رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبادرة‮ الوفد‮ ‬تعيد مصر لأحضان أفريقيا


حقق وفد الدبلوماسية الشعبية الذي عاد من إثيوبيا مؤخراً‮ ‬انتصاراً‮ ‬كبيراً‮ ‬عجزت عن تحقيقه دبلوماسية النظام السابق‮.‬

وأصبح وفد المهمة الصعبة بل المستحيلة محل أنظار العالم بما عاد به من إنجازات يأتي في مقدمتها إعادة مصر إلي تحمل مسئولياتها الأفريقية في القارة السمراء،‮ ‬واستئناف دورها المفقود في توليد العلاقات بين جميع الشعوب،‮ ‬وهي العلاقات التي تمزقت وتفتتت بفعل السياسات المتخبطة للنظام السابق قبل أن تعيدها ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وتحركات حزب الوفد ومبادراته إلي سابق عهدها وهو ما أكد عليه الرئيس الإثيوبي جيرما ولد جيور رجيوس ورئيس حكومته ميليس زيناوي‮.‬

وما أعلنه رئيس وزراء إثيوبيا أمام وسائل الإعلام العالمية أقوي دليل علي نجاح وفد الدبلوماسية الشعبية في مهمته التي كان البعض يعتقد بأنها مجرد زيارة عادية تنتهي بتوزيع القبلات أو صناعة عواصف التصفيق في أدغال القارة السمراء‮.‬

أعلن زيناوي قبول حكومته طلب وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية بأن يتفقد فريق فني مشروع سد الألفية العملاق والذي يقام علي النيل الأزرق،‮ ‬كما أعلن أيضاً‮ ‬تأجيل التصديق علي الاتفاقية الإطارية حتي انتخاب حكومة جديدة في مصر‮.‬

ولم تأت هذه الاستجابة السريعة من رئيس الحكومة الإثيوبية من فراغ‮ ‬وإنما تقديراً‮ ‬لحزب الوفد الذي أطلق دعوته الوطنية قبل أيام منادياً‮ ‬كل القوي الوطنية للمشاركة في تحرك شعبي يعيد التحام شعب مصر بالأشقاء في أفريقيا وجاءت الاستجابة الرائعة حافزاً‮ ‬لانطلاق أول تحرك للدبلوماسية الشعبية المصرية التي توجهت إلي أوغندا قبل أن تعود من إثيوبيا محملة بمسئوليات جسام،‮ ‬وجاء هذا التحرك استثماراً‮ ‬لأجواء ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير التي ساهمت في استرداد الشعب المصري لذاكرته التاريخية التي تضع العلاقات المصرية ـ الأفريقية في بؤرة الاهتمام الرسمي والشعبي‮.‬

وهناك كان تراث حزب الوفد حاضراً‮ ‬ليغذي المهمة بتجاربه السابقة،‮ ‬حيث كان حزب الوفد وتاريخه رافداً‮ ‬مهماً‮ ‬في أي تحرك سياسي شعبي في أفريقيا،‮ ‬وهذه الحقيقة أكدها رئيس وزراء إثيوبيا عند استقباله ومصافحته للدكتور السيد البدوي شحاتة،‮ ‬رئيس حزب الوفد،‮ ‬بقوله‮: »‬الوفد حزب قوي‮.. ‬وله تاريخ عريق‮«‬،‮ ‬هذا التقدير الكبير من زعماء وقادة أفريقيا كان محل ترحيب شديد من قبل رئيس حزب الوفد الذي أثني علي تأكيد زيناوي بأن إثيوبيا حريصة كل الحرص علي رفعة شعب مصر،‮ ‬ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون في بناء السد أي ضرر علي شعب مصر‮.. ‬بل قال زيناوي لرئيس حزب الوفد ومرافقيه‮.. ‬سيتم تشكيل لجنة من خبراء مصريين وإثيوبيين وسودانيين وخبراء أجانب لفحص مشروع سد الألفية وإذا انتهت اللجنة إلي عكس ما يعتقد فإنه علي استعداد فوراً‮ ‬لتصحيح هذا المشروع،‮ ‬وعودة إلي ذاكرة تحركات حزب الوفد علي المستوي الشعبي،‮ ‬لابد أن نقف قليلاً‮ ‬عند حركات التحرر الأفريقية التي كانت قد فرضت نفسها بقوة علي الساحة السياسية لانتزاع حقوق الشعوب الأفريقية في الحرية والاستقلال وأيدها الوفد إيماناً‮ ‬منه بحق جميع الشعوب في تقرير مصيرها‮.. ‬وسيراً‮ ‬علي خطي الوفد ونضاله من أجل الاستقلال احتضنت مصر منذ خمسينيات القرن الماضي قيادات التحرير الوطني في أفريقيا،‮ ‬وكانت الإذاعات المتجهة من القاهرة بمثابة‮ ‬غرف عمليات للكفاح الوطني الأفريقي،‮ ‬توجه منها قيادات المقاومة حركة النضال‮.‬

ولم تنس أفريقيا بعد حصولها علي الاستقلال الدور المصري،‮ ‬فوقفت الدول والشعوب الأفريقية تناصر مصر بقوة في مواجهتها لقوي العدوان حتي جاءت حقبة الانكماش المصري التي تخلي فيها نظام مبارك عن مسئوليته التاريخية تجاه الشعوب والدول الأفريقية وكانت النتيجة المؤسفة فتوراً‮ ‬أو توتراً‮ ‬في العلاقات المصرية ـ الأفريقية انعكس بآثاره السلبية علي العلاقات السياسية والاقتصادية والشعبية المصرية ـ الأفريقية‮.‬

هذا الانكماش بكل نتائجه جعل كل القوي الوطنية تتردد كثيراً‮ ‬في طرق أبواب القارة السمراء لاسترداد الدور المصري المفقود،‮ ‬ولإعادة العلاقات إلي ما كانت عليه قبل نظام الحكم الذي أسقطته دون رجعة ثورة شباب ميدان التحرير‮.‬

ولذا كان السيد البدوي،‮ ‬رئيس حزب الوفد،‮ ‬صادقاً‮ ‬وهو يعبر عن شعوره بالتردد والخوف قبل إطلاقه مبادرة الوفد التاريخية التي استهدفت في المقام الأول تصحيح ما أفسده النظام السابق وإعادة اكتشاف العلاقات الأفريقية ـ المصرية من جديد لتحقيق مصلحة مصر التي ينبغي أن تكون دائماً‮ ‬فوق أي اعتبار أو نظام‮.‬

قال رئيس حزب الوفد‮: »‬ترددت كثيراً‮ ‬قبل المجيء لإثيوبيا،‮ ‬ولكن ما إن وطئت قدمي أرض المطار وجدت مشاعر الحب والصداقة من كل من استقبلني‮«.‬

وأكد الدكتور البدوي أنه لم يكن يتوقع كل هذه النتائج الإيجابية التي حققها وفد الدبلوماسية الشعبية بزيارته لأوغندا وإثيوبيا،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أنه لمس منذ وصوله وزملائه أعضاء الوفد من مختلف القوي الوطنية ترحيباً‮ ‬شديداً‮ ‬بالوفد من كل المسئولين وقد وضح ذلك بجلاء خلال زيارته لإثيوبيا،‮ ‬حيث استقبل الوفد استقبالاً‮ ‬رسمياً‮ ‬وشعبياً‮ ‬حاراً،‮ ‬أعلن خلاله المسئولون وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والمجلس الاتحادي تأكيدهم علي أن إثيوبيا لن تفعل أبداً‮ ‬ما يضر بمصالح شعب مصر،‮ ‬ولا تقبل بأي ضرر يقع علي المواطن المصري‮.‬

وأكد الدكتور البدوي أن هذه الإنجازات التي تحققت تعود بشكل رئيسي إلي الروح الجديدة التي أرستها ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير التي جعلت العالم ينظر إلي مصر نظرة جديدة ولديه رغبة في دعم الشعب المصري‮.‬

وشدد رئيس حزب الوفد علي أهمية العمق الأفريقي لمصر،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلي أن وفد الدبلوماسية الشعبية جاء إلي إثيوبيا ليقول للجميع‮: ‬إننا أصدقاء وأفارقة،‮ ‬ولنعيد معاً‮ ‬بناء العلاقات والصداقة المصرية ـ الإثيوبية،‮ ‬لأننا جميعاً‮ ‬كدول حوض النيل نشرب من نهر واحد،‮ ‬وأشار د‮. ‬السيد البدوي إلي أن الزيارة ركزت أيضاً‮ ‬علي التعاون بين رجال الأعمال في البلدين،‮ ‬وذلك بهدف دعم العلاقات الاقتصادية بين الشعبين،‮ ‬وأوضح البدوي للإعلام الإثيوبي أن مصر وإثيوبيا بدأتا علاقة جديدة قائلاً‮: ‬الشعب الإثيوبي مثله كالشعب المصري ومن المهم أن ينعما بالرفاهية والازدهار‮.‬

وأشاد البدوي بالحفاوة التي لاقاها وأعضاء الوفد المصري قائلاً‮: »‬شعرنا بأن الانطباعات التي زرعها النظام السابق في أذهاننا لم تكن صحيحة وتيقنا من أن الشعب الإثيوبي له نفس طبيعة الشعب المصري،‮ ‬وأنه لن يفعل أي شيء يضر بمصر‮«.‬

وتعبيراً‮ ‬عن سعادته بما حققته الزيارة من إنجاز،‮ ‬قال مصطفي الجندي،‮ ‬مساعد رئيس حزب

الوفد منسق الرحلة‮: ‬إن ثورة مصر هي التي حصدت نتائج هذه الزيارة التاريخية،‮ ‬وأضاف‮: ‬أشعر اليوم بأن شهداء مصر هم أبطال هذه الأحداث،‮ ‬وهم سبب حصول مصر علي هذه المكاسب،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أن الرحلة حققت كثيراً‮ ‬من الضغوط،‮ ‬وأعادت مصر مرة أخري إلي أحضان أشقائها في القارة،‮ ‬لافتاً‮ ‬هنا إلي ما أكد عليه رئيس وزراء إثيوبيا بقوله‮: »‬إن مصر عندما تكون عظيمة تكون أفريقيا عظيمة،‮ ‬وأننا نسعد باتباع مصر،‮ ‬وسوف نستعيد كثيراً‮ ‬من عودتها القوية،‮ ‬وأوضح الجندي أن الوفد لم يأت إلي أفريقيا من أجل بحث ملف المياه وإنما عن وضع دستور جديد لإعادة صياغة العلاقات بين شعوب القارة عبر دستور يساعد كل مواطن في دول حوض النيل في أن يحصل علي حقه في المياه والكهرباء بالعدل والميزان،‮ ‬لأن مصيرنا واحد‮.‬

وعبرت مارجريت عازر،‮ ‬مساعد رئيس حزب الوفد،‮ ‬عن سعادتها بنجاح المهمة،‮ ‬أو كما قالت‮: ‬سعادتي لا توصف بما حققته اليوم الدبلوماسية الشعبية التي أثبتت أنها تستطيع تصحيح أخطاء كثيرة سقط فيها النظام السابق‮.‬

وقال معتز صلاح الدين،‮ ‬المنسق الإعلامي للوفد الشعبي‮: ‬من اليوم ستكون دول حوض النيل وحدة واحدة تحقق للقارة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة،‮ ‬والتي يعيد مصر إلي الجذور الأفريقية‮.‬

إلي ذلك أكد أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية علي أهمية مثل هذه التحركات التي تعيد مصر من جديد إلي أحضان أشقائها أفريقياً‮ ‬وعربياً‮.‬

وينبه عبدالحكيم جمال عبدالناصر إلي أهمية حماية العلاقات المصرية الأفريقية من الدسائس والمؤامرات،‮ ‬داعياً‮ ‬إلي التأكيد دائماً‮ ‬علي أهمية ترابط المصالح‮.‬

واعتبر حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية توصل وفد الدبلوماسية الشعبية إلي تفاهم استراتيجي قائم علي التعاون واحترام المصالح المتبادلة بين الشعبين الإثيوبي والمصري أحد أهم أسس نجاح الزيارة،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أن أهمية القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة الإثيوبية بشأن السد المزمع بناؤه،‮ ‬وقال‮: ‬إن هذا الوفد أثبت أنه قادر علي إنجاز ما أخفقت فيه الدبلوماسية الرسمية في عهد الرئيس المخلوع‮.‬

ودعت الإعلامية بثينة كامل،‮ ‬المرشحة للرئاسة،‮ ‬إلي التعامل بحرص مع مسألة مياه النيل والامتناع عن المبالغة أو التهوين في هذا الموضوع،‮ ‬نحن في عصر الأفعال وليس الأقوال‮.. ‬ولابد أن يكون لكل منا أمينا في سرد الوقائع،‮ ‬وأن يتيح للمختصين قول الحقيقة‮.‬

ولفتت الكاتبة سكينة فؤاد،‮ ‬نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية،‮ ‬إلي أن أرض القارة السمراء مازالت صالحة لبذور التعاون والتقارب والعودة مجدداً‮ ‬إلي أحضان أفريقيا،‮ ‬مستدلة علي ذلك بالاستقبال الدافئ لوفد الدبلوماسية الشعبية المصرية علي المستوي الرسمي والشعبي‮.‬

وأضافت‮: ‬إن ما استمعنا إليه من المسئولين في إثيوبيا أكد دورمصر ومكانتها وأن هؤلاء كانوا ينتظرون عودة وجه مصر الحقيقي بعد كل هذه السنوات من البعاد والجفاء‮.‬

ووصف جورج إسحاق،‮ ‬القيادي بحركة كفاية،‮ ‬يوم تحقيق هذا الإنجاز التاريخي في العلاقات المصرية ـ الأفريقية بأنه يوم فرح وابتهاج ونصر،‮ ‬وقال‮: ‬صححنا ما وقع فيه النظام السابق في أخطاء مخجلة وتحدثنا عن حقوق مصر بقوة دون ضعف وكانت الاستجابة كاملة علي أساس المساواة وليس علي أساس تعالي طرف علي آخر‮.‬

وطالب الدكتور محمد أبوالغار والدكتورة كريمة الحفناوي بطي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة،‮ ‬مشيرين إلي أن جميع المواطنين في دول حوض النيل لهم حقوق واحدة في التنمية والماء والكهرباء،‮ ‬وأكد طارق‮ ‬غنيم سفير مصر في أديس أبابا علي أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا لا يمكن أن نبنيها علي موضوع واحد،‮ ‬لأننا حضارتان متقاربتان وعشنا معاً‮ ‬فترات طويلة‮.‬

وشدد‮ ‬غنيم علي دور الكنيسة المصرية في تنمية العلاقات بين البلدين،‮ ‬ووصف القس سيدارك الأنبا بيشوي ممثل الكنيسة القبطية المصرية في إثيوبيا ما تحقق في الرحلة بأنه إنجاز كبير لشعب يشعر باحتياجاته،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أن الشعب المصري يمكنه صنع المنجزات بالديمقراطية والحرية الكاملة،‮ ‬يذكر أن وفد الدبلوماسية الشعبية ضم عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من ممثلي القوي الوطنية والأحزاب السياسية من بينهم علاء عبدالمنعم القيادي بحزب الوفد والسفير عبدالرؤوف الريدي والمستشار هشام بسطويسي وممثلين عن شباب ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير ودارت علي هامش الرحلة حوارات مهمة بين المسئولين الإثيوبيين والمشاركين في وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية‮.‬