من خلال رسائلهم ،كما أن المتحدث الرسمي للجماعة نفسه لم ينفي وجود جماعة لهم في مصر قائدها ورئيسها حاتم الشافعي .

تبدأ عملية جلب واستقطاب الأعضاء الجدد بتلقي الجماعة "رسالة " عبر بريدها الخاص علي شبكة "الإنترنت "أو الفاكس فيما يسمونه بعملية "البيعة"، مرفقا بياناته وأرقام تليفوناته ، وملخصا لعائلته ،وبعدها يخطر الرجل الأول المعني بالمبايعين الجديد ،وهو عكرمة نجمي .

ويقوم عكرمة بإرسال رسالة نصها كالتالى : بسم الله الرحمن الرحيم ..أخوتي الكرام البررة ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..أسأل الله تعالى أن تصلكم رسالتي هذه وأنتم في أتمّ صحة وأحسن حال... رمضان مبارك، تقبل الله فيه قيامكم وصيامكم وتضحياتكم، وأعطاكم من فيض فضله العميم ... آمين ،مرفقا بطيه رسالة رقيقة صريحة جميلة وصلتنا عبر الفاكس وهي عبارة عن بيعة جديدة من قبل الأخ حسن محمد يوسف من القاهرة وهواتفه كالتالي :.....وذكر أربعة أرقام تنوعت بين محمول وثابت.

ثم يكتب المبايع بياناته فى رسالة، فبتاريخ 11-8-2008 بعث مصرى يدعى"فكرى" رسالة نصها :أنا الدكتور فكري محمد عبد السلام، مصري الأصل وأعمل في السعودية، أعمل خارج مدينة الرياض في مسلخ، كطبيب بيطري، متزوج وعندي ولد وبنتان، عمري 53 سنة.

ويضيف فكرى فى رسالته:ابني خريج كلية التجارة، وابنتي الكبيرة في سنة رابعة أدب فرنسي، وابنتي الصغيرة في السنة الثانية في كلية التربية، أما زوجتي فهي مديرة مدرسة ابتدائية. بفضل الله تعالى وبفضل قناتكم الحبيبة، اقتنعت أنا وعائلتي بعقائد الجماعة ونريد بيعة الإمام المهدي u. فلقد اطلعنا على الشروط العشرة للبيعة ونحن نراها من أجمل التعاليم، ونقبلها، ونرجوكم نريد أن نبايع بسرعة. فلقد فهمنا موضوع الإمام المهدي ، ونبوته التابعة للرسوت، وأنه صادق ومن عند الله.

ويختم :أرجوكم أن ترفعوا بيعتنا للخليفة أيده الله، فإن الموضوع ليس بسيطا فعليه منوطة نجاتنا، فلقد اطلعنا أيضا على ضرورة البيعة بحسب ما قاله رسولنا الكريم ، من مات وليس بعنقه بيعة مات ميتة جاهلية. نحن بانتظار قبول البيعة على أحر من الجمر" إنتهت الرسالة .

وفي هذا الشأن تعاقب المادتان 176 و171من قانون العقوبات بالحبس لكل من استخدم وسائل الإعلام وبينها القنوات الفضائية في التحريض علي طائفة أو طوائف من الناس أو هدد السلم العام وعلي إزدراء الأديان.

كما أن الشركة المصرية للأقمار الصناعية"نايل سات" كانت قد وضعت شروطا ثلاثة لقبول بث القنوات على القمر الصناعى المصرى "نايل سات" أولها :ممنوع إنشاء قنوات فضائية للأحزاب، لأنها تُعد تحريضاً ضد الأنظمة العربية.وثانيها :ممنوع إنشاء قنوات فضائية جنسية،والثالث :ممنوع إنشاء قنوات فضائية دينية تحمل فكراً متطرفاً يؤدي إلى العنف .وهي الشروط التي ووافق عليها مجلس الشعب المصري وأقرها مجلس الوزراء وفقاً لما أكده أمين بسيوني الرئيس السابق للشركة المصرية للأقمار الصناعية وقتها في تصريحات سابقة .

ووفقا لهذة الشروط وعملا بمبدأ الحد من إزدراء الأديان وتكدير السلم العام ، قامت الشركة المذكوره بوقف بث عدد لا يستهان به من القنوات الفضائية ،والتي كان آخرها عملية تطهير وتنظيم طالت قنوات القمر الصناعي المصري بناء علي قرار وزير الاعلام السابق أنس الفقي وهو ما أدى إلى إغلاق 16 قناة دينية متخصصة وأخرى متنوعة ،عاد أغلبها للبث مرة أخري بعد سقوط النظام السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك .

إضافة إلي إجراءات سابقة لإغلاق قناة "العالم الإيرانية " الإخبارية بتهمة نشر أخبار تضر بمصلحة مصر ، وقناة "المنار" التابعة لحزب الله ، خاصة بعد ضبط خلية الزيتون التابعة له وتم اغلاقها - بنفس التهمة تقريبا - و قناة "الحوار" التي كانت تبث من لندن في أبريل عام 2008 حيث كانت تتبني الدفاع عن القضية الفلسطينية ، ولم تسلم قناة "الأقصى" الفلسطينية أيضاً من الإغلاق علي خلفية اتهامها بالترويج للإرهاب .

ووفقا لوثيقة تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية التي وقع عليها وزراء الإعلام العرب ، ومنهم بالطبع ضمنهم أنس الفقى وزير الإعلام السابق، حيث تلزم هيئات البث ومقدمى خدمات البث الفضائي ، بمراعاة القواعد العامة وعدم التأثير سلبا على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام والآداب العامة.

الغريب في الأمر أن القناة الفضائية التابعة للأحمديين "mta" أغلقتها السلطات المصرية قبل عامين ربما لعلمها بالأسباب التي أشرنا إليها ،إلا أنها عادت من جديدة علي تردد القمر الصناعي "النايل سات "،إذن .. فلماذا أغلقت من قبل ،ولماذا عادت ؟ وهل هذه القناة لا تعتبر قناة تهدد السلم الإجتماعي كما جاء بوثيقة تنظيم البث الفضائي ،وتحض علي الفتنة الطائفية ؟كلها أسئلة نقف أمامها في حيرة ،ويبقي السؤال ،هل تغيرت الأسباب التي عليها وبسببها أغلقت هذه القناة من قبل لتعود من جديد تمارس نشاطها التبشيري ؟.