الدموع توحد المسلمين والأقباط
ادلي القمص شاروبيم عوض كاهن كنيسة مارمينا بشهادته لـ »الوفد« حول الوقائع المؤسفة التي حدثت بين الاقباط والمسلمين في امبابة وأسفرت عن مقتل 12 واصابة 242.
ونفي القمص شاروبيم قيام السلفيين بإشعال الفتنة أو التعدي علي الكنائس واطلاق النيران علي الاقباط، موضحا أن من قام بذلك ليس من السلفيين او المسلمين بل هم عناصر بلطجة مخربة من اهالي المنطقة.
وأضاف أن كل من حمل سلاحاً واصاب ابرياء ليس له دين، مشيراً إلي أن السلفيين هم من اتباع الرسول صلي الله عليه وسلم والسلف يعمل ما اوصي به الرسول من توصيته بالخير والمعاملة الحسنة مع أهل الكتاب، وأضاف عوض ان الكنيسة تم انشاؤها عام 1988 وافتتحت رسميا عام 1996 موضحا أنه ليس هناك أي مشاكل منذ بنائها مع الاخوة المسلمين فمنازلهم تحيط الكنيسة ويتم تبادل التهنئة في الاعياد، وقال ان من قام بذلك ليس مسلماً نهائياً فمن تعاملنا معهم يوم الواقعة غير اخوتنا المسلمين الذي نتعامل معهم منذ الصغر.
وفجر الكاهن مفاجأة قائلاً إن شيوخ المنطقة تنبأوا بوقوع فتنة طائفية بالمنطقة قبل الواقعة بثلاثة أيام واجتمعوا مع كهنة الكنيسة لتوطيد العلاقات وحذروا من الانجراف وراء شائعات تفجر فتنة بين اطياف الأمة.
واعرب »شاروبيم« عن تعجبه من ما تم نشره علي المواقع الاسلامية حول ظهور »عبير« وادعائها حبسها بكنيسة مار مينا قائلاً »انا لم افارق الكنيسة منذ الاحداث ولم ار وجهها وان الكنيسة دائما تفتح ابوابها للجميع ليدخل ويخرج متي شاء.
وقال: إن كانت الكنيسة ترغب في اخفائها فهل ستقوم بحبسها داخل كنيسة متواجدة بمنطقة شعبية مليئة بالمسلمين والمسيحيين، أم في اماكن متطرفة بعيدة عن أعين الناس، موضحاً أن »عبير« من اسيوط فإذا رغبت الكنيسة في اخفائها ستخفيها هناك.
واستكمل شاروبيم حديثه بتكذيب فيديو »عبير« الذي تم نشره علي موقع الجماعة الاسلامية قائلاً: ان كانت قد اختطفت كما ادعيت فهل الخاطف سيتركها معها موبايل لاجراء اتصالات بالخارج؟.
وروي »عوض« تفاصيل الواقعة لـ »الوفد« قائلاً إن الاحداث بدأت يوم السبت الساعة 6 مساء حيث سمعنا صوت تجمهر من جميع الاتجاهات، وجريت لمعرفة السبب فعلمت انهم يبحثون عن فتاة اجهل اسمها قادمة من اسيوط بزعم ان الكنيسة قامت بإخفائها ولم نجد احداً من الشرطة أو الجيش في ذلك الوقت لاجراء حوار مع المتجمهرين او لابعادهم عن الكنيسة، وبعد صلاة المغرب بدأت هتافات مثل »سقطت الدولة«، »مش عايزينهم.. مش عايزينهم«، »اسلامية اسلامية«، »بالروح بالدم نفديك يا هلال« ثم بدأت تجمعات من الاقباط تتوجه إلي الكنيسة لتشكيل دروع بشرية لحمايتها مرددين هتافات »بالروح بالدم نفديك يا صليب«، دون حدوث احتكاكات حتي الساعة السابعة.
وأضاف: أن احد الضباط جاء للكنيسة وأكد الكاهن له أنه لن يمانع من دخول مجموعة من الشيوخ للكنيسة للتفاهم، وخرج الضابط ولم يعد، وبعد ساعة خرج ضابط آخر لسؤال المتجمهرين أمام الكنيسة عن مطالبهم، فقاموا باطلاق طلقتين في الهواء تعبيرا عن رفضهم لاي تفاهم مع الكنيسة، وحاول شباب الكنيسة عمل طوق من الدروع البشرية لتأمين خروج لواء شرطة مع 3 ضباط بعد أن هاج المتجمهرون عليهم لشعورهم بوجود تفاوض بين الشرطة والكنيسة، وعقب خروجه عثر علي سيارة البوكس محروقة بالخارج، ثم حاول الشباب القبطي طلب النجدة من عميد شرطة فقال لهم ليس لدي اوامر للدخول إلي الكنيسة، مما ادي إلي تطور الامر إلي اشتبكات بالطوب وقنابل المولوتوف بين الشباب اعلي اسطح العقارات المجاورة للكنيسة، وبدأت الكنيسة تستقبل المصابين من الداخل في محاولة لاسعافهم بأدوات بدائية لتأخر الاسعاف ثم بدأ اطلاق النيران، وتوفي »ابانوب« اول شخص اثناء وقوفه علي قبة الكنيسة لمتابعة الاحداث.
وأكد القمص »شاروبيم« أن الحادث شهد وقوع ضحايا بين المسلمين والاقباط، فالكل تبادل الضرب، وبدأ الجيش يصل في العاشرة والنصف مساء رغم بدء الضرب من الساعة الثامنة، مؤكداً أن جميع عناصر الشرطة اختفت بعد ثورة 25 يناير وأن أمين الشرطة الذي كان يتولي حراسة الكنيسة دخل ليختبئ بها اثناء الأحداث.
وأشار إلي أن الجيش تواجد أمام الكنيسة فقط تاركا المنازل والعقارات تتعرض للحريق والنهب دون ان يلتفت إليها موضحا أنه تم حرق عقار مكون من 7 شقق بالكامل منها شقة عريس كان سيتزوج بعد شهر وأكد أن اول سيارة اسعاف وصلت بعد الساعة 12 وهناك احد المتوفين ظل لمدة 6 ساعات ينزف حتي توفي.
واوضح أن الشيخ محمد علي وليس محمد حسان الذي لم نره أبداً هو الذي حاول تهدئة الناس ووصف الشيخ محمد علي بالسلفي المعتدل الذي نجح في تهدئة الطرفين لمدة ساعتين، وبعد ذلك عادت الهتافات مرة اخري اسلامية اسلامية، وحرقوا منازل ومحلات منها محل »الامير« للأثاث وبدأ الجيش فرض حظر تجول يوم الاحد الساعة 11 صباحا بعدما شعر باستياء الاقباط.
وتساءل القمص »شاروبيم« قائلاً: إلي متي بعد حدوث الواقعة يتم اتخاذ قرارات وقوانين؟ وناشد بضرورة وجود قانون حازم وصارم يعاقب المسيحي قبل المسلم إن كان مذنباً.
وأكد الكاهن أن هناك مخططاً وتدبيراً ليس من المسلمين بل من أيد خفية غير معلومة من الداخل أو من الخارج لحرق كنائس الجيزة باكملها لاشعال الفتنة بين اهالي المنطقة واوضح ان الجيش قبض علي 3 أشخاص بالوراق بحوزتهم كراس بها اسماء وعناوين كنائس امبابة.
كما اضاف الكاهن أن مهمة المسجد هي اخراج مسلم صالح ومهمة الكنيسة مسيحي صالح من أجل مصلحة الوطن.
الدين ليس سبب الصراع.. واتهامات لرجال »العادلي« في الداخلية
كتب- سامية فاروق ومونيكا عياد وياسر ابراهيم:
وسط سرادقات العزاء وتلاوة العظات والقرآن علي ضحايا فتنه إمبابة.. ووسط نزيف الدموع وتعالي الصرخات التي اخترقت جميع منازل إمبابة، تلاحم المسلم والقبطي لمواساة بعضهما.. فهنا قتيل مسلم وهناك اخر مسيحي، والسبب اشاعة بوجود فتاة مسيحية أشهرت إسلامها وتم اختطافها داخل الكنيسة لتتحول العصبية والفتنة الي طلقات رصاص تخترق نسيج الوطن الواحد.
وأشاراهالي الضحايا وشهود العيان بأصابع الاتهام إلي مؤامرة اشتركت فيها عناصر من الداخلية من جهة وبعض الجهات السيادية التي لها مصلحة من جهة أخري.
ونفي كاهن كنيسة مار مينا أن يكون أي مسلم أو سلفي وراء حادث الفتنة، واصفا من قام بذلك بأنهم ليس لهم دين وانهم جاءوا »من تحت الأرض« وليس من أهالي المنطقة.
تمكنت "الوفد" من اختراق اجواء الحظر ووصلت إلي المنزل رقم 71 بشارع عبده راغب والتقينا بوالدة باسم محمد كامل »19 سنة« والذي خرج لتوصيل احد أصدقائه فرجع جثة هامدة. جلست الأم وسط جيرانها في حالة من الذهول عقب موت فلذة كبدها وقالت: كنت يوم الحادث خارج المنزل وعند عودتي لم أجد باسم ثم حضر في الساعة »11 مساء وكأنه كان يودعني ثم خرج مرة اخري فطلبت منه عدم النزول خوفا عليه مما يحدث في الخارج وينتظر حتي انتهي من اعداد الطعام ولكنه أصر علي الخروج وبعد 10 دقائق وأثناء وقوفي في المطبخ فوجئت بالجيران يطرقون باب الشقة ونقلوا لي خبر قتله والذي هبط علي رأسي كالصاعقة ولم أشاهده إلا في المشرحة.
واضافت أنها كانت تنوي ان تزوجه عقب انتهائه من فترة التجنيد واكدت ان فقيدها كان هادئ الطباع وكان اغلب اصدقائه من الاقباط وانهم صدموا عندما علموا بمقتله في الاحداث.
كما تقابلنا مع محمد كامل "والد باسم" وشقيقه وائل واللذين حاولا إظهار تماسكهما في بداية الامر حتي تحدث الاب المكلوم قائلا: كنت قد اعددت له اوراق ومستندات التجنيد وذلك لاتمامه سن التاسعة عشرة ومن المفترض ان يذهب الي ادارة التجنيد لتقديم الاوراق ولكن شاء القدر وسبق كل شيء، فبعد ان خرج »باسم« مع اعز اصدقائه حتي تنتهي والدته من اعداد الطعام فوجئت بطرقات سريعة علي باب الشقة ودخل احد الجيران حاملا الخبر المفزع وهو يصرخ "الحقني يا عم محمد باسم مات مات". خرجت مسرعا لأجد ابني جثة هامدة غارقا في دمائه والسبب مشاجرة وفتنة غير صحيحة، فأكثر من حضر لعزائي في ابني من الاقباط ونعيش جميعا في مكان واحد ونتقاسم لقمة العيش.
أثناء تواجد "الوفد" في منزل »باسم« رصدت حوارات جانبية من الذين حضروا لتقديم واجب العزاء، فهناك من اتهم امريكا بالتلاعب داخل مصر بعد ان سنحت لها الفرصة ولم تجد »كبيراً« يحكم البلد علي حد وصفهم، بينما ألقي فريق آخر أصابع الاتهام في احداث إمبابة علي حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق عن طريق تحريك اتباعه من مساعدي الداخلية لاشعال الفتنة حتي يترحم المصريون علي أيامه.
وقالت احدي الحاضرين أن هناك العديد من الفتيات القبطيات اللاتي أعتنقن الإسلام دون ان تحدث هذه المعركة التي تسببت في حالة رعب وفزع لجميع الاهالي بالمنطقة، وأضافت إن هناك بعض الجيران نزلوا الي الشوارع من شرفة منازلهم بواسطة حبال لخوفهم من النزول من الابواب لوقوف البلطجية أمام ابواب منازلهم. واكدت سيدة تدعي »مروة« ان من قام باطلاق النيران من خارج المنطقة، وان الشباب وقفوا يداً واحدة مسلما ومسيحيا للدفاع عن بعضهم إلي ان تطور الامر لاشتباكات من أعلي اسطح العقارات، وطالبت بتواجد الشرطة قائلة "من غير شرطة مفيش اصلاح عايزين شرطة تحاسبنا لو غلطنا" وألقت بمسؤلية الواقعة علي جهاز الشرطة الذي تخلي عن واجباته منذ بداية الواقعة التي بدأت في الساعة الخامسة والنصف. واتهمت سيدة اخري »عوني« صاحب المقهي ببدء اطلاق النيران في الهواء مما ادي الي تطور الاشتباكات.
وانتقلت »الوفد« إلي منزل الضحية رامي رميان ملاك »سائق« ووقف والده وشقيقه لتلقي العزاء وبصحبتهما شريكه في العمل »أحمد« وتحدث شقيقه الاكبر روماني مؤكداً ان الاحداث بدأت عندما حضر بعض الاشخاص يؤكدون وجود فتاة مسيحية اشهرت اسلامها ومتزوجة من مسلم ومحتجزة داخل الكنيسة وحدثت مشادات بين الطرفين فبدأ عقلاء الجانبين في تهدئة الموقف وحاولنا توحيد صفوفنا نحن وهم قائلين "مسلم ومسيحي أيد واحدة" وبعد ان قام عدد من المسلمين باداء صلاة المغرب بجوار الكنيسة اخذ بعض الاشخاص يرددون "إسلامية .. إسلامية" وكان في ذلك الوقت شقيقي القتيل داخل الكنيسة بالطابق السابع واثناء تواجد المسلمين امام الكنيسة فوجئنا بعدد كبير من الدراجات البخارية يستقلها اشخاص مجهولون اطلقوا اعيرة نارية بطريقة عشوائية وفروا هاربين، ثم اصيب شقيقي في رأسه أثناء وقوفة بالكنيسة لمراقبة الموقف، واضاف ان مجموعة من البلطجية اقتحموا 4 منازل واشعلوا النيران فيها واستولوا علي محتوياتها.
والتقط والد القتيل طرف الحديث وهو يبكي قائلا إن زوجته ماتت منذ عام وان لديه بنتين صغيرتين وان القتيل "رامي" كان مصدر الرزق الوحيد له. واضاف أن آخر لقاء بينهما كان قبل مقتله بساعات اثناء جلوس رامي مع صديقه علي مقهي، مؤكداً ان علاقة ابنه بالمسلمين وطيدة وان اغلب من حضر العزاء من المسلمين.
وقال احمد رمضان شريك »رامي« في تجارة الخردة، إنهما يمكثان معا طوال اليوم، والنوم هو الوحيد الذي يفرق بينهما، واضاف انه صديقه منذ 6 سنوات ولم يكن بينهما مشاكل نهائيا ولم يشعر معه بفرق بين مسلم ومسيحي، وكانا يجلسان سويا يأكلان في طبق واحد، واثناء احداث إمبابة اتصل والده بي قائلا: "ابحث عن اخوك رامي" فذهبت للبحث عنه فلم اجده وعلمت بعد فترة من والده انه توفي، فجريت مسرعا إلي المستشفي ودخلت المشرحة لتغسيله مع شقيقه، واضاف انه نام بجانب صديقه علي سريره أثناء وفاته لعدم تحمل فراقه.
واستنكر أحمد رمضان طريقة تشريح الجثة موضحا ان جثة صديقه تم تشريحها بطريقة حيوانية رغم ان الطلقة كانت بالمخ ولم يكن به خدوش بالجسم.
واشار إلي ان العناصر التي اشعلت الفتنة جاءت من خارج المنطقة وانه لم يرها قبل ذلك، وان ما حدث لا يرضي الكفار وتساءل من اين جاء هؤلاء الناس، هل هم مأجورون ام من النظام السابق، وقال انه اول مرة يسمع كلمة سلفيين في تلك الفترة، واتهم ثورة 25 يناير بأنها سبب تدهور حالهم واصفا النظام السابق بأنه كان الحامي الذي وفر الأمن والأمان لهم علي حد قوله.
ثم التقينا مع شقيقته الكبري "مني" التي شاهدت شقيقها آخر مرة يوم شم النسيم لانها دعت اشقاءها جميعا لقضاء هذة المناسبة معها وتناول وجبة الغداء عندها وجلس معها في هذا اليوم اكثر من اربع ساعات ولكنهما طيلة هذه الفترة كانت تهاتفه وكان آخر اتصال بينهما تلقته منه الخميس الماضي عندما اتصل بها وهي في شقة اسرتها وطلب منها ان ترسل لة مفتاح شقتها مع احد ابنائها لكي ينام فيها بمفرده وفوجئت بعد ذلك باشقائها ابلغوها بخبر مقتله وقالت شقيقته ميرفت انها في يوم الاحداث الدامية التي شهدتها امبابة تلقت منة ثلاثة اتصالات هاتفية وانها اتصلت به اثناء تواجده اعلي الكنيسة وطمأنها علية وطلب في اخر الاتصال الا تعاود الاتصال به مرة اخري وسمعت اصوات الرصاص اثناء حديثها معة فحاولت الاتصال به مرة اخري وبعد مرور 5 دقائق وجدت الهاتف غير متاح وقالت شقيقه الثالثة مادونا وهي ترتجف من شدة الحزن انه منذ وفاة والدتها وكان "رامي" هو الذي يعوضها عن حنان وفقدان امها لدرجة ان جميع من حوله كان يستغرب تدليله لها فيرد عليهم قائلا يكفي انها حرمت من والدتها ويجب ان أعوضها عن هذا الحرمان وفي يوم السبت كان يجلس طوال اليوم معها ويبدو عليه سعادة لم ترها علي وجهه من قبل ثم عرف من احد الجيران ما يحدث امام الكنيسة فاخبرها بانه سوف ينزل لاستطلاع الامر وطلبت من ان يصطحب معه ابنة شقيقتها لتوصيلها الي منزل امها لكنه رفض واسرع الي الكنيسة ليلاقي قدره ولم يتبق منه سوي ملابسة الملطخة بالدماء.
والقت »الوفد« أسرة الشهيد ابانوب كرم عبد السيد »19 سنة« وقال شقيقه مايكل في حزن ان شقيقه كان سيسافر الي ايطاليا الشهر القام بعد ان حصل علي منحة التفوق الدراسي، وأضاف ان أبانوب تلقي اتصالاً يخبره بان هناك أحداثاً امام الكنيسة فذهب مع اصدقائه للاستفسار عما يحدث فوجد مجموعة من السلفون يصل عددهم إلي 300 يتجمهرون أمام كنيسة مار مينا ثم بدأت الاعداد تتزايد وأشخاص قادمة من جميع الاتجاهات من المشروع وبشتيل والاقصر والشوارع الجانبية الي ان وصل العدد للآلاف،
واشار ابن عمه إلي انهم يعيشون في امبابة منذ أكثر من 25 سنة تجمعهم مشاعر حب ومودة مع جيرانهم المسلمين، الذين حضروا لتقديم واجب العزاء قبل المسيحيين.
وذهبنا الي منزل القتيل محمد اسامة رمضان »21 سنة« والذي اصيب بطلق ناري في صدره اودي بحياته جلس ابوه والدموع تملأ عينيه اقتربنا منه وبدأ كلامة بأن ما حدث "ليس فتنة بل تخريب وهذا قدر ابني، قال كان مدلل جدا وكنت ادعوه "حمادة سمسم" وذلك لانه ابني الوحيد وله شقيقتان وكان عوني في الحياة فانا اعمل "مبيض محارة" وهو سندي في دنيتي بعد الله وفي يوم الحادث عدنا في تمام الساعة السابعة مساء وذهب حمادة لسؤال والدته عن الطعام فاخبرته بانها اقتربت علي الانتهاء منه فطلب مني ان ينزل الي الشارع ليشاهد ما يحدث في شارع المشروع امام كنيسة مار مينا فطلبت منه عدم التأخير وبعد مرور ساعة القلق وتوجهت الي الشارع لابحث عنه وبمجرد ان قاربت من الشارع شاهدت كثيراً من الاهالي يهرعون يمينا ويسارا هربا من طلقات نارية عشوائية تاتي من اتجاه الكنيسة والمنازل المجاورة لها واطلاق قنابل المولتوف فأخذت ابحث عن "حمادة" حتي عثرت علية ساقطا علي الارض غارقا في دمائه حملته بين ذراعي وهرعت به الي المستشفي ولكنه لفظ انفاسه الاخيرة بين احضاني صرخت ولكن الصوت لم يخرج من حنجرتي فالصرخة شطرت قلبي نصفين لفراق وحيدي وعندما عدت به سقطت أمه مغشيا عليها ومنذ تلك اللحظة ونعيش انا ووالدته وشقيقتاه في حالة ذهول غير مصدقين ما حدث، ومن المستفيد من إهدار دماء هؤلاء الشباب؟!! فما حدث لا علاقة لة بالديانات السماوية جميعا ومنذ ان كنت شابا صغيرا وانا لي اصدقاء اقباط كثيرون وعلاقتنا تسودها الحب والمودة ولا يمكن ان يفترق القبطي والمسلم فالجميع جسد كما وقفنا في ميدان التحرير في احداث ثورة 25 يناير جسداً واحداً فمن يريد تمزيق هذا الجسد؟!!
عبود الزمر: الجماعة الإسلامية تدين أحداث الفتنة.. ويطالب بتكاتف المسلمين والمسيحيين والسماح بحرية التعبير
أسيوط ـ عبده حسانين وأحمد الأسيوطي:
عقدت الجماعة الاسلامية بأسيوط مؤتمراً حاشداً بحضور 5 آلاف مواطن بمسجد أبو بكر الصديق بالجمعية الشرعية بمدينة اسيوط، استهل المؤتمر عاصم عبد الماجد احد قيادي الجماعة الاسلامية اكد ان الفساد دام 30 عاماً في مصر قهراً وظلماً للابرياء ولكن ارادة الله اقتصت من الطاغية، وقال ان الشعب حقق ثورة عظيمة بالتكاتف واثبت الوحدة الوطنية وكافة التيارات الاسلامية في ميدان التحرير واثبت للعالم قدرة الشعب المصري وتماسكه وان المسلمين يحققون العدل وينشرونه في كل مكان مطالباً بالتماسك بين المسلمين والاقباط وعدم حرق منازل المسيحيين لأن اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم والسيد المسيح نهيا عن العنف ودعيا للتسامح واكد عبود الزمر قيادي بالجماعة الاسلامية ان الجماعة تدين الاعتداءات المتبادلة بين بعض المسيحيين والمسلمين بمنطقة امبابة مشيراً الي انه لا يجوز الاعتداء علي اي ممتلكات او أرواح أو كنائس للمسيحيين، واشار الي انه يجب علي الكنيسة الارثوذكسية عدم الوقوف في وجه حرية الاعتقاد لرعاياها وان تترك لكل من تحول الي الاسلام حرية التعبير عن اختيارهم العقيدة امام الجهات الرسمة والاعلامية المحايدة وذلك بعد قضاء فترة من الحياة الطبيعية بعيداً عن اي ضغوط كنسية وطالب المسلمين بأن يتجهوا الي الجهات الرسمية للتأكد من حقيقة احتجاز اي فتاة تحولت الي الاسلام داخل اي كنيسة او دير، ودعت الجماعة المجلس الاعلي للقوات المسلحة الي تطبيق القانون بصورة عاجلة وعادلة علي كافة المتورطين في تلك الاحداث التي يوقظها فلول النظام السابق المعادي للثورة ويستثمرها بعض المتطرفين من اقباط المهجر والذين يدعون الي جلب الحماية الدولية علي مصر ويرودها بعض المتطرفين من المسيحيين امام السفارة الامريكية بالقاهرة ودعا الي تحصين المجتمع ضد الفتنة الطائفية الذي يحاول ان يشعلها انصار الثورة المضادة وحذر المجتمع الاسيوطي بالانتباه من هذه المؤامرات وان نعطي بأن الثورة قامت بأيدي مسلمين ومسيحيين ونصح الشعب بان يعي ما يتردد في الشارع بأن عهد مبارك كان افضل لما يحدث من تفجيرات في مصر، ولكننا نؤكد اننا لن نقول هذه الكلمة وقال نحن اشترينا حريتنا بـ70 مليار جنيه لدي اللصوص وخلال المؤتمر قام شاب بتوجيه سؤال الي عبود الزمر قائلاً »هل يستحق السادات بطل الحرب والسلام ان يقتل فأجاب عبود: نعم« ورداً عن سؤال حول مقتل اسامة ابن لادن قال هو ضحية من ضحايا العدوان الامريكي محذراً امريكا من غطرسة تعاملها مع الدول العربية والاسلامية والقضية الفلسطينية وتسبب ذلك في كراهية الشعوب لامريكا وقال الزمر إننا نسعي لحل مشاكل ديون مصر باقناع الدول لاسقاط الديون او القروض الحسنة من الدول العربية حتي نستطيع الوفاء لهذا الشعب في مواجهة الطاغية والمعتدي الاسرائيلي وحول ترشيحه للرئاسة قال إن الجماعة الآن تجري استكمال صفوفها وتحديد كوادرها وسوف تطرح اكثر من اسم لاختيار مرشح للرئاسة وقال ان هناك حزباً جديداً سوف يتم اعلانه قريباً ودعا عبود الي توحيد جميع التيارات الاسلامية تحت شعار واحد وداعب الزمر الجمهور قائلاً »زوجتي قالت لي ما برنامجك الخاص بالمرأة المصرية رد عليها قبول تعدد الزوجات قالت له سوف تخسر فقال لها انا معايا 9 مليون عانس سوف يعطونني اصواتهم«.
من ناحية اخري اكد عصام دربالة احد قيادات الجماعة ان الفتاة عبير خرجت من محبسها واسلمت برغبتها وتناشد القوات المسلحة حمايتها ويجب علي الاقباط انهاء هذه المهزلة فلا اكراه في الدين، وعلينا ان نلتزم بالقانون الرسمي حتي لا تحدث فتنة في الوطن مطالبين الاقباط بتفهم الموقف واغلاق الملف.
وطالب المجلس العسكري بالمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن من أمريكا.
البورصة تواصل امتصاص تداعيات أحداث إمبابة
كتب - صلاح الدين عبدالله:
دفعت عمليات الشراء المكثفة للمستثمرين الاجانب والمؤسسات الوطنية البورصة خلال تعاملات أمس إلي الارتفاع الملموس، لتواصل بذلك امتصاصها لتداعيات احداث إمبابة.
واصل مؤشر البورصة الرئيسي ايجي اكس 30 ارتفاعاته بنسبة ملموسة بنحو ٢١ نقطة بنسبة 0.22٪ ووصل المؤشر إلي 4945 نقطة حتي منتصف الجلسة، مستقرا بذلك فوق منطقة الدعم الرئيسية عند 4.800 نقطة، وملامسا لمستوي 5 آلاف نقطة.
كما تباين أداء المؤشرات الصغيرة والمتوسطة بين الارتفاع والانخفاض، واصل ايجي اكس 70 ارتفاعاته بفعل الاتجاه الشرائي القوي للمستثمرين الافراد بنسبة طفيفة، فيما اتجه ايجي اكس 100 إلي الانخفاض الملموس.
تلونت شاشات التداول باللون الاخضر، وارتفع نحو 89 سهماً في اجمالي 174 شركة وخسر نحو 75 سهما.
استمرت تعاملات الاجانب والمؤسسات الوطنية في الشراء ليسجلوا صافي شراء 5 ملايين جنيه، بينما اتجهت تعاملات العرب والافراد نحو البيع ليسجلوا صافي بيع بنفس مشتريات الاجانب.
كما واصلت القيمة السوقية للاسهم استردادها للخسائر بنسبة ملموسة ووصل إلي 386 مليار جنيه.
كما ارتفعت الاسهم القيادية باستثناء سهم »أوراسكوم للانشاء« ليتراجع بمقدار 1.14٪ ليصل إلي 237.01 جنيه، بينما ارتفع كل من سهم »التجاري الدولي« بمقدار 0.96٪ ليصل إلي 28.5 جنيه، ثم سهم »هيرمس« بمقدار 0.78٪ ليصل إلي 18.31 جنيه، كذلك ارتفع سهم »اوراسكوم تيلكوم« بمقدار 0.25٪ ليصل إلي 4.03 جنيه.
وسجلت اسهم شركات الادوية نشاطا ملموسا عقب نفي الدكتور مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للادوية، وجود أي تأثير علي 1500 دواء مصري تنتجها الشركات التابعة للقابضة للأدوية من قرار ربط أسعار الدواء المصري بسعر السوق العالمية.
قال اسلام عبدالعاطي خبير اسواق المال ان السوق شهد اتجاها عرضيا بسبب غياب الاتجاه العام للسوق والحيرة لدي المستثمرين خاصة في ظل ارتفاع السوق بشكل نسبي خلال جلسة امس الاول حيث لم يكن الارتفاع مدعوما بقوة شرائية مناسبة مما انعكس بالسلب علي قدرة المتعاملين علي تحديد الاتجاه الحقيقي للسوق وتسبب في هذا الاتجاه العرضي.
في حين ارتفعت بعض الاسهم بشكل منفرد بمعزل عن الاداء العام للقطاع الذي تنتمي إليه، مثل سهم المجموعة المالية هيرمس والاسكندرية للخدمات الطبية وبعض الاسهم الاخري والتي تتعلق عموما بعمليات المضاربات اليومية، ولذلك فأثر هذه الارتفاعات في المؤشر محدود للغاية حيث لا تنتمي اغلب الاسهم المرتفعة لأي من المؤشرات، بالاضافة إلي ان الاداء السلبي للاسهم الاخري يحد من فرص ارتفاع المؤشر بالرغم من ارتفاع بعض الاسهم داخله. وبشكل عام مازالت قيم التداول للاسهم متدنية وتعكس انخفاض السيولة بشكل حاد في السوق. حيث تركز جميع فئات المستثمرين علي عمليات متاجرة ومضاربة دون الدخول في عمليات شرائية قوية تدعم من موقف السوق ككل، في حين يحاول المؤشر الرجوع مرة أخري لمستوي 5000 نقطة والذي سبق ان هبط منه خلال الجلستين الماضيتين.
واشار أحمد شحاتة مدير ادارة البحوث الفنية بشركة النوران إلي ان السوق شهد ارتفاعاً طفيفاً لمؤشر 30 باحجام تداول متوسطة بعد ارتداد لأعلي خلال الجلسة الماضية وتكوينه لدعم فرعي 4850 نقطة في ظل اتجاه عرضي منذ 24-3 ، مشيرا إلي أن المؤشر لديه مقاومة فرعية عند 5070 نقطة متوقعا اقتراب المؤشر منها خلال الجلسات القادمة مع الاحاطة بنقطة وقف خسائر المؤشر الاغلاق تحت 4790 نقطة.